قمت بشرح هذه العبارة فيالسابق هنا في المنتدى:
هذه العبارة لا تعني أنلاهوته قد ترك ناسوته ،، ولا أن الأب قد ترك الإبن !
فهذه لا تعني الإنفصالوإنما تعني أن الآب تركه للعذاب
إن لاهوته لم يترك ناسوته ولا حتى لحظة واحدةولو كان لاهوته قد إنفصل عنه
ما إعتبرت كفارته غير محدودة تعطي فداءً غيرمحدود
يكفي لغفران جميع الخطايا لجميع البشر في جميع الأجيال !
إذاً فلم يحدثترك بين لاهوته وناسوته =)
ومن جهة علاقته بالأب فلم يتركه الأب "لأنه فيالأب والأب فيه" (انجيل يوحنا 14:11)
اذاً
عندما يقرأ احد ما فـسوف يفكر ما معنى "لماذا تركتني"؟
واعتقد ان هذا هو الاختصار لسؤالك !
فـهنا ليس معناها الانفصال ،، وإنما معناها: ترتكتني للعذاب !
تركتني أتحمل الغضبالإلهي على الخطية
هذا من جهة النفس
أما من جهة الجسد فقد تركتني أحس العذابوأشعر به
كان ممكناً ألا يشعر بألم بقوة اللاهوت
ولو حدث ذلك لكانت عمليةالصلب صورية ولم تتم الآلام فعلاً
وبالتالي لم يدفع ثمن الخطية ولم يتم علميةالفداء !
وهذا مثال تقريبي لتفهم:
لنفترض أن طفل مريض اصطحبه ابوه لإجراءعملية جراحية له
وأمسكه أبوه بيديه وبدأ الطبيب يعمل عمله والطفل يصرخ مستغيثاًبأبيه من الآلم:
لماذا تركتني؟!
ولكن في الواقع هو لم يتركه
بل هو ممسك بهبشدة ولكنه قد تركه للألم وتركه في حب
هذا النوع من الترك مع عدمالإنفصال
"وهذا مثال لتقريب المعنى"
وإن عبارة "لماذا تركتني" التي قالهاالمسيح تعني أن الآم الصلب كانت الآم حقيقية
وآلام الغضب الإلهي كانتمُبرِحة
في هذا الترك تركَّزَت كل آلام الصليب وكل آلام الفداء
هنا يقفالمسيح كذبيحة محرقة وكذبيحة إثم تشتعل فيه النار الإلهية حتى تتحول الذبيحة إلىرماد وتوفي عدل الله كاملاً !
وايضاً
الكثير من المفسرين يرون أنالرب بقوله "الهي الهي لماذا تركتنى" إنما كان يُذَكر اليهود بالمزمور الثانيوالعشرون الذي يبدأ بهذه العبارة
كانوا "يضلون إذ لا يعرفون الكتب" (متى 29:22)
بينما كانت هذه الكتب "هي التي تشهد لي" (انجيل يوحنا 5:39)
فأحالهمالمسيح إلى هذا المزمور بالذات !
فقد كانوا لا يعرفون المزامير بأرقامهاالحالية
وإنما كانوا يسمون المزمور بأول عبارة فيه
فلنرى ماذا في هذاالمزمور عنه:
فيه "ثقبوا يدي وقدمي وأحصوا كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرَّسونفيَّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى قميصي يقترعون" (ع18،17)
وواضح أن داود النبيالذي قال هذا المزمور
لم يثقب أحد يديه ولا قدميه ولم يقسم أحد ثيابه ولميقترعوا على قميصه
وإنما هذا المزمور قد قيل بروح النبوة عن المسيح !
وكأنالمسيح على الصليب يقول لهم:
إذهبوا وإقرأوا مزمور "إلهى إلهى لماذا ترتكتي؟!" وإنظروا ما قيل عني ،، وايضاً:
"عارٌ عند البشر ومحتقر الشعب. كل الذين يروننييستهزئون بي يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: إتكَل على الرب فليُنَجهليُنْقِذَهُ لأنه سُرَّ به!" (ع6-8)
إنه صورة واضحة لآلام المسيح على الصليبوجَّههُم إليه وفتح أذهانهم ليفهموا الكتب !
24: 45 حينئذ فتح ذهنهم ليفهمواالكتب (انجيل لوقا)
وكل نص المزمور بدأ يتحقق
لذلك قال بعد حين "قدأُكْمِل"
ولكن لم يقل "قد أكمل" مباشرة بعد "ألهي ألهي لماذا تركتنى؟"
لأنههناك عبارة أخرى في المزمور لم تكتمل بعد
وهي عبارة "يبست مثل شَقْفة قوّتي،ولصق لساني بحنكي" (ع15)
إن هذه العبارة أيضاً ستتحقق بعد حين عندما يقول: "أناعطشان"
لذلك قال بعدها "قد اكمل"
وبعد أن شرحت معنى "لماذاتركتني"
سوف أشرح الأن معنى "إلهي إلهي":
فلماذا قال المسيح "إلهي إلهي" !
لقد قالها بصفته نائباً عن البشرية
قالها لأنه أخلى ذاته وأخذشكل العبد صائراً شبه الناس وقد وجد في الهيئة كإنسان
2: 7 لكنه اخلى نفسه اخذاصورة عبد صائرا في شبه الناس
2: 8 و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاعحتى الموت موت الصليب (فيلبي)
قالها لأنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت ،، موتالصليب !
2: 9 لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم (فيلبي)
إنهيتكلم الآن كإبن للإنسان
أخذ طبيعة الإنسان وأخذ موضعه ووقف نائباً عن الإنسانوبديلاً عنه أمام الله كإبن بشر
وضعت عليه كل خطايا البشر وهو الآن يدفع ديونهمجميعاً !
هنا نرى البشرية كلهاتتكلم على فمه
وقد وضعت عليه كل خطاياالبشر والخطية إنفصال عن الله
ووقت الخطية يغضب الله
لذلك تصرخ البشرية علىفمه:
"إلهى إلهي لماذاتركتني؟!"
المفضلات