لما مات أبو بكر الصديق :radia-ico بين يدي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رثته بمرثية من أعظم المراثي وهي تدل على فصاحتها وعلو أدبها فأحببت أن أضع هذه المرثية بين أيديكم لحسنها وجمالها وأثرها على النفس :

تقول أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقيهة العابدة الزاهدة الورعة الطاهرة المطهرة رضي الله عنها وأرضاها :

" نضَّرَ الله وجهك يا أبتِ ، وشكر لك صالح سعيك ، فلقد كنت للدنيا مذلا بإدبارك عنها ، وللآخرة معزا بإقبالك عليها ، ولإن كان أجلَّ الحوادث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك ، وأعظمَ المصائب بعده فقدك ، إن كتاب الله ليعد بحسن الصبر فيك حسنَ العوض منك ، وأنا أستنجز موعود الله تعالى بالصبر فيك ، وأستقضيه بالاستغفار لك ، أما لإن قاموا بأمرالدنيا ، لقد قمت بأمرالدين لما وهى شّعْبه ، وتفاقم صدعه ، ورجفت جوانبه ، فعليك سلام الله توديع غير قالية لحياتك ، ولا زارية على القضاء فيك
"