الحمد لله خالق السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء انه على كل شئ قدير
بداية لابد أن نعرف كيف يحكم القاضى فى مسألة ما رغم أنه لم يشاهد ما حدث بنفسه وكيف يعرف الصادق من الكاذب
ان هذا يعتمد على مقارنة أقوال الشهود ببعضها ويرى هل سيتفقون على نفس الرواية أم لا فالرواية المؤلفة عادة ما يتضارب رواتها ومن هنا يستطيع القاضى أن يفرق بين الحق والباطل
وهذا هو نفس الاسلوب الذى سنستخدمه لنعرف هل قام المسيح فعلا من بين الاموات وفقا لما جاء بالكتاب المقدس واذا استطعنا نفى قيامته من الأموات نكون قد هدمنا اساس الديانة المسيحية وفقا لقول بولس فى رسالته الأولى لأهل كورنثس 15-12
"ولكن ان كان المسيح يكرز به انه قام من الاموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة اموات. 13 فان لم تكن قيامة اموات فلا يكون المسيح قد قام. 14 وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم"
بداية سنرى كيف أورد كاتب أنجيل لوقا قيامة يسوع من الاموات فى الاصحاح الرابع والعشرين من أنجيله
"ثم في اول الاسبوع اول الفجر أتين الى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهنّ اناس" لوقا 24-1
لنتابع الان تسلسل الاحداث حتى نعرف اليوم الذى يقصده لوقا
انه يتكلم عن يوم الاحد بداية الاسبوع اليهودى اى فى نفس يوم قيامة يسوع من الاموات
"واذا اثنان منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم الى قرية بعيدة عن اورشليم ستين غلوة اسمها عمواس" لوقا 24-13
مازال الكاتب يتحدث عن نفس اليوم وهو يوم الأحد يوم قيامة يسوع من الأموات
يحكى لنا الكاتب ما حدث بعد هذا مع تلميذى عمواس عندما سارا مع المسيح ولم يعرفاه ثم بعد أن عرفهم بنفسه عادا الى اورشليم فيقول
" فقاما في تلك الساعة ورجعا الى اورشليم ووجدا الاحد عشر مجتمعين هم والذين معهم " لوقا 24-33
مازلنا نتحدث عن نفس اليوم ولهذا أهمية خاصة ستتضح الان ولكن الكاتب يؤكد انهما قاما فى تلك الساعة وعادا لاورشليم وهناك وجدوا الاحد عشر تلميذا مجتمعين
والان نتسائل من التلميذ الغائب؟؟؟
طبيعى أنه هو يهوذا الذى خان المسيح ثم شنق نفسه بعد هذا
اذن كل التلاميذ موجودون ومجتمعون مع يسوع الا يهوذا الخائن وكان هذا فى يوم الاحد نفس يوم قيام يسوع من الاموات ثم يتركهم يسوع ويصعد الى السماء
"وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم" لوقا 23-36
اذن رواية لوقا تخبرنا أن المسيح شاهد جميع تلاميذه فى نفس يوم قيامته وبعد هذا صعد الى السماء
هذه هى رواية الشاهد الاول
نأتى الان لرواية كاتب أنجيل يوحنا فى انجيله والاصحاح العشرين
"وفي اول الاسبوع جاءت مريم المجدلية الى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر" يوحنا 20-1
الكاتب يتحدث عن نفس اليوم وهو يوم الاحد
"ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو اول الاسبوع وكانت الابواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم." يوحنا 20-19
مازنا نتكلم عن ظهور يسوع للتلاميذ فى نفس يوم قيامته من الاموات
نأتى الان لتضارب أقوال الشهود
"اما توما احد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع" يوحنا 20-24
الان يخبرنا الانجيل أن توما لم يكن مع التلاميذ فى نفس يوم قيامة يسوع من الاموات وهذا يخالف ما ورد فى انجيل لوقا من ان الاحد عشر تلميذا كانوا موجودين وبالقطع كان من ضمنهم توما بعد تخلف يهوذا
بل ويؤكد يوحنا أن توما لم ير المسيح الا بعد ثمانية ايام من قيامته من الموت
"وبعد ثمانية ايام كان تلاميذه ايضا داخلا وتوما معهم.فجاء يسوع والابواب مغلقة" يوحنا 20-26
طبعا هذا التناقض الواضح فى شهادة الشهود يتأتى من أن احد من تلاميذ يسوع لم يره وهو يصلب بعد ان تركه الجميع وهربوا كما جاء فى انجيل متى 26-55
"في تلك الساعة قال يسوع للجموع كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتاخذوني.كل يوم كنت اجلس معكم اعلّم في الهيكل ولم تمسكوني.56 واما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الانبياء.حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا"
طبيعى هذا لأن لوقا لم يكن شاهد عيان لما حدث لأن يسوع لم يعرف احدا يسمى لوقا بل نسبوه اليه زورا وبهتانا وقالوا انه تلميذ له فهل يوجد فى الانجيل كله شخص اسمه لوقا رأى المسيح او راه المسيح
قد يأتى شخص ويقول أن من أكمل التلاميذ اثنى عشر هو متياس وبهذا يكون التلميذ الناقص هو توما وليس يهوذا ولكن هذا يخالف ما ورد فى الكتاب المقدس لأن متياس تم الاقتراع عليه وانتسابه للتلاميذ بعد صعود المسيح فقط حتى لا يكون المسيح كاذبا عندما قال ان تلاميذى الاثنى عشر سيجلسون ليدينوا اسباط اسرائيل الاثنى عشر وبهذا يكون يسوع غير عالم بما يتكلم لأنه لا يعلم أن يهوذا سيخونه ولن يدين أحدا وورد هذا فى أعمال الرسل 1-26
"ثم ألقوا قرعتهم فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الاحد عشر رسولا"
وبهذا يتضح لنا أن يسوع لم يقم من الاموات بسبب تضارب أقوال الشهود فمرة يقول أحدهم أن توما رأى المسيح بعد ثمانية أيام بعد قيامته من الموت وآخر يقول انه رآه فى نفس يوم قيامته والأمانة تقتضى رفض شهادة الشهودة جميعا لأنهم شهود زور لم ير أحد منهم ما حدث بل سمع أقوال واشاعات لما حدث كما يؤكد لوقا نفسه فى بداية انجيله
" اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة في الامور المتيقنة عندنا 2 كما سلمها الينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة 3 رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس 4 لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به" لوقا 1-1
لماذا يتتبع لوقا الاحداث بتدقيق اليس هو شاهد عيان كما يدعون ولماذا ينتظر أن يسلم اليه من الذين عاينوا وشهدوا بأنفسهم
والله الموفق,
روح الحـــــــــــــــــــــــــق
المفضلات