الدليل الثالث هو :-
الذين كانوا منقادين إلى الأوثان البكم وفى نفس الوقت يقولون أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل فى الشتات :-

نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
12 :1 و اما من جهة المواهب الروحية ايها الاخوة فلست اريد ان تجهلوا
12 :2 انتم تعلمون انكم كنتم امما منقادين الى الاوثان البكم كما كنتم تساقون
12 :3 لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس



1- تشبه بعض من بنى إسرائيل باليونانيين الوثنيين (أي تشبهوا بالأمم) وانضموا اليهم فى محاربة الإسرائيلي المتمسك بالشريعة

وهؤلاء نقرأ عنهم في سفر المكابيين الثاني :-
4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان (( صرف شعبه الى عادات الامم ))
4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
4: 13 (( فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب )) بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم


والبعض من هؤلاء عبدوا الأوثان :-
وهؤلاء نقرأ عنهم في سفر المكابيين الأول :-
1: 45 (( و كثيرون من اسرائيل )) ارتضوا دينه (( وذبحوا للاصنام )) ودنسوا السبت

وأيضا نقرأ :-
1: 50 و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة
1: 51 و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام
1: 52 و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل
1: 53 و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب
1: 54 و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة
1: 55 (( فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض ))

والبعض من بني إسرائيل اتخذ إحدى الشخصيات الموجودة فى كتابه آلهة
فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
3: 48 و نشروا (( كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها ))

أي أن اليونانيين وأتباعهم من بنى إسرائيل كانوا يبحثون فى كتب اليهود عن شخصية شبيهة لآلهتهم الزائفة كزيوس وهيرا ،وأنصاف آلهة كهرقل ، وهذا بالطبع حتى يقنعوا بني إسرائيل بعبادة تلك الشخصية

وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية
يذكر التلمود وصف الفريسيين للحاخام Elisha ben Abuyah
الذى عاش فى القرن الأول الميلادي حيث وصفوه بأنه مرتد و أبيقوري
(نسبة إلى الفلسفة الأبيقورية اليونانية الوثنية الملحدة )



ونلاحظ أنهم أطلقوا على الحاخام المرتد مسمى الفلسفة التي اعتنقها وهو أنه (أبيقوري)
كذلك كان يطلق اليهود في ذلك الزمان على من يرتد من بني إسرائيل ويتشبه بالأمم ويعبد الأوثان وهو أنهم أمم منقادين للأوثان

وهذه الأفكار التي كانت موجودة بين بنى إسرائيل والتي أطلق عليها المؤرخون مسمى (اليهودية الهلينستية ) والتي كانت أكثر قوة فى الشتات و لم تستطع ثورة المكابيين القضاء فحدود ثورتهم كانت في فلسطين
ولم تبدأ اليهودية الهلينستية في الانحسار إلا في القرن الثاني الميلادي
للمزيد عن اليهودية الهلينستية راجع هذا الرابط :-




2- و الذين كانوا يقولون أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل

نعلم أن من كان يقول أن المصلوب ملعون هم بنى اسرائيل

فنقرأ من سفر التثنية :-
21 :23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا
ونقرأ من رسالة غلاطية :-
3 :13 المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة

والكلمة اليونانية المستخدمة (ملعون ) هي ΑΝΑΘΕΜΑ أي (أناثيما )
لذلك عندما نقرأ هذا النص من رسالة كورنثوس الأولى فيجب أن ندرك أنه يوجه حديثه إلى بنى إسرائيل

فنقرأ :-
12 :3 لذلك اعرفكم ان ليس احد و هو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما و ليس احد يقدر ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس

حتى أن كاتب رسالة كورنثوس الأولى قال أن الصليب عثرة لليهود
1 :23 و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة

وهذا يؤكد أن المقصود بمن كانوا منقادين الى الأوثان هم بنى اسرائيل فى الشتات
للمزيد من الأدلة على أن رسالتان الى كورنثوس كانتا موجهتان الى بنى اسرائيل فى الشتات - راجع الفصل الثالث - الباب الرابع فى هذا الرابط :-

وهذا يعنى أن المقصود بــــ (لي شعبا) فى أعمال الرسل فى كورنثوس هو وجود طائفة من بني إسرائيل كثيرة في تلك المدينة