السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعانين من تساقط الشعر؟
الشعر تاج على رأس كل إمرأة، نعم، لذا تشعر كل منا بتخوف شديد عند رؤية أسنان المشط قد تداخلت مع خصلات من الشعر وإذا بها تخرج مصاحبة لبعضها.
وربما تتصور إحدانا أن إذا إستمر الحال على ما هو عليه ففى خلال عدة أسابيع ستجد نفسها قد أصابها....
لا لن أقولها فهى صعبة على نفس المرأة وصعب تصور هذا الرأس الجميل بدون هذا التاج.
وتبدأ رحلة البحث عن علاج لهذا التساقط .
أطمئنك عزيزتى ليس الأمر بهذا السوء الذى تتصورين.
ولأننى أعرف جيدا قيمته لديكِ، هيا بنا سويا نتعرف على أحد أعضاء جسمنا وأشده حساسية وتأثرا بما يدور حولنا.
قولنا علاج لتساقط الشعر بداية ليس بصحيح إلا إذا كانت الحالة تعانى من تساقط مرضى يحتاج إلى علاج.
فإذا عرفت أنه من الطبيعى أن يتساقط من شعرك حوالى 100 شعرة يوميا فستعلمين أنكِ حينها لا تعانين أصلا من تساقط فهذا شئ طبيعى.
تسقط الشعرة عند إكتمال دورة حياتها لتحل محلها أخرى تبدأ فى النمو من جديد وبالطبع هذا النمو يأخذ وقتا طويلا -10 سنتيمتر فى العام- مما يجعلكِ تشعرين أن الشعرة التى سقطت لم يحل محلها أخرى، وإذا رأيت شعرا قصيرا متناثرا بين شعر طويل فهذا هو ما أقصد به الشعر الجديد فى مرحلة النمو فلا تخافى.
والشعر من أكثر الأعضاء حساسية فى الجسم الذى يتأثر بصحتك العامة وكذلك بحالتك النفسية.
فكون الشكوى تأتى من فتاة فى فترة إمتحانات مثلا فهذا يفسر التساقط إذا إفترضنا أن معدل التساقط زاد عن المعدل الطبيعى، كذلك فترات الحيض والحمل والرضاعة والتعرض لضغوط نفسية مثل فترة ما قبل الزواج، والضغوط التى نعانى منها جميعنا بصفة يومية، كذلك لا تستهينى بما يدور حولك فى العالم من أحداث فهذا يؤثر فيكِ سلبا وإيجابا خاصة إذا كنت من أصحاب النفسية المرهفة الحساسة.
أما إذا كنت تعانين من أنيميا (فقر الدم) أو سوء تغذية وهنا لا أعنى قلة الغذاء فقط ( تقومين بحمية/رجيم) ولكن أعنى ايضا أن وجباتك لا تحتوى على الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحة جسمك علاوة على شعرك بالقدر الكافى.
فى هذه الحالات يكون العلاج هو علاج الأسباب فمثلا فى حالة الأنيميا لابد أن تأخذى علاجا لها ( كبسولات تحتوى على الحديد) بالإضافة إلى الإهتمام بالأغذية المحتوية على الحديد مثل السبانخ والكبدة واللحم.
وغالبا ما يكون هناك نقص فى المعادن والفيتامينات كلها فى هذه الحالة وبذلك أنصح بتناول دواء يحتوى على جميع الفيتامينات والمعادن (خاصة الزنك) خاصة فى الفترة التى يزيد فيها طلب الجسم لها مثل فترة الحيض والتوتر النفسى والضغوط.
وأخيرا لى بعض الملاحظات على معاملتنا للشعر وبعض النصائح التى أقدمها لك:
1- هناك البعض يمشطون شعرهن بقسوة، فأنصحهن بتمشيطه برفق والطريقة الأفضل أن يكون التمشيط من أسفل إلى أعلى بمعنى أن تمسكى الشعر وتبدأى بتمشيط نهايته أولا ثم الجزء الأعلى منه ثم الأعلى وهكذا خاصة بعد غسله إذ يكون فى هذه الحالة صعب التصفيف.
2- معدل غسل الشعر أكثر فى الصيف عنه فى الشتاء، وهذا أيضا من أخطائنا الشائعة فيجب غسله فى الشتاء أكثر من الصيف لأن فى الصيف يقوم العرق بإذابة وإزالة المواد الدهنية المتراكمة على فروة الرأس بصورة طبيعية وهذه المزية غير موجودة بالمعدل المطلوب فى الشتاء مما يجعلنا نستعيض عنه بكثرة غسله فيكون معدل غسل الشعر(حسب نوع الشعر جاف، دهنى أم عادى) بمعدل متوسط مرتين أسبوعيا بالصيف وثلاث مرات فى الشتاء، مع الإهتمام بغسل وتدليك فروة الرأس فهنا يكمن غذاء الشعرة وعليها تعتمد حيويتها.
3- تعرفى على نوعية شعرك (جاف-دهنى-عادى) وتعاملى معه على هذا الأساس من حيث عدد مرات الغسيل ومن حيث الدهانات التى تدهنيه بها. فمثلا الشعر الدهنى لا يحتاج إلى زيوت فهو يحتوى على القدر الكافى منها ويزيد، بينما يحتاج الشعر الجاف إلى الزيوت والكريمات لدهنه لتعويضه عن هذا النقص.
أما من ناحية نوع الدهانات والزيوت فأترك ذلك لمزاجك الشخصى وما تجدينه مريحا لك ولشعرك.
وتعد معرفتك لأنواع الزيوت والدهانات من الخبرة التى تعودنا عليها وعرفناها من أمهاتنا مثل زيت الزيتون وزيت اللوز وكذلك الصبار أو مجموعة الزيوت وخاصة للشعر شديد الجفاف.
4- إعلمى أن غذاء شعرك يأخذه أساسا من الجذور التى تقع فى داخل فروة الرأس وتحصل على غذائها من الجسم من الداخل عن طريق الدم الجارى فى شعيرات دموية تحيط بجذر الشعرة وعلى هذا الأساس لا تنخدعى بالإعلانات التجارية وما أكثرها فى هذا المجال ولا ترهقى ميزانية زوجك أو أبيك فى شراء كل ما يعلنون عنه وتجربته فأنا أقول لك وأنبهك من البداية بأن هذا المجال تجارى بحت لا يبحث إلا عن المكسب السريع ولا يهمه المستوى الإقتصادى لبلادنا وأسرنا.
5- أعلمى أن التوتر يزيد من تساقط الشعر فيزيد هذا من توترك مما يؤدى إلى زيادة التساقط فتدخلين فى دائرة مغلقة لن تخرجى منها إلا بإذن الله أولا ثم بتجاهلك لهذا الأمر حتى يقل توترك.
6- إننا نتناسى الإختلاف الطبيعى بين الناس من الناحية الجينية
أعنى بذلك أننا كما نختلف فى أطوالنا ودرجة لون البشرة والأوزان و...و...فكذلك تختلف طبيعة الشعر ونعومته وكثافته، لذا يعد ضربا من المستحيل أن تكون شعورنا على نفس الدرجة من النعومة والكثافة وكذلك من المستحيل أن يكون شعر كل منا كشعر فتيات الإعلانات
فهؤلاء فتيات شعورهن ناعمة بطبيعتهن وربما كثيفة أيضا بطبيعتهن أو يقمن بتركيب شعرا مستعارا لتبدو الواحدة منهن كما ترين فى الإعلانات، ولا ننسى ما قامت به أيدى المشهورين من مصففى الشعر الذى ربما يستغرق عدة ساعات لتصوير ثوان معدودة فى إعلان، فلا تنخدعى بهذا.
7- لابد أن تعلمى أننا خلقنا وفى فروة رأس كل منا عدد معين من بويصلات الشعر من المستحيل أن نزيد عليه وكل ما يفعله الأطباء هو أن يبقوا هذا العدد محتفظا بالشعر داخل البويصلة أطول فترة ممكنة أو المسارعة فى نمو الشعرة الجديدة النامية.
8- كما أود أن أضيف أن السن له عامل كبير فكما ان الشرايين تضيق وضغط الدم يرتفع والعظام تعانى من الهشاشة بفعل السن فكذلك بويصلات الشعر تعانى مما يعانيه باقى أعضاء الجسم من آثار تقدم السن.
ولترين مدى صحة كلامى أرجو منك أن تقارنى بين شعر جدتك فى صباها وحاليا، وسترين الفرق وهذا أيضا شئ طبيعى. وهذا الفرق لا يحدث بصورة فجائية ولكن بالتدريج مع تقدم السن.
أرجو أن أكون أحطت بالموضوع من جميع جوانبه وأن يكون حالفنى الصواب. وإذا كان هناك أى تساؤل آخر خاص بهذا الموضوع أرجو موافاتى به.
ويلاحظ هنا أننى لم أتطرق إلى الحالات المرضية التى تؤدى إلى تساقط الشعر وذلك لسببين:
أولا: أستبعد أن يكون هناك تساقط مرضى كما أوضحت من قبل، ولكن سيكون هذا فى الحدود الطبيعية، اللهم إلا حالات الأنيميا والتوتر.
ثانيا: إذا كان السبب مرضيا فلابد من رؤية المريض للوقوف على سبب التساقط الشديد -عافاكن الله- وتشخيص الحالة بالفحوصات والتحاليل اللازمة.
المفضلات