جمعية القلب : سلاح الدعاء
قال تعالى(فادعوا الله مخلصين له الدين )
قال صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء هو العبادة ) وفى الأثر ( الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض )
وهذا تشبيه يوضح أهمية الدعاء بالنسبة للمؤمن فهو سلاحه الذى به يصول ويجول ..
تفرج به الكروب .. وتفتح به المغاليق .. ويتحقق به النصر ..
وقد كان صلاح الدين الأيوبي يبدأ القتال وقت صلاة الجمعة حيث يدعو له المسلمون فى كل مكان ليتقوى بدعائهم على أعدائه .
والسلاح تكون قوته بحسب قوة ضاربه وليس بحده .
والقلب هو منصة إطلاق الدعاء
فإذا كان منغمساً فى الشهوات ضعفت قوته وخرجت سهام الدعاء ضعيفة .. أنى تصل إلى الهدف ..
أما إذا خرج الدعاء من قلب مغمور بالإيمان مقبل على الله كانت الإجابة مكافأة من الملك المنان الذى قال ( ادعوا الله مخلصين له الدين ) .
ومن ذلك ما رواه ابن كثير فى البداية والنهاية من أن الصحابى الجليل العلاء بن الحضرمى وكان من مجابي الدعاء
حدث له فى قتال المرتدين من أهل البحرين أنه نزل منزلاً فلم يستقر الناس على الأرض حتى نفرت الإبل بما عليها من زاد الجيش وخيامهم وشرابهم ،
وبقوا على الأرض ليس معهم شىء سوى ثيابهم .
وذلك ليلاً ولم يقدروا منها على بعير واحد فركب الناس من الهم والغم ما لا يوصف وجعل بعضهم يوحي إلى بعض ( لقرب شعورهم بالموت ) .
فنادى مناد العلاء فاجتمع الناس إليه فقال لهم :
( أيها الناس ألستم المسلمين؟ ألستم فى سبيل الله ؟ ألستم أنصار الله ؟ قالوا بلى ،
قال : فأبشروا فوالله لا يخذل الله من كان فى مثل حالكم ، ونودي بصلاة الصبح حين طلع الفجر وصلى بالناس ،
فلما قضى الصلاة جثا على ركبتيه وجثا الناس ، ونصب فى الدعاء ورفع يديه وفعل الناس مثله حتى طلعت الشمس ،
وهو يجتهد فى الدعاء ويكرره ثلاثاً ونظر القوم إلى جوارهم فإذا بغدير عظيم من الماء القراح
فمشي ومشي الناس إليه فشرب وشربوا واغتسلوا فما تعالى النهار حتى أقبلت الإبل من كل فج بما عليها لم يفقد الناس من أمتعتهم شيئاً ، فسقوا الإبل وساروا فى طريقهم .
انظر إلى يقينه وثقته فى الإجابة .. ثم انظر إلى طول المدة التى استغرقها الدعاء حتى طلعت الشمس وأنه لم يترك الدعاء حتى رأى الإجابة ،
تعرف أن سلاح الدعاء ما زال فى أيدي المسلمين وما زال وعد الله تعالى ( ادعونى أستجب لكم ) قائماً لكن السلاح ليس بحده ولكن بقوة الرامي .
كم نحتاج فى هذا الزمان إلى رماة من أمثال العلاء ..
اللهم اجعلنا منهم .. آمين ..
اطلب حاجتك من وجهها :
كان صفوان بن محرز واعظاً قانتاً لله ، فاعتقل عبيد الله بن زياد رجلاً قريباً له ، فأخذ صفوان يطلب العون من كل أشراف البصرة بلا فائدة ،
فبات فى مصلاه حزيناً فأتاه آت فى منامه فقال : يا صفوان قم فاطلب حاجتك من وجهها فانتبه صفوان فزعاً ، فقام فتوضأ ثم صلى ثم دعا ..
فماذا حدث ؟ .
أصيب عبيد الله بن زياد بالأرق ، علي بقريب صفوان بن محرز فجاء الحرس ، وأخرجوا له الرجل و أتوا به إلى ابن زياد .
فقال : أطلقوه فقد منعت النوم هذه الليلة بسببه .
فما شعر صفوان حتى طرق الرجل عليه بابه .
وهذه قصة أخيرة حدثت فى هذه الأيام وبطلها أحد الدعاة الذين حبسوا ظلماً والراوي هو المحامي الذى كان يترافع عنه فى قضية ملفقة ضده ..
يقول المحامى : كنت مع هذا المتهم ، وعلمت أن القضية سيحكم فيها أحد القضاة المتشددين الذين يكرهون الشيوخ والعلماء ،
وأنه سيحكم عليه بامتداد الحبس لا محالة ، قلت له إذا سألك القاضى عن حاجتك ، فقل أطلب بإخلاء سبيلى ، فقال الرجل والله لا أطلبها إلا من الله ..
فقلت له لا بأس سأطالبه أنا بذلك .
ولما نودي على اسمه دخل إلى القاضي الذى قرر أن يمتد حبسه خمسة وأربعين يوماً أخرى بعد مراجعة مستشاريه ..
ولما ذهبنا إلى أمين سر المحكمة لنأخذ صورة الحكم وجدنا أن القاضى كتب عكس ما قرره .
لقد كتب القاضى أمام الحكم : إخلاء سبيل .. فعاد الكاتب إلى القاضي مسرعاً وقال له بعد أن ذكره بالقضية لقد وجدت عجباً أنت قلت أن الحكم هو امتداد الحبس بينما كتبت شيئاً مخالفاً..
قال القاضى : لا بد من حبسه ، وأمسك القلم وشطب ما كتبه أولاً و أعاد الكتابة قائلاً : يحبس خمسة وأربعين يوماً..
وكانت المفاجأة مذهلة للكاتب فما أن غادر مكتب القاضى حتى وجد أن ما كتبه كان : يخلى سبيله ..
فعاد إليه مسرعاً وتكرر ما حدث .. شطب وكتب مؤكداً أنه لا بد من حبسه ولما خرج الكاتب وجد العجب مرة ثانية ..
لقد كتب يخلى سبيله .. فعاد إلى القاضي للمرة الثالثة يعرض عليه الأمر فقال القاضى يا بنى إذا كان الله يريد أن يخلى سبيله فهل يستطيع أحد أن يمنع ذلك
.. وأمر بإخلاء سبيله .
ونقول ( وما ذلك على الله بعزيز )
ويقول صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قال : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )
ومن يلزم طاعة الله بصدق فهو من أولياء الله وكلما ارتفع وازداد فى الطاعة تقرب إلى الله أكثر حتى يتمنى الشىء فلا يرده الله أبداً .
يا رب استجب دعاءنا .. وأدخلنا فى زمرة مجابي الدعاء .. وأصلح أحوالنا .. واغفر ذنوبنا .. واستر عيوبنا .. وأحسن اللهم ختامنا ..
يا رب .. أدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
يا رب .. أدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
يا رب .. أدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
(وما ذلك على الله بعزيز)
نعوذبك ربنا من قلب لا يخشع ،، ومن عين لا تدمع ،، ومن دعاء لا يُسمع ،، ومن عمل لا يرفع ،، ومن نفس لا تشبع
آااااااااااااااااااااامين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبالله عليكم
أسألكم الدعاااااااااااااااااااااء
الحلقة القادمة
:: من أسباب الإجابة ::
(10 ) دعوة المظلوم
أرشيف السلسلة
اخوانكم رابطة الجرافيك الدعوي
المفضلات