ذات حلم سَقطَتْ بفرحٍ دمعةٌ من عيني في البحرِ, عندما كنتُ أجتازه إلى الأمل بمركبِ نورٍ بناهُ لي أبي فوق الأمواج.. تطلعتُ حولي أتفحص المكان ,فرأيت سحائب الخوف تنظر إليّ بقلق ترجوني ألا ألحق بدمعتي , لكن عنادي الذي ورثته عن جدي جعلني ألحق بها قبل اتحادها بذرات الماء ..كان حظي رائعاً هذا الحلم ماخيّب َأملي بالدمعة , وخاب أملها فيه لعدم اندماجها مع بني جلدتها , فظل البرزخ فاصلاً بينهما ..لحقتُ بها أريد القبض عليها , وقلبي يرتجف برداً ,والصقيع يجتاحني حتى العظام ...أين دمعتي ؟ لم أعد قادرة على النطق وبعد بحث وجَدتها عيناي قد صارت لؤلؤة تلمع بالفرح تحت أشعة الشمس التي اخترقت سطح البحر إلى الأعماق ..جمال خلاب سلب لبي ,وحيَّر فكري المتجمد إلا قليلاً..
عاد الدفء ينتشر في جسدي رويداً رويداً ,والأسماك تداعب دمعتي بألوانهاالفاتنة..ياإلهي أي جمال هذا الذي تكتسبه الألوان في جوف البحر عندما تلقي الشمس عليها التحية؟
دموع كثيرة خطفتها تيارات البحر من عيني ,ولكنها لم تتلألأ .ربما كانت مجرد أوهام دموع نتحها الملح من بين جفوني , فاتحدت به بخوفي , واضطرابي بقلقي على دمعة فرحي .
كبرت اللؤلؤة أصبحت جبلاً دريَّاً تحت الماء بعد انجذاب اللألىء إليها ,وافواج السمك التي راحت تشكل حولها أ براجاً ملونة جعلتني أحس بحرارة تحتل جسدي فتنتعش قوتي ..أجدِّف باتجاه الدمعة اللؤلؤية ..تبتسم لي وهي تضمني بتألق ذراتها ..تحملني بحلاوةِ دفئها إلى سطح البحر... تبتسم لي بسعادة , وأنا ألوح لها بيدي ,والبدر يطلع من مغيب .
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم ***وكفى به نسبا لعزِّ المؤمن
المفضلات