اليوم التالي لوفاتي
سيستشرق الشمس كعادتها مرسلة أشعتها خلال ملايين النوافذ التي ستفتح كعادتها كل صباح، ربما نافذة واحدة نافذتي أنا، نافذة بيتي التي اعتدت أن اشرعها لتدخل نسيم الصباح وضوءه المتنامي لن تفتح لكن من يأبه. . ربما وجوه أبي وأمي وإخوتي وزوجي وابنائي لكن من يأبه بي من ملايين البشر، لن يلحظ أحد ربما البواب، ربما صاحب الدكان ، ربما بائعة الخضار، ربما هذا الرصيف وتلك الأشجار.
الحقيقة التي صحبتها جيئة وذهاباً على ضفاف النيل كم مروا بها من السابقين، وكم سيمر بها من اللاحقين، لكن ما يعزيني عن الأساى البادي والحزن الدامي في وجوه والدي وأبنائي وزوجي وإخواني. إن الزمن وقوة الحياة ستجرف الأحزان وتدفنها كما دفنتني، ربما لن يتبقى مني إلا صورة على الجدار أو على المحمول ربما صوت وصورة في تسجيل ما يدار بايدي من يريد أن يتذكرني يوماً، او يوماً، .. ، ما يعزييني أن كثيرين رأيتهم تتفطر قلوبهم على فقد أحبائهم فما مر شهر وشهران حتى عاد البشر والبسمات لوجوه قد كلت من البكاء والأشجان.
هكذا الحال ولن يكون إلا هكذا.
ولن ينفعني إلا أنت يا ولدي فادع لي، ولن تنفعني سوى كلمة . . كلمة طيبة علها تؤتي ثمرها كل حين، ومن أجل ذلك كتبت
المفضلات