دعا بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر أمس المسلمين الى العمل مع المسيحيين للعمل على محاربة الارهاب و«التطرف المتوحش». وحثهم على رفض «الضغينة» و«عدم تقبل الآخر» و«العنف» للحد من انتشار الارهاب. وجاء حديثه خلال اجتماع استثنائي عقده البابا مع ممثلي الجالية الاسلامية في ألمانيا خلال اليوم الثالث من زيارته الرسمية للبلاد. ورأى البابا بأن للقادة المسلمين «مسؤولية كبيرة» لتعليم جيل الشباب المسلم وتوعيته بمخاطر الارهاب، معبراً عن قلقه ازاء انتشار الارهاب الذي يتعارض مع «الحق المقدس في الحياة»، ومبدياً ثقته بأنه يعبر بذلك عن رأي المسلمين. وقال ان الحوار بين المسيحيين والمسلمين «ضرورة حيوية». ولمح الى انه لا يكفي ادانة الاعتداءات فقط، داعياً الى تجاوز مشاعر الحقد التي تولد الارهاب. وقال: «ان تمكنا معا من استئصال مشاعر الحقد والتصدي لأي شكل من اشكال رفض الآخر وأي مظهر من مظاهر العنف، فسنوقف موجة التعصب الأعمى التي تعرض للخطر حياة العديدين وتمنع انتشار السلام في العالم». واعترف بنديكتوس السادس عشر بأن «العلاقات بين المسلمين والمسيحيين لم تتسم على الدوام بالاحترام المتبادل والتفاهم»، في اشارة ضمنية الى الحملات الصليبية. وذكر «المعارك» و«الحروب» حيث كان الطرفان «يتذرعان» بالله «ما يكاد يوحي بأن مقاتلة العدو وقتل الخصم أمر يمكن ان يرضيه». وقال «ان ذكرى هذه الاحداث المؤسفة يجب ان تجعلنا نشعر بالعار».
ودعا البابا الالماني الاصل اليهود والمسيحيين الى العمل معا لكي لا «تتمكن قوى الشر من الوصول مجددا الى السلطة.. ولكي تبني الاجيال المستقبلية بعون الله عالما مسالما واكثر عدالة يتساوى فيه جميع المواطنين». وشدد البابا على ان «الارث المشترك» للديانتين يجب ان يدفعهما الى التعبير عن «اجماع اكبر» في الدفاع عن قيمهما المشتركة اي حقوق الانسان وحماية قدسية الحياة البشرية والعائلة والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.
عن الشرق الأوسط
المفضلات