قبل البدء بالموضوع :
أرجو من الجميع مراجعة الرابط التالي الذي يحدد صيغة الحوار بيننا
( https://www.ebnmaryam.com/vb/t180457.html )
الموضوع التالي طويل بعض الشيء فقد أحببت أن يكون شاملاً بعض الشيء وقد استغرق مني عدة أيام, ولذلك أنا لا أطالب أي أحد برد سريع, بل أطلب القراءة بتمهل وفهم وتسجيل الملاحظات والاعتراضات على أي فقرة. طبعاً أتمنى أن يكون الرد منطقياً وحيادياً ومركزاً قدر الإمكان مع ذكر المراجع والمصادر لكي يتسنى لي مراجعتها.
من لديه أي سؤال خارج عن الموضوع فإن أمكنني إجابته برد سريع سأفعل أما إن كان يحتاج إلى بحث ورد طويل فسنؤجله مؤقتاً إلى أن أعمل بحثاً حوله ثم يمكنني الرد.
الموضوع عبارة عن بحث وتجميع لبعض الأبحاث الأخرى حول تحريف الكتاب المقدس (بتصرف),
وأنا أعتذر مسبقاً عن أي كلمة يمكن أن تكون جارحة, ولعلم الجميع أن قصدي ليس التجريح لا سمح الله بل هو الإجابة على الأسئلة التي قمتم أنتم بطرحها. وكما قلت سابقاً إن لم نتفق فليس بالضرورة أن
الجزء الأول :مطلوب من الإخوة المسلمين قراءة التفاسير للآيات التالية من كتب تفسير معترف بها عندكم:
1- " فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ " يونس 94
تفسير الجلالين: ("فَإِنْ كُنْت" يَا مُحَمَّد "فِي شَكّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إلَيْك" مِنْ الْقَصَص فَرْضًا "فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب" التَّوْرَاة "مِنْ قَبْلك" فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُوك بِصِدْقِهِ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل" "لَقَدْ جَاءَك الْحَقّ مِنْ رَبّك فَلَا تَكُونَن مِنْ الْمُمْتَرِينَ" الشَّاكِّينَ فِيهِ)
2- "وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ" البقرة 41
تفسير الجلالين: ("مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ" مِنْ التَّوْرَاة بِمُوَافَقَتِهِ لَهُ فِي التَّوْحِيد وَالنُّبُوَّة...)
3- "وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَبَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" البقرة 53
4- "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّبِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" البقرة 62
5- "الَّذِينَ آتَيْنَهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" البقرة 121
6- "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُل " البقرة 285
7- " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ..." البقرة 146
8- " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ..." الأنعام 20
9- " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9
10- "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَبَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ" آل عمران 3، 4
لقد شهد الله بنفسه بأن الإنجيل قد نزل هدى للناس، وأنه هو من أنزله... أفيبطل الله ما أنزله سابقاً لأنه جاء بقوانين جديدة مغايرة لما سبق – حاشا -
11- "إِذْ قَالَتِ الْمَلَئِكَةُ يَمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ المقربين" آل عمران 45
12- "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَمَةِ" آل عمران 55
13- "يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَرِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّلِحِينَ" آل عمران 114
14- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَبِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَبِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بعيدا" النساء 136
"وبالكتاب الذي أنزل من قبل" أي التوراة والإنجيل, ونلاحظ أن هذه الآية تكررت في القرآن في سورة المائدة 68 ، 46 ، 47 ، 44 .
15- "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّنِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَبِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَفِرُونَ" المائدة 44
وتفسير كلمة الذين أسلموا في الآية السابقة يقول المفسرون أنهم الأنبياء الذين اسلموا حياتهم لإرادة الله وليس الذين اعتنقوا الإسلام لأن في ذاك الوقت لم يكن هناك الدين الإسلامي وهذا الكلام موجود في كتاب معاني القرآن لعبد الله يوسف علي ص261 ترجمة للغة الإنجليزية. والإمام عبد الله في نفس الكتاب ص 261 يقول في تفسيره استحفظوا عليه أي الذين استؤمنوا على حفظ كتاب الله والشهادة لصحته.
16- "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَرِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" المائدة 46
17- "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ" المائدة 47
18- "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَبَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَبِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فأحكم بينهم بما أُنزل الله " المائدة 48
وهي إحدى الآيات التي تشهد أن القرآن نفسه يحفظ الكتاب المقدس من التحريف.
في كتاب الإمام عبد الله يوسف على (معاني القرآن: مترجم إلى اللغة الإنجليزية) صفحة 263 يفسر (مهيمناً عليه) أي حافظاً له من التحريف في كتابه. ويفسر البيضاوي قوله (ومهيمناً عليه) أي رقيباً على سائر الكتب ليحفظه من التغيير ويشهد له بالصحة والثبات. إذاً القرآن نفسه يشهد أن الكتاب المقدس كلام الله وإذن لا يمكن تحريفه.
19- "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَبِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ" المائدة 68
20- "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّبِئُونَ وَالنَّصَرَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" المائدة 69
21- "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَرَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" المائدة 82
22- "وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ" المائدة 110
23- "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ" التوبة 111
24- "لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ" يونس 64
25- "فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَبَ مِنْ قَبْلِكَ" يونس 94
26- "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" النحل 43. فهل يأمر الله هنا بالرجوع إلى كتاب محرف؟
27- "ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ" مريم 34
28- "وَمَا أَرْسَلْنَا من قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" الأنبياء 7
كلمة الذكر تعنى الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل), إذاً القرآن يشهد أن الكتاب المقدس هو ذكر من عند الله.
29- "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَبَ" العنكبوت27
30- "وَلَا تُجَدِلُوا أَهْلَ الْكِتَبِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا والذي أنزل إليكم " العنكبوت 46
إذاَ الإنجيل كلام الله منزل إلى أنبياءه .
31- "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَبَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرء ِيلَ" السجدة 23
32- "وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسرْء ِيلَ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَهُمْ مِنَ الطَّيِّبَتِ وَفَضَّلْنَهُمْ عَلَى الْعَلَمِينَ" الجاثية 16
33- "ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ" الفتح 29
1-*** فعلاً آيات كثيرة وكلها تشهد بأن الكتاب المقدس منزل من عند الله, وهل كلام الله يتغير؟ وفي سورة يونس 64 يقول لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم وسورة الأنعام 34 ولا مبدل لكلمات الله. فالكتاب المقدس كلام الله وكتاب الله فكيف يتبدل ويتغير. فإذن أي مسلم يطعن في الكتاب المقدس وتحريفه إذاً يطعن في القرآن نفسه على رأى واحد. فإذا سلَّمت بهذا بأن هناك تحريف في الكتاب المقدس لزم أن تسلّم أيضا بتغيير القرآن أيضاً لأن ما جاز علي الإنجيل والتوراة (الذكر كلام الله الذي لا يتبدل) يجوز عليه, وإذا استطاع الناس تغيير كلام الله (التوراة والإنجيل) ، فهم يقدرون على تغيير القرآن أيضاً لا محالة كما صرح الإمام الرازي.
2-*** وكون القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، فهذا يعني صحة الإنجيل والتوراة وسلامتهما من التحريف, وإلا فإنه يستحيل على المسلم أن يؤمن بأن القرآن نزل مصدقاً لكتاب محرَّف. كذلك لو كان التوراة والإنجيل قد لحقهما التحريف، ما كان يأمر قائلاً: "وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيه" . وواضح للجميع أن الكتاب كان موجوداً بين أهله قبل محمد وفي زمن محمد. أما من يقول أن الإنجيل لم يكن موجوداً أصلاً فعن أي كتاب كان القرآن يتحدث في الآية السابقة وغيرها إذاً.
3-*** أليس من البيّن والجلي أنه إذا وُجد آية في كتاب يهودي أو مسيحي كائن من كان تأمره بانتظار نبي من جزيرة العرب اسمه أحمد لكان بكل سرور اندمج في سلك الصحابة والتابعين. وعدا ذلك نقول إن محمد لم يلبث زمناً طويلاً حتى بات ذا سلطان وجنود وبيت مال? كان الأقرب إلى العقل أن النصارى واليهود الذين في بلاد العرب على الأقل لو كان في كتابهم أخبار عنه أو آيات لكانوا أسرعوا بها إليه والنسخة في أيديهم تزلّفاً إليه, إن لم يكن حباً في الدين فحباً في الدنيا, ولكان محمد وأتباعه يحرصون الحرص كله على كل تلك النسخ التي شهدت له, عوضاً عن أن يحذفوا من كتابهم تلك الأخبار ويعرّضوا أنفسهم بغير داعٍ لحرب لا قِبل لهم بها.
4-*** وأيضا أين هي النسخة الغير محرفة التي يستندون إليها والتي يقارن بها (إن البينة على من أدعى). تقول إن كتابنا مُحرَّف، فأين الكتاب الصحيح الذي من خلاله استطعت أن تُجزم أنه ليس الصحيح؟ هل حُرِّف الكتاب كلُّه وكُتب آخر جديد؟ أم هل تحرف جزء منه؟ أم هل تحرفت عدة آيات؟ إذاً أين هي؟ هل يمكنك أن تشير إليها حتى يمكننا البحث وإجلاء الحقيقية؟
5-*** وفوق كل ذلك إن ترجمات الإنجيل والكتاب المقدس بشكل عام انتشرت منذ القدم في كل العالم وبجميع اللغات وقبل أن يأتي الإسلام فمن يستطيع أن يجمعها ويحرفها ويعيد نشرها؟ ولصالح من حرفها؟ ألم توجد فرقة مؤمنة أو حتى مؤمن واحد تمسك بالإنجيل السليم ولم يرضى بتحريفه؟
مع العلم أن سكان آسيا الصغرى وسوريا واليونان ومصر والحبشة وشمالي أفريقيا وإيطاليا قد اعترفت بالمسيح, بل وأكثر من ذلك فإن كثيرين في جزيرة العرب وبلاد فارس والأرمن والقوقاز والهند وفرنسا وأسبانيا والبرتغال وانكلترا وألمانيا قد قبلوا المسيحية أيضاً? ولهذه البلاد لغات مختلفة تُرجم الكتاب إلى كثير منها، فقد تُرجم إلى الطليانية والأرمنية والأشورية والقبطية والكوشية والقوطية والقوقازية, وعدا هذه كانت التوراة موجودة في الأصل العبراني والعهد الجديد موجوداً في الأصل اليوناني? وتُرجمت التوراة كلها إلى اليونانية? وتُرجم كثير منها إلى الآرامية من قبل ميلاد السيد المسيح.
6-*** هل يقبل اليهود أن يقوم المسيحيون بتحريف التوراة؟ وطبعا العكس صحيح هل نرضى أن يقوم اليهود بتحريف الإنجيل؟ أم أن كل اليهود وكل المسيحيين اجتمعوا لكي يحرفوا الكتاب ووقف الله مكتوف الأيدي (حاشا) من هؤلاء المحرفين ؟؟؟ أنت تؤمن أن التوراة والإنجيل تنزيل العلي حسب القرآن، فالله سبحانه هو مصدره، مؤلفه ومرسله, فهل يعقل أن يدع أحداً يمسه أو يحرفه؟ ودعني أصدقك مؤقتاً أن الكتاب المقدس حُرف فيعنى هذا أن الله أنزل التوراة وتبدل والله أنزل الزابور وتبدل والله أنزل كتب الأنبياء وتبدل والله أنزل الإنجيل على عيسى وتبدل وبعده جاء على القرآن وتقول لم يتبدل فكيف أثق في الله بعدما بدل أربع كتب (حاشا), هذا ليس معقولاً أبداً, حاشا لله العظيم القدرة أن يترك كلمته للتحريف.
7-*** ولو حرف اليهود الكتاب المقدس فلماذا لم يزيلوا كل آيات اللعنات والويلات الموجهة إليهم باعتبارهم (شعب صلب الرقبة)؟ بل ولكانوا استأصلوا من التوراة الآيات والنبوات التي تتحدث صراحة عن صلب المسيح وموته وقيامته، وما أكثرها ومنها مزمور 22 وإشعياء 53 بالكامل.
8-*** كما لا يُعقل أن يكون المسيحيون هم الذين زوروها، لأنهم في هذه الحالة كانوا سيصطدمون مع أعدائهم التقليديين اليهود، وغني عن البيان ما بين النصارى واليهود من العداوة القديمة وما بين طوائف النصارى من الاختلاف المذهبي. أما بالنسبة لأسفار العهد الجديد، نقول إن الخلافات العقائدية والمذهبية بين الكنائس من أول عهدها كانت تقف مانعاً هائلاً إزاء محاولة أي فريق منهم القيام بهذه الفعلة الآثمة. مما لا يتصور معه جمع كلمتهم والتآلف بين آرائهم على تغيير كتابهم, ولو فرضنا أنه أمكن ذلك بين يهود ونصارى جزيرة العرب فلا يمكن تعميمه في كل جهات العالم? وكانت تقع تلك الفئة الباغية تحت سخط الجمهور في كل مكان. وحدة العهد القديم والجديد وترابطهما الشديد يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب في تحريف العهد الجديد أن يحرف أيضاً العهد القديم ليجعله مطابقا له... وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود وهم يرون كتبهم تحرف أمام أعينهم؟ لماذا لم يملئوا العالم صياحا ويشهدوا على زمان التحريف ومكانه؟
9-*** وإن فرضنا المستحيل وقلنا بل اتفقوا كلهم وغيروا كتابهم وجردوا صحائفه من السيرة المحمدية? فماذا عسانا نقول عن النسخ التي اكتُشفت بعد عصر محمد ويرجع تاريخها إلى ما قبله ? فمن يا ترى غيَّر هذه أيضاً وهي تحت الأرض مخفية مع الآثار القديمة? ثم إن للمسيحيين مؤلفات دينية تفوق الحصر تشتمل على اقتباسات في مواضيع مختلفة من الكتاب المقدس? فهل راجع المتواطئون هذه المؤلفات أيضاً ونقحوها من سيرة محمد?
10*** ثم نقول لو فرضنا أن فريقاً من اليهود أو النصارى غلت مراجل الحقد والتعصب في قلوبهم ضد الإسلام فتواطئوا معاً واجتمعت كلمتهم أن يحذفوا من التوراة والإنجيل كل ما يتعلق بمحمد, فماذا يكون رأيك في بقية المسيحيين واليهود المتفرقين في كل أنحاء العالم? فإنهم بدون شك يرفضون أعمال تلك الجمعية الشيطانية? ويرفضون الكتاب المزور خوفاً من أن يشتركوا في جريمتهم العظيمة. ومالنا ولهذا الفرض, ففي وقائع التاريخ ما يغنينا عنه, لقد حدث قبل محمد بزمن طويل أن الهراطقة سعوا كثيراً? لكنهم عجزوا أخيراً عن أن يحرفوا العهد الجديد على وفق مبادئهم? وهذا يدل على عدم إمكانية هذا المشروع, وحاول رجل من أهل العصور الأولى اسمه ماكرون أن يحذف الإصحاحين الأولين من بشارة لوقا فلم يفلح.
11*** ولزيادة الشرح نقول : ما الفائدة التي كانت ترجوها اليهود والنصارى من وراء هذه الفعلة المحرمة? وكلٌّ يعلم بحكم العقل والنقل عظم جريمة تحريف الكتب الإلهية? وقد ورد في العهد الجديد ذكر دينونة هائلة تحيق بمن يحذف أو يزيد شيئاً على ما هو مكتوب في الكتاب:
" إِذا زادَ أَحَدٌ علَيها شَيئًا زادَه اللهُ مِنَ النَّكَباتِ المَوصوفَةِ في هذا الكِتاب. وإِذا أَسقَطَ أَحَدٌ شَيئًا مِن أَقْوالِ كِتابِ النُّبوءَةِ هذه، أَسقَطَ اللهُ نَصيبَه مِن شَجَرَةِ الحَياةِ ومِنَ المَدينَةِ المُقَدَّسَةِ اللَّتَينِ وُصِفَتا في هذا الكِتاب. " رؤيا يوحنا 22: 18 و19
" لِأَن تَزولَ السَّماءُ والأَرضُ أَيسرُ مِن أَن تَسقُطَ نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ الشَّريعَة. " لوقا 16: 17
" السَّماءُ والأَرضُ تَزولان، وكلامي لن يَزول." متى 24 :35
" الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن يَزولَ حَرْفٌ أَو نُقَطَةٌ مِنَ الشَّريعَة حَتَّى يَتِمَّ كُلُّ شَيء، أَو تزولَ السَّماءُ والأَرض." متى 5: 18
" فكُلُّ ما كُتِبَ هو مِن وَحيِ الله، يُفيدُ في التَّعْليمِ والتَّفنْيدِ والتَّقْويمِ والتَّأديبِ في البِرّ، لِيَكونَ رَجُلُ اللهِ كامِلاًَ مُعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صالِح. " رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16 و17
وورد مثل ذلك في العهد القديم :
" بِكُلِّ ما أَنا آمُركم بِه تَحرِصونَ أَن تَعمَلوه، لا تَزِدْ علَيه ولا تَنقصْ مِنه. " تثنيه 13: 1
" لا تَزيدوا كَلِمةً على ما آمُرُكم بِه ولا تَنقصوا مِنه، حافِظينَ وَصايا الرَّبِّ إِلهِكمُ الَّتي أَنا أُوصيكُم بِها " تثنية 4 :2
" العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي وأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنا فتَبْقى لِلأَبَد " إشعياء 40 : 8
" فقالَ لِيَ الرَّبّ: قد أَحسَنتَ فيما رأَيتَ، فإِنِّي أنا ساهِرٌ على كَلِمَتي لِأَصنَعَها " إرميا 1 : 12
وفضلاً عن كونهم لا يستفيدون شيئاً بل يخسرون رجاءهم فإنهم يعلمون أنهم بتحريفهم كتابهم لا يضرون أنفسهم فقط بل يضرون أولادهم وأحفادهم وهلم جرا. وبهذا فلا يوجد سبب واحد يدعو المسيحيين أو اليهود لتحريف الكتاب المقدس الذي سفكوا دمائهم من أجل الحفاظ على الإيمان الموجود به.
12*** وعدا ذلك فإنه نبغ في العالم مؤرخون عظماء بين النصارى واليهود والمسلمين في عصر محمد وقبله وبعده وسجلوا في مؤلفاتهم حوادث الزمان, وبالاطلاع على كتبهم لم يعثر أحد في التاريخ على أن أحد منهم دل على حذف شيء من الأسفار المقدسة سواء فيما يتعلق بمحمد أو بغير محمد. بل على العكس فقد شهدوا بصحة المعلومات التي فيه, وأشهرهم:
• شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودي في القرن الأول الميلادي في كتابه العاديات والآثار.
• شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الروماني في القرن الأول الميلادي في كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
• شهادة ثالوس المؤرخ السامري في القرن الأول الميلادي.
• شهادة التلمود اليهودي عن شخصية السيد المسيح.
• تقرير بيلاطس البنطى إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
• صورة الحكم الذي نطق به بيلاطس البنطى على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي.
13*** ولو فرضنا جدلاً أن كل كتبنا أُحرقت عن آخرها بحيث لم يبق كتاب واحد, لكان المحروق هو الورق فقط, ولكانت كلمة الله هي الباقية, وهذا ما تعنيه الآية " العُشبُ يَيبَسُ وزَهرُه يَذْوي وأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنا فتَبْقى لِلأَبَد ", تبقى وتثبت بوسائط كثيرة, منها أن كثيرين من المسيحيين في كل عصر شغفوا بالكتاب المقدس حتى استظهروا أهم أجزائه, لا سيما المزامير وأسفار العهد الجديد, إضافة إلى أن الكتاب المقدس وخاصة الإنجيل يقرأ في كل صلاة وفي كل يوم من أيام الصوم سواء الكبير أو الميلاد أو شهر العذراء وغيرها, إضافة إلى دارسي الكتاب المقدس وما أكثرهم, وعليه لا يمكن أن نتصور تلاشي الكتاب من الأرض والمسيحيون على ظهرها, فلو حتى أحرقت كل نسخ التي بالعالم أجمع فمن اليسير جداً تدوينها مرة أخرى لأن هنالك الآلاف أو الملايين يحفظونه عن ظهر قلب , ومن يرد تحريفه بزيادة أو نقصان عليه تغيير ما بصدور كل هؤلاء... وهذا هو المستحيل بعينه.
14*** وفي هذا قال الأستاذ أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام الجزء الأول ص358 قال ذهبت طائفة من أئمة الفقه والحديث والكلام أن التبديل وقع في التأويل لا في التنزيل وفى حجة هؤلاء أن التوراة قد طبقت مشارق الشمس ومغاربها قبل نزول محمد ولا يعلم كم عدد نسخها إلا الله ومن الممتنع أن يقع التواطؤ على التبديل والتغيير في تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقى في الأرض نسخة إلا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهج واحد وهذا ما يرفضه العقل ويشهد ببطلانه. فإذن لا يمكن في مكان في العالم ولا أي لغة من لغات العالم ولا أي شخص من العالم أن يستطيع التحريف.
15*** - لقد دافع فخر الرازي (543-606هـ)، أحد مشاهير أئمة الإسلام عن صحة الكتاب المقدس وسلامة نصّه، فقال ص327: [كيف يمكن التحريف في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهورة في الشرق والغرب؟ وكيف يمكن إدخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس؟.. إن الكتاب المنقول بالتواتر لا يتأتى تغيير اللفظ، فكل عاقل يرى أن تغيير الكتاب المقدس كان متعذراً لأنه كان متداولاً بين أناس كثيرين مختلفي الملل والنحل. فكان في أيدي اليهود الذين كانوا متشتتين في أنحاء الدنيا، بل كان منتشرا بين المسيحيين في أقاصي الأرض... ]
وكذلك في ص132، 133 يقول : [إن تحريف التوراة والإنجيل ممتنع لأنهما كانا كتابين بلغا من الشهرة والتواتر إلى حيث يتعذر ذلك فيهما]
الجزء الثاني :نأتي إلى التأكيد العلمي وهو أن هناك حقيقة علمية أكيدة تشهد بصحة الكتاب المقدس وهي شهادة علم الآثار وهو علم لا يكذب على حد علم الجميع :
يوجد نسخ خطية للكتاب المقدس وهى تعتبر نسخ أثرية قديمة حدد عمرها علماء (وليس رجال دين) وهي محفوظة حتى اليوم, وإذا أراد أي شخص التأكد من ذلك فيمكنه أن يذهب إلى الأماكن التالية ليرى النسخ الأصلية للكتاب المقدس بنفسه:
أولاً-*** النسخة الفاتيكانية : في الفاتيكان التي يرجع تاريخها إلى 350 م أي قبل الإسلام بـ 300 سنة تقريباً وهي مثل النسخة التي بين أيدينا الآن بالضبط .
وهي واحدة من أقدم المخطوطات المكتشفة. كُتبت في مصر في أوائـل القرن الرابع بأمر الملك قسطنطين لكنها نُقِلت في زمن غير معروف إلى الفاتيكان بروما، وذُكِرت ضمن محتويات مكتبة الفاتيكان سنة 1475 م.
وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها كانت ملك مكتبة الفاتيكان بروما وقد نقلـت إلى باريس بعد غزو نابليون لإيطاليا ليقوم العلماء بدراستها. وقام بدراستها العلماء من عام 1809 حتى سنة 1815 .والآن عادت إلى الفاتيكان. وتتألف هذه النسخة من 820 صحيفة وهى تحتوى الآن على نحو 700 ورقة، تشمل كل الكتاب، ولو أنه فُقِـدت منها الأجزاء من تكوين 1-46، مزمور 105- 137، وكل الإصحاحات التالية لعبرانيين 9: 14...
ويرجح الخبراء بأنها كتبت بعد منتصف القرن الرابع للميلاد .
ملاحظة : أمر الإمبراطور قسطنطين بنسخ (كتابة) خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الإمبراطورية ويُعتقَد أن كلاً من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطـة السينائـية منها
ثانياً-*** النسخة السينائية : CODEX SINAITICUS - يرجع تاريخها إلى 340م (ليس قبل 325م لأن بها قوانين يوسابيوس ولا يمكن أن تكون قد كتبت بعد 360م لأن بها إشارات إلى آباء *********
هذا المخطوط يضم التوراة اليونانية, وهو المخطوط الذي كتبه أسبيوس أسقف قيصرية عام231 ميلادية,
موجودة في المتحف البريطاني في لندن ، وتحوى كل العهد الجديد ما عدا ( مرقس 16: 9- 2. ، يوحنا 7: 53- 8: 11) أكتشف هذه النسخة في دير سان كاترين المقام على سفح جبل سيناء
وكان العالم الألماني يدعى " قسطنطين تشندرف Constantin Tischendorf " في زيارة الدير سنة 1842 بحثا عن هذه النسخة الأثرية الذي كرس عمره لاكتشاف مخطوطات الكتاب المقدس القديمة ودراستها وبعد عدة أسابيع من البحث دون جدوى، عثر تشندروف في سلة للمهملات في دير جبل سيناء بعض الرقوق المعدة للحـريق، وكانت مغطاة بمخطوط أنيق ومضبوط أكثر من أي مخطوط آخر رآه من قبل. فأخذ منها 43 قطعة، كما تمكن من نقل سفري إشعياء وإرميا عام 1844 م تحوى أكثر من نصف العهد القديم . ثم زار الدير مرة ثانية سنة 1853 فوجد أجزاء لم يكن قد رآها من قبل، وهي جزء من سفر التكوين , وأخيراً عاد مرة ثالثة سنة 1859 مزوداً بأمـر من إمبراطور روسيا الأرثوذكسي مما سهل مأموريته هذه المرة، فعثر علي القسـم المتبقي من هذه النسخ، وهي عبارة عن 346 قدمها له أحد الرهبان لفة ضخمة وجدها تحتوي على العهد الجديد بأكمله ، وأجزاء من العهد القديم صفحة كانت مخبأة في قبـو. ولقد طبعت نسخة العهد الجديد التي اكتشفت في روسيا . فأشترى الكل بمبلغ 6750 دولار ونقلها إلى بتروغراد
وسلمها الدير هدية لقيصر روسيا عام 1859 م . . ولما قامت الثورة الشيوعية ، عرضت النسخة للبيع . فاشتراها المتحف البريطاني بمبلغ نصف مليون دولار في 24 ديسمبر 1933 أي يوم عيد الميلاد سنة 1933 م وكان هذا يمثل أكبر مبلغ دفع في كتـاب على الإطـلاق لغاية هذا التاريخ. ولازالت تلك المخطوطة موجودة في المتحف البريطاني إلى يومنا الحاضر .
والنسخة السينائية الأصلية الكاملة يرجح أن عدد صفحاتها كان 730 صفحة أحرق الرهبان بسبب جهلهم منها 340 صفحة ولم يبق الآن سوى 390 صفحة
ويقول العلماء بأنها كتبت في القرن الرابع أو في بداية القرن الخامس للميلاد .
وقد كتبت النسخة السينائية في أربعة أعمدة
ثالثاً-*** النسخة الإسكندرية: CODEX ALEXANDRINUS وتعود كتابتها إلى 450 م (ما قبل الإسلام بـ 200 سنة) وموجودة في المتحف البريطاني
وتقول الموسوعة البريطانية أنها من المخطوطات القديمة ، وتحوى كل الكتاب المقدس تقريباً .
وكان بطريرك الإسكندرية كيرلس لوسر Cyril Lucar نقل إلى القسطنطينية Constantinople سنة 1621 م فيما يعتقد أن نسخة الإسكندرية كانت معه , وقد أرسل هذه المخطوطة كهدية إلى ملك بريطانيا جيمس الأول , واليوم أصبحت هذه المخطوطة فخراً للمتحف البريطاني , وعندما انفصلت المكتبة البريطانية عن المتحف البريطاني في سنة 1973 م وهى الآن بالمتحف البريطاني أصبحت هذه المخطوطة تعرض كتحفة في المتحف .
وكانت تحوي هذه النسخة على 820 صفحة بقى منها 773 صفحة ، وقد كتبت فيما بين نصف القرن الخامس ونهايته. وهي موجودة في متحف لندن .
رابعاً-*** النسخة الأفرايمية وترجع إلى 450م :
محفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس، ومكتوبة على أوراق كانت تحمل ميامر لمار افرام السرياني.
وقد كتب مخطوط النسخة الأفرايمية في القرن الخامس وقد صنفها أفرايم السرياني الذي عاش في القرن الرابع للميلاد ، وكانت هذه النسخة ملك عائلة مديتشي في فلورنسا ، ونقلتها كاثرين دي مديتشي إلى باريس في القرن السادس عشر ويمكنك لأي شخص الإطلاع عليها اليوم في المكتبة القومية بباريس وتحتوى على كل العهـد الجديد ما عدا مرقس 16: 9-20، ويوحنا 7: 53- 8: 11 كما تحتوى على أكثر من نصف العهد القديم.
خامساً-*** النسخة الأشورية The Khabouris Manuscript :
وهي معروفة باسم خابوريوس The Khabouris Manuscript وهى نسخة يرجع تاريخها للقرن الثاني الميلادي حوالي 165 وتحتوى على العهد الجديد فقط ( وكتب بداخلها أنها نسخت بعد اضطهاد نيرون بمائة سنة ، ومن المعروف أن اضطهاد نيرون حدث سنة 65م, وهذه النسخة كتبت على جلود الأغنام والغلاف من خشب الزيتون المطعم بالذهب ، وقد أكتشف هذا الإنجيل في نينوى ( الموصل بالعراق)
الإنجيل كتب باللغة الآرامية لسان يشوع الذي هو يسوع الناصري
وهذه النسخة نسخت بكتابة إسترانجلو القديمة ancient Estrangelo script ( إسترانجلو تعنى الكتابة التي تطورت في مدرسة إيديسا حوالي 100 ب.م التي كانت تعلم تعاليم المسيح )
واللغة الآرامية هي لغة السيد المسيح, ولم تكن اللغة العبرية تحتوى الحروف المتحركة ولهذا حدث تطور لهذه اللغة وأضيفت الحروف المتحركة لكل كلمة, وعرفت الكتابة العبرية المضافة إليها الحروف المتحركة بأسم إسترانجلو. وقد ترجمت هذه النسخة إلى اليونانية واللاتينية وغيرها بعد ذلك.
سادساً*** وهناك لفائف وادي القمران وسأذكر كاتب إسلامي يتكلم عنها وهو الأستاذ عباس محمود العقاد وأظن أنه كاتب مشهود كتب في كتاب الهلال في عدد ديسمبر سنة 1959 بعنوان : كنوز وادي القمران : ( إن هذه اللفائف الأثرية اكتشفت في كهوف وادي القمران بشرق الأردن وهى لفائف من 2000 سنة أي قبل الإسلام ما يزيد عن ستة قرون وتبين بعد تهيئة اللفائف المكشوفة للإطلاع فتبين ما تحويه من نسخة كاملة من سفر أشعياء وعدة كتب من الأسفار الأخرى وأنه لا توجد بينها وبين الكتب الموجودة بين أيدينا الآن أي اختلاف ولا تبديل ) ( كنا نظن أن هذا الاكتشاف سيثبت تحريف الكتاب المقدس الحالي ولكنه أثبت صحته وأثبت أنه لا اختلاف بينه وبين ما هو موجود بين أيدينا الآن )
فعباس العقاد الذي كتب عبقرية محمد وعبقرية المسيح هو الذي شهد .. وهذا عن شهادة الآثار .
سابعاً*** مجموعة مخطوطات العهد الجديد المدونة باللغة اليونانية
يبلغ الآن حوالي 250000 ( مائتان وخمسون ألف مخطوطة) للعهد الجديد في بلاد كثيرة ومن عصور مختلفة ويمكن تقسيم هذه المخطوطات تبعاً للغات التي كتبت بها - 5507 مخطوطة مكتوبة باللغة اليونانية وهى اللغة الأصلية التي كتب بها العهد الجديد , وأكثر من 14000 مخطوطة لباقي ترجمات للغات أخرى وأهم هذه اللغات التي كانت منتشرة في ذلك الوقت اللاتينية السريانية ( الآرامية) والقبطية والأرمينية وقد قسم العلماء المخطوطات المكتوبة باللغة اليونانية غلى ثلاث مجموعات .
1- المجموعة الأولى .. تضم مجموعة مكونة من 69 مخطوطة مكتوبة على ورق البردي ويرجع تاريخ أقدمها P52 أي بردية 52 إلى سنة 125م وتعد أقدم برديه على الإطلاق أما متزجر والاند فيقولون أنها ترجع إلى القرن الثاني الميلادي وأهميتها أن العلماء قالوا أن هذه الكلمات تعود إلى إنجيل يوحنا إصحاح 18 وهذه الكلمات مبتورة ولا تزيد عن 7-9 كلمات (حسب الدراسات السابقة لسنة 1995م) وأحدث مخطوطة في هذه المجموعة (P73) ترجع إلى القرن السابع الميلادي ونورد هنا أهم مخطوطاتها :
1 ً : مخطوطة جون رايلاندز (P5) اكتشفت هذه المخطوطة بصحراء الفيوم في مصر وذلك في سنة 1935م ويمكن الاطلاع عليها وهى محفوظة في مكتبة جون رايلاندز في بلدة مانشستر بانجلترا - وقام روبرتس CH Roberts خبير البرديات بالاشتراك مع خبراء آخرين بدراستها وأصدروا تقريراً وقالوا أنه طبقاً لأسلوب الكتابة الذي كتبت به المخطوطة لأن الأسلوب التي كتبت به هذه المخطوطة هو نفس الأسلوب التي كتبت به مخطوطات مقارنة في فترة ما بين 80- 130 م وقد أكد الكثيرين منهم أنها ترجع إلى مابين 85- 95م وترجع أهمية هذه المخطوطة إلى أنها تثبت وتبرهن على أن يوحنا تلميذ السيد المسيح هو كاتب الإنجيل الرابع أنجيل يوحنا لأنها تحتوى على ( يوحنا 18: 31-33) وبما أنها ترجع زمان كتابته إلى عصر كتابة يوحنا لهذا الإنجيل فهذا يدحض ادعاءات النقاد أن يوحنا ليس هو كاتب الإنجيل
2 ً : مخطوطة أكسفورد (P90) تشتمل هذه المخطوطة على جزء من إنجيل يوحنا (18: 36- 19 : 7) ويمكن للجمهور الاطلاع عليها في متحف أشمولين بأكسفورد ويرجع زمن كتابة هذه المخطوطة لسنة 150م .
3 ً : مجموعة بودمير اكتشفت هذه المجموعة بمصر سنة 1950م ويمكن الإطلاع عليها في مكتبة بودمير بجينيف بسويسرا وتتكون هذه المجموعة من خمسة مخطوطات تحتوى على جزء كبير من العهد الجديد والأناجيل وترجع إلى 150م.
1- مخطوطة (P66) الموجودة في متحف بودمر بسويسرا, في مجلد مكون من 146 ورقة ويوجد منها 100 ورقة كما يوجد بعض باقي أوراقها في متاحف أخرى - وتشمل هذه المخطوطة على أنجيل يوحنا بالكامل باستثناء بعض أجزاء من أوراقها تالفة (أول 11 عدد في الإصحاح 8) وطبقاً للدراسات التي أجريت عليها قال العلماء أنها ترجع زمن كتابتها إلى ما بين 125- 150م
2- مخطوطة (P72) وتشتمل على رسالتي بطرس الأولى والثانية وترجع إلى سنة 200م
3- مخطوطة (P73) وترجع إلى القرن السابع الميلادي وكتابتها رائعة وتشمل على جزء من الإنجيل للقديس متى ( متى 25: 43و 26: 2-3)
4- مخطوطة (P75) وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا وترجع زمان كتابتها لحوالي سنة 180 م ومن الملاحظ أن نصها شبيه بنص المخطوطة الفاتيكانية والتي ترجع زمان كتابتها في القرن الرابع ويحتمل أن تكون مخطوطة (P75) كانت هي الأصل الذي نسخت منه النسخة الفاتيكانية وبهذا الاكتشاف سقطت مزاعم النقاد الذين ادعوا أنه حدثت مراجعة للعهد الجديد عبر العصور
5- مخطوطة (P47) وترجع تاريخ كتابة هذه المخطوطة إلى القرن السابع الميلادي وتعتبر هذه المخطوطة من ضمن مجموعة المخطوطات الدقيقة وتشتمل هذه المخطوطة على أعمال الرسل والرسائل الجامعة باستثناء بعض الفقرات والآيات التي تلفت صفحاتها بفعل الزمن من رسائل بطرس ويوحنا ويهوذا
6 - البردية إيجرتون 2 (Pap. Egerton 2):
والتي يرى غالبيه العلماء إنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأكثرهم تطرفاً رجع بها إلي ما قبل سنه 150م، ومحفوظة في المتحف البريطاني بلندن وتتكون من ورقتين وثالثه تالفة وتحتوى علي نصوص من الإنجيل بأوجهه الأربعة منها أربعه نصوص تتطابق مع (يوحنا 39:5، 45، 29:9، 30:7، 39:10 ) وهذه هي ترجمتها : " قال (يسوع) لحكام الشعب هذه الكلمة فتشوا الكتب التي تظنون أن لكم فيها حياه. فهي التي تشهد لي "، " لا تظنوا إني جئت لأشكوكم إلى الآب، يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم "، " نحن نعلم إن موسى كلمه الله، وأما أنت فلا نعلم (من أين أنت) فأجاب يسوع وقال لهم لقد قام الاتهام الآن علي عدم إيمانكم 000 "، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى، لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عنى لآبائكم
ثامناً*** بالإضافة للمخطوطات التالية:
المخطوطة البيزية - نسخة بيزى (القرن السادس) codex (05) DBezae
وهى أقدم مخطوطة تشمل نصوصاً من الكتاب المقدس بأكثر من لغة (هما اللغتان اليونانية واللاتينية) وتعود إلى أواخر القرن الخامس.
نسخة واشنطن (القرن الخامس)
النسخة القطونية : كتبت هذه النسخة في القرن الخامس أو السادس .
النسخة الأمبروسانية : كتبت في نصف القرن الخامس .
النسخة البيرائية : كانت محفوظة في جامعة كامبردج في انكلترا . وقد كتبت في بداية القرن السادس .
الترجمات اللاتينية : اللاتينية (ايطاليا) في القرن الثاني الميلادي - الفولجاتا الشعبية في القرن الرابع الميلادي.
الترجمات السريانية : القديمة (القرن الثاني الميلادي) - البسيطة (150-200) - الفيلوكسينان (508م).
الترجمات القبطية : الصعيدية (بدأها نبينوس 185م) - الأخميمية والفيومية (ويرجع تاريخها إلى 220م. وقد اكتشفت في أخميم بمصر سنة 1945 م، بواسطة العلامة تشستر بيتي (أيرلندي)، وهي محفوظة الآن بلندن) - البحيرية (القرن الرابع الميلادي).
وتوجد نسخ صغيرة عدا هذه النسخ الكبيرة تشتمل على أجزاء متفرقة من أسفار العهد الجديد بالأصل اليوناني ومن أقدمها عهدا نسخة محفوظة على شفة واحدة من البردي اكتشفت حديثا في أصلال البهنا بمصر وهي تشمل الإصحاح الأول والإصحاح العشرين من أنجيل يوحنا وكتبت هذه ما بين 200 و300 م.
تاسعاً*** كتابات الآباء الأولين والكتب الكنسية:
1- شهادة كتابات الآباء الأولين :
اقتبس آباء الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك في عظاتهم وكتابتهم وترجع أهمية هذه الاقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد للآتي :
• أنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
• أنها باللغات الأربعة القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية.
• أنها مقتبسة في بلاد عديدة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
• أنها كثيرة جداً, فبما يخص العهد الجديد فقد استطاع مجموعة من العلماء أن يجمعوا من خلال كتابات الآباء القديسين في القرنين الثاني والثالث الميلادي آيات العهد الجديد بأكمله ماعدا 11 آية فقط, وذلك حسب ما ورد في مرجع (نورمان جسلر ووليم نكس), وأحصيت كتابات الآباء السابقة لمجمع نيقية فوجدوا أن الاقتباسات التي اقتبسوها من العهد الجديد 36289 اقتباس، ومن الأناجيل 19368، ومن سفر الأعمال 1352، ومن رسائل القديس بولس الرسول 14035، ومن الرسائل الجامعة 870، ومن سفر الرؤيا 664 اقتباس، فإذا أضفنا إليهم اقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440م. لزاد العدد عن 200 ألف اقتباسا ولأمكن منها استعادة العهد الجديد أكثر من مرة في أكثر من لغة.
2- شهادة الكتب الكنسية :
عرفت الكنائس منذ بداية المسيحية القراءات الكنسية كعادة محافظة تعتمد على أقدم المخطوطات... والكتب الكنسية وجدت مطابقة تماما للنصوص الكتابية التي بين أيدينا فلا يوجد بها ما يغاير أو يتضاد مع أي نص حالي بالمعنى.
Resources:
1) Unpublished writings of Abbott Gerrit Crawford, PhD, MSJ, Western-Rite Syrian Orthodox Church in America
2) fr. michael ryce, N.D., D.C.P.
3) Enlightenment, Khabouris Manuscript, The Yonan Codex Foundation, Inc. Atlanta, GA 1993
مع احترامي لكل المسلمين ولكل باحث عن الحق ...
المفضلات