بسم الله الرحمن الرحيم
مع بداية عهدى بحوارات الأديان , كنت اقرأ قول الأخوة رداً على النصارى بأن أصغر طفل مسلم يستطيع الرد على شبهاتكم , لم أصدق تلك المقولة بالنسبة لحالى, ولكن بعد طلب الإعانة من الله عزّ وجل والبحث عن الرد إبتغاء مرضاة الله ونصرة دينه , أستطيع أن أقول أن تلك المقولة باتت حقيقة .
سأرد بفضل الله ومنته على أحد محاورى النصارى والذى يُعتبر عندهم علاّمة , دون ذكر الإسم ؛ لإن إسمه عندى لايزن مثقال بعوضة مضروبة بشبشب
يحاول النصارى بشتى الطرق إثبات ألوهية المسيح من القرآن , ولكن بعد إلقامهم الحجر الصحيح يبدأو " يتغابوا " ويستشهدون بخلق المسيح للطير ووو..
فنلقمهم الحجر الثانى بأن كل هذا بأذن الله عزّ وجل , فخرج لنا هذا المتعالم ظناً منه أنه هزم المسلمين بموضوعه وبفكرته العوراء والتى سنستعرضها الآن ونبين مدى سخفها وعته صاحبها .
يقول الجاهل :
لقد ناقض هذا الجاهل نفسه , وتضارب يمنة ويسرة , لمحاولة إثبات فلسفته الآثمة ولكننا بعون الله سنفضح جهله بثلاثة نقاط :اقتباسهل من " يستأذن " هو دائماً الاقل مرتبة .. ؟
وبأن " المُستأذن " ( بضم الميم وفتح الذال ) هو دائماً الاعظم !؟
حسناً لنقرب الفكرة للاذهان ..
ولنسأل المسلمين ايضاً هذا السؤال :
من الأعظم عندكم : محمد ام زوجاته ؟؟!!!
وبالطبع ان الاجابة ( بحسب المسلمين الذين يرون في رسولهم اشرف الخلق )
هي :
ان محمد هو أعظم من زوجاته !
والان سؤالنا هو :
كيف " يستأذن " محمد من زوجاته وهن أقل منه مرتبة ورفعة ..؟!
لنقرأ :
صحيح البخاري - الوضوء - الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة
حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عائشة قالت
لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس ورجل آخر
وايضاً :
صحيح مسلم - الصلاة - استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما
حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد قال ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين تخط رجلاه في الأرض بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر
قال عبيد الله فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة فقال لي عبد الله بن عباس هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة قال قلت لا قال ابن عباس هو علي
___________
وايضاً :
مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث السيدة عائشة رضي الله عنها
حدثنا إبراهيم وعلي بن إسحاق قالا أنا ابن مبارك عن معمر ويونس وعلي بن إسحاق قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي فأذن له .
________
والآن .. انتبه معي يا عزيزي المسلم :
محمد ( الأعظم من زوجاته ) قام " بالاستئذان " منهن ..!
وهن بدورهن : " أذنوا له " ..!
بحيث يمكن ان يقال :
{ واستمرض محمد في بيت عائشة بإذن زوجاته } !!!!
اذن " الاستئذان " .. لا يعني دائماً ان هناك " أعظم " من الآخر ..
انما فعل الأمر " باستئذان " الآخر هو " انسجام " وتواصل واحترام متبادل بين طرفين ..!
وهكذا نفهم عبارة " بإذن الله " مع معجزات المسيح في القرآن !
فالمسيح هو الخالق .. والله هو الخالق .. والمسيح هو كلمة الله الخالق ..
وفعل الخلق هو " انسجام " وتواصل وتفاهم بين الذات الالهية والكلمة ..
ولا يعني " الإذن " ان هناك أعظم , وأقل عظمة !
النقطة الأولى
الإستئذان هو من الآداب التى يجب أن تُراعى , ولقد حث الإسلام فى غير موضع على الإستئذان ولقد نصت أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة الإستئذان , ولكن هذا المتعالم حصر الإستئذان فى الأدب والمجاملة فقط .
وأقول له :
إن ما ذكرته أنت هو نوع من أنواع الإستئذان , فمثلاً هناك إستئذان الأقل عظمة من العظيم والذى تضاربت أنت فيه بالنفى والإثبات, كحال المسيح مع الله عزّ وجل كما سأثبت بعد قليل , وإستئذان الأدب والمجاملة كالذى ذكرته أنت , وإستئذان الغريب , وإستئذان الأصغر من الأكبر ووووو
الشاهد هو حصر الجاهل وتناسيه أنواع الإستئذان , فحصرها فى كونه للأدب والمجاملة فى قوله ((ولا يعني " الإذن " ان هناك أعظم , وأقل عظمة ! ))
لقد نفى بقوله :
ولا يعني
ولا يعني
مع أنه قد قال قبلها
فهمنا أن الإستئذان قد يكون من السبيل الأول وهو من الأقل عظمة للعظيم , ثم جاء فنفى هذا بقوله " لايعنى "اقتباساذن " الاستئذان " .. لا يعني دائماً ان هناك " أعظم " من الآخر ..
ماذا فهمنا من كلمة دائماً ..؟؟؟!
ولكن سننسف شبهته العوراء والتى طلع بها إلى الأفق , فسأخسفها لتصل رقبته بها إلى التراب.
النقطة الثانية
{ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (49)
يدعى كما قلنا أن " الإذن " هنا ليس من الأقل عظمة للعظيم على حد تعبيره , لنرى الآن هل هذا الكلام صحيح أم لا ..ولكن لنرى سبب لوّى عنق النص , ويجيب على هذا التساؤل النصرانى الجاهل بقوله
يريد أن يُثبت الإتحاد بين الله والمسيح فى الإرادة والفعل , بنفى نوع الإذن " الأقل عظمة للعظيم " ليفيد المساواة بينهما ...نأتى للرد على هذا الجاهل من نفس الآية التى إستخلص منها كلامه .اقتباسفالمسيح هو الخالق .. والله هو الخالق .. والمسيح هو كلمة الله الخالق ..
وفعل الخلق هو " انسجام " وتواصل وتفاهم بين الذات الالهية والكلمة ..
ولا يعني " الإذن " ان هناك أعظم , وأقل عظمة !
{ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (49)
رسولاً
رسولاً
وما المُرسَل بأعظم من مُرسِله !!!!
هل رأينا رسولاً أعظم من مرسله ؟؟؟؟!!
إذاًَ حدث تمييز بين مكانة كلِ منهما , العظيم والأقل عظمة , وبهذا يكون فشل النصرانى فى نفى نوع الإذن هنا وهو " الأقل عظمة يستأذن من العظيم لعجزه عن فعل المعجزة "
النقطة الثالثة
نأتى للمفاجأة الناسفة لما يقوله هذا الجاهل وهى تلك الآية :
{ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}(30)
عبد
عبد
فهل هناك عبد أعظم من سيده والذى هو " الله " هل يوجد من هو أعظم من الله ؟؟؟؟؟
وبهذا أكون قد أتممت الإجابة على هذا الجاهل نقلاً أما عقلاً والذى يفتقر إليه هذا الجاهل وهو :
هل سألت نفسك ممن يطلب المسيح فى الآية ؟؟ هل سألت نفسك ممن يستأذن ؟؟؟
أكيد من الله !! فهل هناك من هو أعظم من الله ؟؟؟ الإجابة : لا !! إذًَ الإستئذان منطقياً من الأقل عظمة للعظيم .
هذا فإن كان من توفيق فمن الله وإن كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان ...
كتبه أخوكم / صاعقة الإسلام
وتحدى لهذا النصرانى !
المفضلات