من هو المسيح حقيقة !!
لو كانت هناك صفة واحدة تستطيع ان تصف يسوع فهي كلمة ”فريد“.
رسالته كانت فريدة.
ما قاله عن نفسه كان فريدا.
معجزاته كانت فريدة.
تأثيره على العالم لم يضاهيه مثيل.
يسوع لم يكن شخصا عاديا ولا معلما عظيما
ولا رابيا ولا نبيا.
بطريقة ما فانه كان كل هؤلاء ولكن اكثر بكثير.
وبالمقارنة مع المعلمين العظام الذين جاءوا قبله او بعده فان يسوع لم يتكلم عن الحب والله فحسب بل كان هو الحب وابن الله.
واحدة من الميزات الفريدة والخارقة بخصوص يسوع هي ان حياته حققت المئات من النبوءات والاشارات في الكتاب المقدس.
فقد اعطى الكثير من الانبياء والعرافين كمّا كبيرا من التفاصيل عن ولادته وحياته ومماته قرونا عديدة قبل حدوثها بطريقة تجعل حصولها لاي شخص عادي اخر امرا مستحيلا.
في الاسفار الاولى من الكتاب المقدس توجد هناك اكثر من 300 نبوءة تتحقق في ”المسيح“ او ”المخلص“.
ان الاكتشافات الكثيرة لمئات من مخطوطات العهد القديم في القرن العشرين توضح بان هذه النبوءات قد كتبت قرونا كثيرة قبيل ولادة يسوع.
يولد من عذراء
في عام 750 قبل الميلاد تنبأ النبي اشعيا بما يلي:
”السيد الرب نفسهُ يعطيكم إشارة .. ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعى اسمهُ عمانوئيل“
( اشعيا 7: 14 )
اجابها الملاك قائلاً : ” الروح القدس يحّل عليكِ وقوة العّلي تظللكِ ، لذلك فالقدوس المولود منكِ يدعى ابن الله ”لوقا 1: 35-36
بعد سبعة قرون ونصف .. عذراء شابة في اسرائيل تدعى مريم، زارها الملاك جبرائيل واعَلن لها .. انها ستحمل وتلد ابناً ...
يخبرنا انجيل لوقا ان مريم سألت الملاك : كيف يكون هذا وانا ماعرفت رجلاً !!
مكان الولادة
700 سنة قبل ولادة يسوع تنبأ ميخا النبّي عن مسقط رأس المسيح المنتظر ... واشار الى البلدة التي سيولد بها
” يابيت لحّم ياصغرى مدن يهوذا، منكِ يخرج لي سيد على بني اسرائيل .. يكون منذ القديم .. منذ ايام الأزل ..“(ميخا 5:2).
مع ان مريم ويوسف عاشا في الناصرة شمال اسرائيل .. فانهما اُجبرا على السفر الى بيت لحّم كي يشتركا في احصاء السكان .. وكانت مريم على وشك ان تلد ... وفي اثناء وجودهم في بيت لحم ولد يسوع ..
الدخول الظافر لاورشليم
تنبأ النبّي زكريا بكلام موحى من الرب قائلاً :
” ابتهجي يابنت صهيون واهتفي يابنت اُروشليم ها ان ملككِ يأتيك عادلاً مخلصاً وديعاً راكباً على حمار، على جحش ابن أتانٍ“
( زكريا 9 :9 - 450 سنة قبل الميلاد)
قبل صلبهُ بخمسة ايام .. جاء يسوع الى اُروشليم وقال لأثنين من تلاميذهُ : اذهبا الى القرية التي امامكما وعندما تدخلان تجدان أتان و جحشاً مربوطا فحلا رباطهُ وجيئا بهِ اليّ
... وذهب التلميذان وفعلا كما امرهما يسوع ..وجاءا بالأتان والجحش ، ثم وضعا عليهما ثيابهما .. فركب يسوع وبسط كثير من الناس ثيابهم على الطريق وقطع اخرون اغصان الشجر وفرشوها على الطريق .. وكانت الجموع التي تتبعهُ تهتف : ” المجد لأبن داؤد! تبارك الآتي بأسم الرب .. المجد في العُلى
متى 2:21-10
الخيــــــــــــــــانــة
في 487 قبل الميلاد ، كَتبَ النبي زَكَـــريا :
فقلت لهم : ” ان حَسَن في عيونكم ، فهاتوا اُجرتي والاّ فأمتنعوا فأوزنوا أجرتي بثلاثين من الفضة.. فقال الرب لي الق بالثمن الكريم الذي ثمنوني به الى الفخاري فالقيت به الى الفخاري في بيت الرب“
”في الليلة التي قبض على يسوع من قبل اعداءه، يخبرنا العهد الجديد بان يهوذا الاسخريوطي ذهب الى رئيس الكهنة وقال له: كم ستعطوني لاسلمه لكم؟ فوزنوا له ثلاثين قطعة من الفضة“ متى 14:26-15
”فلما رأى يهوذا بان الذي اسلمه قد دين، ندم ورد الثلاثين من فضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ، قائلا قد اخطأت اذ سلمت دما بريئا، فقالوا ماذا علينا؟ انت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه، فأخذ رؤسء الكهنة الفضة وقالوا لا يصح ان نلقيها في الخزانة لانها مال دم فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء، ولذلك سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم.“ متى 3:27-6
الثلاثين قطعة من الفضة كانت بالضبط مثل ماجاء في سفر زكريا اعلاه
تخيّلْ! -- خمسمائة سنة قَبْلَ أَنْ يحَدثَ الحدثَ، نبي الله زَكَريا،
تَوقّعَ السعرَ المضبوطَ الذي دفعوه الى التلميذ الخائن يهوذا !!
محــــــــاكمته
” بالظلم اُخذ وحُكم عليهِ .. ولا احد في جيله اعترف بهِ .. انقطع من ارض الأحياء وضُرب لأجل معصية شعبه ”(اشعيا53:8)
اثناء محاكمته سأل بيلاطس اليهود : ” العادة عندكم ان اطلق لكم سجيناً في عيد الفصح .. هل اطلق لكم ملك اليهود ؟؟ فصاحوا لا تطلق هذا بل باراباس ” يوحنا 39:18
”عاد بيلاطس الى الجموع وقال لهم : ها انا اخرجهُ اليكم لتعرفوا اني ماوجدت سبباً للحكم عليهِ .. فخرج يسوع وعليهِ اكليل من الشوك ويرتدي ثوب أرجواني .. فقال لهم بيلاطس ها هو الرجل ... وأنا لست اجد فيه علة“ يوحنا 4:19-6
الصـَــــــــــلب
النبوءة البارزة عن الصلب هي نبوءة الملك داؤد حول المسيح المنتظر في سنة 1000 ق.م ، اعطى الملك داؤد في مزموره ُ تفاصيل الموت القاسي والآلام التى لم يعانيها هو شخصيا ..
”كالماء سالت قوايَ .. وتفككت جميع عظامي ، صار قلبي مثل الشمع يذوب في داخل صدري ..الكلاب يحيطون بي ، زمرة من الأشرار يحاصرونني .. ثقبوا يديّ ورجليّ ... واقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون ”
( مزمور 22 : 14 – 16 )
الملك داؤد مات موتا طبيعياو لهذا نعرف بانهُ ماكان يتكلم عن نفسه ُ.. النبيّ داؤد تنبأ بدقة عن الظروف التي ستحيط للموت القاسي للمسيح المنتظر، المسيح الذي سيأتي :
” كالماء سالت قوايّ ..وتفككت جميع عظامي .. صار قلبي مثل الشمع يذوب داخل صدري ..“ العهد القديم يخبرنا ان بعد موت السيد المسيح عندما كان مايزال معلقاً على الصليب ثقب احد الجنود جنبهِ بحربة .. فخرج منهُ دمٌ وماء ... ( انظر يوحنا : 19 :34 )
”وتفككت جميع عظامي .. وهنا وصف دقيق للموت على الصليب حيث ان وزن الجسم يتسبب في خلع المفاصل وتفككها.
” الكلاب يحيطون بي وزمرة من الأشرار يحاصرونني ” يخبرنا العهد الجديد بأن اعداء يسوع من الفريسين واهل االشريعة اجتمعوا حولهُ بينما هو مُسمر على الصليب وراحوا يشمتون به ... ( انظر متى 27 : 39- 44 )
” ثقبوا يديّ ورجليّ ” انها الفقرة الأكثر دهشة في هذهِ النبوءة .. ان الحكم بالصلب لم يزاولهُ اليهود ايام النبّي داؤد .. وهكذا يموت المسيح بعد 10 قرون من هذهِ النبــوءة ونفذ حكمهُ على يد امبراطورية لم توجد حتى في ايام النبّــي داؤد.. – الأمبراطورية الرومانية – والتي كانت من احكامها الرئيسية بأعدام المجرمين حــُكم الصلب ..
” يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون ” في العهد الجديد نجد هذهِ النبؤة تتحقق نصاً ... عندما صلب الجنود يسوع اخذوا ملابسهُ وقطعوها الى اربعة اجزاء واخذ كل جندي منهم قطعة ..غير ان ثوبه لم يكن به خيط خياطة ولذلك قالوا لانقتسمه بل نلقي عليه القرعة...
( يوحنا 19 : 23- 24 )
دفنـــــــــه ”وجعل مع الاشرار قبره ومع غني عند موته“
اشعيا 9:53
يسوع مات كأي رجل شرير ومُجرم في نظر العالم كما كان هنالك ” لصان صلبا معهُ ” ( متى 27 : 38 ).
وبعد موته ” جاء رجلٌ غنيٌ من الرامة اسمهُ يوسف فدخل الى بيلاطس وطلب جسد يسوع ... فأخذهُ ولفهُ في كفنٍ نظيفٍ ووضعهُ في قبرٍ جديد كان حفرهُ لنفسه في الصخر .. ” ( متى 27 : 57- 60 ).
قيـــــــــــــامته
” لاتتركني في عالم الأموات ياالله لئلا يرى تقيكَ الفساد ”
( مزمور 16: 10 )
ان ”جهنم“ كلمة عبرية وتعني ايضاً ”القبر“. الملك داؤد الذي تنبأ هذهِ النبوءة ومات ودفن وجسدهُ رأى الفساد ... لكن يسوع قام من القبر بعد ثلاثة ايام من موتهُ .. فلم تترك نفسه في القبر ولم يرى جسدهُ الفساد ( اعمال 2 : 27 – 31 )
كما ان الملاكين قالا للنادبين الذين جاؤوا الى قبر يسوع ” لماذا تطلبون الحيّ بين الأموات ؟ ماهو هنا بل قام ” ( لوقا 24 : 5 - 6 )
دمـــــــــار اورشليم بعد صلبه ” بعد اثنين وستين اسبوعاً يـُقــتل المسيح الذي مسحتهُ ولا من يدافع عنهُ ويأتي رئيس بجيشهُ فيخرب المدينة ( اورشليم ) والمقَدس ( الهيكل ) .. ” – ( دانيال 9 : 26 ).
طبقاً لهذهِ النبوءة فبعد موت المسيح المنتظر سَتُحطم المدينة ويُدمر الهيكل .. نعم حدث هذا بعد 40 سنة فقط !!
تحقيق النبوءة : يسوع صُلب نحو سنة 30 بعد لميلاد .. “ ليس لأنه كان مجرما ” بل صلب لأجل خطايا العالم ..هل تعرف ماذا حصل لاورشليم وللهيكل ؟؟
في سنة 70 بعد الميلاد دخلت جحافل الجيوش الرومانية بقيادة القائد تيتوس اورشليم واحرقت المدينة وحطمت كل شي حتى الهيكل والذي لم يبق بهِ حجرٌ على حجر ..
يسوع نفسهُ تنبأ عن هذهِ الأحداث في مجموعة من النصوص الأنجيلية المفصلة بشكل مدهش وتوقع فيها ما سيحدث للقدس وللهيكل ..
( انظر انجيل متى 24 :1 -2 ) ، ( لوقا 19 :42 -44 : 21 : 20 – 24 )
اغلاق البوابة الشرقية بعد مجيئه
النبوءة : ”ثم رجعَ بيّ الرجل الى الباب الشرقي للهيكل وكان مغلقاً .. فقل لي الربّ : ( هذا الباب يكون مغلقاً لايفتح ولا يدخل منهُ احد لأن الرب الهُ اسرائيل دخل منهُ، لذا سيبقى مغلقاً .. ) ،“ حزقيال 44 : 1- 2 النبوءة كانت في 572 ق.م.
تحقيق النبوءة: عندما دخل يسوع (”الرب، اله اسرائيل“) ظافرا على ظهر جحش، فانه كان قادما من جبل الزيتون ليدخل اورشليم من بوابتها الشرقية متى 9:21-12، وهي البوابة التي تؤدي الى محكمة الهيكل، كما هو مذكور هنا، ”البوابة الخارجية للهيكل والتي تواجه الشرق“.
في 70 ميلادية، تم تدمير اورشليم تدميرا شديدا وبقيت اطلالا لقرون عديدة بعد ذلك. ولكن في 542، قام السلطان المسلم سليمان ببناء اسوار المدينة. ولأن اليهود، والذين كانوا قد رفضوا يسوع، كانوا مؤمنين بان المسيح سوف يأتي ويدخل ظافرا الى اورشليم، فقد قام سليمان هذا بسد البوابة الشرقية تماما ليتجنب تمردا من اليهود بسبب فكرتهم عن المسيح المنتظر، محققا بلا وعي منه النبوءة القديمة لحزقيال ”سوف تغلق البوابة الشرقية .. لان الرب (يسوع)، اله اسرائيل، كان قد دخل منها“، ومازالت هذه البوابة مغلقة الى يومنا هذا.
المفضلات