عادة أنا لا أشاهد على التلفزيون إلا بضعة قنوات هي القنوات الدينية " الناس وإقرأ والرسالة والمجد " بالإضافة للجزيرة وبعض قنوات إخبارية أخرى !
ولا أتجول عادة لأن معظم القنوات مليئة بما هو سفيه ورخيص ودنئ فكلها جنسية الآن!

لكن قدرا رأيت قناة لا داعي لذكر إسمها لكي لا أسوق لها وجدت رجلا يخرج الجن عن طريق التلفاز
لهجته لا أدري لبناني أو سوري وهو شيعي حسب ما فهمت !

وكلما كلمه أحد يغمض عينه وكأنه يأتيه وحي السماء ثم يقول له : أنت تعبان وبيجيلك صداع نصفي ..والرجل يقول له : صح صح يامولانا !
ومن يا أبله من لا يأتيه الصداع في زمننا هذا ؟ والحمد لله الذي عافانا !

وكل واحد يكلمه يقول له أنا علي بن زكية...والتاني حسن بن فطوم ...والتالث جاسر بن عطيات وهكذا و معظمهم يقول لهم : إسمك مع إسم أمك عاملك قرين قارفك في عيشتك !
يعني مش فاهم يغير إسمه ولا يغير أمه ؟! ربنا يشفي !

والثالثة يقول لها : معمولك عمل هتلاقية على يمين الشباك وإتصلي بي مرة أخرة بعد أن تخرجيه !
والأكيد تتصل به واحدة تبعه وتقول له : لقيته يا مولانا ... زي ما وصفت بالظبط!!!!

وواحدة تتصل به فيقول لها :إنت امرأة مبروكة ورحمانياتك عالية جدا ...فتقول له أنا مسيحية وزوجي مسلم ...فيصر على رأيه ويقول لها حلا لمشكلتها أن علاجها الفاتحة مش عارف كام مرة وقال لها إجعلي زوجك يقرأها عليك!
قال إيه رحمانياتها عالية ...وواصلة ...وبعدين تطلع مسيحية ..والراجل قصدي الشيخ ولا همه إنه إتفضح كمل الإتصال بكل ثقة!

والرابع يتصل به : ليسأل عن إبنه العيان فيقول له الشيخ (هكذا يسمون هذا الدجال) أستني قبل أما تقول اي كلمة ثم يغمض عينينيه ويتمتم (أكل عيشه بأة) ويقول له إنت تعبان وعيان جدا ...!
فيرد الرجل : لا أنا بصحة جيدة
فيرد الدجال : شو ها الحكي غير المظبوط؟ أنت تعبان ..أنا بقولك
الرجل المتصل: أنا مش عيان انا بسأل عن إبني ووالدي
الدجال : أنت عيان ..هذا كلام احاسب عليه أمام الله

والمصيبة أن هذا السيناريو تكرر أكثر من أربع أو خمس مرات ويقول للمرأة بعد أن يغمض عينيه ليسبك الكذبة : أنت معمولك عمل ولا تنامي الليل!
فترد عليه : لأ بنام كويس جدا
فيرد عليها بكل ثقة : هذا كلام يحاسبني الله عليه....أنت لا تنامي
والسيدة تقول له : والله بنام كويس

وتلاقي سبحان الله كذاب ويعرف أنه كذاب وهو في قمة الثقة ويكذب السائل نفسه ..بمعنى
هو إنت عيان....إنت هتفهم أكتر من الشيخ ...الشيخ قالك إنت عيان يعني إنت عيان !

ناهيك عن أدوات صرف الجني الموضوعة أمامه ذات الأشكال الغريبة والحركات الغريبة التي يفعلها وتمتماته !

فهو يقرأ آيتين قرآن ثم يتمتم تماتم غير مفهومة .. وهو من السحر أو الراجل بيشتغلنا فهو نصاب وهذا هو الارجح!

قلبت كفا على كف وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله هم المسلمين إتهبلوا علشان يصدقوا هذا الأفاق!

المعالج بالقرآن لا يتمتم...تجده يقرأ قرآنا مسموعا الذي يتمتم هو ساحر وهذا الفرق رغم تحفظاتنا على وظيفة إسمها معالج بالقرآن!

والمصيبة أن معظم الحلقة المذيعة تجلس بجوار من يسمونه بالشيخ وكل شوية لما يعمل الحركتين بتوعه تقوم ضاحكة ...وطول الحلقة هات يا ضحك تروح الكاميرا باعدة عنها !
يا أما محششة وعاملة دماغ مع سيدنا الشيخ المشعوذ ده !
يا إما بتضحك على الناس الهبلة اللي بيضحكوا عليهم وينهبون مالهم !
والله منظر ضحك المذيعة كأنهم في تمثيلية تماما !

والمصيبة أن بعدها تجد ما هو أعظم أن أمرأة تقرأ الكف بواسطة إتصلات المشاهدين !
كيف ترى الكف ... من التليفون !!!
أه متستغربش ...من التليفون !!

لا لا هذا امر بسيط...إنها تمسك بيد المذيعة وتقرأ كف المتصل أو المتصلة عبره ...شفتوا الحلاوة!
زي سيدنا الشيخ المشعوذ الذي يدعي أن ما بالمتصل "يضرب فيه" مباشرة فيعرف ما به!

لا لا والأدهى أن المتصلين بالهبل

لا والأدهى أن هناك من يسأل عن الصحة ومن يسال عن الرزق ومن يسأل عن الزواج ومن يسأل عن الأطفال ...الكل يسأل على المستقبل ..في ال sms والأكيد أن هناك برامج بها منجمون وما شابه وكلهم شيوخ طبعا !

لا لا والأدهى أن أخي حدثني أن هناك فضائية أخرى هي الأخرى 24 ساعة ضرب ودع وقراءة فنجان وكف وكوتشينة والنظر في البلورة ...والله أنا كنت فاكر البلورة دي بتاعة الساحرة الشريرة بتاعة الأفلام الكرتون...سبحان ربي هل هناك من يصدق هذا ..هل هناك عاقلا فضلا عن مسلم يصدق هذا؟

ووالله يحزنني هذا الشرك بالله في بلاد المسلمين ... والله ليحزنني أن المشعوذين فتحوا قناتين أو أكثر لشعوذاتهم وإلى الآن لم يفتحوا قناة للرد على الشبهات والقنوات الإسلامية تحارب وتتساقط واحدة بعد الأخرى فبالأمس "خير" واليوم أغلقت "الزوراء" وأغلقت "الفجر" وتحارب قناة "الأمة" وتحارب قناة المصطفى
ونتسائل متى تظهر هذه القنوات للنور لتجلو هذا الظلام عن الأمة !

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " من آتى عرافا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد...ومن أتاه فلم يصدقه فلا تقبل له صلاة أربعين يوم "