إخضاع الماده للدين اساس ألإيمان واليقين
ينشأ إبن أدم وتنشأ معه عاداته التى تصورها فى حياته منذ صغره حتى إذا ما كبرت سنه ونما عقله تجلت له عقيدته التى هداه الله إليها ؟
والمرء غالباً إبن عاداته إلا من عصم الله؟
وكثيراً ما يتعرض الإنسان لصراع عنيف بين عاداته وعقيدته فمن اراد الله إضلاله اخضع عقيدته لعاداته فلا يصدر منه إلا ما كان عن هوى نفسه ؟
فحركاته وسكناته كلها خاضعه لما كمن فى نفسه من عادات و غرائز فهو بذلك ينتصر لعاداته التى نشأ عليها
وهذا هو حال الكفار الذين حدثنا الله عنهم عندما ردوا على انبياءهم بقولهم؟
{إنا وجدنا أباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مقتدون}
{إنا وجدنا أباءنا كذلك يفعلون}
{ أتنهانا أن نعبد ما يعبد أباؤنا}
أما من اراد الله هدايته فهو الذى يُخضِعُ عاداته لعقيدته ودينه فإن وافقت عاداته عقيدته ودينه إستمر عليها وإن تنافت عاداته مع عقيدته ودينه تخلى عنها مؤثراً بذلك دينه وعقيدته على غريزته وعاداته ؟
وهذا هو منطق وفد ألأزد عندما وفدوا على رسول الله وقالوا
إنا تخلقنا فى الجاهلية بأخلاقٍ سوف نعرضها عليك فإن كرهتها كرهناها وتركناها وتخلينا عنها وإن اقررتها تمسكنا بها فقال لهم الرسول ما هذه ألأخلاق فقالوا
نصبر عند البلاء ونشكر عند الرخاء ونرضى بمر القضاء ونترك الشماتة بالأعداء فتبسم لهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال انتم علماء حكماء كدتم من فقهكم أن تكونوا انبياء ؟
وإن معظم الناس فى هذه ألأيام أضلتهم أهواءهم لتمسكهم بعاداتهم ولو كانت تتنافى مع عقيدتهم ودينهم وهذا التعصب ألأعمى للعادات والغرائز كثيراً سبب فى الغوايه والضلال المبين ولقد بلغ من تعصب الكفار أن تعجبوا من ان يدعوهم نبيهم إلى عبادة إلهٍ واحد وقالوا {أجعل اللألهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب}وإذا حاولت ان تقنع إنسان فى هذا الزمان ان يتخلى عن عاداته التى نشأ عليها لمخالفتها لدينه الذى ينتسب اليه لم يكن له من ردٍ عليك إلا ان يقول لك هاكذا نشأنا ؟
وخذ مثلاً لذلك {دبلة الخطوبه} التى يعتبرها الناس ضروره من ضروريات الزواج ويلبسها من الذهب الذى حرمه الله تعالى فإذا حاولت إقناعه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الذهب والحرير على رجال أمته خرس لسانه من الرد عليك تمسكا بما نشأ عليه من عاده ؟
وكذلك تعود المصافحه بين الرجل والنساء الأجانب ولم يثبت حلها للرجال أبداً لإن الرسول صلى الله عليه وسلم
وهو الأسوه الحسنه لإمته لم يثبت أنه صافح إمرأه أبداً
حتى عندما كان يأخذ عليهن بيعة ألإسلام كان يعاهدهن من بعيد مشافهة وإذا حاولت إقناع الإنسان المؤمن بأنه ليس من حقه أن يصافح إمرأه أجنبيه ولو كانت بنت عمه أو بنت خاله مادام يحل له زواجها لو حاولت إقناعه بترك مصافحتها لم تجد منه أذن صاغيه تستجيب لنصيحتك التى
توجهها اليه بإسم الدين الاسلامى الذى إرتضاه ؟
وكذلك إذا رأيت فتىً نشأ فى ميوعه وتخنث وحاولت بكل الحيل صرفه عن هذه الميوعه وتلك التخنث لم يكن له من ردٍ عليك إلا قول الشاعر
لقد أعرتك آذاناً غير واعيةٍ
فرب مسمعٍ والقلب فى صمم
ذلك لإن العاده التى نشأ عليها قد تأصلت فيه وصادفت هوى فى نفسه والنفس بطبيعتها مياله الى ألإباحيه وألإنحلال ؟
وكذلك ألإسراف فى المأتم وألأفراح التى تنشأ عليها بعض البيوت ؟
ولو انك حادثت بعض أولى الأمر فى هذه البيوت أن يكفوا عن هذا ألإسراف وذلك التبزير لمخالفته امر الدين بل إنه قد يكون طريقا الى ألإفلاس والخراب لم تقابل نصيحتك الا بالصد والإعراض ؟
وكذلك لو جئت للصائمين فى رمضان وعرضت عليهم منهج الإسلام فى صوم هذا الشهر الكريم وانه موسم عباده لا موسم بطنه للطعام والشراب وانه فرصه للتوبه من الذنوب وألأثام لا طريق للإستزاده من هذه الذنوب وتلك ألأثام
وان برامج التلفزيون التى تمتلىء بها ساعات الليل والنهار تتنافى تماما مع ديننا واخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا
التى ورثناها عن تعاليم ديننا يوم أن كان لنا دين نعتز به
واننا عاصرنا فيمن كانوا قبلنا بيوتا مفتوحه لإطعام الطعام وقراءة القران لم يكن ردهم عليك إلا ان يقولوا لكل زمان دوله ورجال وهم بذلك يفرون من الخير الى الشر ومن طاعة الرحمن الى طاعة الشيطان ؟
وهناك امور كثيره لا حصر لها تعودنا عليها فى هذا العصر الإباحى الإنحلالى وهى تتنافى تماما لا مع الدين فحسب بل مع ابسط قواعد الأخلاق والتقاليد الداعيه الى الأخلاق؟
فإذا اردنا ان يرضى الله تبارك وتعالى علينا ونحسن مسيرتنا اليه ونحسن صلتنا به فعلينا ان نخضع عاداتنا لديننا وعقيدتنا؟
فمن آثر عاداته على دينه فذلك الذى آثر دنياه على أخرته وهواه على مولاه ؟
ومن آثر دينه على عاداته فقد آثر أخرته على دنياه
وآثر رضا ربه على نفسه وهواه؟
وهذا هو ألإيمان الذى يقصده الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله {لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به}
ولهذا كان التجرد من الذاتيه أول باب من أبواب العبوديه الصحيحه؟
ألله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
وان يجعلنا كا لشجرة المثمرة النافعه يستظل الناس بظلها
؟أمين
بقلم
رشدى منصور العطار
المفضلات