و لقد آتينا لقمان الحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنقرأ من سورة لقمان
قول الله تبارك و تعالى :
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
آية 12
فى تلك الآية الكريمة معنى عظيم
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
فالحكمة التى من الله تعالى بها على لقمان هى أن يشكر لله
فالحكمة هى أن نشكر لله
فشكر الله طريق النجاة
و فى شكر الله تعالى خيري الدنيا و الآخرة
فهل يعقل أن ينعم الله علينا
بالإيمان و الإسلام
و بالسمع و البصر و الصحة
بالأهل و المال
و بالطعام و الشراب و الهواء
و بالأمن
و بغيرها و غيرها من النعم التى لا تحصى و لا تعد
و لا نكلف أنفسنا أن نشكره ؟
و لسنا نتكلم عن شكر بلسان يقول الحمد لله مع قلب لا يستشعر نعمة الله تعالى
بل نتكلم عن قلب وقر فيه أن كل نفس يتنفسه الإنسان هو نعمة من الله
قلب وقر فيه أن كل شربة ماء هى نعمة من الله
قلب وقر فيه أن الفضل و النعمة و المنة لله
قال تعالى
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
النحل 18
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
إبراهيم 34
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات