بقلم: أسامة حافظ
نشرت وزارة الثقافة كتاباً عن المعلم يعقوب بن حنا" 1745- 1801" باعتباره جزءاً من تاريخ مصر الحديث .. والكتاب قديم طبع من قبل منذ حوالي العشرين سنة فلم ينتبه له أحد ولكننا فوجئنا هذه المرة بالأستاذ ممدوح نخلة المحامي يهاجم الكتاب في الصحف ويصفه " بأن هدفه الترويج لفكرة أن الأقباط خونة وليسوا جزءاً من النسيج المصري ".
وسارع الأستاذ جبرائيل المحامي كالعادة بالتهديد بمقاضاة وزارة الثقافة والمطالبة بمصادرة الكتاب لما يمثله من تحريض وتعصب ضد الأقباط خاصة أنه صادر من هيئة حكومية تنتج إصداراتها من ضرائب الأقباط والمسلمين.
فركت عيني وأنا أقرأ كلامهما دهشاً في صحيفة من تلك الصحف الطائفية المستترة خلف الليبرالية والإستقلال في بلادنا.
وعدت أقلب في أوراق قديمة جمعتها من سيرة هذا اليعقوب متعجباً أن يحشر نخلة وجبرائيل أنفسهما في سلة واحدة مع هذا الأفاق ويعتبرونه أحد رموزالاقباط الذين يتحدثون باسمهم و يتصدون للدفاع عنهم والدفاع عن سيرتهم بدلاً من أن يتنصلا منه ويفران من انتمائه إليهم فرار السليم من الأجرب – كما يقولون – فيعقوب هذا هو أول من وضع نفسه في خدمة المستعمر الفرنسي عند مجيء الحملة الفرنسية سنة 1798 حيث عينوه جابياً علي الصعيد فالتحق بالخدمة في حملة ديزيه علي صعيد مصر حيث ظهرت مواهبه في القيام بالأعمال القذرة نيابة عن جند الحملة من تجسس وجباية وجلد وقتل وغيرها بل لقد تكشفت هذه الرحلة عن قواد قذر كان يطوف في القري يجمع الفتيات الصغيرات ينتقيهن ليسوقهن إلي أسياده الفرنسيين لينتهكوا أعراضهن ويغتصوبهن حتي إن النساء كن يشوهن وجوه بناتهن حتي لا يقعن في ايدي يعقوب وكان قتل الفلاحين البسطاء والاعراب احدي هواياته الدنيئة حتي انه دخل يوما علي ديزيه وهو يحمل جوالا مليئا بالرؤوس التي قطعها دون جريرة فاثار اشمئزاز قائد الحملة السفاح وسد - كما يقول الراوي الفرنسي - شهيته عن الافطار ..ولفرط نشاطه وظهوره في هذه الحملة سمي العامة الحملة الفرنسية علي الصعيد بجيش المعلم يعقوب.
بل لم يكتف ذلك الأفاق بهذا الدور القذر بل أنه سعي في جمع شباب من القبط ليكون منهم كتيبةجاوزت الألفي شاب لمساعدة المحتل الفرنسي حيث حلق لحاهم وزياهم بزي مشابه لعسكر الفرنسيين ووضع علي رؤوسهم قبعات كبقعاتهم فصاروا بهذه الهيئة الغريبة مضافاً إليها – كما يقول الجبرتي – سواداجسامهم وقبح صورهم وزفارة أبدانهم ليصبحوا بفعلهم هذا انموذجاً حقيراً خسيساً في قيامهم بدور الجيش المعاون والذي سمته العامة ايضا جيش المعلم يعقوب.
وقد هدم يعقوب الأماكن المجاورة لحارة النصاري خلف الجامع الأحمر وبني لنفسه ولجنده قلعة هناك وسورها بسور عظيم وأبراج وتحصينات علي الطريقة الفرنساوية ليقاتل من خلف هذا السور أبناء وطنه من المسلمين بل ومن النصاري الذين أبت وطنيتهم ورجولتهم أن يشاركوه أعماله الشائنة.
وقد شارك الفرنسيين في التصدي لثورة القاهرة الثانية ثم وكل إليه كليبر جمع الغرامة الباهظة التي وضعها علي الناس بعد الثورة ليمتص بها ما تبقي من دماء الشعب الثائر بعد أن دمر بيوته وقتل شبابه وسلب أمواله.
وقد قام يعقوب بدوره كأبشع ما يقوم به خادم حقير لسيد أشد حقارة فجلد الناس وعذبهم واقتحم بيوتهم وهتك حرماتهم وقتل وسجن وغير ذلك من أعمال جعلت الجنرال مينو قائد الحملة خلفاً لكليبر يمنحه رتبة جنرال في الجيش الفرنسي.
هذا هو الجنرال يعقوب يا أخ نخلة و يا أخ جبرائيل الذي تدافعون عنه وتضعون أنفسكم في كتيبتة ضد أبناء وطنكم .
عجيب بالفعل أن يظهر في هذه الأيام من النصاري من يدافع عن يعقوب وقد كرهه أشراف نصاري عصره ممن لم يقبلوا خيانته وعمالته – وهم كثير – حتي أن يعقوب قد اجترأ – فيما حكي عنه سليمان تقلاً – علي الكنيسة وعلي مقام البابا فدخل الكنيسةراكباً فرسه شاهراً سيفه بعد أن تصدي له البابا عدة مرات وحرمه من التناول نتيجة أعماله المشينة.
لا أدري هل يشجع نخلة وجبرائيل خيانة البلاد والعمالة للمستعمر الغربي ويدافعان عن صاحبهما بعد أن مات أم ماذا يقصدان؟
هل تريدان أن تجعلا من يعقوب رمزاً مسيحياً من تعرض لسيرته يتهم بالتعدي علي النصاري واضطهادهم والإساءة لرموزهم وديانتهم.
لا يا أخ جبرائيل وانت يااخ نخلة .. يعقوب ليس رمزاً نصرانياً ولا يمثل أحدا من أبناء مصر الشرفاء .. يعقوب لا يمثل إلا أولئك الاوغاد الذين باعوا أنفسهم للأجنبي وحرضوه علي بلادهم وأهل بلدهم وشاركوه في امتصاص دمائهم ونهب اموالهم وانتهاك اعراضهم.
ومن يتصدي للدفاع عنه إنما يتصدي للدفاع عن العمالة الحقيرة والإنتماء للأجنبي ضد بلدهم وضد أبناء وطنهم من مسلمين بل من مسيحين ايضا مهما كانت أسباب دفاعه عنه.,
والحقيقة يا أخ جبرائيل ويا أخ نخلة أنتما تمارسان بلطجة باسم النصاري – وهم من تصرفاتكم براء – ضد أهل بلدكم وحكومة بلدكم وهذا الإبتزاز ينبغي أن تقابله الحكومة بما يناسبه لإيقاف مثل هذه التصرفات التي تمزق وحدة الوطن وتثير الضغينة بين أبنائه.
ويا أيتها الوحدة الوطنية كم من الجرائم ترتكب باسمك.
المصدر
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...&Page=7&Part=1
المفضلات