-
علاقة الإلحاد بخراب البلاد
علاقة الإلحاد بخراب البلاد
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد :
فهذه تذكرة إلى كل مسلم عامة و إلى أخواني و أحبابي أهل غزة - فك الله كربهم و نصرهم على أعدائهم – خاصة حول علاقة الإلحاد بخراب البلاد فقد كثر الإلحاد في زماننا بطريقة لم تسبق من قبل فأصبحنا نجد من ولد من أسرة مسلمة يتباهى بأنه ملحد بل و يعلنها صراحة أنه ملحد و كأن الإلحاد أمر عادي مع أنه أمر ﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً ﴾ .
طبيب
-
تعريف الإلحاد و الدليل على وجود الله
و الإلحاد هو إنكار وجود الله ، و لاشك أن إنكار وجود الله أمر غير مقبول عقلا فضلا عن أنه غير مقبول شرعا فالله واجد ما سواه من إنسان و حيوان و نبات و جماد و سماء و بحار و محيطات و أنهار و غير ذلك ، و كل الموجودات تفتقر لموجد نقلها من حيز اللاوجود لحيز الوجود ، وتستحيل أن تكون هذه الموجودات قد خلقت أنفسها بأنفسها إذ هي كانت عدما و العدم لا يخلق شيء ففاقد الشيء لا يعطيه و يستحيل أن تكون هذه الموجودات وجدت من العدم إذ العدم لا يخلق شيء فتعين أن يكون هناك موجد لهذه الموجودات ألا وهو الله قال تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾[1] ، و إذ كان المصنع الصغير لا يمكن أن يدير نفسه بنفسه فكيف بهذا الكون الشاسع من إنسان و حيوان و نبات و جماد و سماء و بحار و محيطات و أنهار و نجوم وكواكب و مجرات يسير بانتظام منذ أن خلق و لا يوجد له منظم ؟!! هل يعقل وجود مركبة تسير بلا قائد أو سيارة تسير بلا سائق أو طيارة تطير بلا طيار فإذا كنا لا نعقل وجود مركبة تسير بلا قائد أو سيارة تسير بلا سائق أو طيارة تطير بلا طيار فكيف نعقل أن يسير هذا الكون بلا مسير و منظم ؟!!!
[1] - الطور الآية 35
طبيب
-
الجواب على شبه الملحدين
و قولهم بعدم إيمانهم بالخالق لعدم رؤيتهم له قول في غاية السقوط إذ العجز عن رؤية الشيء لا تستلزم عدم وجوده ، وليس كل ما لا يدرك يصح نفيه فالجاذبية لا نراها مع أننا إذا رمينا شيئا من مكان مرتفع وقع على الأرض و المغناطيسية لا نراها مع أننا إذا قربنا حديدة من مغناطيس أو مغناطيس من مغناطيس رأينا الانجذاب بينهما ،و لم نر المغناطيسية و هذا المصباح يضيء و الكهرباء فيه مع أننا لم نرها فإذا انقطعت الكهرباء انطفأ المصباح .
و إن قالوا أين الله و البشر يقتل بعضهم بعضا رجال تقتل و نساء ترمل و أطفال تيتم و أناس يموتون جوعا و أخرى عطشى ؟ فالجواب حدوث القتل و الظلم و العدوان و المصائب لا تدل على عدم وجود الله بل تدل على حكمة الله البالغة فلولا الظلم ما عرف العدل و لولا الموت ما عرفت الحياة و لولا العدوان ما عرف الأمن و لولا المصائب ما عرفت النعم و لولا الفقر ما عرف الغنى و لولا العطش ما عرف الري و مصائب قوم عند قوم فوائد ، و هذه المصائب قد قدرها الله لأسباب عديدة منها زيادة حسنات المرء و محو سيئاته أو لاختباره و ابتلائه أيصبر أم يكفر و غير ذلك و و استجابة الله لدعاء أهل المصائب دليل حسي على وجوده فكم من مكروب دعا الله ففرج الله عنه ، وكم من مظلوم دعا الله فرد الله حقه .
و إن قالوا حدوث العالم ليس دليلا على وجود الله فالكون خلق صدفة فالجواب الصدفة لا تنشيء نظاما دقيقا محكما و إذا كانت الصدفة لا يمكن أن تفتح بابا مغلقا أو تغلق بابا مفتوحا أو تسير سيارة بلا سائق فكيف تكون سببا في خلق هذا الكون الشاسع .
و إن قالوا حدوث العالم ليس دليلا على وجود الله فالكون خلق بسبب اتحاد ذرات فالجواب و من أوجد هذه الذرات و من الذي جعلها تتحد ثم أنى لك أن تعرف ذلك و أنت لم تشاهد خلق السماوات والأرض .
طبيب
-
علاقة الإلحاد بخراب البلاد
و من يعرف ماهية الإلحاد يدرك دوره الكبير في خراب البلاد خاصة البلاد الإسلامية فالعزة للأهل الإيمان و الذلة للأهل الكفر و الإلحاد قال تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾[1] فإذا كثر الإلحاد في البلاد الإسلامية فهي أحرى أن يذلها الله في الدنيا بالعدو وغيره حتى يرجع الملحدون إلى دينهم ، وكيف يرقى شعب ذليل فيوم أن كان العرب مؤمنون موحدون سادوا الأمم و تعلمت منهم الأمم العلم و عندما قل الإيمان و كثر الفسق والإلحاد و العصيان أصبحوا من أكثر الأمم تخلفا و أصبحوا يأخذوا العلم من غيرهم من الأمم .
و الكفر و الإلحاد سبب لكثرة المعاصي و انعدام الطاعات و بالتالي ظهور مفاسد المعاصي ،و شخص لا دين و لاشرع يحكمه كل ما يحب أن يفعله و إن كان في الشرع حراما يفعله ماذا ننتظر غير زوال النعم نعمة الأمن نعمة الصحة نعمة العافية نعمة راحة البال و غير ذلك و كثرة النقم من كوارث الكونية أو تفشي الأمراض و تسلط الأعداء و غير ذلك قال تعالى : ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ﴾[2] .
و إذا كان الإيمان سبب لكثرة الخيرات و قلة النوازل و العثرات فالإلحاد و الكفر ضده يضيع على الأمة الخير الذي يمدها به الله قال تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾[3] فما قل الخير في البلاد إلا بالذنوب و الإلحاد .
و إذا كان المؤمن بقضاء الله و قدره يصبر على أقدار الله المؤلمة و يعلم أن الله يبتليه كي يصبر فتعلي درجته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » [4]. فماذا تنتظر من ملحد لا يؤمن بالله و بالتالي لا يؤمن بقضاء الله وقدره ؟ ماذا تنتظر غير قلة مجابهة الشدائد و المحن و حدوث الاكتئاب و الانتحار ؟
إذا كان الإيمان بالله إلى العبد يحبب للعبد فعل الخيرات وترك المنكرات و بالتالي يسلم و يُسلم و يعم الخير الفرد والمجتمع فماذا تنتظر من ملحد لا يعرف منكرا و لا يعمل معروفا و بالتالي يأذي غيره ويؤذى وبالتالي يصبح المجتمع مختل قال تعالى : ﴿ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾[5] أما الملحد و الكافر فلا يرجو لقاء الله و لا يعمل عملا صالحا .
إذا كان الالتزام بشرع الله يمنع صاحبه من تناول الأطعمة المضرة و من إتيان الفواحش المهلكة ، فيصفى بدنه وتزكو نفسه فماذا تنتظر من الملحد غير تناول أي طعام حتى و إن كان مضرا و أتيان الفواحش حتى و إن كان فيها هلاكه ؟
إذا كان الإيمان بالله يردع العبد عن إذاء الغير لاستشعاره برقابة الله له فإذا لم يعاقب في الدنيا فالله سيعاقبه في الآخرة فماذا تنتظر من ملحد غير إذاء من شاء إذا علم أن لا يراه أحد و إضرار من شاء إذا علم أن لا يراه أحد و بالتالي كثرة القتل و السرقة و غير ذلك
و إذا كان بالإيمان بالله الحياة الطيبة في الدنيا و الآخرة فبالكفر و الإلحاد الحياة الضنك بسبب الإعراض عن الله وشرعه قال تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾[6] و قال تعالى : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[7] أي : ومن تولَّى عن ذكري الذي أذكِّره به فإن له في الحياة الأولى معيشة ضيِّقة شاقة -وإن ظهر أنه من أهل الفضل واليسار-، ويُضيَّق قبره عليه ويعذَّب فيه، ونحشره يوم القيامة أعمى عن الرؤية وعن الحجة[8] .
إذا كان الإيمان سبب في الاستخلاف في الأرض و الظهور على الأعداء قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[9] فماذا تنتظر من الإلحاد إلا اغتصاب الأرض و إذلال العدو للمسلمين و إهلاك بلادهم ؟
إذا كان الإيمان بالله سبب في الغلبة والنصر والظهور قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [10] قال الشيخ أبو بكر الجزائري في معنى الآية :أي لا تضعفوا فتقعدوا عن الجهاد والعمل ، ولا تحزنوا على ما فاتكم من رجالكم ، وأنتم الأعلون أي الغالبون لأعدائكم المنتصرون عليهم ، وذلك فيما مضى وفيما هو آتٍ مستقبلا بشرط إيمانكم وتقواكم[11] و من هداية الآية : أهل الإِيمان هم الأعلون في الدنيا والآخرة[12] . فماذا تنتظر من الإلحاد غير الهزيمة و تمكين العدو و ظهوره على المسلمين و إذا تمكن العدو من المسلمين أهلك الحرث و النسل و سعى في الأرض الفساد فخربت البلاد و كثر الحزن و الحداد ؟
[1] - المنافقون من الآية 8
[2]- الأنعام الآية 6
[3] - الأعراف الآية 96
[4] - صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3960
[5] - الكهف من الآية 110
[6] - النحل الآية 7
[7] - طه الآية 124
[8] - التفسير الميسر
[9] - النور الآية 55
[10] - ال عمران 139
[11] - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري
[12] - أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري
طبيب
-
نداء إلى الملحدين
أيها الملحدون أنتم سبب إذلال هذه الأمة أيها الملحدون أنتم سبب نزع الخيرات من الأمة أيها الملحدون أنتم سبب حياة الضنك التي يحيها المسلمون أيها الملحدون أنتم سبب تأخير نصر الله فارجعوا إلى الله و آمنوا به كي تنجو و تنجو الأمة من مهالك الإلحاد و الكفر هذاوالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الخميس 11 محرم 1430 هـ 8 /1 / 2009
طبيب
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 24-02-2011, 10:12 AM
-
بواسطة محمد هزاوي في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 18-10-2010, 11:22 PM
-
بواسطة ساعد فيصل في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 07-06-2009, 02:24 AM
-
بواسطة Habeebabdelmalek في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 04-12-2006, 04:07 PM
-
بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 28-02-2006, 06:00 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات