بسم الله الرحمن الرحيم
لطالما أصابنا الحزن لايمان النصارى بفكرة الاله المتجسد .....
وتأكيدهم أنهم ( يعبدون الرب يسوع ككيان واحد وليس يعبدون اللاهوت وأيضا الناسوت فيه ) !
ولكن المتأمل بالعلاقة بين أطراف الجسد الواحد ( وأعني اللاهوت والناسوت ) ....
نجد أن الطبيعتان تفرقت عن بعضهما .....
حيث عرف الناسوت أن له واجبات وطقوس نحو اللاهوت ....
والمتأمل لهذا النص من انجيل لوقا يدرك ذلك تماما :
22: 41 و انفصل عنهم نحو رمية حجر و جثا على ركبتيه و صلى
22: 42 قائلا يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكاس و لكن لتكن لا ارادتي بل ارادتك
22: 43 و ظهر له ملاك من السماء يقويه
22: 44 و اذ كان في جهاد كان يصلي باشد لجاجة و صار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض
لاحظ معي أيها الباحث عن الحقيقة و الناظر الى الأبدية ....
لقد مشى الناسوت منفصلا عن التلاميذ .....
وجثا على ركبتيه من أجل اللاهوت وصلى الى اللاهوت .....
بل ونزلت الملائكة الى جسد فيه اللاهوت لتقوي الناسوت !!!!!!!!
نحن هنا بلا أدنى شك أمام كيان منفصل لا يعرف التعريف الذي يؤمن به النصارى عن ضلالة وهذا التعريف هو ( انهم يعبدون الها متجسدا له طبيعتان !!!! ) .
ناسوت يمشي منفصلا ليختلي بلاهوته !!!!!
وملائكة تنزل الى جسد فيه لاهوت لتقوي الناسوت !!!!!
نحن وللأسف أمام كارثة ايمانية واضحة .....
لا نصل معها الا الى شىء واحد .... وهو أن فكرة الاله المتجسد ككيان واحد له طبيعتان هي فكرة باطلة وغير صحيحة بالدليل والبرهان والحجة من واقع الاناجيل التي يؤمن بها النصارى ....
فكيف يا نصارى تعبدون المسيح وتقولون أنه الله .....
بينما ناسوته فيه انفصل عن التلاميذ ليختلي بلاهوته ويصلي له ؟!
وبينما نجد الملائكة تعرف طريقها الى ناسوت الاله المتجسد الذي به لاهوت من أجل أن تقوي الناسوت !!!!!
الملائكة لم تتعامل مع فكرة الاله المتجسد وهذا دليل قوى على بطلان عقيدتكم بالمسيح ....
الملائكة اتجهت الى الناسوت في جسد فيه لاهوت !!!!!!
أما انتم فتظنون أنكم لا تعبدون الناسوت عندما تعبدون المسيح لانه الاله المتجسد !
فلو كان ذلك صحيحا ....
فما كانت جاءت الملائكة الى الناسوت في جسد فيه لاهوت لتقوي الناسوت !!!!!
وما كان الناسوت الذي بنفس الجسد الذي فيه لاهوت ينفصل عن البشر ويمشي لكي يجثو على ركبتيه ليصلي الى اللاهوت !
فانتم اذا قلتم أن المسيح ( الاله المتجسد ) قد جاع استجابة الى طبيعته الناسوتية ....
فأنتم أمام شخصية مستقلة يؤكدها أن تلك الشخصية لها واجبات نحو اللاهوت بالصلاة والدعاء ..... وأن الملائكة وهي التي تعرف حقيقة المسيح جاءت الى جسد تصدقون أن فيه لاهوت ( أى به الله والعياذ بالله ) لتقوي الانسان ( الناسوت ) الذي في المسيح !
فهل آمنتم الآن أن المسيح فيه انسان له واجبات وحاجات كانسان مستقل سواء كان بجسد فيه لاهوت أو ما كان .... فانكم ان عبدتم المسيح الذي هو عبارة عن لاهوت وناسوت فانكم تعبدون انسان ..... نعم .... تعبدون انسان بالحجة والدليل والبرهان كما وضحت لكم بما لا يقبل الشك أبدا .
فكروا واسألوا ربكم أن ينير بصيرتكم .....
فان بعد هذه الأدلة التي توقظ العقول لا أعتقد أنكم تراهنون على أبديتكم بفكرة الاله المتجسد الذي له طبيعتان ....
لأن الناسوت نفسه أثبت لكم بطلان معتقدكم حين صلى الى اللاهوت ....
والملائكة أثبتت لكم بطلان معتقدكم عندما جاءت الى ناسوت معه لاهوت بنفس الجسد لتقوي الناسوت ....
انظروا كيف أن الملائكة تجاهلت وجود اللاهوت وتعاملت بانفصال مع ناسوت المسيح .
هذا ان دل فانما يدل على شىء واحد لا ثاني له ....
أن جسد السيد المسيح ليس فيه لاهوت أبدا .
والا ما كان بحاجة ليعاني المشى والانفصال عن التلاميذ ليرفع عيناه ليصلي الى الآب بينما اللاهوت فيه يمكن أن يتواصل معه بغمضة عين لأنه داخل جسده .... ولكنه .... الله غير موجود في جسده .... والمسيح هو ابن الانسان .... ولهذا يصلي ويجوع ويخاف ويتضرع الى الله ويصلي له لينجده .... فأنتم أنفسكم تقولون اذا كان الله معنا فمن علينا أو ما يعوزكم بعد .... فهذا المسيح هو مثلكم الاعلى المتميز .... اذا كان الله معه أو متجسد به .... ماذا يعوزه ليخاف ويتصبب عرقه ويصلي ؟!!!!
والله انها دلائل تستحق التفكير .....
فكروا هداكم الله .....
المسيح ليس هو الله ....
ان كل ما كان من معجزات هى من الله .....
ولادته معجزة من الله وليس من ابن الانسان ....
واحياء الموتى من الله .... فكيف تؤمنون ببطرس أنه أحيى ميتا دون أن تعلنوه أنه الله ؟!
والله أن القوة لله .... أنها القوة التي شقت البحر بعصا النبي موسى عليه السلام ....
أنها القوة التي زرعت حيوانا منويا في رحم العذراء الطاهرة ....
أنها القوة التي أحيت ميتا في عصر المسيح ووجوده .....
أنها القوة التي خلقت المسيح وأيدته بكل ذلك وجعلته انسانا يصلي ويجوع ويخاف ويتصبب عرقه حتى لا تقولوا عنه أنه الله ....
فتوبوا الى الله فأننا نود لكم النجاة من هلاك الدينونة .... نرجوها لكم من كل قلوبنا ....
نسأل الله لكم الهداية قبل فوات الاوان ....
أطيب الامنيات لكم من طارق ( نجم ثاقب ) .
المفضلات