بارك الله فيك استاذنا الحبيب
ولكن هل تمتلك نسخة من مراجعات سيد امام
انت اعلم بمقداره العلمي عند هذا النوع من الجماعات ولقد اطلعت على أجزاء من مراجعاته بجد كانت جدا قوية لشدة تخصص الشيخ
وجزاكم الله خيرا
لا يتم الرد على الرسائل الخاصة المرسلة على هذا الحساب.
أسئلكم الدعاء وأرجو ان يسامحني الجميع
وجزاكم الله خيرا
لا أعرف حقيقة ما إذا كان الموضوع منقول أم هو موضوع خاص بأخونا المُهندس زهدى ..... و لكن لى تعليق على نقطتين أجدهما هامتين فى ه
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
لا أعرف حقيقة ما إذا كان الموضوع منقول أم هو موضوع خاص بأخونا المُهندس زهدى ..... و لكن لى تعليق على نقطتين أجدهما هامتين فى هذا الموضوع لأنهما هامتين فى تحليل ظاهرة التصعيد الطائفى للأمميين الأقباط و مُحاولاتهم المُستمرة فى إستفزاز المُسلمين و تأليب الرأى العام العالمى على الإغلبية العُظمى الساحقة من شعب مصر و هم الأقباط المُسلمين و التباكى بدموع التماسيح بزعم الإضطهاد و أنهم هم أصحاب البلط الأصليين ........ و مما يؤيد ذلك ..... و ننساق له للأسف برغم وعى القيادة السياسية إلى هذا الأمر ...... هو إصراراهم على تسمية نفسهم بالأقباط و إحتكار هذا اللقب لهم فقط دوناً عن المُسلمين ..... و كلمة قبطى تعنى مصرى و مُشتقة من الكلمة اليونانية إيخيبتو ...... و التى تعنى مصرى ..... و أساسها كلمة كِبت المصرية ...... و هى التسمية التى أطلقها المصريون القدماء على أرضهم و هى تعنى الأرض السوداء الخصبة بسبب فيضان النيل و ما يحمله من طمى ....... و كلمة قبط أو خبت هى أساس إشتقاقات إسم مصر فى مُعظم لغات العالم الغربية ...... فنجد أن هذه الكلمة مُشتق منها تسميات مصر ..... إيجيبت ..... إيجبتن و إيخيبتو و غيرها ....... فكلمة قبطى تعنى فى الوعى الغربى الذى يُمثل فيه إسم مصر بهذه الطريقة ...... على أنه مصرى ..... و ما عداه قهو غير مصرى ...... و هذا ما يُحاول الأمميون المصريون المسيحيون ترويجه و نُساعدهم فى ذلك للأسف ....... و نُلاحظ أن الرؤساء المصريون (عبد الناصر و السادات (يرحمهما الله) و كذلك حُسنى مُبارك) لا يستخدمون لفظ الأقباط للإشارة إلى الأممين المسيحيين المصريين بل يستخدمون لفظ المسيحيين فقط لكى يفوتوا على الكلاب الأمميين تلك الفرصة فى الإلتفاف على الوعى الغربى الذى قد يتأثر بالتطابق بين لفظ قبطى و لفظ مصرى فى لغته التى يستعملها كل يوم
و نجد أن تلك النقطة نفسها هى التى فطن إليها الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما كان يُشير إلى شعبه (شعب فلسطين) بشعب الجبارين ....... و هو هنا يقتبس الإشارة القرآنية إلى الكنعانيين الفلسطينيين بأنهم جبارين ...... و كأنه يستحضر التاريخ الكنعانى القديم و يربطه بشعبه العربى فى فلسطين و يُعلن فى صراحة أن التاريخ الفلسطينى مُتصل من أيام الكنعانيين حتى اليوم ..... و يُعطى التاريخ النضالى الفلسطينى بُعداً تاريخياً آخر يسبق بكثير الإحتلال اليهودى لفلسطين القديمة الذى بدأ مع النبى موسى و إستمر إلى النبى داود ........ و أن فلسطين لم تكن أبداً أرضاً بلا شعب أعطاها الله لشعب بلا أرض كما تنبح ابواق الدعاية اليهودية ...... و أن تاريخ فلسطين العربية لم يبدأ بفتح عمر بن الخطاب لها ..... بل هو أقدم من ذلك بكثير و يمتد للأصول الكنعانية التى هى إحدى البطون العربية و أحدى الروافد التاريخية المُكونة للشخصية الفلسيطينة ......
فأرجو التنبه لهذه النُقطة و أن لا ننساق فى إسباغ لفظ الأقباط على الأممين المسيحيين و إختصاصهم به وحدهم .... فالأقباط هم مصريون ....... و المُسلمين أولى بالمصرية من الكلاب الأممين النصارى !
بالنسبة للعلاقة بين الكنيسة و الثورة :
اقتباس
أما على جانب العلاقات السياسية بين الكنيسة والثورة، فقد تميزت العلاقة بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس في إطار من التفاهم والود لأن البابا لم تكن لديه أية تطلعات سياسية أو دنيوية وركز جهوده في رفع مستوى الطائفة دينياً وثقافياً وهى أمور كانت تتماشى مع التقاليد الأصيلة للكنيسة المصرية في الفصل بين الدين والدولة وفى نفس الوقت تتفق مع اتجاه الرئيس عبد الناصر في إبعاد الصبغة الدينية عن شئون الحكم، وتم توظيف التوافق الشخصي بينهما من أجل المصالح المشتركة للدولة والكنيسة.
و هذا يحوى مُغالطة كبيرة ....... فعازر عطا ..... ذلك الذى كان يعمل فى مجال السياحة ثم إنضم إلى سلك الرهبنة تحت إسم الراهب مينا المُتوحد هو واحد من أبرز تلاميذ جماعة الأمة القبطية الإرهابية و الداعين لها ...... و عناصر تلك الجماعة التى سيطرت على مقاليد الكنيسة المصرية منذ أوائل القرن العشرين و حتى الآن هم الذين دفعوا به إلى تولى العرش البابوى فى عام 1959. وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس ( الرهب مينا المتوحد سابقا ) كرسى البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرط رقم 116 فى تاريخ الكنيسة ... وليصبح ايضا الواجهة واليد المنفذة لكل افكار ومبادىء جماعة الامة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بألأديرة .. وخاصة اديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وايضا لان موقعها هى الأقرب للمقر البابوى من حيث المسافة اذا قورنت بالاديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والتى استخدمت هى ايضا لاغراض أخرى لخدمة اهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة أقرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على افكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الامة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة .. وبدأت الجماعة فى ترسيخ كنيستها الجديدة بافكارها واساليبها الشيطانية بمراحل هادئة واعية مدبرة بمكر ودهاء رهبانها بالأديرة بعد ان اطمئنوا واستقرت لهم الأحوال ولنبدأ اولا بالتعرف على البابا كيرلس السادس الذى خلف البابا يوساب الثانى بعد حروب وصراعات طويلة طاحنة .
فكيرلس الملعون لم يكن رجل دين فقط ...... بل هو عميل مُهم و مؤسس لهذه الطائفة الصليبية الإرهابية الملعونة ...... و جميعنا يتذكر أن الكنيسة الحبشية قد إنفصلت عن الكنيسة المصرية فى أوائل عهده السعيد لأن إنتخاب البابا تم بعد تغيير القوانين الكنيسة التى تم تفصيلها على أعضاء الجماعة الإرهابية لكى يكون منهم البابا الجديد مما لم يُرضى الأحباش و الذين طالما إشتكوا من سوء مُعاملة المصريون لهم و أهم ما زالوا يُعاملونهم مُعاملة العبيد أو البشر من الفئة الثانية ....... و نجد أن الرئيس السادات حكى فى إجدى خطبه موقفاً خاصاً بكيرلس (فى إطار تعريضه بشنودة و المُقارنة بينه و بين من سبقه) و كأن السادات يمتدح كيرلس و يذم فى شنودة ...... و الحقيقة أن السادات أخفى الكثير من الحقائق التى يُمكن إستشفافها ببساطة بقراءة ما بين السطور لنعرف أن شنودة ما هو إلا صورة كربونية من كيرلس ...... و الإختلاف الوحيد بينهما هو إختلاف العصور و الرجال الذين كانوا يتعاملون معهما ...... فعبد الناصر لا تهمه أمريكا و لا غيرها ...... و كل من كان يجرؤ على تحدى سُلطته فلا حل معه إلا القتل أو سجن الواحات ...... حتى لو كان بابا المسيحيين أو شيخ الأزهر ........ و السادات سياسى داهية و كان يُحاول التقرب من أمريكا ..... لذلك فهو يُحاول الظهور بصورة الشخص المُتسامح المحبوب شعبياً من كل طوائف الشعب بما فيها المسيحيين و الذين بدأت أعداهم تتزايد فى المهجر و يتعالى صوت نُباحهم بحدوتة الإضطهاد و ديكاتورية الأغلبية الإسلامية ..... هذا هو الفرق بينهما ...... و لا ننسى أن الكلب كيرلس هو الذى طلب من جمال عبد الناصر إنشاء دولة مسيحية فى صعيد مصر .... على غرار الفاتيكان ...... و تكون عاصمتها أسيوط ...... و هى بالضبط نفس الحادثة التى تحدث عنها السادات فى خطابه ذلك و إن كان لم يقل ذلك صراحة
لذلك فالعلاقات بين عبد الناصر و المقبور كيرلس لم تكن سمن على عسل كما يُحاول كتاب الستينيات ...... و على رأسهم الكاتب مُحمد حسنين هيكل ...... الذى أحبه و أحترمه .... غلا أنه له بعض السقطات الكبيرة .... و منها هجومه غير المُبرر على السادات فى كتابه (خريف الغضب) و الذى حاول فيه إلصاق كل نقيصة بالرجل ...... و إفترى على التاريخ و الحق لأرضاء شهوة الإنتقام لديه ........ و تلك الآراء هى نفسها التى تراجع عنها لاحقاً و إعترف أنه أخطأ فى حق الرجل ...... و من أخطاء هيكل مُحاولته التمجيد فى المقبور كيرلس و نجاسة شنودة ..... فقط من أجل أن يُظهر السادات على أنه كان مُتجنياً على شنودة فى موقفه الذى إتخذه منه و جعله يختفى فى جحره فى وداى النطرون كالصرصار الذى يهرب من شخص يُرثيد أن يدوس عليه بحذائه ........ فكيرلس لم يكن أحسن من شنودة ...... و السادات لم يكن مُتجنياً على شنودة ....... و عبد الناصر لم يكن حبيب كيرلس كما يُشاع ! ...... و هذه إحدى سقطات هيكل ...... و مثال على سفطة أخرى عندما كشفه الملك الحسن الثانى فى كتابه (ذاكرة ملك) و قال أن هيكل كان فى المغرب عندما قام إنقلاب الجنرال محمد أوفقير وزير الدفاع على الملك و أوشك أن يقتحم القصر الملكة و أن يقتل الملك ..... إلا أن المثحاولة باءت بالفشل ....... و أكد الملك الحسن أن هيكل كان واضحاً من تصرفاته أن كان على علم مُسبّق بهذا الإنقلاب ..... و أن وجوده فى المغرب لم يكن محض صدفة بل لمُتابعة الموقف عن كثب عندما يحدث و يكون له سبق صحفى خطير فى الكتابة عن هذاا الموضوع قبل أى صحفى آخر فى العالم ...... و هو ما حاول هيكل الدفاع عن نفسه فيه و لكن كان دفاعاً واهياً يكشف كذبه و أنه هو و الرئيس عبد الناصر كانا على علم بالإنقلاب و يستعدان لمُباركته بمُجرد أن ينجح ...... و تلك سقطة أخرى لكاتب أحبه و أحترمه و إن كان لا يخلو من سقطات !
النقطة الثانية و هى نقطة زيارة القُدس ..... فالكلاب يُشيعون أن نجاسة شنودة لا يُريد زيارة القدس بسبب موقفه الوطنى الشُجاع الذى لم يعجب السادات ...... و هكذا كان هذا هو السبب الذى يسوقه كلاب الأمميين النصارى المصريون لتبرير القطيعة بين الرجلين ........ و الحقيقة أن العداء بين شنودة و إسرائيل ....ز أو بالأحرى بين الكنيسة القبطية و إسرائيل هو نتيجة لتقاعس الحكومة الإسرائيلية فى تنفيذ أحكام القضاء الإسرائيلى فى أحقية الرهبان المصريين فى دير السلطان ...... ربما لأن الحكومة الإسرائيلية لا تُريد التدخل فى الأمور الدينية للأقليات الدينية فى القدس ...... و هو السبب المُعلن ...... أو لأن إسرئيل لم تشأ إغضاب حليف لها ...... و هو أسد يهوذا أو الإمبراطور هيلاسيلاسى ..... إمبراطور الحبشة ...... و طرد الرهبان الأحباش من ذلك الدير الذى إستولوا عليه بوضع اليد بعد طرد الرهبان المصريين منه ...... و لأن أثيوبيا فى كل الأوقات كنت عوناً و حليفاً لإسرائيل على عكس العداء المُستحكم بينها و بين العرب و خاصة المصريين الذين إستعبدوهم فى الفترة من بعد النبى يوسف إلى فترة النبى موسى و خروجهم من مصر ....... تلك الفترة التى لن ينسوها أبداً طالما كان هناك يهودى واحد على قيد الحياة .
و هذه الإشاعة هى مُحاولة لصُنع بطل من ورق من نجاسة الشنودة ...... و هو ما ذهب إليه هيكل فى كتابه خريف الغضب أصلاً و الذى يتخذه الكلاب مرجعاً للهجوم على السادات لمحو العار الذى طال شنودة بسببه و عزله كالكلب الأجرب فى وداى النطرون و وقتها قال كلمته الشهيرة : هو شنودة ناسى إنى أنا رئيس مُسلم لدولة إسلامية ! ...... و لم يستطع أى كلب أن ينبج فى وجه السادات وقتها ....... و الحقيقة أن شنودة طلب من السادات التوصط فى موشوع دير السلطان و يبدو أن السادات فشل فى ذلك ....... فثارت ثائرة نجاسة شنودة و بدأ فى اللعب بالورقة الطائفية مع السادات ....... و إنتهى الموضوع كما نعلمك جميعاً ..... فالموضوع ليس وطنية و لا يحزنون ...... بل هو دير السلطان ..... و كأن نجاسة شنودة يقول لإسرائيل : إعطونا دير السلطان و نبقى حبايب ...... و لو عايزين حتى تاخدوا مصر بحالها ...... إحنا النصارى الأمميين الكلاب ليس عندنا مانع ...... فليس هناك أفضل من العبودية لأبناء الله من أسيادنا اليهود كما قال عنهم الإله اليسوع ..... فأرجو أن لا ننساق إلى إسباغ صورة الوطنى المُخلص على أكبر خائن للوطن فى التاريخ و المُفجر لكل الإحتقان الطائفى الذى تُعانى منه مصر حالياً .
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 08-02-2008 الساعة 03:10 PM
اقتباس
Deuteronomy 21
22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance
سفر التثنية:
21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
This is what the Bible says in the ..... Jesus
http://www.bare-jesus.net
أخي الفاضل الكريم
جزاكم الله خيراً على مداخلتكم الكريمة وأرجو قراءة ما كتبت بتأن وبتركيز ولسوف تجدني لا أختلف معك أبداً أبداً فأنا أؤيدك وأؤمن بما تقول ولكنني أحيانا أستخدم في كلامي أدوات الخصم وبالتالي تجدني أضع تلك الأدوات بين قوسين للتنبيه على أن هذا الكلام ليس بكلامي فالكارثة أن النصارى يستخدمون مصطلحات مخادعة كشعب الكنيسة وكالأقباط وخلافه ولكن الدراسة المعدة ليست خاصة بالنصارى وإنما ذكرتهم باعتبارهم صورة من صور طلائع الرفض في المجتمع المصري..
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك أخي الفاضل الكريم..
مرة أخرى أنا لا اختلف معك وأشكرك على مداخلتك التي بها نبهت القارئ الكريم لما قد يشكل عليه..
شكرا لك.
زهدي
المطلب الأول
األأحكام
في صباح يوم الأحد الموافق 21/3/1982 أطلت علينا الصحف نبأ تصديق السيد رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك على الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية العليا في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
والمعروفة بقضية تنظيم الجهاد الكبرى رقم 162 لسنة 1982، والتي ضمت 343 متهماً من بينهم41 حدثاً،
وقد أصدرت وزارة الدفاع بيانا في هذا الشأن جاء فيه أنه سيتم إعلان المحكوم عليهم بالحكم المصدق عليه من السيد رئيس الجمهورية اعتبارا من يوم الأحد الموافق 21/3/1982 صباحا وذلك بمعرفة النيابة العسكرية، كما ستودع أسباب الحكم وكافة مدونات القضية ومستنداتها بإدارة المدعي العام العسكري حتى يتاح لدفاع المتهمين الإطلاع عليها وتقديم التماسات إعادة النظر في خلال المدة التي نص عليها القانون وهي 51 يوم تبدأ من تاريخ الإعلان المذكور..
وطبقا لمواد قانون الأحكام العسكرية فإن هذه الالتماسات بعد تسليمها للنيابة العسكرية تحال إلى الإدارة العامة للقضاء العسكري لإعادة دراسة القضية على ضوء الالتماسات ثم ترفعها إلى السيد رئيس الجمهورية بمذكرة بالرأي القانوني للبت فيها..
وكانت النيابة العسكرية قد باشرت التحقيق في هذه القضية فور إبلاغها من الجهات الرسمية يوم 8 أكتوبر 1981 وانتهت من تحقيقها ووضع قرار الاتهام وأمر الإحالة فيها يوم 11 نوفمبر 1981 وذلك بعد استئذان السيد وزير الدفاع المشير عبد الحليم أبو غزالة في إحالة المتهمين العسكريين كما يقضي القانون ..
ثم عقدت المحكمة العسكرية العليا أولى جلساتها في 21 نوفمبر 1981 واستمرت في نظر الدعوى حتى جلست 3 مارس 1982 التي تقرر فيها حجز القضية للحكم بجلسة 6 مارس 1982 العلنية بعد انتهاء مرافعات الدفاع ..
وفي جلسة 6 مارس 1982 العلنية أصدرت المحكمة حكمها والذي يقضي بتبرئة اثنين من المتهمين وبمعاقبة خمسة من المتهمين بالإعدام وخمسة آخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة واثني عشر منهم بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدد تتراوح بين خمس سنوات و15 سنة..
ثم أودعت أسباب الحكم في إدارة القضاء العسكري صباح يوم الأربعاء 17 مارس 1982 وفي 20 مارس 1982 صدق السيد رئيس الجمهورية على الحكم الصادر من المحكمة العسكرية العليا في القضية رقم 7 لسنة 1981 أمن دولة كما هو دون تعديل وذلك بناء على ما عرضه مدير القضاء العسكري للقوات المسلحة بمذكرة تصديق تناولت الجوانب القانونية والموضوعية في القضية..
إلا أن قرار الاتهام الذي وجه إلى المتهمين هو جريمة (قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد) وهذا القرار من وجهة نظر الشريعة الإسلامية يعتبر خطأ وكان الأولى أن يوجه إلى هؤلاء ( تهمة البغي ) لا ( القتل العمد) .. لماذا؟!...
لأن البغي جريمة (سياسية) توجه ضد نظام(الحكم والحكام) ولا توجه ضد (النظام الاجتماعي).
وهذا الخلط في يقيني إنما جاء نتيجة لحساسية الموضوع والمنظور أمام المحكمة العسكرية العليا وليس أما المحاكم المدنية المتخصصة..
فالتفرقة بين الجريمتين (السياسية) و(العادية) مهمة جداً لأن الآثار المترتبة على الأحكام مهمة جداً وهذا ما سوف نحاول توضيحه من خلال المطلب الثاني.
المطلب الثاني
اشتراطات فقهاء القانون الجنائي في جريمة البغي
ويشترط فقهاء القانون الجنائي في جريمة البغي شروطا خاصة أهمها:
1ـ أن يكون البغاة متأولين، أي أن يدعوا سببا لخروجهم ويدللوا على صحة ادعائهم ولو كان الدليل في ذاته ضعيفا.
2ـ أن يكونوا ذوي شوكة أو منعة ، أي أن يكونوا أقوياء لا بأنفسهم ولكن بغيرهم ممن هم على رأيهم.
3ـ أن يأخذوا في تنفيذ غرضهم بالقوة أو يبدءوا بالتجمع والإقتناع لذلك.
وليس اسم (البغي) ذما وإنما هو مصطلح من المصطلحات الفقهية، وليس أهل البغي فسقة ولا كفرة..
أما إنهم ليسوا بكفرة فلأنهم يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولم ينكروا أصلاً اعتقاديا أو فرضا مفروضا ولم يجحدوا نصا.
وأما أنهم ليسوا بفسقة فإنهم لم يرتكبوا ما يفسقون به من معصية وإنما خالفوا بتأويل جائز في اعتقادهم لكنهم مخطئون فيه..
وهكذا يتضح لنا الفرق بين (الجريمة العادية) و(جريمة البغي) أو(الجريمة السياسية) في التعبير المعاصر..
ومراعاة الشريعة الإسلامية لهذه التفرقة يتوخى أمرين :
أولهما : الحفاظ على وحدة الجماعة التي تظل بها الجبهة الداخلية للدولة متماسكة.
والثاني : الحفاظ على الأمن الداخلي وتوقية الأمة نواتج الاضطراب.
والأمران هما المناخ الطبيعي والصحيح لسلامة المجتمع، والعناصر التي حددت لتمييز جريمة البغي تبرز التفرقة بين الجريمة السياسية والجريمة العادية، فليست كل جريمة سياسية ترتكب بغرض سياسي تسمى بغيا أو جريمة سياسية كجريمة قتل الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب في أكتوبر 1990 ومحاولة اغتيال السيد حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق في مايو 1987 وغيرهم.
ولا تختلف الجريمة السياسية عن الجريمة العادية في طبيعتها فكلتاهما تتفق مع الأخرى في المحل والنوع والوسائل، وإنما تختلفان في البواعث المرتبطة بالظروف التي ترتكب فيها الجريمة...
فالبواعث في الجريمة السياسية موجهة أساسا إلى (رئيس الدولة) بالعمل على خلعه، ويكون ذلك بوجود جماعة ذات شوكة وقوة تتأنى معها المقاومة ويكون ذلك بادعاء سبب للخروج مدللين على صحتة في نظرهم ولو كان الدليل ضعيفا كادعاء أولئك الذين خرجوا على علي لأنه يعرف قتلة عثمان ولا يقتص منهم.
أما إذا كان سبب الخروج باطلا ابتداء فإن الخروج حينئذ لا يعتبر بغيا ولا يعتبر جريمة سياسية وذلك كما إذا قام تنظيم شيوعي بالخروج على صاحب السلطة الشرعية، أو محاولة تغيير النظام الاجتماعي بما يتعارض مع النظام الإسلامي فإن خروج هؤلاء لا يعتبر جريمة سياسية وإنما يعتبر جريمة عادية تطبق فيها العقوبة النوعية للجريمة، وذلك كالذين يقومون لفرض الشيوعية على المجتمع فإنهم مرتدون يعاقبون بعقوبة الردة، ذلك أن إنكار وجود الله أمر نابع من جذور الفكر الشيوعي وإنكار وجود الله رده بالإجماع لم يشذ عن القول بذلك أي من الفقهاء..
هذا هو مناط التفرقة بين الجريمة العادية والجريمة السياسية، فمن يقتل رئيس الدولة ولو لغرض سياسي تعتبر جريمته جريمة عادية ما لم تتوافر باقي الشروط، ذلك أن (عبد الرحمن بن ملجم) لما قتل عليا بن أبي طالب خليفة المسلمين رضي الله تعالى عنه، لتحقيق هدف سياسي اعتبر القتل عاديا على الرغم من أن القاتل من الخوارج، إذ قال علي لابنه الحسن : أحسنوا أساره فإن عشت فأنا ولي الدم وإن مت فضربه كضربتي، فلو لم يكن القتل عاديا لما اعتبر نفسه (ولي الدم) ولما طلب من الحسن أن يقتص بضربة كضربته، خصوصا إذا ما عرفنا أن عقوبة البغي عند التغلب على البغاة هي ( التعزير)، أما عقوبة البغي في حالة (المغالبة) و(الحرب) هي القتل..
والقاتل السياسي يختلف عن القاتل العادي في أن الأول يشعر بجريمته أنه يتقرب إلى الله تعالى، فهنداوي دوير حينما أعطى محمود عبد اللطيف السلاح لينفذ ما تم الاتفاق عليه من اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قال له : (سير على بركة الله ) حدث هذا في عام 954 ، وفي عام 1981 وأثناء المحاكمة العلنية لقتلة السادات وعندما سئل خالد الإسلامبولي هل هو مذنب أو غير مذنب كان جوابه :( نعم لقد قتلته ولكنني غير مذنب ، لقد فعلت ما فعلت في سبيل الدين وفي سبيل الوطن)، وكانت إجابات كل المتهمين الآخرين متماثلة وحينما جاء الدور على عباس محمد ـ بطل الرماية القديم في الجيش ـ كان قوله (حتى قبل أن يطلبوا إلي الاشتراك معهم في قتل السادات فقد كنت وصلت إلى الاقتناع الكامل بأن هذا الرجل يجب أن يقتل وكنت ادعوا الله أن يعطيني شرف الاشتراك في إرغام الطاغية على أن يدفع ثمن جرائمه)..
ومن المؤسف أن قيادات الإخوان الآن ليس لديها الشجاعة في الاعتراف (بحادثة المنشية) وتحاول جاهدة إقناع الأجيال الشابة بأن هذا العمل إنما هو عمل ملفق من قبل الحكومة، مع أن الحكومة كانت في غنى عن إجراء مثل هذه التمثيلية خصوصا أن الصدام بين جماعة الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر كان قد استفحل إلى درجة أحس معها كل واحد من الطرفين أن الطرف الآخر يتربص به وبالتالي فما أسهل على الحكومة أن تتخلص من الإخوان بدون اللجوء إلى هذه الحيلة..
يقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل ( لابد من القول إحقاقا للحق أن الأحكام التي صدرت في قضية محاولة الاغتيال كانت شديدة القسوة ولم تقتصر على الفاعلين والمحرضين مباشرة وإنما وصلت إلى ما فوقهم بكثير وكذلك من سوء الحظ فإن أجهزة الأمن الرسمية في الدولة كانت معبأة ضد الإخوان منذ اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا 1948 والرد عليه باغتيال مرشد الإخوان حسن البنا 1949 .
وأول الفوارق بين الجريمتين أن الثانية قامت بها الدولة وقد وصلت حركة الفعل ورد الفعل بين الأطراف إلى حد تسبب في تجاوزات وسيئات يتحمل الجميع مسئولياتها وهي على أية حال قضية لابد أن توضع يوما لتحقيق نزيه يبحث المقدمات والملابسات والنتائج ويلقي ضوءا على منطقة شك وحيرة في أعماق الضمير المصري).
تعريف البغي :
يعرف البغي لغة بأنه طلب الشيء .. فيقال بغيت كذا إذا طلبته ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام (قال ذلك ما كنا نبغ) الكهف 64 .
ثم اشتهر البغي في العرف في طلب مالا يحل والجور ومجاوزة الحد والظلم ومنه سمي البغاة لظلمهم وعدولهم عن الحق ..
فالبغاة هم الظالمون العادلون عن الحق ..
والبغاة جمع باغ وهو اسم فاعل من البغي، وقد اختلفت تعاريف الفقهاء حول البغي فقالوا :
ـ قال الحنفية : هم الخارجون عن الإمام الحق بغير الحق فلو كان الخروج بحق فليسوا بغاة. (شرح فتح القدير لابن الهمام ج 4 ص 48).
ـ قال المالكية: البغاة فرقة ـ أي طائفة ـ من المسلمين خالفت الإمام الذي ثبتت إمامته باتفاق الناس عليه لمنع حق لله أو لآدمي .. وجاء في شرح الزرقاني وحاشية الشيباني :
البغي هو الامتناع عن طاعة من ثبتت إمامته في غير معصية ولو تأويلا . (الشرح الكبير للدردير هامش حاشية الدسوقي ج 4 ص 123).
ـ قال الشافعية: البغاة مسلمون مخالفو الإمام بخروج عليه نفسه أو ترك الانقياد له، أو منع حق لله أو لآدمي توجب عليهم، وقال صاحب أسنى المطالب شرح روض الطالب الإمام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي:البغاة هم المسلمون مخالفو الإمام بخروج عليه وترك الانقياد له بشرط شوكه لهم وتأويل ومطاع .أنظر (أسنى المطالب شرح روض الطالب ج 4 ص 111) و (مغني المحتاج للشربيني الخطيب ج 4 ص 123).
فالبغي إذن عند الشافعية هو خروج جماعة ذات شوكه ورئيس مطاع عن طاعة الإمام بتأويل فاسد ..
ـ قال الحنابلة: إنهم قوم من أهل الحق يخرجون عن قبضة الإمام ويرون خلعه لتأويل سائغ وفيهم منعه يحتاج في كفهم إلى منع الجيش. (المغني لابن قدامه جـ 8 صـ 107).
وفي (كشف القناع جـ 4 صـ 114) هم الخارجون عن إمام ولو غير عدل بتأويل سائغ ولهم شوكه ولو لم يكن فيهم مطاع ..
ـ قال الظاهرية: البغاة قسمان لا ثالث لهما : إما قسم خرجوا على تأويل في الدين فأخطئوا فيه، كالخوارج وما جرى مجراهم من سائر الأهواء المخالفة للحق.
وإما قسم أرادوا لأنفسهم دنيا فخرجوا على إمام حق أو على من هو في السيرة مثلهم، فإن تعدت هذه الطائفة إلى إخافة الطريق أو إلى نال من لقوا أو سفك الدماء انتقل حكمهم إلى حكم المحاربين وهم ما لم يفعلوا ذلك في حكم البغاة.( محمد علي ابن حزم المحلى جـ 12 صـ 497).
من التعاريف السابقة نستطيع أن نستنتج أن البغي هو الخروج على من ثبتت إمامته بتأويل سائغ وبشرط أن يتوفر لدى الخارج القصد الجنائي، أي قصد الخروج على الإمام بغرض خلعه أو عدم طاعته وأن يكون استعمال القوة هو وسيلة الخروج ..
ومن هذا الإجمال نلجأ إلى تفصيل لابد منه فنتناول الشروط الثلاثة الواجب توافرها في جريمة البغي وهي على فروع :
الفرع الأول: الخروج على من ثبتت إمامته بتأويل .
الفرع الثاني: استعمال القوة في الخروج وأن يكون بشوكة .
الفرع الثالث: نية الخارج .
الفرع الأول
[COLOR="Red"]الخروج على الإمام ..[/COLOR]
الإمام هو رئيس الدولة الإسلامية الأعلى أو من ينوب عنه من سلطان أو وزير أو حاكم إلى غير ذلك من المصطلحات ويشترط فيه أن يقيم الدين وينصر السنة وينصف المظلومين وأن يكون ذكرا مكلفا عدلا ..
1 ـ لا يعتبر الخروج على الإمام قبل أن تثبت إمامته بغيا
ذكره ابن حزم في قصة مقتل عمر بن الخطاب فيما حدّث به عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال حين قتل عمر بن الخطاب: انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهو مجوسي فتبعتهم فثارا وسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، وقال عبد الرحمن فانظروا بم قتل عمر؟ فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن، فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال اصحبني إلى فرس لي، وكان الهرمزان خبيرا بالخيل، فخرج بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حد السيف قال لا إله إلا الله فقتله، ثم أتى جفينة وكان نصرانيا، فلما أشرف له علاه بالسيف فضربه ضربة فصلت ما بين عينيه، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي الإسلام فقتلها ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول والله لا اترك سبيا في المدينة إلا قتلته وغيرهم، كأنه يعرض بناس من المهاجرين، فجعلوا يقولون له : ألق السيف فأبى ويهابونه أن يقربوا منه حتى أتاه عمرو بن العاص فقال له: أعطي السيف يا بن أخي، فأعطاه إياه ، ثم سار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناحبا حتى حجز الناس بينهما فلما ولى عثمان قال : أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق، يعني عبيد لله بن عمر، فأشار عليه المهاجرون أن يقتله، وقال جماعة من الناس: عمر بالأمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم ؟ أبعد الله الهرمزان وجفينه ، فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان، إنما كان هذا الأمر ولا سلطان لك، فاصفح عنه يا أمير المؤمنين . قال فتفرق الناس عن خطبة عمرو وورى عثمان الرجلين والجارية. (المحلى مسألة 2163 ج 12 ص 527)..
ووجه الدلالة على ما نحن بصدده من هذه الواقعة أن عبيد الله بن عمر قتل ولم يقتص منه ولم يغرم ديه حيث لم تكن يد الإمام، إذ لم يكن عثمان رضي الله عنه قد ولي الخلافة بعد، كما أن عبيد الله بن عمر لم يكن باغيا حين قتل من قتل ولا في وقت كان فيه باغ من المسلمين على وجه الأرض، فلم يكن عثمان قد ولي الخلافة بعد ولم يكن هناك حاكم في المدينة خرج عليه عبيد الله فوصف البغي منتف أصلا عن عبيد الله .
2 ـ وتثبت الإمامة بأربعة طرق
كما جاء في الأحكام السلطانية للماوردي والمغنى على مختصر الخرافي لمحمد بن عبد الله بن قدامة (ج 8 ص 108) :
أ ـ باختيار أهل الحل والعقد من العلماء والفقهاء وأرباب الحل والعقد كما حدث في بيعة أبي بكر على أثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ب ـ باختيار الإمام السابق لمن يليه ، كما حدث في إختيار أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب حيث عهد إلى عمر بقوله : (بسم الله الرحمن الرحيم ن هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند آخر عهده من الدنيا وأول عهده بالآخرة في الحال التي يؤمن فيها الكافر ويتقي فيها الفاجر، إني استعملت عليكم عمر بن الخطاب فإن بر وعدل فذلك علمي به ورأيي فيه ، وإن جار وبدل فلا علم لي بالغيب والخير أردت ولكل امرئ ما اكتسب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .. ويصح أن يعهد الإمام لولده كما فعل معاوية وغيره من الخلفاء الأمويين والعباسيين وغيرهم ..
ج ـ بجعل الإمام السابق الأمر شورى في جماعة معينة يختارون الإمام الجديد من بينهم أو يختاره أهل الحل والعقد كما فعل عمر بن الخطاب حيث ترك الأمر شورى في سته من الصحابة فاختاروا من بينهم عثمان ..
د ـ بالتغلب والقهر حيث يظهر المتغلب على الناس ويقهرهم حتى يدعونه إماما ، فثبتت أن له الإمامة وتجب طاعته على الرعية ومثل ذلك ما حدث من عبد الملك بن مروان حين خرج على عبد الله بن الزبير فقتله واستولى على البلاد وأهلها حتى بايعوه طوعا وكرها إماما عليهم.
وإذا ثبتت الإمامة بإحدى هذه الطرق كان الخروج على الإمام بغيا.. والإسلام لا يجيز الخروج على الحاكم أو خلعه أو قتاله إلا إذا أتى كفرا بواحا أي كفرا صريحا لا شك فيه وإنما واجبنا معه السمع والطاعة يقول الحق سبحانه وتعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فمن هم (أولي الأمر)؟ .إنهم كما يقول علماء الشريعة
فريقان :
1ـ أولو الأمر الديني وهم المجتهدون وأهل الفتيا .
2ـ أولو الأمر الدنيوي وهم الذين يعنينا هنا أمرهم ، هم من نطلق عليهم في عصرنا الحديث الحكام أي رجال السلطتين التشريعية والتنفيذية .
الملاحظ أن بعض علماء الشريعة يستعملون أحيانا في كتاباتهم ـ لاسيما في عهد ما قبل الثورة في مصرـ اصطلاح ولي الأمر أي بصيغة المفرد ، وهم يعنون به رئيس الدولة مع أن القرآن الكريم لم يستعمل بتاتا هذا الاصطلاح بهذه الصيغة بل كان دائما لا يذكر إلا أولي الأمر بصيغة الجمع وذلك أيضا كما في قوله تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) ويلاحظ أن أولي الأمر في هذه الآية إنما يقصد بهم ـ كما يقول الزمخشري ـ في الكشاف هم كبراء الصحابة البصراء بالأمور ..
هذه الملحوظة ليست كما قد يظن مجرد مسألة شكلية ، بل هي تنطوي على مغزى جوهري وهو أن الإسلام لا يقر لفرد أن يستأثر وحده بجميع السلطات أو بالاجتهاد والفتيا في الشئون الدينية والدنيوية ، فطاعة الله سبحانه وتعالى ملزمة وكذلك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ملزمة ومن ثم قال سبحانه (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)ولم يقل (وأطيعوا أولى الأمر منكم) وإنما قال (وأولي الأمر منكم)، لأن طاعتهم ـ أي أولي الأمرـ ملزمة ما أطاعوا الله فينا فإن عصوا الله فلا طاعة لهم علينا وذلك مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من أمركم منهم بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة) .
على أنه يلاحظ أن الحاكم (رئيس الدولة) أو الإمام يشترط فيه في الإسلام أن يكون مجتهدا وإذا لم يكن كذلك فإن عليه أن يرجع ـ في أمور الحل والحرمة ـ إلى أولي الأمر الديني ـ أي المجتهدين وأهل الفتيا ـ كما يلاحظ أنه على الحكام ـ في الإسلام ـ أن يأخذوا بمبدأ الشورى ـ فكما قلنا أن القرآن يشير إلى (أولي الأمر)دائما بصيغة الجمع فهو لم يذكر بتاتا حتى مرة واحدة (ولي الأمر) أي بصيغة المفرد ـ لأنه ـ أي القرآن ـ لا يعرف حكم الفرد ولا يلزم أحدا بفتوى الفرد..(الدكتور عبد الحميد متولي ـ مبادئ نظام الحكم في الإسلام ص 50)
فالإسلام لا يجيز الخروج على الحاكم بأي حال من الأحوال، وهذه طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة والتي لا تجيز الخروج على الإمام :
1 ـ ففي صحيح مسلم كتاب الإمارة:
[ و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ ] 3435حديث رقم ـ صحيح مسلم ـ كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن.
2ـ وروى مسلم في صحيحه حديث رقم 3442 كتاب الإمارة:
[ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ و قَالَ ابْنُ بَشَّارٍحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍحَدَّثَنَا شُعْبَةُعَنْزِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ (الهنات جمع هنة والمراد بها الفتن والأمور الحادثة) فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ و حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا حَبَّانُ حَدَّثَنَا أَبُوعَوَانَةَ ح و حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ ح و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْخَثْعَمِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ح و حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ وَرَجُلٌ سَمَّاهُ كُلُّهُمْ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَرْفَجَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِمْ جَمِيعًا فَاقْتُلُوهُ ].
تأمل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ.
يقول النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَكُونُ هَنَات وَهَنَات)
الْهَنَات : جَمْع هَنَة , وَتُطْلَق عَلَى كُلّ شَيْء , وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا الْفِتَن وَالْأُمُور الْحَادِثَة .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّق أَمْر هَذِهِ الْأُمَّة وَهِيَ جَمِيع فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ ) فِيهِ الْأَمْر بِقِتَالِ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْإِمَام, أَوْ أَرَادَ تَفْرِيق كَلِمَة الْمُسْلِمِينَ وَنَحْو ذَلِكَ, وَيَنْهَى عَنْ ذَلِكَ, فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ قُوتِلَ, وَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع شَرّه إِلَّا بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ كَانَ هَدَرًا ,
فَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ ) , وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: ( فَاقْتُلُوهُ ) مَعْنَاهُ : إِذَا لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِذَلِكَ
3ـ وفي صحيح مسلم حديث رقم3445 كتاب الإمارة:
[ حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا ].
قال الإمام النووي
صحيح مسلم بشرح النووي
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَتَكُونُ أُمَرَاء فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ, قَالُوا : أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ :لَا . مَا صَلَّوْا.
هَذَا الْحَدِيث فِيهِ مُعْجِزَة ظَاهِرَة بِالْإِخْبَارِ بِالْمُسْتَقْبَلِ, وَوَقَعَ ذَلِكَ كَمَا أَخْبَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْدهَا :
( فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَأَمَّا رِوَايَة مَنْ رَوَى ( فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَظَاهِرَة , وَمَعْنَاهُ : مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ الْمُنْكَر فَقَدْ بَرِئَ مِنْ إِثْمه وَعُقُوبَته , وَهَذَا فِي حَقّ مَنْ لَا يَسْتَطِيع إِنْكَاره بِيَدِهِ لَا لِسَانه فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ , وَلْيَبْرَأْ .
وَأَمَّا مَنْ رَوَى ( فَمَنْ عَرَفَ فَقَدْ بَرِئَ ) فَمَعْنَاهُ - وَاَللَّه أَعْلَم - فَمَنْ عَرَفَ الْمُنْكَر وَلَمْ يَشْتَبِه عَلَيْهِ ; فَقَدْ صَارَتْ لَهُ طَرِيق إِلَى الْبَرَاءَة مِنْ إِثْمه وَعُقُوبَته بِأَنْ يُغَيِّرهُ بِيَدَيْهِ أَوْ بِلِسَانِهِ , فَإِنْ عَجَزَ فَلْيَكْرَهْهُ بِقَلْبِهِ .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ) مَعْنَاهُ : لَكِنَّ الْإِثْم وَالْعُقُوبَة عَلَى مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ .
وَفِيهِ : دَلِيل عَلَى أَنَّ مَنْ عَجَزَ عَنْ إِزَالَة الْمُنْكَر لَا يَأْثَم بِمُجَرَّدِ السُّكُوت . بَلْ إِنَّمَا يَأْثَم بِالرِّضَى بِهِ, أَوْ بِأَلَّا يَكْرَههُ بِقَلْبِهِ أَوْ بِالْمُتَابَعَةِ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا قَوْله : ( أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ : لَا , مَا صَلَّوْا ) فَفِيهِ مَعْنَى مَا سَبَقَ أَنَّهُ لَا يَجُوز الْخُرُوج عَلَى الْخُلَفَاء بِمُجَرَّدِ الظُّلْم أَوْ الْفِسْق مَا لَمْ يُغَيِّرُوا شَيْئًا مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام .
4ـ وفي صحيح مسلم كتاب الإمارة حديث رقم 3446:
[ وحَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ جَمِيعًا عَنْ مُعَاذٍ وَاللَّفْظُ لِأَبِي غَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ لَا مَا صَلَّوْا أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ وَأَنْكَرَ بِقَلْبِهِ وحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ وَهِشَامٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ ذَلِكَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ و حَدَّثَنَاه حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مِحْصَنٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا قَوْلَهُ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ لَمْ يَذْكُرْهُ].
5ـ وفي صحيح مسلم باب خيار الأئمة وشرارهم حديث رقم 3447:
[ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ].
6ـ وفي صحيح مسلم حديث رقم 3448ـ كتاب الإمارة:
[ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَخْبَرَنِي مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ وَهُوَ رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قَالُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ قَالَ ابْنُ جَابِرٍ فَقُلْتُ يَعْنِي لِرُزَيْقٍ حِينَ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ آللَّهِ يَا أَبَا الْمِقْدَامِ لَحَدَّثَكَ بِهَذَا أَوْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفًا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ إِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعْتُهُ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ رُزَيْقٌ مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ قَالَ مُسْلِم وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ ].
7ـ وروى مسلم في صحيحه:
[ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي فَقُلْتُ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29.
قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ](مسلم حديث رقم 3431 كتاب الإمارة).
قال النووي في شرحه للحديث
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَإِنْ جَاءَ آخَر يُنَازِعهُ فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَر )
مَعْنَاهُ : اِدْفَعُوا الثَّانِي , فَإِنَّهُ خَارِج عَلَى الْإِمَام , فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِحَرْبٍ وَقِتَال فَقَاتِلُوهُ , فَإِنْ دَعَتْ الْمُقَاتَلَة إِلَى قَتْله جَازَ قَتْله وَلَا ضَمَان فِيهِ , لِأَنَّهُ ظَالِم مُتَعَدٍّ فِي قِتَاله .
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-11-2009, 09:49 PM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-11-2009, 09:49 PM
-
بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى التاريخي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-08-2008, 03:52 PM
-
بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 19-08-2008, 03:52 PM
-
بواسطة *فتاة الإسلام* في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 31-01-2008, 11:57 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
![طلائع الرفض في المجتمع المصري](http://www.ebnmaryam.com/Files/Images/Form/magless.gif)
المفضلات