السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله .. وبعد .

احببت ان اضحككم قليلا مع ما جاء من معجزة عظيمة في سفر التكوين . ارجوا أن تتمتعوا مع هذه المسرحية
ولنضحك سوية .

ننظر إلي المعجزة وهي معجزة من نوع آخر تتعلق بغروب الشمس... بل هي أكبر من معجزة ... بل امر مستحيل. والله لا يفعل المستحيلات... جاء ذكر هذا الحدث في أول كتاب النصارى في سفر التكوين ان أول عبارة في كتاب النصارى تقول :-

. في البدء خلق الله السموات والأرض ثم قال الإله ليكن نور فكان الى أن يقول في الفقرة الخامسة من الإصحاح الأول ( ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.وكان مساء وكان صباح يوما واحدا )

ثم خلق الرب الجلد وفصل بين المياه ودعا الجلد سماء وكان صباح يوما ثانيا ثم يذكر الكتاب خلق النباتات مضيفة وكان صباح يوما ثالثا في الفقرة الثالثة عشرا وتلك هي المعجزة .... وكان مساء وكان صباح ... وكان صباح وكان مساء ... والمعجزة ليست في العبارة البليغة ...انما في الشمس التي شرقت وغربت ثلاثة ايام قبل تواجدها انها حقا معجزة من نوع آخر ان تمر الأيام والليالي تشرق فيها الشمس ثم تغرب دون ان يكون لها وجود !!! ها هو الكاتب يذكر لنا في الفقرة السادسة عشر من الإصحاح الأول انه الآن خلق الله الشمس والقمر ؟!
فعمل الله النورين العظيمين.النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل.والنجوم ( التكوين 1:16 )
لا لوم علي الكاتب فهو إنسان وما سمي إنسانا إلا لكثرة نسيانه ولكن اللوم علي من ينسب هذه الكوميديا لله سبحانه وتعالي ثم يقول ان الله قادر علي كل شيء كما ذكر الآب انطونيوس فكري في تفسيره حين أشار الي وجود رأيين في هذه المعضلة ويقول أصحاب الرأى الاول " انها ايام حقيقية كل منها 24 ساعة وأصحاب هذا الرأى يقولون الله قادر علي كل شيء " ( تفسير أنطنيوس فكري – ص 28 )
الرأى الثاني والذي يرجحه المفسر يقول انها حقب زمنية لا نعرف مقدارها ويعطي المفسر سبب ترجيحه لهذا الرأى قائلا " الأيام ليست أيم شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت في اليوم الأول وحثي اليوم الثالث " (نفس المصدر والصفحة )
هذا التأويل ممكن تقبله لو لم يذكر الكتاب عبارة " وكان صباح وكان مساء " ولو اكتفي بقول وكان يوما آخرا لكان تأويل انطونيوس اكثر قابلية للأخذ به ولكن أراد الله أن يفضح قلم الكتبة الكاذب في اول صفحة من كتاب نسب إليه زورا . وتلك هي الحقيقة التي يؤكدها سفر ارميا حين قال في الإصحاح الثامن الفقرة الثامنة :كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا.حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..

تعاليت ربي علوا كبيرا .