بسم الله الرحمن الرحيم

هذا هو الجزء الثاني من الرد على تلميذ الترمزي و سيتركز على دعاويه الفارغة في محاولة اثبات ان الاسلام دين يحلل السب و سوف نلزمه بمصادره التي يجهلها فالمنصر حاله حال بقية المنصرين جاهل بكتابه و بمصادره و ينبغي علينا ان نعلمه كيف يفتش الكتب و يخرج الخشبة من عينيه . و نود ان ننوه ان المنصر وقع في اخطاء مضحكة كثيرة تكشف لنا المستوى الحقيقي الهزيل للمحاورين النصارى بالاضافة الى انه اضاع معظم موضوعه في محاولة تصحيح احاديث لم نقل بضعفها وليست بجديدة علينا ، وسبب كل هذا الحشو هو ظنه ان معرفة مثل هذه المعلومات هو شيء كبير و جديد لم يكتشفه احد من المسلمين قبل و الحق هو ان التلميذ المبتدئ في علم الحديث يعلم مثل هذه الامور .

نبدا على بركة الله

اولا : تحريم الاسلام للسب بشكل عام .
حرم الاسلام بشكل عام السب و قد ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم
نقرا من صحيح البخاري كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض»
7076 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»

و نقرا من صحيح البخاري كتاب الادب باب ما ينهى من السباب و اللعان
6045 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، عَنِ الحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ الدِّيلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»

6046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «§مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ»

6050 - حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ المَعْرُورِ هُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ بُرْدًا، وَعَلَى غُلاَمِهِ بُرْدًا، فَقُلْتُ: لَوْ أَخَذْتَ هَذَا فَلَبِسْتَهُ كَانَتْ حُلَّةً، وَأَعْطَيْتَهُ ثَوْبًا آخَرَ، فَقَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلاَمٌ، وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً، فَنِلْتُ مِنْهَا، فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «أَسَابَبْتَ فُلاَنًا» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» قُلْتُ عَلَى حِينِ سَاعَتِي: هَذِهِ مِنْ كِبَرِ السِّنِّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ، فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ»

و نقرا من صحيح مسلم كتاب البر و الصلة و الاداب باب النهي عن السباب
68 - (2587) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ»

و نقرا من صحيح مسلم كتاب السلام باب النهي عن ابتداء اهل الكتاب بالسلام و كيف يرد عليهم
((4144 وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ - قَالَا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ قَالَتْ : أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ قَالَ : قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ حَدَّثَنَاهُ حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، جَمِيعًا ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ كِلَاهُمَا ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَفِي حَدِيثِهِمَا جَمِيعًا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُلْتُ عَلَيْكُمْ وَلَمْ يَذْكُرُوا الْوَاوَ))

ثانيا : الرد على شبهة حديث ((اعضض بهن ابيك )) الصحيح .
قبل ان ارد على هذه الشبهة احب ان اوضح ان المنصر بالغ في محاولة اثبات صحة الحديث مع انني لم انكر صحة الحديث ، نعم ضعف الحديث الشيخ عثمان الخميس و الشيخ مصطفى العدوي و من اسباب تضعيفها للحديث تضعيفهم لعنعنة الحسن البصري رحمه الله و الحق ان عنعنته لا تنزل عن مستوى الحديث الحسن ولذا فالدليل يميل مع تصحيح الامام الالباني و الشيخ شعيب الارنؤوط و الشيخ حمزة الزين تلميذ الشيخ احمد شاكر رحمه الله .
و لكن المضحك في الموضوع ان هذا المنصر ذكر السبب هذا التشريع لما نقل الكلام من مشكل الاثار و غيرها من المصادر الا و هي :
ان هذا اللفظ مخصوص كعقوبة لمن يدعو بدعوى الجاهلية من باب التكبر و المفاخرة المحرمة التي قد تؤدي الى الفتنة و قتال القبائل بعضهم ببعض
.
نقرا ما قاله شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله من مجموع الفتاوى الجزء 28 كتاب الجهاد باب كتب لما قدم التتار الى حلب :
((وَكَذَلِكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ فِي دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَحَمِيَّتِهَا فَعَلَيْهِ بِالْجِهَادِ؛ فَإِنَّ الَّذِينَ يَتَعَصَّبُونَ لِلْقَبَائِلِ وَغَيْرِ الْقَبَائِلِ - مِثْلَ قَيْسٍ وَيُمَنِّ وَهِلَالٍ وَأَسَدٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ - كُلُّ هَؤُلَاءِ إذَا قُتِلُوا فَإِنَّ الْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ فِي النَّارِ كَذَلِكَ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ أَخِيهِ} أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عمية: يَغْضَبُ لِعَصَبِيَّةِ وَيَدْعُو لِعَصَبِيَّةٍ فَهُوَ فِي النَّارِ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ بهن أَبِيهِ وَلَا تَكْنُوا فَسَمِعَ أَبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَجُلًا يَقُولُ: يَا لِفُلَانِ فَقَالَ: اعْضَضْ أَيْرَ أَبِيك فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؛ مَا كُنْت فَاحِشًا. فَقَالَ بِهَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} . رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ} يَعْنِي يَعْتَزِي بِعِزْوَاتِهِمْ وَهِيَ الِانْتِسَابُ إلَيْهِمْ فِي الدَّعْوَةِ مِثْلَ قَوْلِهِ: يَا لِقَيْسِ يَا ليمن وَيَا لِهِلَالِ وَيَا لِأَسَدِ فَمَنْ تَعَصَّبَ لِأَهْلِ بَلْدَتِهِ أَوْ مَذْهَبِهِ أَوْ طَرِيقَتِهِ أَوْ قَرَابَتِهِ أَوْ لِأَصْدِقَائِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ كَانَتْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ وَكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ))

و نقرا من شرح السنة للامام البغوي رحمه الله كتاب البر و الصلة باب التعزي بعزاء الجاهلية :
((قَوْله: «مِن تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة»، أَي: انتسب وانتمى، كَقَوْلِهِم: يَا لفُلَان، وَيَا لبني فلَان، يقَالَ: عزوت الرجل وعزيته: إِذا نسبته، وَكَذَلِكَ كل شَيْء تنسبه إِلَى شَيْء.
وَقيل لعطاء فِي حَدِيث حدّثه، إِلَى مِن تعزيه؟ أَي: إِلَى مِن تسنده.
ويروى فِي حَدِيث آخر «مِن لم يتعز بعزاء اللَّه، فَلَيْسَ منا»، وَله وَجْهَان: أَحدهمَا أَن لَا يتعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة وَدَعوى الْقَبَائِل، وَلَكِن يَقُولُ: يَا للْمُسلمين، فَهَذَا عزاء الْإِسْلَام، وَالْوَجْه الآخر: أَن معنى التعزي فِي هَذَا الحَدِيث، التأسي والتصبر عِنْد الْمُصِيبَة، فَيَقُول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [الْبَقَرَة: 156]، كَمَا أَمر اللَّه عز وَجل.
وَقَوله: بعزاء اللَّه، أَي: بتعزية اللَّه إِيَّاه، فأقيم الِاسْم مقَام الْمصدر.
قَوْله: «بِهن أَبِيهِ»، يَعْنِي: ذكره، قلت: يُرِيد يَقُولُ لَهُ: اعضض بأير أَبِيك، يجاهره بِمثل هَذَا اللَّفْظ الشنيع ردا لما أَتَى بِهِ مِن الانتماء إِلَى قبيلته، والافتخار بهم. ))

و نقرا من شرح مشكل الاثار للامام الطحاوي رحمه الله الجزء الثامن باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما دعا بدعوى الجاهلية، أو تعزى بعزاء الجاهلية
((قَالَ: فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ سَمِعَ يَدْعُو بِدُعَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا أَمَرَ بِهِ فِيهِ. فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ تَقْبَلُونَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَرْوُونَ عَنْهُ 6 - فَذَكَرَ مَا قَدْ حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ ". قَالَ فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْبَذَاءَ فِي النَّارِ , وَمَعْنَى الْبَذَاءِ فِي النَّارِ هُوَ: أَهْلُ الْبَذَاءِ فِي النَّارِ ; لِأَنَّ الْبَذَاءَ لَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ , وَإِنَّمَا الْمُرَادُ بِذِكْرِهِ مَنْ هُوَ فِيهِ. فَكَانَ جَوَابُنَا فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ: أَنَّ الْبَذَاءَ الْمُرَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ خِلَافُ الْبَذَاءِ الْمُرَادِ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ الْبَذَاءُ عَلَى مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُبْذَأَ عَلَيْهِ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُ ذَلِكَ الْبَذَاءُ , فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْوَعِيدِ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ ذَلِكَ الْبَذَاءُ فِيهِ، وَأَمَّا الْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ فَإِنَّمَا هُوَ عُقُوبَةٌ لِمَنْ كَانَتْ مِنْهُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ; لِأَنَّهُ يَدْعُو بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَهُوَ كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ: يَا لَبَكْرٍ، يَا لَتَمِيمٍ، يَا لَهَمْدَانَ، فَمَنْ دَعَا كَذَلِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلْعُقُوبَةِ. وَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقُوبَتَهُ أَنْ يُقَابَلَ بِمَا فِي الْحَدِيثِ الثَّانِي، لِيَكُونَ ذَلِكَ اسْتِخْفَافًا بِهِ وَبِالَّذِي دَعَا إلَيْهِ , وَلِيَنْتَهِيَ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ فِي الْمُسْتَأْنَفِ، فَلَا يَعُودُونَ إلَيْهِ.))

فالسب هنا عقوبة لمن تعزى بعزاد الجاهلية و هو سب مستحق لانها كالعقوبة على من اراد ان يش صف المسلمين و من هذا الصنف ( كون اللفظ الشنيع عقوبة لمن يستحقها ) قول ابي بكر رضي الله عنه ((امصص ببظر اللات)) يوم الحديبية لعروة بن مسعود

نقرا من فتح الباري شرح صحيح البخاري الجزد الخامس باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط:
((قَوْلُهُ امصص بظر اللات زَاد بن عَائِذٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهِيَ أَيِ اللَّاتُ طَاغِيَتُهُ الَّتِي يَعْبُدُ أَيْ طَاغِيَةُ عُرْوَةَ وَقَوْلُهُ امْصَصْ بِأَلِفِ وَصْلٍ وَمُهْمَلَتَيْنِ الْأُولَى مَفْتُوحَة بِصِيغَة الْأَمر وَحكى بن التِّينِ عَنْ رِوَايَةِ الْقَابِسِيِّ ضَمَّ الصَّادِ الْأُولَى وَخَطَّأَهَا وَالْبَظْرُ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ قِطْعَةٌ تَبْقَى بَعْدَ الْخِتَانِ فِي فَرْجِ الْمَرْأَةِ وَاللَّاتُ اسْمُ أَحَدِ الْأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ قُرَيْشٌ وَثَقِيفٌ يَعْبُدُونَهَا وَكَانَتْ عَادَةُ الْعَرَبِ الشَّتْمُ بِذَلِكَ لَكِنْ بِلَفْظِ الْأُمِّ فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ الْمُبَالَغَةَ فِي سَبِّ عُرْوَةَ بِإِقَامَةِ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مَقَامَ أُمِّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَغْضَبَهُ بِهِ مِنْ نِسْبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْفِرَارِ وَفِيهِ جَوَازُ النُّطْقُ بِمَا يُسْتَبْشَعُ مِنَ الْأَلْفَاظِ لِإِرَادَةِ زَجْرِ مَنْ بَدَا مِنْهُ مَا يَسْتَحِقُّ بِهِ ذَلِكَ وَقَالَ بن الْمُنِيرِ فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ تَخْسِيسٌ لِلْعَدُوِّ وَتَكْذِيبُهُمْ وَتَعْرِيضٌ بِإِلْزَامِهِمْ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّ اللَّاتَ بِنْتُ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا بِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ بِنْتًا لَكَانَ لَهَا مَا يَكُونُ لِلْإِنَاثِ قَوْلُهُ أَنَحْنُ نَفِرُّ اسْتِفْهَامُ إِنْكَارٍ قَوْلُهُ مَنْ ذَا قَالُوا أَبُو بَكْرٍ فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَقَالَ مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ قَالَ هَذَا بن أَبِي قُحَافَةَ قَوْلُهُ أَمَا هُوَ حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ وَقَوْلُهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقَسَمَ بِذَلِكَ كَانَ عَادَةً لِلْعَرَبِ قَوْلُهُ لَوْلَا يَدٌ أَيْ نِعْمَةٌ وَقَوْلُهُ لَمْ أَجْزِكَ بِهَا أَي لم أكافئك بهَا زَاد بن إِسْحَاقَ وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا أَيْ جَازَاهُ بِعَدَمِ إِجَابَتِهِ عَنْ شَتْمِهِ بِيَدِهِ الَّتِي كَانَ أَحْسَنَ إِلَيْهِ بِهَا وَبَيَّنَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْإِمَامِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْيَدَ الْمَذْكُورَةَ أَنَّ عُرْوَةَ كَانَ تَحَمَّلَ بِدِيَةٍ فَأَعَانَهُ أَبُو بَكْرٍ فِيهَا بِعَوْنٍ حَسَنٍ وَفِي رِوَايَةِ الْوَاقِدِيِّ عَشْرِ قَلَائِص ))

و قد ياتي المنصر ليستخف من خطورة دعوى الجاهلية و بصراحة فرايه لا يهمني و لكنني احب ترك الحكم للقارئ الا انني ساضع نموذج عن تاثير الاقوال و الدعاوي المبنية على العصبية القبلية في ذلك الوقت

نقرا من صحيح البخاري كتاب المناقب باب ما ينهى من دعوة الجاهلية
((حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ثَابَ مَعَهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟ ثُمَّ قَالَ: مَا شَأْنُهُمْ " فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ» وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ: أَقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ: أَلاَ نَقْتُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» ))

و بعد ان انتهينا من الرد اسلاميا لنرى كيف ان هذا المبدا و هو مبدا السب او الغلظة كعقوبة موجود في المسيحية .

1. الغلظة و التخويف كوسيلة لردع الخطاة و ترهيبهم من القيام بالخطيئة و الاثم .
نقرا من تفسير يوحنا ذهبي الفم الفصل السادس عشر على انجيل متى الاصحاح 5 العدد 22 و هو يدافع عن مبدا العهد القديم "العين بالعين " :
((In the next place, they criticise the law in the old covenant, which bids put out an eye for an eye, and a tooth for a tooth; and straightway they insult and say, Why, how can He be good who speaks so?


What then do we say in answer to this? That it is the highest kind of philanthropy. For He made this law, not that we might strike out one another's eyes, but that fear of suffering by others might restrain us from doing any such thing to them. As therefore He threatened the Ninevites with overthrow, not that He might destroy them, (for had that been His will, He ought to have been silent), but that He might by fear make them better, and so quiet His wrath: so also has He appointed a punishment for those who wantonly assail the eyes of others, that if good principle dispose them not to refrain from such cruelty, fear may restrain them from injuring their neighbors' sight.


And if this be cruelty, it is cruelty also for the murderer to be restrained, and the adulterer checked. But these are the sayings of senseless men, and of those that are mad to the extreme of madness. For I, so far from saying that this comes of cruelty, should say, that the contrary to this would be unlawful, according to men's reckoning. And whereas, you say, Because He commanded to pluck out an eye for an eye, therefore He is cruel; I say, that if He had not given this commandment, then He would have seemed, in the judgment of most men, to be that which you say He is.


For let us suppose that this law had been altogether done away, and that no one feared the punishment ensuing thereupon, but that license had been given to all the wicked to follow their own disposition in all security, to adulterers, and to murderers, to perjured persons, and to parricides; would not all things have been turned upside down? Would not cities, market-places, and houses, sea and land, and the whole world, have been filled with unnumbered pollutions and murders? Every one sees it. For if, when there are laws, and fear, and threatening, our evil dispositions are hardly checked; were even this security taken away, what is there to prevent men's choosing vice? And what degree of mischief would not then come revelling upon the whole of human life?


The rather, since cruelty lies not only in allowing the bad to do what they will, but in another thing too quite as much; to overlook, and leave uncared for, him who has done no wrong, but who is without cause or reason suffering ill. For tell me; were any one to gather together wicked men from all quarters, and arm them with swords, and bid them go about the whole city, and massacre all that came in their way, could there be anything more like a wild beast than he? And what if some other should bind, and confine with the utmost strictness those whom that man had armed, and should snatch from those lawless hands them, who were on the point of being butchered; could anything be greater humanity than this?


Now then, I bid you transfer these examples to the law likewise; for He that commands to pluck out an eye for an eye, has laid the fear as a kind of strong chain upon the souls of the bad, and so resembles him, who detains those assassins in prison; whereas he who appoints no punishment for them, does all but arm them by such security, and acts the part of that other, who was putting the swords in their hands, and letting them loose over the whole city.))
https://www.newadvent.org/fathers/200116.htm

2. الغضب على اخيك من اجل الحق امر مستحسن في العهد الجديد .
نقرا من انجيل متى الاصحاح الخامس :
(( 22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. ))

نقرا من التفسير المسيحي القديم لانجيل متى الصفحة 203 :
((لذلك من غضب بسبب لا يكون مسؤولا امام الشريعة . لو لم يكن هناك غضب لكان التعليم بلا فائدة و لما كانت الرسوم ضرورية و لما كبحت الاعمال الاجرامية . الغضب العادل ام التاديب. فالذين يغضبون عن سبب لا يخطاون و ليس هذا فحسب بل يخطاون اذا لم يغضبوا، فضلا عن ذلك فالصبر اللاعقلاني يزرع بذور الرذيلة و يغذي الاهمال و يشجع الشرير و الصالح معا على فعل الشر لان الشر يسود جسده لا الخير، الغضب لسبب معين ليس غضب بل ادانة ))


نقرا من تفسير انطونيوس فكري لانجيل متى الاصحاح الخامس :
(( نرى السيد المسيح هنا يتتبع البواعث الداخلية التى تدفع للخطية ليقتلع أصول الشر من النفس. والباعث على القتل هو الغضب، والسيد يحدد هنا ثلاث درجات.1- الغضب الباطل= تحرك الغضب فى القلب وقوله أنه باطل أى صادر عن قلب شرير حاقد يفضى للعراك والقتل، وهناك غضب حميد قال عنه بولس الرسول ” إغضبوا ولا تخطئوا“(أف 26:4) ولكن عموماً فغضب الإنسان لا يصنع بر الله (يع 20:1) وهذا الغضب الباطل يستوجب الحكم. والحكم هنا يعنى محاكم القرى وتتكون من (3-23) عضواً وقد يعنى الغضب الباطل، الغضب بسبب أمور تافهة وزمنية مهما بدت ذات قيمة، والغضب المطلوب هو غضب أب يغضب على إنحراف إبنه أو غضب معلم يغضب على إهمال تلميذه.
ولاحظ أن الدرجة الأولى هى غضب داخلى لم يصاحبه التفوه بكلمات إهانة. ))
https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...hapter-05.html

و نقرا من تفسير تادرس مالطي لانجيل متى الاصحاح الخامس :
(( ماذا يقصد السيّد بقوله “باطلًا”؟ إنه يريدنا ألا نخسر إخوتنا بسبب أمور زمنيّة تافهة وباطلة، مهما بدت ذات قيمة. أمّا إن كان من أجل أبديّتهم، فيليق بالأب أن يغضب على ابنه، والمعلّم على تلميذه، ليس غضب الانتقام، بل غضب التأديب النابع عن الحب. فإنه لا يقدر أحد أن يُعلّم الآخرين بغضب الكراهيّة، فالحق لا يُعلَن بالباطل، ولا يفقد الإنسان نفسه فيما يظن أنه يُصلِح الآخرين. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا تقف في جانب نفسك في المعركة، ولا تنتقم لذاتك، فإن رأيت إنسانًا يرتكب خطأ قاتلًا ابسط يدك لتعينه[219].] إذ يثور الإنسان بالغضب لأن أخاه ارتكب شرورًا ضدّه فلينظر إلى أخيه أنه يقتل نفسه ويهلكها، فيسنده باللطف والحنو حتى يعينه للخروج من شروره لا أن يطلب ما لذاته. ))
https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...hapter-05.html

3. حسب المصادر المسيحية : المسيح يسب الاخرين بحق .
نقرا ما ينقله كتاب التفسير المسيحي القديم لانجيل متى الصفحة 205 من كلام ثيودور المبسوستي تعليقا على نص متى 5: 22.
(( اذا كان لا يجوز لنا ان نسمي احدا احمق . فلماذا يستعمل الرب نفسه تعبير الحمقى ؟ انه لا يليق بنا ان نسمي الاخ احمق . لان هذه التسمية تصدر عن غضب لا عن بر و من الاثم ان تطلق على من هو قديس. لكن الرب يسمي عن حق غير الابرار و المناوئين له حمقى انه لا يفعل ذلك بدافع الغضب بل من اجل الحق. ))

و نقرا ما يقوله نفس المصدر في الصفحة 419 نقلا من كلام يوحنا ذهبي الفم عن قول المسيح لليهود يا اولاد الافاعي و هذا رد على ترقيع المنصر حيث قال ان هذا مثل فقط ..الخ من الكلام الذي لا دليل عليه :
(( فهو يسميهم اولاد الافاعي لانهم يفاخرون باسلافهم و ليظهر انه لا جدوى لهم من هذه الادعاءات يقصيهم عن قرابتهم بابراهيم ))


لاحظوا كيف ان اليهود افتخروا بانسابهم و كيف رد عليهم المسيح عليه الصلاة و السلام ؟ هذا مشابه تماما لما في الحديث و تمعنوا جيدا كيف يقول يوحنا ذهبي الفم ((يسميهم )) فهذا اطلاق مباشر من القائل المنادي الى المنادى و هم جموع اليهود فلا داعي للترقيع .

و اخيرا نرى كيف وصف المسيح عليه الصلاة و السلام الامة اليهودية ممن لم تتبعه و ممن حاربته في زمانه بالجيل الفاسق و الفسق هو كناية عن الزنا و ترمز بالبعد الروحي حسب التفاسير المسيحية
نقرا من الموسوعة الكنسية في تفسير العهد الجديد الصفحة 128


رابعا : الرب في العهد القديم يستخدم الشتيمة كوسيلة للعقوبة .
نقرا من سفر صموئيل الثاني الاصحاح 16:
(( 5 وَلَمَّا جَاءَ الْمَلِكُ دَاوُدُ إِلَى بَحُورِيمَ إِذَا بِرَجُل خَارِجٍ مِنْ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَةِ بَيْتِ شَاوُلَ، اسْمُهُ شِمْعِي بْنُ جِيرَا، يَسُبُّ وَهُوَ يَخْرُجُ،
6 وَيَرْشُقُ بِالْحِجَارَةِ دَاوُدَ وَجَمِيعَ عَبِيدِ الْمَلِكِ دَاوُدَ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ وَجَمِيعُ الْجَبَابِرَةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.
7 وَهكَذَا كَانَ شِمْعِي يَقُولُ فِي سَبِّهِ: «اخْرُجِ! اخْرُجْ يَا رَجُلَ الدِّمَاءِ وَرَجُلَ بَلِيَّعَالَ!
8 قَدْ رَدَّ الرَّبُّ عَلَيْكَ كُلَّ دِمَاءِ بَيْتِ شَاوُلَ الَّذِي مَلَكْتَ عِوَضًا عَنْهُ، وَقَدْ دَفَعَ الرَّبُّ الْمَمْلَكَةَ لِيَدِ أَبْشَالُومَ ابْنِكَ، وَهَا أَنْتَ وَاقِعٌ بِشَرِّكَ لأَنَّكَ رَجُلُ دِمَاءٍ».
9 فَقَالَ أَبِيشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ؟ لِلْمَلِكِ: «لِمَاذَا يَسُبُّ هذَا الْكَلْبُ الْمَيْتُ سَيِّدِي الْمَلِكَ؟ دَعْنِي أَعْبُرْ فَأَقْطَعَ رَأْسَهُ».
10 فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ! دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هكَذَا؟»
11 وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بَنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.
12 لَعَلَّ الرَّبَّ يَنْظُرُ إِلَى مَذَلَّتِي وَيُكَافِئُنِي الرَّبُّ خَيْرًا عِوَضَ مَسَبَّتِهِ بِهذَا الْيَوْمِ».
13 وَإِذْ كَانَ دَاوُدُ وَرِجَالُهُ يَسِيرُونَ فِي الطَّرِيقِ، كَانَ شِمْعِي يَسِيرُ فِي جَانِبِ الْجَبَلِ مُقَابِلَهُ وَيَسُبُّ وَهُوَ سَائِرٌ وَيَرْشُقُ بِالْحِجَارَةِ مُقَابِلَهُ وَيَذْرِي التُّرَابَ. ))

نقرا من تفسير انطونيوس فكري لسفر صموئيل الثاني الاصحاح 16:
((ومنع داود أبيشاى من قتل شمعى وحَسِب شتائم شمعى إهانات هو يستحقها وإن كان بريئاً منها فهو برئ من دم شاول لكنه ليس بريئاً من دم أوريا لذلك قال "الرب قال لهُ سب داود". وعدم إنتقام داود ممن أهانه يشبه منع المسيح لبطرس من إستعمال سيفه.
إهانات شمعى لداود كانت بالنسبة لداود دواء يتقبله برضى وشكر ليغتصب مراحم الله. وكلمات صيبا المتملقة أضرت داود فأصدر حكماً خاطئاً أمّا إهانات شمعى فإعتبرها علامة محبة من الله لأن من يحبه الرب يؤدبه وحسب الفرصة فرصة تذلل أمام الله ليطلب مراحمه. وكان لهُ منطق إن كان إبشالوم إبنى خاننى وأنا لا أريد الإنتقام منه فلماذا أنتقم من هذا البنيامينى (شمعى قطعاً سبب حقده أن المُلْك فارق بيت بنيامين). ))
https://st-takla.org/pub_Bible-Inter...hapter-16.html

و نقرا من تفسير تادرس مالطي لسفر صموئيل الثاني الاصحاح 16:
(( يُكرر الملك داود العبارة "لأن الرب قال له" أن يسبه، ليس لأن أمرًا صدر من قبل الرب لشمعي كي يسب داود، وإنما الله سمح لإرادة شمعي الشريرة أن تتمم ذلك فيتحقق العدل الإلهي كما يقول القديس أغسطينوس[1]. مرة أخرى يقول القديس أغسطينوس[2]: [إن الله يستخدم الأشرار حتى الشيطان نفسه لأجل امتحان الصالحين وتزكية إيمانهم وتقواهم]. لم يكن ممكنًا لهذه الشتائم أن تؤذي داود بل هي بالنسبة له دواء يتقبله برضى وشكر كي يغتصب المراحم الإلهية. كلمات التملق التي نطق بها صيبا أضرت داود فأصدر حكمًا خاطئًا ومتعجلاً في غضب ضد مفيبوشث أما كلمات شمعي المملوءة إهانة فأعطته فرصة ليصدر حكمًا صادقًا على نفسه. حقًا إن كلمات الإطراء أكثر خطرًا على حياة المؤمن – خاصة القائد – من كلمات الذم. وكما يقول أحد آباء البرية: من لا يحتمل كلمة الذم كيف يقدر أن يحتمل كلمة المديح؟!
تقبل داود كلمات السب بفرح كدواء لأعماقه الداخلية، لكنه غضب وتحدث بحزم مع أبيشاي لأنه أراد الانتقام له ممن يسبه. ))
https://st-takla.org/books/helmy-elk...cism/1207.html

و نقرا من تفسير الارشي دياكون نجيب جرجس لسفر صموئيل الثاني الاصحاح 16 الصفحة 158 - 159



انتهينا من هذه النقطة ننتقل الى النقطة الاخرى الا و هو جهل المنصر بحديث عمار و عثمان رضي الله عنهما .