وثنيون أم مسيحيون؟؟؟...

وثنية أم مسيحية ؟؟..سؤال أتمنى أن يجيب عليه كل نصراني يحترم عقله بعد قراءة هذا الفصل الرائع من رواية شيفرة دافنشي ...ونحن كمسلمين وإن كنا لا نتفق مع المؤلف في كثير مما جاء في الرواية ..إلاأن الحقائق التي أوردها في هذا الفصل الذي بين أيديكم ..موافق لاعتقادنا في المسيح عليه السلام من أنه نبي عظيم وبشر فانِِِِِِِِِِِ كغيره من الأنبياء والرسل ...ًًٌٌَُُُِوأغلب ماجاء في هذا الفصل من تحريف الأناجيل ودور قسطنطين و مجمع نيقية في دمج الوثنية بدين المسيح عليه السلام كل ذلك مثبت في كتب التاريخ وكتاب العقائد الوثنية القديمة ...وبعون الله سأضع بعض المراجع لمن أراد العودة إليها والتحقق بنفسه


الفصل الخامس والخمسون

كانت صوفي جالسة غلى الأريكة بجانب لانغدون وقد شربت الشاي وأكلت الكغك فشعرت في الحال بتأثير الطعام والكافيين الذي كان جسدها بأمس الحاجة إليه .

كان سير لاي تيبينغ يذرع العرفة جيئة وذهابا بشكل غريب أمام النار المشتعلة وأطواق رجليه تطقطق على الموقد الحجري .

((الكأس المقدسة))قال تيبينغ بنبرة واعظة.(( يسألني معظم الناس عادة أين هي .أخشى أن هذا سؤال قد لا تتسنى لي فرصة الاجابة عنه أبدا)) . ثم التفت ونظر في عيني صوفي مباشرة .((إلا أن السؤال الأهم هنا هو التالي : ما هي الكأس المقدسة ؟)).


شعرت صوفي بجو من الحماس الأكاديمي يسيطر على مرافيقها الاثنين .

((لكي نتمكن من فهم الكأس المقدسة)) تابع تيبنغ ((يجب أن نفهم الانجيل أولا ً.ما مدى معرفتك بالعهد الجديد ؟))

هزت صوفي كتفيها .((لا أعرفه على الاطلاق، فقد تربيت على يد رجل كان يعبد ليوناردو دافنشي ".

بدا تيبينغ مذهولاً ومسروراً من كلامها في آن واحد " روح حرة .ممتاز! إذن يجب أن تكوني على علم بأن ليوناردو كان أحد حماة سر الكأس المقدسة ، وقد أخفى أدلة رمزية ترشد إلى الكأس في أعماله الفنية "

" نعم ، لقد أخبرني روبرت عن أشياء من هذا القبيل "

"وهل تعرفين وجهة نظر دافنشي في ما يخص العهد الجديد؟))

" ليست لدي أدنى فكرة " .

لمعت عينا تيبينغ مرحاً وهو يشير إلى رف الكتب في الجانب الآخر من الغرفة ." روبرت ، هلا أحضرت ذاك الكتاب . في الرف الأسفل ، قصة ليوناردو"

ذهب لانغدون إلى آخر الغرفة ، ووجد كتاباً كبيراً عن الفنون فأحضره إلى تيبينع ثم وضعه على الطاولة بينهم . دفع تيبينغ الكتاب لتتمكن صوفي من رؤيته بوضوح ثم فتح الغلاف الثقيل وأشار إلى مجموعة من الشواهد داخل الغلاف الخلفي . " من مذكرات دافنشي في اللاهوت الجدلي والتأمل "،قال تيبينغ مشيراً إلى أحد الشواهد بالتحديد . " أعتقد أنك ستجدين هذا الشاهد وثيق الصلة بحديثنا هذا " .

قرأت صوفي الكلمات .

كثيرون هم الذين اتخذوا من الأوهام .

والمعجزات الزائفة وخداع البشر تجارة لهم .

ــ ليوناردو دافنشي .

"هاك قولاً آخر " ، قال تيبينغ مشيراً الى قول آخر .

الجهل يعمي أبصارنا ويضللنا .

أيها البشر الفانون !افتحوا أعينكم !

ــ ليوناردو دافنشي .

شعرت صوفي بقشعريرة في جسدها . " هل كان دافنشي يتكلم عن الأنجيل ؟ ".

أومأ تيبينغ برأسه ." إن مشاعر دافنشي تجاه الأنجيل ذات صلة مباشرة بالكأس المقدسة . في الواقع قام دافنشي برسم الكأس الحقيقة التي سأريها لك بعد لحظات ،لكن يجب أن نتكلم عن الأنجيل أولاً ".وابتسم تيبينغ " وكل شيء أنت بحاجة لمعرفته عن الأنجيل ستجدينه ملخصا ً بيد الكاهن العظيم الدكتور مارتن بيرسي " تنحنح تيبينغ ثم قال : " إن الإنجيل لم يرسل من السماء عن طريق الفاكس " .

"عفواً؟"

" إن الإنجيل هو كتاب من تأليف بشر ، يا عزيزتي . ولم ينزل بوحي من الإله . وهو لم يهبط بشكل خارق من الغيوم في السماء .فهو من ابتكار الإنسان الذي ألفه لتسجيل الأحداث التاريخية في تلك العصور التي طبعتها النزاعات والفتن ، وقد تطور وتحرف من خلال ترجمات وإضافات ومراجعات لا تعد ولا تحصى . والنتيجة هي أنه لا توجد نسخة محددة للكتاب في التاريخ كله ".

"نعم".

"كان يسوع المسيح شخصية تاريخية ذات تأثير مذهل ، قد يكون أكثر قائد غامض وملهم عرفه العالم . فقد أسقط ملوكاً وألهم الملايين وابتكر فلسفات جديدة بصفته النبي المخلّص ،وكان يمتلك حقاً شرعياً للمطالبة بعرش ملك اليهود حيث أنه كان ينحدر من سلالة الملك سليمان والملك داوود .بسبب ذلك كله تم تسجيل حياته بيد الآلآف من أتباعه في كل أنحاء الأرض ".توقف تيبينغ عن الكلام للحظات ليرتشف شايه ثم أعاد فنجانه إلى مكانه على رف الموقد ." فقد تم أخذ أكثر من ثمانين إنجيلاً بعين الأعتبار لتشكل العهد الجديد ،إلا أن القليل منها تم إختياره في النهاية وهي إنجيل متّى ومرقص ولوقا ويوحنا".

"من الذي قرر أي أنجيل يجب اختياره لتشكيل العهد الجديد ؟"

"آها !"انفجر تيبينغ حماساً."هذا هو بالظبط التناقض الأساسي المثير للسخرية في المسيحية! فالإنجيل كما نعرفه اليوم ،كان قد جمع على يد الإمبراطور الوثني قسطنطين العظيم ".

"كنت أعتقد أن قسطنطين كان مسيحياً " قالت صوفي .

"بالكاد " تهكم تيبينغ " لقد كان وثنياً طوال حياته ولم يتم تعميده إلا وهو على سرير الموت ،حيث كان أضعف من أن يعترض على ذلك . في عصر قسطنطين ، كان الدين الرسمي في روما هو عبادة الشمس أوبالأصح عبادة الشمس التي لا تقهر ،وكان قسطنطين هو كبير كهنتها .لكن لسوء حظه ،كان اهتياج ديني متزايد يجتاح روما .فقد كان عدد أتباع المسيح قد تضاعف بشكل مهول ،وذلك بعدمرور ثلاثة قرون من صلبه .

عندئذ بدأالمسيحيون والوثنيون يتحاربون وتصاغدت حدة النزاع بينهما حتى وصلت لدرجة هددت بانقسام روما إلى قسمين .فرأى قسطنطين أنه يجب اتخاذ قرار حاسم في هذا الخصوص .وفي عام 325 قرر توحيد روما تحت لوا ء دين واحد ،ألا وهو المسيحية "

أصيبت صوفي بالدهشة ." لكن لماذا يقرر إمبراطور وثني باختيار المسيحية كدين رسمي لإمبراطوريته ؟".

أطلق تيبينغ ضحكة خافتة ." كان قسطنطين رجل أعمال حاد الذكاء. فقد استطاع أن يرى أن نجم المسيحية كان في صعود فقرر ببساطة أن يراهن على الفرس الرابحة . ولا زال المؤرخون حتى اليوم يتعجبون لذكاء قسطنطين في الطريقة التي اتبعها في تحويل الوثنيين عن عبادة الشمس إلى إعتناق دين المسيحية .حيث أنه خلق ديناً هجيناً كان مقبولاً من الطرفين وذلك من خلال دمج الرموز والتواريخ والطقوس الوثنية في التقاليد والعادات المسيحية الجديدة " .

"عملية تشويه في الشكل "قال لانغدون "فآثار الدين الوثني في الرموز المسيحية شديدة الوضوح ولا يمكن نكرانها زفأقراص الشمس المصرية أصبحت الهلات التي تحيط برؤوس القديسين الكاثوليك ،والرموز التصويرية لإيزيس وهي تحضن وترضع طفلها المعجزة حورس أصبخت أساس صورنا الحديثة لمريم العذراء تحتضن المسيح الرضيع . وكل عناصر الطقوس الكاثوليكية مأخوذة مباشرة من أديان قديمة وثنية غامضة ".

همهم تيبينغ ساخراً من لانغدون " لا تفكري حتى بسؤال عالم بالرموز عن الأيقونات المسيحية .فليس هناك أي شيء أصلي في الدين المسيحي . الإله الفارسي مثرا مثلا الذي يعود الى ما قبل المسيحية - والذي كان يلقب أيضا بابن الرب ونور العالم - كان قد ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر وعندما مات دفن في قبر حجري ثم بعث حياً بعد ثلاثة أيام . وبالمناسبة إن الخامس والعشرين من ديسمبر هو ذكرى ميلاد أوزيريس وأدونيس وديونيزوس أيضاً . والرضيعة كريشنا تجلت مزينة بالذهب ومعطرة بالمر والبخور .وحتى يوم العطلة الأسبوعية الدينية في المسيحية كان قد سرق من الوثنيين عابدي الشمس "
"ماذا تقصد ؟ "
"في البداية" قال لانغدون ،" كان المسيحيون يتعبدون الرب في نفس يوم اليهود شبّاط أوالسبت ،لكن قسطنطين غيّره ليتوافق مع اليوم الذي يقوم فيه الوثنيون بعبادة الشمس sunday ". صمت قليلاً وابتسم ." حتى هذا اليوم يرتاد معظم الناس الكنيسة صباح كل أحد لحضور القداس دون أن تكون لديهم أي فكرة أنهم هناك يوم احتفال الوثنيين بالشمس المقدسة sunday أو يوم الشمس ".
كان رأس صوفي قد بدأ يدور. " وكل هذا له علاقة بالكأس ؟"
"طبعاً"،قال تيبينغ " ركزي معي ، أثناء عملية دمج الأديان تلك ، كان قسطنطين بحاجة لتوطيد التعاليم المسيحية الجديدة ، وقام بعقد الاجتماع المسكوني المشهور المعروف الذي عرف بالمجمع النيقاوي نسبةإلى مدينة نيقية".
كانت معرفة صوفي بتلك المدينة لا تتعدى كونها المكان الذي شهد ولادة قانون الإيمان المسيحي .
"في هذا الإجتماع "قال تيبينغ ،" تمت مناقشة العديد من مظاهر المسيحية والتصويت عليها - مثل اليوم الذي سيتم فيه الإحتفال بعيد الفصح ودور الأساقفة وإدارة الأسرار المقدسة وأخيراً ألوهية يسوع المسيح ".
"لم أفهم ما قلت ...هل قلت ألوهية المسيح ؟".
"عزيزتي " قال تيبينغ بثقة ."حتى تلك اللحظة في تاريخ البشرية ،كان المسيح في نظر أتباعه نبياً فانياً ...رجل عظيم ذو سلطة واسعة ،إلا أنه كان رجلاً ...إنساناً فانياً "
"ليس ابن الرب ؟"
"هذا صحيح " قال تيبينغ "ففكرة (ابن الرب) كانت قد اقترحت رسميا ً وتم التصويت عليها من قبل المجلس النيقاوي ".
"تمهل قليلا ً . أنت تقول ألوهية المسيح كانت نتيجة تصويت ؟"
" وبالمناسبة كان الفرق في الأصوات يكاد لا يذكر "أضاف تيبينغ "غير أن تأكيد فكرة ألوهية المسيح كان ضرورياً لتوطيد الوحدة في الإمبراطورية الرومانية ولإقامة القاعدة الجديدة لسلطان الفاتيكان . ومن خلال المصادقة الرسمية على كون المسيح ابناً للرب ، حوّل المسيح إلى إله مترفع عن عالم البشر...كينونة تتمتع بسلطة لا يمكن تحديها أبداً . وهذا الأمر لم يعمل على وضع حد لتحديات الوثنيين للمسيحية فحسب ، بل بسبب ذلك لن يتكن أتباع المسيح الآن من التحرر من الخطايا إلا بواسطة طريق مقدسة جديدة وهي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية...