ضعف شخصيته ... مسؤوليتك





حلمك بأن يكون طفلك قوي الشخصية وشجاعا ً ، ولكن ما تلحظينه يشير الى عكس ذلك . فهو دائم السكوت ولايعبر عن رأيه بتاتا ً ، ويتنازل عن العابه بسهولة ، ولايجرؤ حتى على استرجاعها . كل ردود الأفعال هذه مؤشرات الى ضعف شخصيته !

تلعب التربية دورا ً رئيسا ً في بناء الشخصية والأخلاقية للمرء وعلى هذا فأن قوة أو ضعف الشخصية هو موضوع تربوي يمكن التحكم به .
وهناك بعض الاطفال يتعرضون في مراحل نموهم المختلفة لاساليب تربوية خاطئة تؤثر سلبا ً عليهم ، وتهز ثقتهم بانفسهم . وابرز مظاهرها ضعف الشخصية لماذا وصل الطفل الى هذه المرحلة ؟ وكيف تعالجين هذه المشكلة ؟





· في البداية ما هي السمات التي تميز الشخصية الضعيفة للطفل ؟



يظهر ضعف الشخصية عند الطفل في وجوه وابرزها عدم قدرته على التكيف الاجتماعي وخجله وخوفه من كل شيء في محيطه ، وايجاد صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين والتهرب منها . ويظهر ذلك ايضا ً في تجنبه الالعاب الجماعية التي تتطلب نشاطا ً مشتركا ً وتفاعلا ً مع الاخرين . كما ان الطفل الضعيف الشخصية غير قادر على تحمل اية مسؤولية .


· في أي عمر تبدأ مظاهر ضعف الشخصية عند الطفل ؟



تبدأ بعد بدء الطفل الاحتكاك المباشر بغيره ، خصوصا ً بعد دخوله الحضانة ، وذلك يتم غالبا ً في عمر الأربع سنوات .


· ماهي الاسباب التي تؤدي الى الضعف ؟



عوامل عدة تسهم في اضعاف شخصية الطفل وجميعها تتعلق بالأهل بشكل اساسي ، اولها الاستهزاء بكل ما يقوم به من تصرفات أو يعبر عنه من اراء والتعامل معه بسخرية واستنكار ، خصوصا ً امام الاخرين الغرباء فاحراجه في أي عمر يترك اثارا ً سلبية حتما ً على بناء شخصيته وتكوينها . ثانيها الافراط في تدليله وحمايته وتحويله الى طفل متكل على غيره ، وثالثها ما نسميه في علم النفس environment over protection أي عدم منحه اية محاولة للتجربة أو الاستقلالية .

ورابعها القوة الزائدة والعنف والعقاب الجسدي الذي يجعل طفلك انطوائيا ً على نفسه ودائم الخوف والتردد وعرضة للأمراض والاضطرابات النفسية والعصبية .



أن التكيف الاجتماعي هو تعلم السلوك المناسب في سن مبكرة ، ليشعر الطفل انه محبوب في مجتمعه ، وانه جزء منه . هذا يتم تأسيسه في مراحل العمر المبكرة ويعد دعم التطور الاجتماعي امرا ً مهما ً لنجاح الطفل في حياته المستقبلية ، وللوالدين الدور الأكبر في ممارسة وتعليم الطفل السلوكيات التي تتلاءم مع الخلفية الثقافية والدينية للعائلة .







· ولكن كيف نقنع الام الحنون بألا َ تخاف على طفلها ؟


نحن هنا لانتحدث عن الخوف العادي . فكل امهات العالم يخفن على اولادهن ويندفعن الى حمايتهن من أي سوء قد يصيبهم ، ولكن لايجب ان يتجاوز هذا الخوف وهذه الحماية الحدود المعقولة ، لانه حينئذ سيصب ضد الطفل وسيعيق نموه الفكري والاجتماعي .


· وفي هذه الحال ما هي الخطوات التي على الام اتباعها لتنمية شخصية طفلها ؟



بعد ان يبلغ الطفل الاربع سنوات على الام ان تعوده على ان يكون له غرفة مستقلة ، وان تشجعه على القيام باعماله بنفسه كارتداء ملابسه وتناوله طعامه والمشاركة في اختيار جميع حاجاته ، كما عليها تحميله مسؤوليات وواجبات ومكافأته عند ادائها ، لانه بذلك يشعر انه انسان مؤثر وبالتالي سوف تزداد ثقته بنفسه ، اضافة الى تشجيعه على المشاركة في النشاطات الجماعية واللعب الجماعي . وعليها الا ترهبه بامور مرعبة بل توضح له الخطورة بدون اية مبالغة . كما يجب عليها مدحه امام الاخرين وتجنب مقارنته باصدقائه أو اخواته ومن الضروري التعرف على هواياته وتنميتها .

هذه ِ الاساليب مجتمعة سوف ترفع من روحه المعنوية وتشعره بالرضا النفسي وتسانده ليكون قادرا ً على مواجهة أي امر وابداء رأيه بدون وجل أو خجل .





· غالبا ً ما يطلب الاهل من طفلهم استعراض ما لديه من مواهب امام الناس هل هذا يغذي ثقته بنفسه ؟



قد يحصلون على هكذا نتيجة ، ولكن في بعض الاحيان فأن ما يعتبره الاهل فخرا ً لهم قد يسبب ارباكا ً وإرهاقا ً لطفلهم وخصوصا ً اذا كان بطبعه غير متباه ويرفض اظهار براعته وقدراته امام الناس .


· هل يمكن ان تتحول اساليب بناء الثقة بالنفس الى اسباب تزيد من وقاحة الطفل ؟



على الاهل ان يربوا طفلهم على الجرأة والشجاعة في المواقف ، وليس على الوقاحة وهناك خيط رفيع يفصل بين الامرين ، ويحافظ على هذا الخيط نسبة الوعي وادراك عملية التربية الصحيحة والهادفة عند الأهل .