الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ,والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولي من الذل,وأشهد أن لا إله إلا الله إلا الله وحده لاشريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد,الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء, وأشهد أن سيدنا وإمامنا وعظيمنا وحبيبنا وشفيعنا وسيدنا محمد رسول الله , أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً أرسله بالحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, أرسله إلى الثقلين الجن والإنس عربهم وعجمهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم ويهديهم إلى صراط مستقيم صرات الذي له مافي السموات ومافي الأرض وهو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وهو دين الله الذي بعث به الرسل قبله كما قال الله تعالى فى محكم آياته (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (الشورى13)) وقال تعالى(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ(المؤمنون)أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيماً عليه فصدق كتابه مابين يديه من كتب السماء وأمر بالإيمان بجميع الأنبياء وهيمن على مابين يديه من الكتاب وذلك يعم الكتب كلها شاهداً وحاكماً ومؤتمنناً يشهد بمثل مافيها من الأخبار الصادقة وقرر مافي الكتاب الأول من أصول الدين وشرائعه الجامعة التي اتفقت عليها الرسل, قال تعالى ((160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )الأنعام, وقال تعالى (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)الإسراء-فدين الأنبياء والمرسلين دين واحد وإن كان لكل من التوراة والإنجيل والقرآن شرعة ومنهاج وفى هذا قال الحق سبحانه وتعالى (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)المائدة- وقال صلى الله عليه وسلم فى الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة ,عن النبي صلى الله عليه وسلم, إنا معشر الأنبياء , ديننا واحد وإن أولى الناس بابن مريم لأنا إنه ليس بيني وبينه نبي, صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم,فدين المرسلين يخالف دين المشركين المبتدعين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وقد خص الله تبارك وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم بخصائص ميزه بها على جميع الأنبياء والمرسلين وجعل له شرعة ومنهاجاً أفضل شرعة وأكمل منهاج كما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس فهم يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها عند الله من جميع الأجناس, هداهم الله بكتابه ورسوله لما اختلفوا فيه من الحق قبلهم وجعلهم وسطاً عدلاً خيارا فهم وسط فى توحيد الله وأسمائه وصفاته وفى الإيمان برسله وكتبه وشرائع دينه من الأمر والنهي والحلال والحرام فأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر وأحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث ولم يحرم عليهم شيئاً من الطيبات كما حرم على اليهود ولم يحل لهم شيئاً من الخبائث كما استحلها النصارى ولم يضيق عليهم باب الطهارة والنجاسة كما ضيق على اليهود ولم يرفع عنهم طهارة الحدث والخبث كما رفعته النصارى فلا يوجبون الطهارة من الجنابة ولا الوضوء للصلاة ولا اجتناب النجاسة فى الصلاة بل يعد كثير من عبادتهم مباشرة النجاسات من أنواع القرب والطاعات حتى يقال فى فضائل الراهب ,له أربعون سنة مامس الماء ولهذا تركوا الختان مع أنه شرعة إبراهيم الخليل عليه السلام وأتباعه. واليهود إذا حاضت عندهم المرأة لايؤاكلونها ولايشاربونها ولايجالسونها فى بيت واحد والنصارى لايحرمون وطء الحائضوكان اليهود لايرون إزالة النجاسة بل إذا أصاب ثوب أحدهم نجاسة قرضوها بالمقراض والنصارى ليس عندهم شئ نجس يحرم أكله أو تحرم الصلاة معه. ولذلك المسلمون وسط فى الشريعة فلم يجحدوا شرعة الناسخ لأجل شرعة المنسوخ كما فعل اليهود ولا غيروا شيئاً من شرعة الحكم ولاأبتدعوا شرعاً لم يأذن به الله كما فعل النصارى ولا غلوا فى الأنبياء والصالحين كغلو النصارى ولا بخسوهم حقوقهم كما فعل اليهود ولا جعلوا الله سبحانه وتعالى متصفاً بخصائص المخلوق كفعل اليهود ولا المخلوق متصفاً بخصائص الخالق سبحانه التي ليس كمثله فيها شئ كفعل النصارى ولم يستكبروا عن عبادته كاليهود ولا أشركوا بعبادته أحداً كفعل النصارى جعلوا له ولداً وجعلوا له شريك فى الملك وجعلوا معه جليس على العرش. أما المسلمين الموحدين لله والعاملين بسنته فهم وسط فى باب صفات الله عز وجل بين أهل الجحد والتعطيل وبين أهل التشبيه والتمثيل, يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله من غير تعطيل ولا تمثيل إثباتاً لصفات الكمال وتنزيهاً له عن أن يكون له فيها أنداداً وأمثال كما قال سبحانه واصفاً نفسه, ليس كمثله شئ وهو السميع البصير (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)(25 الأنبياء)وقال تعالى (الـمص? (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ)الأعراف (وقال تعالى)((156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))الأعراف)
والله تعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم للناس رحمة وأنعم به نعمة يالها من نعمة قال تعالى ,( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين, وقال سبحانه(ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وهم الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فأرساله أعظم نعمةأنعم الله بها على عباده ليجمع الله لأمته بخاتم المرسلين وإمام المرسلين وإمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين ك فرقة فى غيرهم من الفضائل وزادهم من فضله أنواع الفواضل بل أتاهم كفلين من رحمته كما قال تعالى فى آخر سورة الحديد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)
وفى الصحيحين عن ابن عمر وأبي موسى عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال (إنما أجلكم فى أجل من خلا من الأمم مابين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالاً فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيرات قيرات,فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيرات قيرات ثم قال من يعمل من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيرات قيرات ,ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس ألا لكم الأجر مرتين, فغضب اليهود والنصارى فقالوا نحن أكثر عملاً وأقل عطاء, فقال الله تعالى فهل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال تعالى فإنه فضلي أعطيه من شئت.فإن الله تعالى جعل محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأكمل له الدين وبعثه على فترة من الرسل وظهور الكفر وانطماس السبل فأحيا به مادرس من معالم الإيمان وقمع به أهل الشرك من عباد الأوثان والنيران والصلبان وأذل به كفار أهل الكتاب أهل الشرك والإرتياب وأقام به منار دينه الذي ارتضاه وشاد به ذكر من اجتباه من عباده واصطفاه وأظهر به ماكان مخفياً عند أهل الكتاب وأبان به ماعدلوا فيه عن منهج الصواب وحقق به صدق التوراة والزبور والإنجيل وأماط به عنها ماليس بحقها من باطل التحريف والتبديل.قال الله تعالى واصفاً أهل الكتاب
(25) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (26) ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ.(الحديد)
وأنزل الله آياته للخلق كي يؤمنوا بها ويصدقوا ماوصف الله به نفسه من قدرة وصفات ووحدانية ولكن أكثرهم لايعقلون ولايفقهون فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكذبوا بآياته وبرسله ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
فالقرآن لما كذب به المشركون واجتهدوا على إبطاله بكل طريق مع أنه تحداهم بالإتيان بمثله ثم بالإتيان بعشر سور ثم بالإتيان بسورة واحدة كان ذلك مما دل أصحاب العقول على عجزهم عن معارضته وكذلك السحرة لما عارضوا موسى عليه السلام وأبطل الله ماجائوا به كان ذلك مما بين الله تبارك وتعالى به صدق ماجاء به موسى وهذا من الفروق بين آيات الأنبياء وبراهينهم التي تسمى بالمعجزات وبين ماقد يشتبه بها خوارق السحرة وماللشيطان من التصرفات فإن بين هذين فروقاً متعددة منها مابينه الله لنا فى سورة الشعراء (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ)ومنها مابينه فى آيات التحدي من آيات الأنبياء عليهم السلام لايمكن أن تعارض بالمثل فضلاً عن الأقوى ولايمكن أحد إبطالها بخلاف خوارق السحرة والشياطين فإنه يمكن معارضتها بمثلها وأقوى منها ويمكن إبطالها.وكذلك سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا إذا أظهروا من حججهم مايحتجون به على كتابهم اللامقدس المخالف لدين الرسول ويموهون فى ذلك بما يلفقونه من منقول ومعقول كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان.
وفى نهاية الحديث أصلي وأسلم على خاتم الرسل وخير خلق الله سيدنا ونبينا محمد صلاة ترضيه عنا يوم الدين,الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه(وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى .
ونسأل الله أن يهدي القوم الذين يوحدونه جميعاً إلى صراته المستقيم.
المفضلات