التفاسير المسيحية تقول ان يعقوب هو الذى تزوج أرملة أخيه هالى بعد وفاته و عليه فان :
يوسف هو ابن يعقوب بالجسد و ابن هالى بالشريعة .
و الإقتباس التالى من احد التفاسير المسيحية المهمة :
وللرد نقول: بعد أن ذكر متى جدول نسب يوسف، أوحى الله إلى لوقا أن يوضح نسب مريم، ليبيّن لنا أن المسيح تناسل حسب الجسد من داود، ليس من جهة يوسف خطيب مريم فقط، بل من جهة مريم أمه الحقيقية. صحيحٌ أن يوسف ومريم من ذرية داود، ليس من جهة أبيه فقط، بل بواسطة أمه أيضاً. وبما أنه ليس لمريم أخ كانت هي الوارثة، واعتُبر زوجها حسب الشريعة اليهودية من عائلة أبيها، فكان يوسف ابن يعقوب طبعاً وحقيقة، وابن هالي شرعاً بالمصاهرة. وتوهم عبارة المعترض أن ناثان ليس من أولاد داود، مع أنه من أولاده. ولا يخفى إن عائلة سليمان وناثان اجتمعتا في شألتئيل وزربابل، ثم افترقتا ثم اجتمعتا باقتران يوسف ومريم. والحقيقة هي أن يوسف كان ابن هالي الشرعي ووارثه، مع أنه كان ابن يعقوب الطبيعي الحقيقي، فيكون متّان تناسل من سليمان واقترن باستا، ومنها خلف يعقوب. وبعد وفاة متان اقترن متثات الذي كان من سبط يهوذا ولكنه من عائلة أخرى، بأرملة متان، فولد هالي. فكان يعقوب وهالي من أم واحدة. ومات هالي بدون عقب، فتزوج أخوه أرملته، وولد يوسف، فكان ابن هالي الشرعي ".
و طبقا لهذا التفسير فان والد يعقوب فى متى اسمه متان و والد هالى فى لوقا اسمه متثات ، والمفسر يدعى أن يعقوب و هالى اخان و ان متان انجب يعقوب من زوجة اسمها " استا " و بعد ان مات تزوجت استا من متثات و انجبت هالى ، اى ان يعقوب و هالى اخوان من الأم و هى استا !
و لكن هل يوجد اى نص فى الكتاب المقدس بؤيد هذه الرواية ، لا أعلم ؟
ان هناك ارتباك شديد فى التفسيرات الكنسية عن هذا الموضوع ، وهناك احتمالين لا ثالث هما فى هذه التفسيرات و الغريب ان كل من النقيضين موجود فى هذا التفسير فى آن واحد:
1-ان يعقوب تزوج ارملة هالى بعد ان توفى هالى دون ان بنجب و انجب يعقوب منها يوسف الذى اصبح ابنا شرعيا لهالى المتوفى و كما يظهر فى هذا التفسير ، الذى يقودنا الى اشكاليات خطيرة ، وهى ان يوسف سبق له ان ولد حسب متى من ام اخرى و هو ابن بالجسد ليعقوب و بالتالى اذا كان يعقوب انجب يوسف من ارملة هالى و لكنه نسب لهالى حسب الشريعة ، فان هذا يقودنا لامحالة الى ان يوسف هو شقيق مريم ام يسوع لانها ابنة هالى و يكون زواج يوسف ومريم هو زنا محارم ! و لكن الفارق الزمنى فى العمر بين يوسف الذى ولد قبل مريم ب 77 سنة يؤدى الى استحالة حدوث ذلك لان هالى مات ثم ولد يوسف فكيف انجب هالى مريم بعد 77 سنة من ولادة يوسف و هو اصلا ميت من قبل ولادة يوسف نفسه ؟؟
2-التفسير الثانى هو الذى يقول ان يوسف نسب لهالى حسب العرف أو التقليد اليهودى – و ليس الشريعة - الذى يسن أنه اذا انتهى نسب ما بامرأة فقط دون أخ ذكر فان زوج المرأة ينسب لحماه أى ان يوسف انتسب لهالى لانه زوج ابنته مريم التى ليس لديها اخوة ذكور فيقول المفسر فى الإقتباس اعلاه :
".. وبما أنه ليس لمريم أخ كانت هي الوارثة، واعتُبر زوجها حسب الشريعة اليهودية من عائلة أبيها، فكان يوسف ابن يعقوب طبعاً وحقيقة، وابن هالي شرعاً بالمصاهرة. "
و هنا يظهر التدليس و اللعب بالالفاظ بين " الشريعة " و " العرف او التقليد "..فالشريعة هى زواج الأخ من زوجة اخيه المتوفى و بحيث ينسب المولود البكر للأخ المتوفى للحفاظ على نسله , و لكن العرف او التقليد هو اعتبار زوج الإبنة الذى انتهى النسب اليها و ليس لديها اخ ، انه من عائلة الأب المتوفى !!
و ليس عندى دليل من الكتاب ان هذا العرف له أى قرينة سابقة و واضحة من الكتاب فى الكتاب المقدس ؟
و خلاصة هذا البحث هو ان التفاسير تجمع بين افتراضين متناقضين بين الشريعة التى تؤدى الى ان يوسف هو شقيق مريم رغم معضلة استحالة ان ايكون هالى الذى مات قبل ان يولد يوسف قد انجب و هو ميت مريم بعد 77 سنة من ولادة يوسف! و بين العرف الذى ينسب الرجل الى عائلة ابو الزوجة التى ليس لديها أخ ذكر و التى لا نعلم قرينة لها من الكتاب كما انها تناقض انجاب يعقوب ليوسف من أرملة اخيه هالى ؟
الفارق الزمنى بين يعقوب و هالى 1000 عام :
ان هذا الموضوع فى رأيى هو محسوم من ناحية ان يعقوب فى متى له 26 جد حتى داوود و هالى فى لوقا له 41 جد حتى داود اى ان هناك 15 جيلا بين يعقوب و هالى تقدر بحوالى 1000 سنة !!
و الآن يعقوب ولد اولا و بعد 1000 سنة تزوج من أرملة اخوه هالى ، أى ان يعقوب عاش 1000 سنة و ظل حيا فى حياة هالى الأصغر الذى ولد بعده بألف سنة و استمر يعيش بعد وفاة هالى و تزوج امرأته !!!!!
فهذا مستحيل .. مستحيل.. و الموضوع كله فبركة و تلاعب باللفاظ للخروج من مأزق اختلاف و تناقض النسب ين الإنجيلين.
المفضلات