هل يستجيب الله لصلواتنا؟
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
الصلوات التي تستجاب
هل سبق لك أن التقيت بشخص يثق فعلاً بالله؟ عندما كنت ملحداً كان لي صديقة كانت تصلي دائماً وكانت تخبرني كل أسبوع عن اختبارات لها وعن استجابات لطلبات الصلاة. كانت تثق بالله بالكامل. كانت واثقة أنه يهتم بجميع أمور حياتها وكنت أرى أن الله كان يفعل أمراً غير إعتيادياً في حياتها ويستجيب لصلواتها. هل تدرك مدى صعوبة هذا على الشخص الملحد أن يرى الله يستجيب لصلوات من يؤمنون ويثقون به .
لماذا يستجيب الله لصلوات صديقتي؟ إن السبب الرئيسي هو أنها على علاقة مع الله. لقد أرادت أن تتبع الله في جميع مراحل حياتها ولقد إستمعت إليه جيداً وكانت تعلم أن الله لديه الحق في توجيه حياتها وقد وافقت وقبلت بهذا لأنها كانت تثق بأنه يريد الأفضل لها. وكان أمراً عادياً بالنسبة لها أن تطلب طلبات من الله إذ هي على علاقة روحية شخصية رائعة معه ولذا فكانت تشعر براحة كبيرة عندما كانت تطلب من الله تلبية إحتياجاتها ومطالبها وكل ما هي بحاجة إليه في حياتها إضافة إلى كل هذا لقد كانت واثقة تماماً بأن الله يريدها أن تعتمد عليه كلياً لأن هذا ما قاله في الإنجيل.
"وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1يوحنا 5: 14).
"لأن عيني الرب على الأبرار، وأذنيه إلى طلبتهم" (1بطرس 3: 12).
لكن لماذا لا يستجيب الله لصلوات الجميع؟
ربما لأنهم لا يتمتعون بعلاقة تربطهم مباشرة مع الله، بالرغم من أنه يمكن أن يكونوا واثقين من أن الله موجود وربما يكونون مؤمنين بذلك ويسبحون الله من وقت لآخر ولكن هؤلاء الذين لا تستجاب صلواتهم بالتأكيد ليست لديهم علاقة مع الله وربما لم ينالوا الغفران الكامل لخطاياهم.
"ها أن يد الرب لم تقصر على أن تخلص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع"
(أشعياء 59: 1-2).
عادة يبدأ هؤلاء الأشخاص بالصلاة على هذا الشكل يا رب أنا بحاجة فعلاً لمساعدتك وبعدها يقولون" نحن نعلم بأننا خطاه ولا نستحق أن تستجيب لصلواتنا وليس لنا الحق بأن نطلب منك المساعدة"
إذاً نحن نرى أن هؤلاء الفئة من الناس على يقين تام بأنهم خطاة ربما هم لا يعلمون كيف يطلبون الغفران من الله على خطاياهم وربما أيضاً أنهم لا يعرفون كيف يبنون علاقة مع الله ليستطيع الله أن يسمعهم. فهذا هو الأساس العلاقة مع الله تجعل الله يستجيب لصلواتنا.
هل تتم إستجابة صلواتنا بناءً على هذا الأساس "العلاقة مع الله"
علينا أولاً البدء بعلاقة مع الله وعندها سوف نصبح أولاد الله وسوف ننتمي إليه إن كنا في علاقة معه فسيسمع صلاتنا ويستجيب لها. قال يسوع: "أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني." (يوحنا 10: 14).
"خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي" (يوحنا 10: 27-28).
هل تعرف الله جيداً وهل يعرفك هو؟ هل لديك علاقة تربطك به؟ أم هل الله بعيد كل البعد عنك وهو مجرد إله بالنسبة لك؟ إذا كنت تريد علاقة تربطك بالله لتكون على علاقة رائعة به وليستمع لك ولصلواتك وليستجيب لها فعليك البدء الآن.
هل من المؤكد أن يستجيب الله لصلواتك ؟
يبدو الله كريماً جداً بالنسبة لهؤلاء الذين يؤمنون به ويعتمدون عليه.
"إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يوحنا 15: 7).
هذا يعني أن يثقوا به تماماً وأن يسمعوا كلامه ويطيعونه وبعدها سوف يتمكنون من أن يطلبوا منه ما يشاؤون.
"وهذه هي الثقة التي لنا عنده: إنه إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا. وإن كنا نعلم أنه مهما طلبنا يسمع لنا، نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه" (1يوحنا 5: 14 – 15).
الله يستجيب لطلباتنا حسب إرادته وحسب حكمته وحسب محبته ومجده وقداسته.
ماذا يتطلب هذا؟ ما الذي ينوي الله ويميل إلى فعله؟
بالإمكان ملئ صفحات وصفحات عن نوايا الله نحونا. حتى أن الإنجيل بأكمله هو عبارة عن وصف لطبيعة العلاقة التي يريدنا الله أن نختبرها معه ووصف للحياه التي يريد أن يمنحنا إياها:
"ولذلك ينتظر الرب ليتراءف عليكم، ولذلك يقوم ليرحمكم، لأن الرب إله حق، طوبى لجميع منتظريه" (اشعياء 30: 18).
"الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترس هو لجميع المحتمين به" (مزمور 18: 30)
"يرضى الرب بأتقيائه، بالراجين رحمته" (مزمور 147: 11)
"ليس لأحد حب أعظم من هذا. أن يضع أحد نفسه لأجل أحباءه" (يوحنا 15: 13).
هذا كان ما فعله الله من أجلنا. لذلك إن كان الرب معنا فمن علينا. "الذي لم يشفق على إبنه، بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء؟ (رومية 8: 32).
ماذا عن الصلوات الغير مستجابة؟
بالتأكيد هناك من يمرض وهناك من يموت، البعض يواجهون مشاكل مادية وهناك من يواجه أشكال مختلفة من المشاكل والمصاعب ولكن ماذا بعد ذلك؟
الله يريدنا أن نلقي كل همنا عليه "ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم" (1بطرس 5: 7).
قد تبدو الظروف خارجة عن إرادتنا لكن هذا غير صحيح لأنه حتى لو إنهار العالم فإنه بإمكان الله أن يخرجنا من هذه الظروف وهذه المشاكل.
"ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس. الرب قريب، لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 4: 5-7).
قد يقدم الله إقتراحات أو حلول للمشاكل ويعطينا سلاماً تجاه أي موضوع. قال يسوع: "سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (يوحنا 14: 27).
علينا الوثوق بالله وقدرته على تولي أمور حياتنا بالكامل، ليس هو الإيمان الأعمى بل هو الثقة بالله وما بمقدوره فعله. فالله يطلب منا أن نثق به وبشخصه وبحبه وبحكمته فقد قال: "محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" (ارميا 31: 3).
"توكلوا عليه في كل حين يا قوم، أسكبوا قدامه قلوبكم. الله ملجأ لنا" (مزمور 62: 8)
بإختصار كيف تستجاب الصلاة؟
لقد عرض الله على أولاده أن يستجيب لصلواتهم (هؤلاء من آمنوا به وقبلوه مخلصاً لهم وقرروا أن يتبعوه) لقد طلب منا الله أن نطلب كل ما نريده منه وهو سوف يستجيب حسب ما يراه مناسباً وحسب ما هو أفضل لنا كل ما علينا فعله هو أن نلقي عليه كل همومنا وإحتياجاتنا وهو سوف يتصرف. إن أملنا ورجاؤنا هو في شخص الله نفسه. فكلما عرفناه أكثر كلما وثقنا به أكثر.
المفضلات