لابد و أن هذا العنوان قد هز مشاعر الكثيرين فأرادوا التحقق من النص ، و نادوا مشرفيهم و مراقبيهم و بعثوا بالرسائل الخاصة لهم كي يقوموا بالتعديلات اللازمة.. فهو كفر لا يختلف عليه اثنين .. ولكن !!!
ماذا لو أثبت لكم صحة ما أقول؟ و لكن حذاري .. ليس المقصود بكلمة ((الرب)) أنه الله – رب العالمين ! حاشا و كلا .. إنما نحن نتكلم عن إله النصارى الذي يختلف في أغلب أحواله عن الله – رب العالمين ..و لنرى معاً صحة هذا القول:
معروف لدينا كم احتمل محمد عليه الصلاة و السلام من قومه شتى أنواع العذاب و الإهانة، فقد أهين و حوصر و تحمل الجوع و العطش و أوذي في أهله و قومه و أصحابه و أتباعه.. مما اضطره الأمر إلى الهجرة و ترك بلده و أهله و عشيرته ليذهب إلى المدينة.. و هناك أقام فيها هو و أصحابه و قاتلوا المشركين في عدة معارك منها المسماة بالغزوات (المعارك الكبيرة) و منها ما هو معارك صغيرة .. و استشهد جراء ذلك عدد من أصحابه و أهله، كما جرح هو نفسه في غزوة أحد..
و لما كتب الله للمسلمين فتح مكة، دخلها عزيزاً قوياً فحطم أصنامهم و أخضع رقابهم لسيفه.. هاقد حان وقت الانتقام لسنين العذاب و التقتيل و التجريح.. كيف لا ينتقم منهم و قد آذوه و أهله بما لا يحتمله بشر.. نعم ! اليوم أصبحت الغلبة له بعد هذا الجهد الجهيد و الأذى الشديد.. ولكن ما الذي جرى ؟!
لقد سألهم محمد صلوات الله عليه و سلامه: ما تظنون أني فاعل بكم ؟ فأجابوه: أخ كريم ابن أخ كريم.
فأجابهم : إذهبوا فأنتم الطلقاء!
نعم!!! لقد عفى عنهم بمجرد كلمة !! إذهبوا فأنتم الطلقاء ..
ما أوسع رحمتك يا محمد .. كيف لا و قد ربّاك و هذبك رب العزة و الرحمة؟
لقد عفا محمد عنهم وهو البشر دونما حاجة إلى صلب و فداء و كفارة .. و لم يحمّل أبناءهم خطيئة آبائهم بأنهم عذبوه و آذوه.. إنها مجرد كلمة !! لقد عفوت عنكم..
و الآن لنرى الصورة المقابلة ...
إله النصارى قاعد على عرشه في السماوات (حاشا لله أن يكون هو الله الذي نتكلم عنه).. لم يتعرض له أحد و لم يؤذه أحد .. كل ما هنالك أن آدم أكل من التفاحة.. فأرسله إله النصارى إلى الأرض جزاءً له بما غوى .. و لم يكتفي بذلك، بل حمّل أبناءهم ذنب أكل تفاحة لم يتذوقوا طعمها أصلاً، و لم يُشبعوا شهوات أجسامهم منها. كل ذنبهم أن إله النصارى خلقهم أولاداً من بعد آدم عليه السلام..
و نتابع ملامح هذه الصورة ، و آدم على الأرض و لم يغفر له إله النصارى بعد .. تتوالى السنين و الأجيال.. بل و آلاف السنين ، و إله النصارى قابع على عرشه يأبى أن يعفر لآدم و يتوعد لذريته بعدم الغفران. لماذا كل هذا؟ هل آذى آدم إله النصارى و عذبه و حاصره و جعله يجوع و يعطش؟ كلا !! هل أخرج آدم إله النصارى من عرشه إلى عرش آخر أصغر من سابقه؟ كلا ! هل قاتله آدم و أدماه على وجهه؟ كلا!! هل حارب آدم الملائكة المقربين و قتل بعضاً منهم مما عز في نفس إله النصارى أن يغفر له ؟ كلا!! كل ما هنالك أنه أكل من تفاحة أمره ألا يتذوقها..
و لو نظرنا في الرواية النصرانية لرأينا أن آدم بطبعه البشري له كل العذر في الأكل من الشجرة المحرمة لما فيها من فوائد عادت عليه في تمييزه بين الخير و الشر.. إلا أن إله النصارى أبى أن يعذره و يغفر له.. بل و نقم على ذريته أيضاً.. فلو أن مثل هذا الذنب البسيط عجز إله النصارى أن يغفره، فكيف به يحاسب من سرق و زنى و أكل المال الحرام؟
فبربكم، إن كان بمقدور محمد البشر أن يعفو عن أهل مكة بكلمة واحدة، فلماذا يكلف إله النصارى نفسه و ينزل عن عرشه من سابع سماء إلى الأرض و يتقوقع في رحم مريم ثم يخرج على شكل عيسى فيُصلب بعد أن يُجلد و يُلبس الشوك على رأسه و يُبصق عليه؟ كل هذ بسبب خطيئة آدم ؟ و أين آدم من هذا كله ؟ إن كنا نرث الخطيئة عن آدم ، فلسنا نرثها لعلة فينا أو في آدم .. بل نرثها لعلة في رحمة إله النصارى! ألا يستطيع ربهم أن يقول من عليائه لخلقه كما قلنا "إذهبوا فأنتم الطلقاء" ؟؟ لقد قالها محمد لأعدائه بعد أن فتح مكة، أفلا يستطيع رب النصارى أن يقولها؟ إن كان لا يستطيع قولها فهم حتماً يعبدون إلهاً غير الله.. إنهم يخادعون الله و ما يخدعون إلا أنفسهم
=====================
الفكرة مقتبسة عن كتاب : إنزعوا قناع بولس عن وجه المسيح - بتصرف.
المفضلات