تقول:
ما هو فوق الفهم واستيعاب العقول .... غير مناقض للعقل .
هكذا بالإطلاق ..!!!
اعذرني وسامحني.. هذا جرأة صفيقة زميلي .. وفيها سذاجة مفرطة شيئا ما .. فاعذرني!!
فكم يعز علينا خصومتكم الأبدية الأزلية للمنطق والبساطة والوضوح ..
وكم يعز علينا سوق جموع الخراف الوديعة من جماهير النصارى المطلسمة المسوقة بمثل هذه التراكيب والألاعيب.
نعم .. أعلم .. أنت لا ذنب لك بها عزيزي .. فهي هكذا ألقيت إليكم
والسؤال المحير هو دوما .. لماذا يستلزم شرحكم لعقيدتكم أو أدنى شيئ فيها قلب المفاهيم الأساسية والتركيب والطلسمة؟
هل ذلك لأن البساطة غاية القوة والحق .. والوضوح دليلها؟!!
أما لأن النصارى لا يحسنون شرح عقائدهم إلا بعد إغراق صالة العرض في الظلام وإطفاء الأنوار .. ليبدأ العرض والتخييل والطلسمة
عزيزي
معادلتك هي:
غير مفهوم
غير مستوعب
غير مناقض للعقل
اعذرني أيها الزميل المحترم جدا .. هذه المقدمة باطلة .. ولغو لا يصل للعقول السليمة.
نحن بالفعل نحترمك .. لكننا نحترم عقولنا أكثر
وإن أحسنا الظن بك -ونحن دوما نفعل - قلنا .. إنها صياغة مغلوطة ..
ولن نقول مغلوطة عن عمد إمعانا في إحسان الظن بك .. وذلك لما رأيناه من حسن أدبك وحوارك
وذلك من وجوه
- لأن الفهم لا يعني الاستيعاب لتعطفهما هكذا متتابعين متلازمين مسبوقين بفوق ومن جهة منطقية واحدة..
والأدهى أنك تتوقع من المسلمين أن تمر عليهم هذه التركيبة المغلوطة مرور مقبولا.
- ولأننا يمكننا أن نفهم عقلا بغير أن نستوعب لأن الفهم جزئي أما الاستيعاب فهو على معنى الإحاطة والشمول التام.
- كما أن ما هو فوق الفهم حتما منطقيا لابد وأن يناقض العقل.
- وأيضا لأن الفهم أساس عقلي حكيم لازم منطقيا .. يبنى عليه التسليم بما هو فوق الاستيعاب.. فهل رأيت بناء بغير أساس إلا عندكم؟!!
أي أننا يمكننا أن نفهم من غير أن نستوعب .. ولكن لا يمكن أن نستوعب بغير أن نفهم.
فمثلا في قصة موسى والخضر عندنا .. فهم موسى بعد شرح الرجل الصالح له تصرفاته الغريبة على موسى.. لكنه لم يستوعب
وكانت هذه التصرفات قبل الشرح تصرفات الرجل عنده تناقض العقل .. فلما فهم .. سلم
يعني الفهم لازم .. لكن الاستيعاب غير لازم
فلم تريد أن تحرم الخراف الوديعة حتى من الفهم عزيزي المحترم!!
بل وتريد أن تؤصل لذلك بهذه القاعدة المغلوطة لتُحكم غلق الأغلال على العقول؟!!
وكذا نفهم لزوم وجود الملائكة .. ولا نستوعب عقلا كيفية ذلك إلا بالمنقول إلينا
ونفهم لزوم وجود الجنة والنار ويوم القيامة .. بل وحتمية ويقين وجود الله ..
لكن لا نستوعب عقلا كيفية ذلك وصورته إلا في حدود ما صح نقله إلينا بالوحي الصحيح الموثق .. لا المؤلف ولا المحرف.
وفي عالم المادة نفهم وجود مجرات وكواكب أخرى على مدى متسع جدا يفوق الاستيعاب العقلي والتصور .. وإن كان العلماء يجتهدون في استيعاب ذلك
وفي عالم الذرة نفهم تركيبها وبعض قدراتها وحركتها وقوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء .. غير أننا لم نستوعب عقلا كل ذلك بعد.. وإن كان العلماء
يجتهدون في استيعابه
ثم أخيرا نسوق معنى الاستيعاب الذي هو غير الفهم من المعاجم
ففي معجم تاج العروس: مادة وعب
وعب : وعَبَهُ، كوَعَدَهُ، يَعِبُ، وَعْباً: أَخَذَهُ أَجْمَعَ، كَأَوْعَبَهُ. والوَعْبُ: إِيعابُك الشَّيْءَ في الشَّيْءِ، كأَنَّهُ يأْتِي عليه كُلِّه. كذلك إِذا استأْصلَ الشَّيْءَ، فقد استوعَبَهُ.
والإِيعابُ، والاستيعابُ: الاستئصالُ، والاستقصاءُ في كلِّ شَيْءٍ.
في المعجم المحيط
وَعَبَ يَعِبُ عِبْ وَعْباً :- ـه: أخذه أجْمعَ ولمْ يَدَعْ منه شيئاً؛ وعب النَّهِمُ كلَّ ما على المائدة.
أي أنها على معنى الإحاطة التامة وتفيد شمول الأجزاء بالتمام.
ومن المقدمة الباطلة المغلوطة تريد أن تقفز بالجموع لنتيجة أكثر غلطا وبطلانا فتقول:
(يعني ببساطة ... الله أراد أن يتجسد هل لديك من مانع ؟؟
أو هو شيء غير مفهوم ... هل الله لا يستطيع أو ليس لديه القدرة أن يتجسد ؟؟)
ألا تخجل عزيزي الزميل المحترم من هذا التخليط والتخبط؟!!
أعلم أنك سترد: لا لا أخجل .. ولم أخجل؟!
وذلك لأنك لا تعي موضع التخليط والتخبط عندكم أو ربما تعلم ..
لكن وكما تعودنا معك ودوما نحسن بك الظن
عزيزي ..
مشكلة النصارى أنهم يدخلون القدرة والاستطاعة محل المشيئة .. في لبس مقلوب مركب عن عمد تلقوه هكذا مطلسم بلا استيعاب ولا حتى فهم
ولا أظن أنهم سيخرجون منه .. فليس من مصلحتهم أن تتفلت الجموع
يا عزيزي .. حسن السؤال نصف العلم .. وأنت رجل مثلث فكيف تكون موحد الفهم في هذه فقط؟!!
يستحيل في حق الله فعل النقائص .. أو الاتصاف بها .. رغم قدرته على كل شيئ.
فهو من جهة الإرادة والمشيئة وما يليق بكماله وجلاله .. يستحيل أن يفعل ذلك!
لأن التجسد نقص معيب.. رغم أنه من جهة القدرة .. يقدر على كل شئ.
لكنه لا يفعل ولا يتصف إلا بكل كمال وحسن يليق به وغير ذلك منتف عنه غير
ولتفهم .. نقول ..
هل الله لا يستطيع أن يظلم كل عباده فيدخلهم ناره بلا ذنب؟؟
هل هو شيئ غير مفهوم لك كنصراني.. هل لديك مانع؟... أو هو ليست لديه القدرة أن يدخلهم النار؟
أو فقط تقولون حاشا . فقط للمعارضة .
الإجابة: أنه سبحانه لا يفعل إلا كل كمال ولا يتصف إلا بكل حسن جميل .. والظلم نقص .. وقد حرمه على نفسه سبحانه.
وأيضا .. لتفهم .. نقول
هل لا تستطيع أنت أن تمشي في الشارع أو في متنزه مزدحم بالناس عريانا كما ولدتك أمك؟؟
هل هو شيئ غير مفهوم .. هل لديك مانع؟ أو هل ليست لديك القدرة أن تخلع ملابسك؟؟
فلماذا لا تفعل؟؟
الإجابة: نقول لأنك رجل محترم وهذا لا يليق بك كرجل محترم تتصف بصفات حسنة يحسن الناس إليك بها ..
رغم أنك تقدر على فعل ذلك لكن لم ولن ترد ذلك أبدا نظرا لأدبك واحترامك.
وأيضا .. ولتفهم
لم تستنكف أو يستنكف أي إنسان إذا شكلت أو ألصقت بصورته مثلا هيئة خروف أو تيس .. ولن نقول خنزير أو كلب ..
رغم أنه حتى لم يبلغ التجسد بعد. ولا هو فعله
نقول لأن في هذا تصوير معيب لك أو له بالأدنى رغم أنك في مرتبة أعلى كرمك الله بها .. وانتقاص من قدرك الذي خلقك الله عليها
فكيف تستنكف لنفسك .. وتشعر بالإهانة لمجرد أني قلت ذلك أن تركب في صورة كهذه
ثم تصف به الرب .. وتقول إن هذا تواضع من الرب
فلماذا لا تتواضع أنت بمثل ذلك؟
وتقول:
وكيف ما هو أراد هكذا صار ...
هنا فقط ذكرت الإرادة .. رغم أن سؤالك في المقدمة المغلوطة كان عن القدرة
فهل علمت عزيزي أين يأتي التلبيس والتدليس على عقول النصارى؟
ولك نعيد القول.. أو لعلها تلقى قاصد حق فتنفعه
هو من حيث الإرادة لم يرد لأنه يستحيل في حقه النقص وفعله والاتصاف به
رغم أنه في القدرة .. على كل شئ قدير.
أراد أن يظهر لنا أقانيمه لأن الكتاب المقدس قال :
لما تم ملء الزمان ارسل الله ابنه .
أي حان الموعد لفداء البشر ... حان الموعد لمعرفة شيء من الله .
أولا لفظة أقانيمة هذه غير موجودة بالكتاب أصلا
ثانيا: لا أدري آلية الفهم عندكم حتى يكون جملة
لما تم ملء الزمان ارسل الله ابنه
تعني
حان الموعد لفداء البشر
وكيف يكون فداء زميلنا المحترم وقد قام الذي ضحينا به وجلس عن يمين القوة كما تعتقدون
هل ينطبق -في عقلك- أن أقول للجميع سأفديكم وأضحي لأجلكم ..
ثم أقوم بذبح الخروف أمامهم فيموت ويرون دمه .. ويدفن
ثم بعد انصراف الجموع أقل له: قم واجلس جواري عن يمين القوة فقد انصرف الجميع
هل رأيت أضحية تقوم بعد الذبح .. وتعود للحياة
هل هذا فداء..؟!!
هل هذه تضحية..؟!!
بل هذا هراء وتمثيل يستخف عقول المساقين ويسخر منهم عزيزي المحترم!!
شكرا .. للعزيز الغالي نجم ثاقب والذي نتعلم منه الصبر وطول النفس والمتابعة والاحترام .. فجزاه الله خيرا.
وأيضا .. شكرا للزميل الورد .. على حسن أدبه في الحوار .. ونسأل الله له الهداية ..
المفضلات