مشكلة علاقة مريم العذراء بيوسف النجار ترجع إلى مشكلة نصية عويصة
حار فيها اللاهوتيون ولا تزال تحير الباحثين، وهي تناقض نسب يسوع في إنجيلي متى ولوقا، والتوفيق بين نصوص متى ولوقا أوجدت مشكلة العلاقة غير الشرعية بين العذراء والنجار - فلنرى أولا نوع المشكلة قبل البحث في الحلول التي أوجدت المشكلة الكبرى، ولنترك الأب
متى المسكين، يحدثنا عن مشكلة نسب يسوع،
يقابلنا في سجلاَّت النسب التي وُضِعَت للمسيح في إنجيل القديس. متى وإنجيل ق. لوقا اختلافات
ليست بسيطة، (
تعليق مني : هي باعترافهم ليست بسيطة ولكن يبدوا أن محاورك يا أخي لم يكن يقرأ كل ما كتب ) حيث نجد الأنساب في سجلاَّت ق. متى تبدأ من إبراهيم إلى المسيح، بينما نجدها عند ق. لوقا تسير في الاتجاه المخالف، إذ تبتدئ من المسيح عائدة إلى خلف، كما نجدها مطوَّلة. ونجدها أيضاً تمتد بالتسجيل من إبراهيم إلى آدم ثم الله لتعطي ما مجموعه 78 اسماً. وبينما ق. لوقا يضع في الحقبة الزمنية من إبراهيم إلى المسيح 57 اسماً نجد ق. متى يضع 41 اسماً. أمَّا في الحقبة من داود إلى المسيح فيختلف التسجيل بين ق. متى وق. لوقا اختلافاً كلياً ولا يتقابلان إلاَّ في اسمي شألتئيل وزربابل، بل ويختلفان حتى في الاسم الذي أُعطي للشخص الذي يمثل أبا يوسف حتى
أصبح من العسير الحصول على توافق بين تسجيل إنجيل ق. متى وإنجيل ق. لوقا. ( متى المسكين، شرح إنجيل لوقا، ص 179 )
( تعليق مني : ولكن يبدوا أن الأخ الذي حاورك أكبر علما من هؤلاء فوجدها مسألة بديهية ... أو انه اعتمد على تفسير البابا شنودة في هذه المسألة والذي سنراه بعد قليل ... والذي ذكره لك هو في المناظرة )
إذن سلسلة نسب يسوع في إنجيلي متى ومرقس تختلفان كليا، ومن داود إلي المسيح لا يشتركان إلا في اسمين وهما شألتئيل وزربابل، ولكن الذي يهمنا في هذا المقال هو اسم والد يوسف النجار، الذي يدعوه كاتب إنجيل متى " يعقوب" ويدعوه كاتب إنجيل لوقا "هالي" فهل هو هالي أم يعقوب
هناك عدة حلول لمشكلة تضارب نسب يسوع،
فهناك من رفض هذه النصوص مثل فوستيوس الذي قال إن كاتب إنجيل متى نفسه لم يسم افتتاحيته إنجيلا، بل قال انها كتاب ميلاد يسوع، بينما مرقس الذي لم يذكر النسب، بدأ بقوله " بدء إنجيل يسوع المسيح" وبناء على هذا قال فوستيوس ان
سلسلة النسب خارج الوحي الإلهي، وبهذا قال المفسر ماثيو هتري Matthew Henry ففي تفسيره للوقا 3/23 قال، ان قدسية الأناجيل لا تتأثر بتضارب سلسلة النسب، إذ ان الإنجيليين لم يكتبوا سلسلة النسب اعتمادا على معرفتهم، أو عن طريق الوحي، بل نقلوها من سجلات اليهود
(
تعليق مني : يعني لو قرأ المحاور لك هذا التفسير أو الرد ألم يكن أوقع له ويخرجه من مأزقه بل وينقذه من عدة مآزق أخرى حيث هناك اكثر من تضارب بين الأسماء سواء أشخاص أو لمدن او لتواريخ أو غيرها مما ذكر في كتابهم .. فهذا التفسير يلغي كل هذه التواريخ والأنساب والأسماء .. ولو مشينا معاهم شوية شوية هاتلاقي نص الكتاب بتاعهم طاااااار )
وقال آخرون ان النسب في إنجيل لوقا ليس نسب يسوع من جهة يوسف النجار وإنما من أمه مريم، أي ان هالي هو والد مريم العذراء، وفي نفس الوقت والد يوسف النجار الشرعي،أي بالتبني،
وقد شرح
البابا شنودة الثالث تفاصيل ما ذهب إليه القديس أغسطينوس وغيره من الآباء فقال في شرح مطول
في الواقع أن متى الإنجيلي سرد من جانبه النسب الطبيعي للسيد المسيح ، بينما سرد لوقا النسب الشرعي أو الرسمي . و لتفسير هذا نقول الآتي :
نصت شريعة موسى علي أنه توفي رجل بدون نسل ، يجب أن يدخل أخو المتوفى علي أرملة أخيه ، و ينجب لأخيه المتوفى نسلاً منها ، أي أن الابن الذي ينجبه يصبح من الناحية الشريعة أبنا رسمياً لأخيه المتوفى ، وإن كان يعتبر ابناً طبيعياً لهذا الأخ الذي أنجبه من صلبه .
وبهذا يكون لمثل هذا الابن أبوان : أب طبيعي وهو الذي أنجبه ، وأب شرعي وهو عمه المتوفى بدون نسل .
وهذا هو ما ورد في سفر التثنية عن هذا الأمر : " إذا سكن أخوة معاً ،ومات واحد منهم وليس له ابن ، فلا تصر إمرأة الميت إلي خارج لرجل . أخو زوجها يدخل عليها و يتخذها لنفسه زوجة ، ويقوم لها بواجب أخي الزوج . والبكر الذي تلده يقوم باسم أخيه المتوفى ، لئلا يمحي اسمه من إسرائيل " ( تث 25 : 5، 6) .
فإن حدث أن هذا المتوفى بدون أولاد لم يكن له أخ ، فإن أقرب أقربائه يأخذ امرأته ليقيم له نسلاً ،
لأن الابن الذي يولد ينسب لهذا المتوفى حسب الناموس وإذا كان النسيب الأقرب لا يريد أن يأخذ زوجة المتوفى حسبما كلف ، فإن النسيب الذي يليه في القرابة لابد أن يقبل هذا الزواج ، لأن الشريعة تحرص علي إقامة نسل لذلك المتوفى بدون إنجاب بنين .
وهذا النوع من الزواج يسمي ( الفك) ، (
تعليق مني : لو حد فاكر الحوار هايلاقي الكلام دة بالنص ) وله مثل واضح في سفر راعوث في قصتها من بوعز .
وفي تفصيل ذلك يقول القديس ساويرس بطريرك إنطاكية :
" وبهذه الطريقة فإن يوسف خطيب القديسة العذراء ينتسب في الواقع إلي أبوين اثنين :
لأنه حيث أن هالي اتخذ له امرأة ومات دون أن ينجب بنين ، فإن يعقوب - الذي كان أقرب الأنسباء إليه - تزوج امرأته لكي ينجب له نسلاً منها حسبما أمرت الشريعة . فلما أنجب منها يوسف هذا ابناً شرعياً لهالي المتوفى ، و في نفس الوقت ابناً طبيعياً ليعقوب ". ومن أجل هذا قال
متى من جانبه إن يوسف هو
ابن يعقوب . و
لوقا من الجانب الآخر قال أنه
ابن هالي . أحدهما أورد
النسب الطبيعي ، والآخر أورد
النسب الشرعي .
ومتى من جانبه ذكر الآباء الطبيعيين ليوسف ، ولوقا من الجانب الآخر ذكر الآباء الشرعيين .
ووصل لوقا بالنسب الشرعي للمسيح حتى ناثان بن داود ، ومتى وصل بالنسب الطبيعي حتى سليمان بن داود . وتلاقي الاثنان عند داود ... وبين متى و لوقا ، كان المجري
يتشابه أحياناً ،
ثم ينقسم متنوعاً ،
ثم يعود فيتحد ثم
ينفصل ... (
تعليق : اللي فاهم حاجة يفهمني ) وبهذا سواء من الناحية الطبيعية أو الشريعة يثبت نسب المسيح ... من حيث أنه ابن لداود ، وابن لإبراهيم ، وابن لآدم .
(
الأنبا شنودة الثالث، سنوات مع أسئلة الناس ج 7 - ص 19)
المفضلات