-
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُون
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار القرآن
(362)-" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ*"
( الواقعة:77-80)
بقلم
الأستاذ الدكتور: زغلول راغب محمد النجار
هذه الآيات القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة لواقعة, وهي سورة مكية, وآياتها ست وتسعون(96) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بذكر الساعة,
و(الواقعة) من أسمائها لتحقق وقوع( الساعة), كما وعد ربنا ـ تبارك وتعالي ـ. ويدور المحور الرئيسي لسورة( الواقعة) حول أحداث كل من( الساعة), و(القيامة), و(الآخرة), والرد علي منكري تلك الأحداث الثلاثة الكبري التي كثيرا ما تجمع تحت أحد هذه المسميات القرآنية بسبب سرعة تتابعها, وإن كانت( الساعة) تمثل اللحظات الأخيرة في عمر هذا الوجود الدنيوي, والتي يفني فيها كل مخلوق, و(القيامة) هي البعث من أرض جديدة غير أرضنا هذه, وتحت سماوات غير السماوات المحيطة بنا. و(الآخرة) تأتي بعد كل من البعث والحشر والحساب والجزاء بالخلود إما في الجنة وإما في النار.
هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة الواقعة, وما جاء فيها من ركائز العقيدة, والإشارات الكونية, ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التشريعي والاعتقادي في وصف القرآن الكريم بأنه تنزيل من رب العالمين من الأدلة المنطقية علي أن القرآن الكريم هو كلام الله.
من أوجه الإعجاز التشريعي في النص الكريم
أولا: أنه كتاب معجز في بيانه: فكل حرف, وكلمة, وآية, وسورة من سوره, والقرآن كله معجز في بلاغته, ونظمه, وبيانه, ودلالته, لدرجة أنك لو نزعت كلمة واحدة من إحدي آياته وأدرت لسانك علي مجامع اللغة العربية لتجد بديلا لها ما وجدته. هذا بالإضافة إلي ارتباط الآيات ببعضها, وارتباط فواتح السور بخواتيمها, وارتباط السور بعضها ببعض, واختيار ألفاظ محددة في مواطن معينة دون مرادفاتها, في دقة من التعبير, وإحكام في الأداء, وشمول وكمال لا تدانيهما أي صياغة بشرية مهما علت. وقد تحدي القرآن الكريم العرب ـ وهم في قمة من قمم البلاغة والفصاحة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله, أو بعشر سور من مثله, أو حتي بسورة واحدة من مثله, ولو من قصار السور, فعجزوا عن ذلك, ولا يزال هذا التحدي قائما دون أن يتقدم عاقل ليقول إنه استطاع صياغة سورة من مثل سور القرآن الكريم, أما المجانين فيمكنهم الادعاء بذلك وقد ادعوه!! وأما بلغاء العرب فلم يحاولوا ذلك أبدا, ولو من قبيل المحاولة, لأنهم كانوا يعلمون جيدا عجزهم عن ذلك. وهذا هو الوليد بن المغيرة أحد بلغاء العرب وفصحائهم, قال في القرآن الكريم وما آمن به: والله إن لقوله لحلاوة, وإن عليه لطلاوة, وإنه ليعلو وما يعلي عليه.
ثانيا: أنه كتاب معجز فيما يدعو إليه من معتقدات: ومن ذلك دعوته إلي الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, وبالغيب المحجوب عن الإنسان, وإلي توحيد الله ـ تعالي ـ توحيدا كاملا, وتنزيهه فوق جميع صفات خلقه, وعن كل وصف لا يليق بجلاله, والانطلاق من هذا التوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ إلي الدعوة للاعتقاد في وحدة رسالة السماء, وفي الأخوة بين الأنبياء وبين الناس جميعا الذين ينتهي نسبهم إلي أب واحد وأم واحدة هما آدم وحواء ـ عليهما السلام ـ, وما أحوج الناس إلي هذه العقيدة الصحيحة وسط بحور الكفر والشرك والضلال التي يغرقون فيها اليوم إلي الآذان. ويري كل عاقل أن التوحيد أفضل من الشرك, وأن تنزيه الله ـ تعالي ـ فوق جميع صفات خلقه أفضل من الانحطاط بمدلول الألوهية إلي الحجر, أو الشجر, أو البشر, أو الشيطان, أو النيران, أو غير ذلك, وأن الإيمان بجميع أنبياء الله ورسله أفضل من التحلق حول واحد منهم والمبالغة في تعظيمه إلي حد عبادته من دون الله, أو المبالغة في عبادة الذات إلي حد التأله علي خلق الله, والتجبر في الأرض.
ثالثا: وهو كتاب معجز فيما يدعو إليه من عبادات: لأن العبادات فيه هي أوامر إلهية خالصة, وليست من صناعة البشر, وهنا يتضح الفارق الكبير بين العبادات المفروضة من الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ والعبادات الموضوعة بواسطة الإنسان, ويمكن إدراك ذلك بمقارنة كل من النطق بالشهادتين, وأداء كل من الصلاة, والزكاة, والصوم, والحج عند المسلمين, بالعبادات عند غيرهم من أصحاب المعتقدات الأخري.
رابعا: وهو كتاب معجز في دستوره الأخلاقي: الذي يتصف بالكمال والمواءمة مع ما تقبله الطبيعة البشرية من ضوابط تنظيمية لسلوك كل من الفرد, والأسرة, والمجتمع, دون أدني قدر من الغلو, أو الإقلال, أو التفريط.
خامسا: وهو كتاب معجز في جميع تشريعاته: التي تتصف بالحكمة والرشد والعدل, وذلك من مثل تحريم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق, وتشريع عقوبة القصاص, وتحريم كل من الزنا والشذوذ الجنسي, وتحريم كل من السرقة والحرابة, ووضع العقوبات الرادعة للواقعين في تلك الحدود, وتشريع عقوبة القذف, وتحريم الربا بكل أشكاله وصوره المؤدية إلي الكسب الحرام, أو إلي أكل أموال الناس بالباطل, وتحريم كل من الخمور والمخدرات, وأكل أي من الميتة أو الدم أو لحم الخنزير أو ما أهل لغير الله به, وتحديد العلاقات والواجبات والحقوق لكل فرد في الأسرة والمجتمع والدولة والعالم( فقه الأسرة والمجتمع, فقه المعاملات والسلوك, فقه الحاكم والمحكوم, وغير ذلك من التشريعات الإلهية) التي تتفوق فوق كل القوانين الوضعية.
سادسا: وهو كتاب معجز في إشاراته العلمية إلي الكون ومكوناته وظواهره: وقد جاء ذلك في أكثر من ألف ومائتي آية صريحة, بالإضافة إلي آيات تقترب دلالتها من الصراحة, في صياغة علمية تبلغ من الدقة والشمول والكمال ما لم يبلغه العلم الحديث, علما بأن هذه الإشارات لم ترد في مقام الإخبار العلمي المباشر, بل جاءت في مقام الاستدلال علي حقيقة الألوهية للخالق العظيم, وحقيقة ربوبيته, ووحدانيته المطلقة فوق جميع خلقه, وفي مقام الاستشهاد علي قدرته المطلقة في الخلق والإفناء والبعث, وعلي كل ما يشاء.. وتأتي الكشوف العلمية الحديثة متوافقة مع ما سبق نزوله في القرآن الكريم.
سابعا: وهو كتاب معجز في جميع أنبائه الغيبية, وإشاراته التاريخية: فقد أشار إلي عدد من الوقائع التي تمت فيما قبل التاريخ, ولم يدونها إلا القرآن الكريم, كما أخبر بأحداث عديدة قبل وقوعها وتحققت بالفعل, أو لم تقع بعد, ونحن لا نزال ننتظر وقوعها, واستعرض جوانب من تاريخ عدد من الأنبياء والمرسلين, وعدد من صالحي البشر وطالحيهم, وعدد من الأمم البائدة بدقة فائقة, وقد بدأت الاكتشافات الأثرية في الشهادة علي سبق القرآن الكريم بالإشارة إليها.
ثامنا: وهو كتاب معجز في ضوابطه التربوية: التي تهتم ببناء الإنسان الصالح, وليس فقط المواطن الناجح الذي تركز عليه أغلب المناهج التربوية الوضعية, التي ثبت فشلها.
تاسعا: أنه كتاب معجز في خطابه إلي النفس الإنسانية: وهو خطاب يرقي بالإنسان إلي مراتب عليا في معراج الله, لا يمكن أن يرقي به إليها خطاب سواه, لأنه يحدد للإنسان علاقته بربه, وبذاته, وبأهله, وبمجتمعه, وبالإنسانية جمعاء تحديدا دقيقا, يرتقي بالإنسان إلي مقامات التكريم التي رفعه إليها خالقه, ويحقق له الأمن النفسي, ويطهره من القلق, والشعور بالخوف, وسوء الظن, والحسد, والغيرة, والتشاؤم, والتوتر, والشعور بالتعاسة والشقاء, وغير ذلك من الأمراض النفسية التي تنتاب الإنسان في غيبة الإيمان بالله, والبعد عن فهم حقيقة رسالة الإنسان في هذه الحياة: أنه عبد لله, مطالب بعبادة ربه بما أمر, ومستخلف في الأرض مطالب بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله في ربوعها, ويرعاه في كل ذلك ويطمئن قلبه الشعور بمعية الله, لأن الإنسان إذا فقد الإيمان بذلك شقي في هذه الحياة وأشقي, وتعرض للعديد من الأمراض والعقد النفسية التي قد لا يكون لبعضها شفاء.
عاشرا: أنه كتاب معجز في ضوابطه الاقتصادية والإدارية: التي اعترف بسموها كثير من أساتذة هذين المجالين من غير المسلمين, خاصة تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تسود عالم اليوم, والتي تكاد تأكل الأخضر واليابس من علي وجه الأرض.
ومن ضوابط القرآن الاقتصادية ما جاء به من تحريم الربا بمختلف أشكاله ووسائله, ومن تشريع الزكاة, واشتراط كتابة الدين, والإشهاد عليه, والأمر بأداء الأمانات إلي أهلها, وغير ذلك من ضوابط التعاملات المالية. ومن ضوابطه الإدارية الأمر بحسن التخطيط, والاستعانة بأهل الرأي والخبرة, والأمر بحسن توزيع الاختصاصات والمسئوليات, وبالعدل بين المرءوسين, واحترام الكبير, والعطف علي الصغير, وبالمحافظة علي الحقوق والواجبات, والمساواة بين الناس, وتحريم أن يحكم المسئول أهواءه الشخصية في الحكم علي مرءوسيه, والأمر بالمحافظة علي المصالح العامة والخاصة, وحسن القيام عليها بأمانة واقتدار.
حادي عشر: أنه كتاب معجز في شموله: وذلك لمعالجته العديد من القضايا التي تتراوح بين خلق السماوات والأرض إلي خلق كل من الحياة والإنسان, كما تشمل سير عدد من الأنبياء والصالحين من لدن أبينا آدم ـ عليه السلام ـ إلي بعثة الرسول الخاتم ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي أنبياء الله ورسله أجمعين ـ, وتشمل سير عدد من الأمم البائدة, والأفراد الصالحين والطالحين, بالإضافة إلي ركائز كل من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات, كل ذلك دون خطأ واحد في اللغة أو الصياغة أو الدلالة أو المحتوي.
ثاني عشر: أنه كتاب معجز في جرس ألفاظه وخواتيم آياته: وذلك من مثل روعة الجرس الصوتي بين كلماته, وخواتيم آياته, مع سلامة الأسلوب, وسهولة التراكيب, والانسياب في النطق مما ييسر الحفظ, وموافقة الألفاظ للمعاني المقصودة منها بدقة فائقة, مما ساعد ملايين الأفراد من العرب والعجم علي حفظه كاملا.
ثالث عشر: إعجاز رسم حروفه: التي تتميز بالجمال والتناسق, والطواعية للتشكيل, والضوابط الحاكمة للخط العثماني الذي كتب به المصحف الشريف من مثل قواعد الوصل والفصل, والبدل, والهمزة, والحذف والإضافة في رسم الحروف, وذلك من أجل استيعاب جميع اللهجات العربية, وهو أمر معجز حقا لتفرد المصحف الشريف به دون سائر الكتب.
رابع عشر: هو كتاب معجز في دقة حفظه: فلا تعرف البشرية وحيا سماويا حفظ في نفس لغة وحيه علي مدي أربعة عشر قرنا أو يزيد دون أن يضاف إليه حرف واحد, أو أن ينتقص منه حرف واحد سوي القرآن الكريم الذي تفرد بهذا الإعجاز الحفظي بعهد مطلق من الله ـ سبحانه وتعالي ـ حتي يبقي القرآن الكريم حجته البالغة علي جميع خلقه إلي يوم الدين.
خامس عشر: هو الكتاب الوحيد الذي تحدي به رب العالمين الإنس والجن, فرادي ومجتمعين أن يأتوا بشيء من مثله: دون أن يتمكنوا من مجابهة هذا التحدي رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرنا علي نزوله.
من هنا كانت ومضة الإعجاز الإنبائي والتشريعي والاعتقادي في وصف القرآن الكريم بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ فيه:
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ*) ( الواقعة:77 ـ80).
وهذا الوصف الإلهي للقرآن الكريم بأنه( فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*) أي في كتاب مستور, مصون, محفوظ بحفظ الله ـ تعالي ـ عن التبديل والتغيير, وهو اللوح المحفوظ, أو هو كذلك المصحف الذي بأيدينا, وقد تعهد ربنا بحفظه. ويدعم أنه اللوح المحفوظ قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ في الآية التالية:
لا يمسه إلا المطهرون والمطهرون هم الملائكة الأطهار, وقد يشمل ذلك المتطهرين من البشر, وذلك لأن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين, في صفائه الرباني, وإشراقاته النورانية. ومن هنا وجب تعظيمه واحترامه وإجلاله, ومن صور ذلك ألا يمسه إلا طاهر. وجمهور فقهاء المسلمين مجمعون علي عدم جواز مس المصحف الشريف إلا لطاهر من الحدثين الأصغر والأكبر, وقد أجاز البعض رخصة في ذلك لضرورة التعليم والتعلم. والذين يتشددون في هذا الأمر يقولون: إذا كان الله ـ تعالي ـ يؤكد لنا أن الصحف المطهرة في السماء لا يمسها إلا المطهرون( وهم الملائكة), فإن صحائف القرآن الكريم التي بأيدي المسلمين لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر.
ولعل في ذلك ردا علي أحد شياطين أو مجانين العصر وهو المدعو تيري جونز(TerryJones) من ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية(Gainesville,Florida,USA) الذي وضع علي كتاب الوجه(FaceBook) بشبكة المعلومات العنكبوتية نداء ينضح بالتعصب الأعمي, وبالكراهية للحق, وبالجهل الفاضح, يدعو هذا النداء الكريه من أعماهم التعصب من أمثاله إلي حرق آلاف من نسخ القرآن الكريم في ذكري الحادي عشر من سبتمبر2010 م. وعندما سئل: هل قرأت القرآن؟ أجاب بالنفي, وأكد أنه لا يعرف شيئا عن محتواه, ولكنها الرغبة الجامحة في الشهرة الزائفة, والكراهية الشديدة للحق وأهله, ووجه كريه من أوجه الحضارة المادية المفلسة في زمن الفتن الذي نعيشه, ولكن الحق دائما يعلو ولا يعلي عليه... (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ*) ( يوسف:21), وصدق الله العظيم, وبلغ رسوله الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ, وجنبنا الله جنون المجانين, وإيذاء طالبي الشهرة الرخيصة علي حساب الحق الأزلي.. اللهم آمين آمين.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
-
بارك الله فيكم وجزاك الله كل خير
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة وردة الإيمان في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 24-07-2020, 12:24 PM
-
بواسطة ابوغسان في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 31-03-2012, 12:09 AM
-
بواسطة أسد الإسلام في المنتدى فى ظل أية وحديث
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 21-10-2009, 02:33 AM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى الأدب والشعر
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 17-03-2009, 09:55 AM
-
بواسطة الفيتوري في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 10
آخر مشاركة: 14-06-2008, 03:42 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات