المغـول
احتل المغول بقيادة جنكيز خان - الذي توفي مؤخراً - غالبية القارة الاسيوية عدا الهند المسلمة . فقد سقطت الدولة الخوارزمية المسلمة القوية في اواسط اسيا .
و اجتاحت جحافل المغول بقيادة هولاكو عاصمة الخلافة لتسقط الدولة العباسية ، وتقتل فيها ما يزيد على المليون مسلم ، وتلقّن انهار بغداد دروس العلم بالقوة حتى اسودّت مياهها .
نعود الى موقعنا في مصر ، فبعد ان خضع الايوبيون في الشام - رغم قوتهم - لهولاكو لم يتبقى للاسلام دولة تذود عن حماه سوى بقية من اجزاء الدولة الايوبية في مصر تحت حكم صبي صغير يدعى بالملك المنصور !!
في هذة الظروف انقض احد ابطال الاسلام على الحكم في مصر وازال السلطان الايوبي وكل انصاره
وصلت الى اميرنا الجديد رسالة من قائد المغول هولاكو يقول فيها ".. إنا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه، فلكم بجميع الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وسلموا إلينا أمركم.. فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرق لمن شكا.. فما لكم من سيوفنا خلاص ولا من أيدينا مناص، فخيولنا سوابق، وسيوفنا صواعق، ورماحنا خوارق..."
اغتاظ البطل سيف الدين قطز من هذا المحاولة للاساءة إليه ، فارسل جثث من حملوا الرسالة الى من ارسلهم .
تنادى الناس بذلك وبدأ الخوف يدب في قلوب الجبناء والشجعان على حد سواء ، فالمغول حطموا كل من واجههم ، ويحتلون الان نصف القارة الاوربية وغالبية جارتها الاسيوية ، إضافة الى انهم حطموا كل الدول الاسلامية ولم يتبقى سوانا في مصر ومن تبقى في المغرب الاقصى والاندلس .
عقد السلطان قطز مجلس حرب وافتى الشيخ العز بن عبدالسلام بجواز فرض ضرائب علينا جميعا لتجهيز الجيش فتحرك الجميع وتجمعت الاموال واحس الجميع بجدية الموقف
انطلق الجيش الاسلامي الاخير الى فلسطين ليواجه الجيش المغولي - الذي تفتح اخباره المدن قبل ان يقتحمها جنوده - والتقى به بجوار نهر الاردن عند موقع يدعى : عين جالوت
تحرك الجيشين قبل التقائهما بعين جالوت
اختبئ جيشنا في احراش المكان وانطلق قائد المقدمة "بيبرس" ليواجه الجيش المغولي بقيادة كتبغا الذي ظن بان المقدمة هي كل الجيش ، فبدأ بيبرس بالتراجع وقام المغول باختراق المقدمة والتباشر بنهاية معركة سهلة كانوا يحسبون لها ويكيدون منذ زمن .
نجح الكمين في مخادعة المغول ليظهر البواسل من كل مكان ، ويبدأ الهجوم الشامل على الجيش المغولي ، وصرخ البطل قطز صيحته المشهورة : وآآآ اسلاماه .
صمد المغول لفترة ، ثم ولوا مدبرين ، واعلن التاريخ هزيمة مدوية للمغول ، وتباشر الاوربيين والنصارى قبل المسلمين بانكسار شوكة الجيش المغولي ، وبدأت نهاية الاسطورة المغولية .
بعد المعركة واصل الابطال زحفهم ، فتمددت دولة المماليك الفتية بقيادة البطل قطز ومن بعده ، لتوحد مصر والشام وتحكمهما لمدة قاربت الثلاثة قرون ، قبل ان تضعف لتترك الراية للابطال العثمانيين .
المفضلات