إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم(40)سورة التوبة
الآية تتحدث عن إثنين في الغار ولكن السكينة نزلت على واحد فقط !!! فمن هو الذي نزلت عليه السكينة موضوع الآية ؟؟؟ هل هو رسولنا الحبيب أم ابو بكر الصديق؟؟؟
الإجابة
الرسول كان يعلم ان الله معهم بدليل انه قالها لأبوبكر لكي يهدأ من روعه لما رأى من أخطار داخل الغار وخارجه إذا فالرسول كانت عليه السكينة أصلاً ومن الأساس لأنه من يعلم ان الله معه لابد أن تكون عليه السكينة
اما الذي كان يحتاجها في هذه اللحظة وكان مفتقدها فهو ابوبكر لأنه هو الذي كان حزين لما وجد من اخطار داخل الغار وخارجه وقد حصلت له السكينة بقول رسولنا الحبيب له( إن الله معنا)
وانظر الى الفاء ايها السائل
فأنزل فأنزل فأنزل
الفاء للتعقيب أي أنه بمجرد أن علم أن الله معهم نزلت عليه السكينة
فالهاء في كلمة (عليه ) تعود على الخائف عند هذه اللحظة وهو أبو بكر رضي الله عنه
إقرأ الآية ثانية ليستقر المعنى
ومن هنا فقد أثبتنا والحمد لله أن السكينة نزلت على أبو بكر رضي الله عنه والسكينة لا ينزلها الله الا على المؤمنين ومن هنا وفي آية واحدة يثبت ان أبا بكر مؤمن وليس كما يقول الشيعة الرافضة عليهم من الله ما يستحقوه
من أراد القراءة بالتفصيل فليقرأ ما يلي:-
قوله: { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } ومن قال الضمير في قوله: { عَلَيْهِ } عائداً إلى الرسول فهذا باطل لوجوه.
الوجه الأول: أن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورات، وأقرب المذكورات المتقدمة في هذه الآية هو أبو بكر، لأنه تعالى قال: { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } والتقدير: إذ يقول محمد لصاحبه أبي بكر لا تحزن، وعلى هذا التقدير: فأقرب المذكورات السابقة هو أبو بكر، فوجب عود الضمير إليه.
والوجه الثاني: أن الحزن والخوف كان حاصلاً لأبي بكر لا للرسول عليه الصلاة والسلام، فإنه عليه السلام كان آمناً ساكن القلب بما وعده الله أن ينصره على قريش فلما قال لأبي بكر لا تحزن صار آمناً، فصرف السكينة إلى أبي بكر ليصير ذلك سبباً لزوال خوفه، أولى من صرفها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه قبل ذلك ساكن القلب قوي النفس.
والوجه الثالث: أنه لو كان المراد إنزال السكينة على الرسول لوجب أن يقال: إن الرسول كان قبل ذلك خائفاً، ولو كان الأمر كذلك لما أمكنه أن يقول لأبي بكر: { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } فمن كان خائفاً كيف يمكنه أن يزيل الخوف عن قلب غيره؟ ولو كان الأمر على ما قالوه لوجب أن يقال: فأنزل الله سكينته عليه، فقال لصاحبه لا تحزن، ولما لم يكن كذلك، بل ذكر أولاً أنه عليه الصلاة والسلام قال لصاحبه لا تحزن، ثم ذكر بفاء التعقيب نزول السكينة، وهو قوله: { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } علمنا أن نزول هذه السكينة مسبوق بحصول السكينة في قلب الرسول عليه الصلاة والسلام، ومتى كان الأمر كذلك وجب أن تكون هذه السكينة نازلة على قلب أبي بكر.
فإن قيل: وجب أن يكون قوله: { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ } المراد منه أنه أنزل سكينته على قلب الرسول، والدليل عليه أنه عطف عليه قوله: { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } وهذا لا يليق إلا بالرسول، والمعطوف يجب كونه مشاركاً للمعطوف عليه، فلما كان هذا المعطوف عائداً إلى الرسول وجب في المعطوف عليه أن يكون عائداً إلى الرسول.
قلنا: هذا ضعيف، لأن قوله: { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } إشارة إلى قصة بدر وهو معطوف على قوله: { فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } وتقدير الآية إلا تنصروه فقد نصره الله في واقعة الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها في واقعة بدر، وإذا كان الأمر كذلك فقد سقط هذا السؤال.
والله أعلم
المفضلات