هذا ما قاله لي صديق يبلغ الخمسين من العمر ....
سكن في فلسطين وعمل بها .... في منطقة الضفة الغربية ....
وقد استذكر لي سنوات عمله هناك .....
حين كان يعمل موظفا لدى أصحاب العمل والمدراء اليهود ....
وللحق أنه كان يمتدح النظام والاهتمام بالحقوق للعاملين لليهود الذين صادفهم كمسؤولين عنه ....
لكن الأمر لا يخلو أيضا من حاقدين ....
فهذه هي الحياة .....
وكان من ضمن ما تذكره .... هو ما اقشعر له بدني وأدمعت له عيني ....
وهذه المرة كان الحديث عن حاخام يهودي وقف الى جانب صديقنا المسلم ....
فقد عمل صديقنا لدى أحد اليهود الذي رفض اعطاء صديقي المسلم أجره ....
فاغتاظ صديقي .... وأحس بظلم وقهر حيث أنه كان يستحق أجرا اضافيا عن عمله الاضافي .... ولكن اليهودي رفض .....
وحين سمع أحد الحاخامات اليهود بما حدث ....
أرسل في طلب صديقنا المسلم ....
فسأله ما حدث .... واستمع الحاخام باهتمام ....
وقام باحضار ورقة وقلم ....
وكتب كلمات فيها .... واضعا الورقة بمظروف وأغلقه باحكام ....
وطلب من صديقنا المسلم المظلوم أن يعطي الورقة الى ذلك المدير اليهودي الظالم ...
وذهب صديقنا المسلم المظلوم بأمل جديد مستغربا الأمر ....
فقد رأى أن ذلك اليهودي كما بدا ، لا يمكن أن يغير موقفه وصرامته ....
ولكن المفاجأة ....
أنه حين قرأ الكلمات التي كتبها الحاخام ....
أغلقها على الفور .... وفتح الخزنة بصمت ....
وأعطى صديقنا المسلم حقه .....
أخذ صديقنا المسلم نقوده باستغراب ....
وخرج متجها الى الحاخام لاخباره ما حصل ....
وبعد أن انتهى صديقنا من حديثه ....
اقترب صديقنا من الحاخام بحماسة السائلين ....
معربا عن فضول عظيم لمعرفة ما هية الكلمات التي كتبها الحاخام والتي فعلت ذلك التأثير القوي والساحر باليهودي الظالم ....
لكن الحاخام رفض في بادىء الامر ....
الا عندما استحلف صديقنا المسلم الحاخام أن يخبره .....
وهنا قال الحاخام وأفصح عن ما هية الكلمات .....
والكلمات هي ( بما معناه ) :
وحياة الأمانة التي أخذناها منهم أعطي هذا المسلم حقه .
أى ما تم تفسيره ....
الأمانة هي العهد .... الرسالة الخاتمة الشاملة والعامة التي توضح الحق وتحرسه الى الابد .... التي أتى بها النبي المنتظر .... وهو حبيبنا المصطفي سيدنا محمد ....
هذا العهد الذي انتقل من أمة اليهودية وذهب الى فرع سيدنا اسماعيل عليه السلام ....
وكان الحاخام يقصد بالأمانة التي أخذوها منا .... هي حجب الحق المكتوب عن انتقال العهد .... بينما هم كما يبدو يعلمون الحق ولكن يكتمون الحق ....
تحياتنا الى ذلك الحاخام .... وتمنياتنا له بالهداية ....
وأكثر الله من أمثاله اذ جعل الحق الذي يشهدون له ملزما لهم فيما بينهم لأداء الحق ....
أحببت ان أقص عليكم ما سمعته ....
وقد أقسم لي صديقي المسلم على حقيقة هذا الذي حدث وهو متأثرا جدا من هذه الذكرى .... بل وأثرت بي لدرجة أني أحببت أن أطلعكم عليها .....
لتعلموا أن العهد في حفيد سيدنا اسماعيل عليه السلام .... النبي المنتظر في الكتب ....
سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .....
الحمد لله على نعمة الاسلام وهدى الله الضالين بها ولها .....
أطيب الأمنيات للجميع من أخيكم نجم ثاقب .
المفضلات