إمامة المــــرأة للرجـــــــــال
أثار قيام الدكتورة أمينة ودود أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا، بإمامة المصلين من النساء والرجال في صلاة الجمعة التي أقيمت في مدينة نيويورك في 18 مارس (آذار) 2005، ردود فعل غاضبة في الكثير من البلدان الإسلامية، وسارع العلماء والمجالس والمجامع الفقهية والخطباء، قبل وبعد الحدث، بإصدار الفتاوى والتحدث في الموضوع، كما احتل الموضوع مساحة واسعة من اهتمام وسائل الإعلام.
تلخصت عامة الردود في عدة نقاط، يمكن تلخيصها بأن خطورة الموقف تكمن في مآلاته ونتائجه، فضلا عن الصورة التي تم بها على مرأى العالم.
فالمسألة - فقهيا – تقوم على قاعدة كبرى مفادها أن الأصل في "العبادات" في الإسلام هو الحظر والمنع، إلا ما أذن به الشرع بنصوص صحيحة صريحة، وأن السنة النبوية حددت مكان النساء من الصلاة مع الرجال درءا للفتنة وصيانة للمرأة، وتخليصا للعبادة عن الصوارف والشواغل، وأن الإجماع قام عبر العصور على هذا العمل والفهم، وأنه لم يختص الإسلام بهذا وحده، فلقد رأينا الأديان الأخرى تخص الرجال في شأن الدين بأمور كثيرة، ولم تثر النساء عندهم اعتراضهن على ذلك، فما بال نسائنا يُغْرِبن ويسرفن في مطالبهن، ويثرن ما يشق الصفوف بين المسلمين؟ في وقت هم أحوج ما يكون إلى لم الشمل، وجمع الصف، لمواجهة الفتن والأزمات والمكايد الكبرى التي لا تريد أن تبقى لهم من باقية؟!
ولو تجاوزنا الرؤية الفقهية وآلياتها إلى السياق الذي تمت فيه الواقعة نجد أن السياق له دلالته السياسية والفكرية؛ فقد تمت في نيويورك بحراسة أمنية شديدة، وفي كنيسة، وعلى صفة اختلط فيها الرجال بالنساء، وبعض النساء كن حاسرات الرأس، وأن ذلك تم في ظل ما يتعرض له المسلمون والإسلام من ضغوط وفي ظل الحديث عن "إسلام أمريكي"، أما دلالته الفكرية فتأتي من كونه في شهر مارس (شهر يوم المرأة وفق السياق الغربي) وفي سياق فكر ما بعد الحداثة الذي يسعى إلى تفكيك مجموعة المسلمات الإنسانية في الطبيعة والدين والتاريخ والسياسة، والمرأة أحد هذه المجالات. وهذا -بتعبير البعض- انقلاب فكري يكاد يكون كونيا، وهو ما يعبر عنه في أدبيات السنة بـ "الفتنة" أو "الاختبار" أو "الابتلاء"، لأن الاستجابة لهذا التحدي بالفتوى سواء (مع) أو (ضد) إنما هي تحقيق لأهداف التفكيك.
والكل يتفق على أن هذا ليس حطا من شأن المرأة، ولكنها طبيعة الأشياء، وأن ذلك ينبغي أن يفسر في ظل الرؤية الإسلامية الكلية لمكانة المرأة ودورها حسب التصور الإسلامي كما صوره القرآن وبينته سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيما يلى ننقل لكم آراء وفتاوى علماء الدين وكذلك كتابات زملاؤنا من موقع الجامع على هذه البدعة .
بتيع ...
المفضلات