السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهموضوعنا اليوم عن عقيدة الفداء وهى من أهم العقائد فى المسيحية والتى أُلخصها فى كلمة الربان زكا بشير عيواص نائب كنيسة أنطاكية للسريان الأرثوذكس (سابقاً) الذى قال في المؤتمر الذي عُقِد في القدس يومي 15، 16 مارس 1959 لبحث موضوع طبيعة المسيح ومجمع خلقيدونية :
"وإذ كانت تلك المعصية غير متناهية لأنها موجهة مباشرة إلى اللامتناهي، لذلك كان غير ممكن للملائكة والآباء والأنبياء المتناهين أن يقدموا الكفارة عنها، ويفوا العدل الإلهي حقه، حتى ولا الناموس لموسي، إلاَّ الله وحده غير المتناهي، إذ لا يوجد شئ في هذا الكون إلاَّ وهو متناه"
أى أن المعصية الموجهة فى حق الله لا يخلصها إلا الله وحده وهو الذى يقدم الكفارة عنها ويفدى البشر ..
وهذا يُطابِق ما جاء فى كتاب "حتمية التجسد الإلهي"
إذ جاءت الإجابة على السؤال الرابع عشر بها صفات الفادى المُخلِص .
ونهتم الآن بالشرط السادس الذى ينص على :-
غير محدود:
لأن الخطية الموجهة ضد الله غير المحدود هي خطية غير محدودة، فلزم أن يكون الفادي غير محدود، .... لقد تجسَّد الله الغير محدود ليرفع عقاب خطية غير محدودة. بل ليرفع خطايا العالم كله في كل زمان ومكان، ففيه تحققت صفات الفادي كاملة بناسوته صار إنساناً، وقابلاً للموت، وبلا خطية، وبلاهوته هو الخالق الذي يستطيع أن يقدم نفسه، وهو أقوى من الموت وغير محدود..
نُسلِط الضوء أكثر على هذه الجزئية :-
بلاهوته هو الخالق الذي يستطيع أن يقدم نفسه، وهو أقوى من الموت .
إلى أى شىء سيُقدِم الخالق نفسه ؟؟
الإجابة : بكل تأكيد سيُقدِم نفسه للموت .
لكن من أين لنا أن نعرف أن هذه هى الإجابة - سيُقدِم الخالق نفسه للموت - ؟
الإجابة : لأن باقى الجملة يقول وهو أقوى من الموت ، أى أنه سيُقدِم نفسه ليموت .
وما الدليل على أن المقصود من أقوى من الموت هو أن الخالق سيموت ؟
الإجابة : ما جاء فى الشرط الخامس فى نفس الموضوع من الكتاب فيما يخص شروط الفادى إذ يقول هذا الشرط :
أقوى من الموت:
حتى إذا قدم نفسه بإرادته يستطيع أن ينتصرعلى الموت وينهض من رقاده
فأقوى من الموت هنا معناها أنه سينهض من موته .
وهذا هو الدليل على أن الفادى - الخالق ( اللاهوت ) - سيموت لأنه سينتصر على الموت وينهض من رقاده
إذاً لكى تتم عملية الفداء فلابد من موت اللاهوت الخالق
لكن هل هذا ماحدث ومات اللاهوت ؟؟:-
نطالع الآن ماذا جاء فى موقع الأنبا تكلا سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
هذا السؤال :-
إذا كان المسيح هو الله، فكيف يموت الله وهو الحيّ القيّوم؟! كيف يموت المسيح على الرغم من لاهوته؟ هل الله يموت؟ وهل موت المسيح كان ضعفاً؟
جاءت الإجابة :-
إن الله لا يموت. اللاهوت لا يموت.
ونحن نقول في تسبحة الثلاثة تقديسات " قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحى الذي لا يموت".
و لكن السيد المسيح ليس لاهوتاً فقط، إنما هو متحد بالناسوت. لقد أخذ ناسوتاً من نفي طبيعتنا البشرية، دعى بسببه " إبن الإنسان". وناسوته مكون من الجسد البشرى متحداً بروح بشرية، بطبيعة مثل طبيعتنا قابلة للموت. ولكنها متحدة بالطبيعة الإلهية بغير أنفصال..
و عندما مات على الصليب، إنما مات الجسد، بالناسوت.
إذاً شروط الفادى أن يموت اللاهوت ، وهذا لم يحدث بل الذى مات هو الناسوت
كما أن من شروط الفادى أن يكون غير محدود - اللاهوت - بينما الناسوت محدود
إذاً لم يحدث الفداء أساساً .
المفضلات