بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كارلا بايراني.. أميركية أسلم بسببها 25 كاثوليكيا
كارلا بايراني الأميركية الجنسية خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»
في مشعر منى الإثنين 9 ذو الحجـة 1431 هـ
المشاعر المقدسة: علي شراية
«
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ».
بهذه الآية الكريمة بدأت الحاجة كارلا بايراني الأميركية الجنسية تحكي قصة دخولها الدين الإسلامي وأداء فريضة الحج بعد 67 عاما قضتها معتنقة الكاثوليكية على الرغم من زواجها برجل مسلم قبل 40 عاما وطلقت منه بسبب حوار رفض فيه زوجها الذهاب بهم إلى الكنيسة.
ويؤكد سامي باعقيل أحد المشرفين على البعثة التي حضرت معها كارلا أن قصة إسلام كارلا تحولت إلى معجزة تحول بعد سماعها 25 كاثوليكيا إلى الإسلام من جنسيات مختلفة.
كارلا استطاعت دخول السعودية بتأشيرة زيارة بعد 10 سنوات من المحاولة للحصول على تأشيرة زيارة للملكة من أستراليا مع زوجها الثاني لرؤية أبنائها من زوجها الأول في السعودية وقضاء بعض الوقت مع ابنتها التي كانت لا تزال تعيش على أراضي المملكة.
تقول كارلا: «بعد كثير من الجهد وبعض الاتصالات حصلت على تأشيرة لزيارة ابنتي في السعودية ووقعت في حب هذا البلد، مناخا ومجتمعا، ولم أرد أن أغادره بعد انقضاء 6 أشهر على ذلك وطلبت التمديد وقتها». تضيف: «لقد رغبت في استمرارية العيش هنا لأشنف أذناي بسماع الأذان خمس مرات في اليوم ورؤية المؤمنين يغلقون محلاتهم للذهاب للصلاة مع أنه كان شيئا مؤثرا، واصلت قراءة الكتاب المقدس كل صباح وكل مساء ولم أنقطع عن تلاوة المسبحة الوردية. لم تحاول ابنتي أو أي شخص آخر الحديث معي عن الإسلام.. لقد احترموني وسمحوا لي بممارسة ديني».
إلا أن الحدث الأبرز في حياة كارلا، كما تقول: «هو قدوم ابني المسلم من زوجي الأول إلى المملكة لزيارتي وكنت سعيدة جدا لأنه كان مشتاقا كثيرا لرؤيتي، وعلى الفور بعد عودته بدأ يحادثني في الدين وفي الله الواحد، وكنت غاضبة جدا، وقلت له إنني في السعودية منذ سنة، ولم يحدثني أحد في الدين ولو لمرة واحدة، وهو في ليلته الثانية هنا مستعجل للبدء في الوعظ. اعتذر مني وقال لي مجددا إنه يريد مني قبول الإسلام فقلت له مجددا إنني لن أترك المسيحية، وقد سألني عن الثالوث وكيف يمكن أن أعتقد شيئا لا معنى منطقيا له. وذكرني بأنني أنا أيضا كان لي أسئلة بالنسبة لهذا الموضوع، فقلت له إن كل هذا غير ذي معنى؛ إذ إنه يكفي أن يكون لديك الإيمان. ظهر وكأنه قبل إجابتي، كنت سعيدة لأنني فزت أخيرا بالنقاش حول الدين».
وفي صباح أحد الأيام، تقول كارلا إنها استيقظت وأعلنت لابنها بأنها «مستعدة لقبول الإسلام. لقد فوجئ وبدأ في البكاء، وقد اتصلوا بابنتي وحفيدتي وقد علموا أنني شهدت أن «لا إله إلا الله محمد رسول الله» شعرت بأني امرأة متغيرة. كنت سعيدة كما لو أن أحدهم رفع حجاب الظلام من قلبي. كل الذين يعرفونني لم يستطيعوا تصديق أني آمنت. وأحيانا أنا لا أستطيع تصديق ذلك. لكن الإسلام وضعني في الطريق القويم هادئة وصافية».
عن نشأتها وولادتها وأبرز ملامح حياتها، تسرد كارلا التي حضرت للحج مع وفد مكون من 300 إيطالية كونها إيطالية الأصل: «نشأت في عائلة كاثوليكية ذات تقاليد صارمة، فأنا الابنة الثانية وسط 3 أطفال. وتوفي والدي الذي كان يعولنا في وقت مبكر في حادث سير، وهو الحدث الذي قلب حياتنا، فأصبحت والدتي مضطرة للعمل، وهي التي كانت في الماضي تعمل ممرضة، ووجدت وظيفة في المستشفى المحلي». وتضيف: «كنت أقضي معظم وقتي في المدرسة الكاثوليكية ومع الأصدقاء في المقاهي المحلية، وهنا التقيت برجل مسلم لطيف أصبح في ما بعد زوجي. حذرتني عائلتي من أننا من عالمين مختلفين ومن أنه ستحل بنا مشكلات في نهاية المطاف. وأعلنت أنه عندما نرزق بأولاد في المستقبل ستنشأ بيننا مشكلات دينية وهو ما حدث فعلا. على الرغم من ذلك، فإن عمي والد زوجي كان محبا لابنه وأحفاده وكان حكيما يحبني كابنة له، وكان والد زوجي الخطوة الأولى لدخولي في الإسلام. كان يصلي ويصوم طوال شهر رمضان وكان كريما جدا مع الفقراء. لأنه عندما يعود كل يوم للبيت من المسجد بعد صلاة الظهر كان يعزم أي شخص معوز لتناول الطعام معه. وهذا ما كان يجري كل يوم، والأهل يتذكرون أنه استمر في هذه العادة حتى وفاته عن عمر يناهز الـ95 سنة. والد زوجي لم يكن يستسيغ المجادلة التي تحصل بيني وبين زوجي. ونصحنا بإيجاد حل قبل أن يعاني من ذلك الأطفال بسبب مشاداتنا. وحاول يائسا مساعدتنا لإيجاد حل ونصح ابنه بتخصيص غرفة لي لممارسة ديني وهكذا انتهت المشادات بسبب الدين. وأصررت على الطلاق، وقررت أنا وزوجي الانفصال. أحسسنا معا أنه من الأفضل للأطفال أن يعيشوا ويربوا مع والدهم، كان وضعه المادي أفضل مني بكثير لتربيتهم ومنحهم كثيرا من الراحة والرخاء».
وتؤكد كارلا في نهاية حديثها «أجمل شيء كرمني الله به هو هدايتي نحو طريق الإسلام وجعلني مسلمة. وإن شاء الله سنذهب معا مع ابني إلى الجنة.. آمين».
الشرق الأوسط - الثلاثـاء 10 ذو الحجـة 1431 هـ - العدد 11676
المفضلات