السلام عليكم
هذا المقال منقول من منتدي الجامع و قام بنشره الأخ أبو عبيده، فبارك الله له
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
كنت أتصفح إحدى المنتديات النصرانية , فاطلعت على بحث ماتع لأحد النصارى الفضلاء يتحدث عن الوساطة بين العباد و رب العباد , و البحث قيم جدًا , و فيه يكشف الباحث البدع فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية و الكاثوليكية على مر الزمان , و أنقل البحث هنا بتمامه .
( مخدوعين فقالوا )
أحباء قلبي هل تري اشخاص ناضجة ولها مكانتها الـ ............ ، وتكون مخدوعة ؟ إنه امر عجيب ، فقد قال الكتاب ان في أواخر الايام الشيطان لو امكن يضل المختاريين ، " لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات و عجائب لكي يضلوا لو امكن المختارين ايضا (مرقس 13 : 22) " لذلك لا تتعجب عندما تري معجزة تنسب لغير الله .
في هذه الدراسة سوف نتطرق لعدة جوانب مهمة ، يخاف البعض من المواجهة بها ، وذلك لعدة اسباب منها : عدم المجادلة لأنها تولد خصومات ، ونسي المؤمن ان استراتيجية ابليس مع اتباعه هو الدفاع عن معتقداته وبضاعته والتشهير في خصمة علي قدر المستطاع ، هل تتذكر معي مارتن لوثر عندما كتب كتب واعلن الايمان القويم واحتج علي الهرطقاط والاخطاء الجثيمة التي اهلكت كثيرين ، والذين تمسكوا بالهرطقات الي أخر لحظة في حياتهم ، ماتوا مخدوعين ولم يقبلوا الحق المعلن وتمسكوا بمناصبهم وسلطانهم الموهوم ، وهلكوا في خطيتهم ، واهلكوا كثيرين معهم ، لذلك اكتب هذه الكلمات وهذه الدراسة ليستنير قارئي العزيز من كلمة الله الحية الباقية الي الابد .
1 ـ نحن الأصل .
يقولون نحن الاصل ، نحن الذين كنا من بداية الكنيسة ، بكل هذا النظام الذي تراه اليوم من اسرار الكنيسة السبعة والقداسات هي منذ بداية التاريخ ، والذي وضع هذا النظام هم الرسل ــ أقول لهم ــ لا يوجد ولا دليل واحد يثبت أن القداس قد وضعه رسول من الرسل ، لكنه قد وضع عن طريق الأباء مع مرور الايام من القرن الثاني الي القرن الخامس عشر واليك الأمثلة التي تثبت ذلك :
1 ـ لم يكن هناك فكرة بوجود طبقة من الاكليروس أقل رتبة من الأسقف تكون تحت رئاسته وسيطرته ، ولم تكن في ذلك الوقت إيرادات لدي الكنيسة سوي التبرعات التي كان يجود بها المؤمنون من تلقاء انفسهم ، ومع أنها كانت قليلة وذهيدة فقد كان يسد منها أعواز الفقراء والمحتاجين وما بقي وهو شئ يسير جداً يعطى للأسقف . لم يتعين للأكليروس مرتبات شهرية إلا في سنة 245 م وحينئذٍ منعوا عن الإستمرار في ممارسة وظائفهم الخاصة العالمية . ( من كتاب مختصر تاريخ الكنيسة من البداية حتي القرن العشرين المجلد الاول ص 216 )
2ـ عقيدة الأسرار السبعة لم تظهر بصفة محددة في التاريخ إلا سنة 1439م ويقول الأب متى المسكين في كتابه الأفخارستيا والقداس " أول من حدد الأسرار الكنسية بالرقم ( 7 ) هي الكنيسة الكاثوليكية بواسطة أسقف باريس بطرس لمبارد مع غيره ، ثم قبلها توما الأقويني وقننها بعد ذلك مجمع فلورنسا سنة 1439 م ، ثم أخذت الكنيسة البيزنطية هذا التقليد عن الكنيسة الكاثوليكية ودخل هذا التقليد الي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأول ذكر لها تحت ايدينا هو ما ورد في المخطوطات المعروفة بإسم ( نزهة النفوس ) وهي لكاهن مجهول وأقدم مخطوطة معروفة هي الموجودة بدير الأنبا مقار مكتوبة بتاريخ 24 / 3 / 1564 م ، ويظن أن مؤلف كتاب ( نزهة النفوس ) ليس قبطياً أرثوذكسياً لأنه يورد أقوالاً ليوحنا الدمشقي وعلي أي حال لم نجد أي ذكر لتحديد أسرار الكنيسة بالعدد ( 7 ) ، سبعة في مخطوط العالم ( بن كبر ) المعروفة ( بمصباح الظلمة في إضاح الخدمة ) وهو أهم وأدق من كتب عن ألأسرار في القرن الثالث عشر تقريباً وحتي ما ذكر في مخطوط لم يكن سبعة وتفرق ما كتبه في كتابه في كل كتابة وعاش هذا العالم حتي أوائل القرن الرابع عشر "
3 ـ إن مسألة الإعتراف السري والمحالة الكهنوتية كانت ولا تزال موضع بحث اللاهوتيين ولكن لم يوضع لها قانون ثابت نهائي حتي بدائة القرن الثالث عشر ، إذ في سنة 1215 م في عهد البابا إنوسنت الثالث أصدر مجمع لتيران الرابع مرسوماً رسمياً بفرض واجب الاعتراف السري علي المؤمنين من الجنسيين ، وضرورة ممارسته ، ومن ذلك الوقت الي يومنا هذا أصبح الإعتراف معتبراً طقساً إلهياً محتماً في كنيسة روما ، كما انه يمرس ايضا في الكنيستين اليونانية والقبطية الارثوذكسية (من كتاب مختصر تاريخ الكنيسة من البداية حتي القرن العشرين المجلد الاول ص 216 )
4 ـ تعليم الإستحالة علي ماهو في عقائد الكنيسة البابوية محدث أي أنه لم يعرف في الكنيسة الي قرب العصور المظلمة واول من صرح به في الكنيسة الغربية باسخاسيوس رادبرتس في منتصف القرن التاسع في كتاب الفه في جسد الرب ودمه . وفي ذلك قال راترامنس في العناصر مانصه " اما من جهة الجواهر المادية فكما كانت قبل التقديس لم تزل كذلك بعده " ، وفي القرن الحادي عشر قام برانجر وافرغ مجهوده في نفي تلك البدعة علي ان السنودس الروماني أثبته سنة 1079 م وأخذ تعليم الإستحالة ينتشر ويقوي إلي أن صرح قانونياً بأنه من الإيمان في المجمع الإتراني الرابع سنة 1215 م تحت رئاسة البابا أنوسنتيوس الثالث ومن ثم حسب من تعاليم البابوية المقررة وأثبته اللاهوتييون البابوييون بالاجمال ومن اشهرهم توما الإكويني سنة 1274 م صاحب كتاب الخلاصة اللاهوتية وبلارمين سنة 1621 م وسواريز سنة 1617 م و.... غيرهم كثير ، أما لفظة الإستحالة فلم تعرف إلا بعد زمان رادبرتس المذكور ، بنحو مئتي سنة أي بداءة القرن الثاني عشر ومن ثم صارت من مصطلحات الكنيسة البابوية .
مما سبق نري ان النظام الكهنوتي والقداسات بأسراره السبعة لم يكن نظام وضعه الرسل ، بل نظام متطور مع مرور السنين الي ان وصل الينا نحن في هذه الايام بهذا الشكل الكامل المتكامل ، الذي إذا صدقه احد لا يستطيع ان ينفك من براثنه الا بمعجزة الهية ، ونور الهي يسطع في قلب الانسان حتي يتحرر 0
المفضلات