"لباس البحر" لترميم كنيسة نمساوية! أحمد المتبولي
إعلان لباس البحر يغطي جدران الكاتدرائية
كثيرا ما توافق إدارات الكنائس الأثرية بأوروبا على استغلال جدرانها في الدعاية للمنتجات المختلفة بغرض توفير الأموال اللازمة لأعمال الصيانة والترميم، خاصة مع التراجع في أعداد المصلين الذين توفر تبرعاتهم دعما لدور العبادة.
ووسط جدل حول المواد التي تروج لها هذه اللوحات الإعلانية، خرجت دعوة لاستخدام جدران المساجد في الترويج للسلع والأفكار ما كانت إعلاناتها هادفة، ولا تحوي ما يخدش الحياء.
مدينة سالزبورج النمساوية هي أحدث المحطات الأوروبية في مسيرة هذا الجدل الذي ثار في أعقاب سماح إدارة كاتدرائية المدينة بتغطية برجين في مدخلها بملصق إعلاني كبير يروج لمنتجات شركة ملابس سويدية، وتظهر به فتاتان بلباس البحر.
هيربرت موللر، وهو أحد سكان سالزبورج، انتقد سماح الكنيسة بتعليق مثل هذا الإعلان قائلا: "إن الكنيسة تتحدث دائما عن العفة وتدين انحدار مستوى الأخلاق وتلعن وسائل منع الحمل، إلا أنها تسمح بالعري على جدرانها بما لا يعبر عما تدعو إليه الكنيسة".
"يبدو أن الكاتدرائية تخطب ماء بينما يشرب القائمون عليها خمرا"، بلهجة متهكمة أضاف موللر في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" بهذا القول الألماني المأثور الذي يُقصد به من يدعو إلى الاستقامة بينما يسير في طريق أعوج.
بالمقابل، تعتبر مونيكا روبرتو، وهي من أصل إيطالي وتعمل في مطعم بسالزبورج، أن الإعلان على جدران كاتدرائية المدينة "عادي"، ولا يسبب لها غضبا.
لكنها أفادت بأن الشركة ذاتها (صاحبة الإعلان) أثارت انتقادات مشابهة في مدينة ميلانو الإيطالية بعد أن وضعت ضمن إعلاناتها صورا لـ(المغنية) الأمريكية مادونا على جدران الكاتدرائية بالمدينة.
"ما أثار غضبنا، ليس الإعلان وإنما أغنيات مادونا التي تتطاول فيها على المقدسات"، بحسب مونيكا.
"فورة عصبية"
ودافع القس بلتزار سيبرر، القائم على إدارة شئون الكاتدرائية، عن موافقته على تعليق هذا الإعلان قائلا إنه يحتوي على صورتين لسيدتين ترتديان لباسا "محتشما"، ولا تعبران عن أي شيء "غير أخلاقي".
ووصف سيبرر، في تصريحات أوردتها الصحف النمساوية، الانتقادات التي وجهت للإعلان بأنها "فورة عصبية" لا يمكنه منعها، معتبرا أنه لا يوجد بالإعلان أي تصادم مع الأخلاق المسيحية.
"قبول تغطية الأبراج بهذه الإعلانات سببه تغطية النفقات المطلوبة لصيانة وترميم الأبراج والواجهة، والتي تتكلف 2.7 مليون يورو.. فلو لم نكن في احتياج شديد لدعم مالي ما كنت لأسمح بتعليق هذه الإعلانات أو ما شابهها"، بحسب سيبرر. ويستمر عرض الإعلان مدة 3 أسابيع.
ومن المتوقع أن يشهد عام 2009 عودة الهدوء إلى جدران الكاتدرائية، إذ من المقرر انتهاء أعمال الصيانة بالجدران والأبراج في ذلك العام.
وتشتهر كاتدرائية سالزبورج بالانتقادات التي تثور حول الإعلانات التي تسمح إدارتها بتعليقها على جدرانها، ففي نوفمبر الماضي أجبرت إدارة الكاتدرائية على رفع إعلان آخر من على جدرانها كان يروج للسياحة في فيينا.
واستبعد المسئولون بإدارة المدينة آنذاك أن يكون رفع الإعلان بسبب منافسة مدينتهم لفيينا، ولكن لكون لون خلفية الإعلان أحمر فاقع، وهو ما اعتبروه غير متناسب مع الطبيعة الوقورة للمكان.
إعلانات بالمساجد
وبعيدا عن الجدل، رأى عويس المجارحي، وهو من أصل سوري ويعمل بنفس المطعم مع مونيكا، أن فكرة دعم دور العبادة عن طريق تغطية جدرانها بلوحات إعلانية ربما تكون غير مقبولة في المجتمعات الشرقية.
"إذا كانت الإعلانات ملتزمة وهادفة فأعتقد أنها فكرة جديرة بالدراسة والتطبيق في بلداننا، بدلا من استجداء الناس أو إطلاق حملات التبرع لبناء المساجد التي ربما تستغرق سنوات حتى يكتمل بناؤها"، حسبما أضاف المجارحي.
ومن المعتاد في الدول الأوروبية أن تغطي الإعلانات واجهات الكنائس الأثرية الكبرى بغرض جمع التبرعات لصيانتها وترميمها، وهي الأعمال التي تتكلف ملايين اليوروهات، وتنوء إدارات الكنائس بتمويلها.
ملايين السياح
ودائما ما يكون مقر الكاتدرائية ********* الرئيسية بمدينة ما) في أوروبا بوسط المدينة، وأمامها ساحة واسعة مخصصة للمشاة فقط، وتمثل مزارا سياحيا تنتشر حوله المحال التجارية، ويرتاده ملايين السياح على مدار العام، وهو ما يجعل الشركات العالمية تتنافس للفوز بمكان على جدران الكاتدرائية للترويج لسلعها.
وفي العاصمة النمساوية فيينا ما زالت الإعلانات تغطي أبراج كاتدرائية "شتيفانز دوم" بوسط المدينة لتغطية نفقات الترميم القائمة منذ سنوات.
كما ظلت كنيسة النذر "فوتيف كيرشه" مغطاة لسنوات بالإعلانات المتعددة على جميع جوانبها حتى انتهت أعمال الترميم والصيانة بها.
http://www.islamonline.net/servlet/S...News/NWALayout
المفضلات