ولا تقولوا ثلاثة


Do Not Say Trinity



مقدمة

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , اللهم يا مسبب الأسباب , ويا مفتح الأبواب , ويا دليل الحائرين , توكلت عليك يا رب العالمين , وأفوض أمري إلى الله, إن الله بصير بالعباد .

أما بعد ,,
فإن الله قضى بحكمته البالغة , أن يكون هو وحده جل وعلا المستحق للعبادة , فلا إله بحق موجود مستحق للعبادة إلا هو , وجعل شهادة التوحيد له بوابة الجنان , وجعل شهادة الشرك به بوابة النيران , ولما كانت شهادة التوحيد للكبير المتعال محك الإيمان وصدق الإعتقاد , لبس الشيطان على كثير من البشر أمر التوحيد لإبعادهم عن الصراط المستقيم , فظهر الشرك في الإعتقادات والنيات حتى وصل الأمر إلى أن أصبح الشرك يلقب بالتوحيد , ولا حول ولا قوة إلا بالله !
لكن حجة الله قائمة على نفوس خلقه , بعد أن أرسل رسله بالهدى ودين الحق , وأنزل معهم الفرقان مبينًا للناس سبيل الشرك وسبيل توحيد الرحمن , فمن أنكر رسالاته , وجحد توحيده فهو متبع لهواه , فالشيطان قد أغواه !

قال تعالى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171.
وهكذا كان النداء العالمي من قبل المولى جل وعلا للنصارى ومن على شاكلتهم مثالاً واضحًا على حجة الله القائمة على خلقه , فالنصارى ضلوا ضلالاً لم يبلغه أحد في وصفهم لذات الله تبارك وتعالى , فقسموه وثلثوه وفق أهوائهم - تعالى الله - !
وجعلوا له أندادًا وأربابًا من دونه جل وعلا , وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا , لكنهم نسوا حظًا مما ذكروا به على لسان المسيح عليه السلام الذي نادى بالتوحيد وإفراد العبودية والربوبية لله وحده , فزعموا وزعمهم باطل أن الله ثلاثة , آب وإبن وحمامة !

وفي هذه الرسالة التي سميتها " ولا تقولوا ثلاثة " نستعرض هذه العقيدة المسماة "التثليث" ونبين مدى تضاربها مع النقل والعقل والتاريخ على الترتيب .