فلا شك ولا ريب عند كل مسلم أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتاباً مقدساً على عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام، وقد سمى الله هذا الكتاب الإنجيل كما قال تعالى في سورة المائدة في القرآن الكريم: {وقفينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة، وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}. في هاتين الآيتين دليل واضح على أن الله أنزل كتابه الإنجيل على عيسى بن مريم مصدقاً لما سبقه من التوراة، وأن عيسى عليه السلام جاء مصدقاً لما في التوراة وأنزل الله عليه الإنجيل كذلك مصدقاً لما جاء في التوراة، ثم والإنجيل نزل من الله هدى ونوراً وموعظة للمتقين، وقد أمر الله النصارى أن يحكموا بما أنزل الله فيه، ولا شك أنهم لو حكموا بما أُنزِل فيه لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، واتبعوه، وذلك أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد جاء بكتاب مصدق لما سبقه من التوراة، والإنجيل، فالكتب الثلاثة: التوراة، والإنجيل، والقرآن كلها من الله، وكل كتاب يصدق الكتاب الذي جاء قبله.


رابط الكتاب

http://www.salafi.net/zip/book21.zip