هم ثلاثة وليسوا واحد
من الذى قرر هذا الأمر الخطير الذى فيه الهلاك لمن آمن بأن الثلاثة واحد ؟
إنه لا يمكن للإنسان المتحضر الذى وصل الى قمة الحضارة والعلوم والمعرفة أن يستطيع أن يقرر بنفسه بأن الثلاثة واحد ولكنه يعتمد على رأى آخرين من الناس و الآخرين الذى إعتمد عليهم ليس أحد منهم أفضل منه فى المعرفة بل أقل منه
فما هى مواصفات هذا الآخر الذى يمكنه أن يحدد الصحيح:
إنه لابد أن يكون رسول من الله هو الذى يحدد للناس حسب تعاليم من الله
وجميع الرسل قالوا بأن الله الآب واحد وبأن والروح القدس ملاك مرسل بأمر من الله وعن أنفسهم بأنهم رسل عبيد لله رب العالمين:
الله الآب واحد حسب أول الوصايا بالناموس: )رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) (غافر:15) وبأن جميع الرسل بما فيهم المسيح هم عبيده ولا نفرق بينهم: )تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة:253) وبأن الروح القدس هو من أمر الله: وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
والإنسان لايختلف عن الحيوان فى الماديات الا إنه ناطق وله عقل يستطيع به أن يفكر ويميز فهذه المسألةالصعبة إيمانية تحتاج الى هدى من الله للإنسان
44لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي
45إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ.
)قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (يونس:35)
والإنسان يعجز عن التمييز فى هذا الأمر لأن الله ليس كمثله شىء والأنسان خلقه الله ليميز حسب الماديات وما يراه وهذا الأمر أعلى من مستوى تفكير
والإنسان يلزمه لهذا الأمر مساعدة من الله للإنسان بواسطة رسوله وعلينا الإيمان بما يقوله الرسول
فمن يؤمن فقد على الى النور وله حياة ومن لا يؤمن فيه هلاك الإنسان وإنحطاطه فى الظلمات الى أسفل سافلين
فى معجزة الإسراء والمعراج رأى الرسول صلى الله عليه وسلم كافة الرسل
السابقين وتكلم معهم وقد قابل كلا من يوحنا المعمدان والمسيح كانا سويا
أى فى منزلة واحده فى عالم الملكوت
فى الأسراء
قَالَ: انْزِلْ فَصَلّ فَنَزَلْتُ فَصَلّيْتُ فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْنَ صَلّيْتَ؟ صَلّيْتَ بِبَـيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى عَلَيْهِ السّلاَمُ، ثُمّ دَخَلْتُ بَـيْتَ الْمَقْدِسِ فَجُمِعَ لِيَ الأَنْبِـيَاءُ عَلَيْهِمُ السّلاَمُ فَقَدّمَنِي جِبْرِيلُ حَتّى أَمَمْتُهُمْ
فى المعراج:
ثُمّ صُعِدَ بِـي إلَى السّمَاءِ الثّانِيَةَ فَإذَا فِيهَا ابْنَا الْخَالَةِ عِيسَى وَيَحْيَـى عَلَيْهِمَا السّلاَمُ،
لقد طلب الله من الأنسان بالأيمان بجميع الرسل والمساواة بينهم:
)قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136)
ففى مسألة المسيح:
بأنه ليس إبن الله لآن الله قال بأنه :)لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (الاخلاص:3)
كما إن المسيح لم يقل للناس أن يعبدوه: 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ
وقال تعالى)مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران:79)
كما قال تعالى )وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (المائدة:116)
وقال تعالى )وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
ووضع المسيح بأنه كان رسولا وليس إلاها وأنهم لم يقتلوه لأن الله يحميه
أما الروح القدس فهو ملاك من الله مكلف بمهمة بأمر من الله وهذا الملاك
الله يرسله للرسل لتأيدهم ولابد من ينزل عليه أن يكون مؤمنا بأن الله واحد
ويكون تقيا مؤمنا بالله الواحد
وأن الأنبياء هم عبيد الله ينفذون أوامره لهم ويؤيدهم الله بالمعجزات
وبذلك فالثلاثة هم ثلاثة ولايمكن أن يدمجون فى واحد كما يقولون
لاأنه فى هذه الحالة لايحدد هوية فبالنسبة لله قد أشركوا معه غيره
وبذلك نخلص بأن من يقول بأن الثلاثة واحد فإنه يعبد المسيح
وينطبق عليه التالى:
)لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:73)
)لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72)
إذن إنه فخ بمظهر خادع وهو التوحيد فى غير محاله من يقول بأن الثلاثة واحد وما من إلاه غير الله وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ
فالمسيح رسوله وهو لا يعلم ما بنفس الله إلاهه الذى يعبده والذى له علم الساعة ولا يعلم عنها المسيح وهذا يكفى برهانا بأنهم ثلاثة وليسوا واحدا كما يزعمون فلا المسيح يلعلم ولا الروح القدس يعلم فقط الله الواحد الذى يعلم
32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.
39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ
المفضلات