الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه،
نقلا عن كتابات أحد الماركسيين العرب يسئل العلمانيون المنحرفون ويقولون:أنتم أيها المسلمون تزعمون أن كتبكم المقدسة تثبت طهارة وعصمة الأنبياء ولكنكم تعترفون بأن تلميذ موسى النبى هو فاتح فلسطين المسمى فى العهد القديم بيوشع بن نون؟الجواب:نعم
السؤال-تشوبه رائحة الشماتة-ماقولكم أيها المسلمون وقد أثبتت الحفريات صدق العهد القديم فى أن يوشع بن نون كان قاطع طريق وأن كل الجرائم الإرهابية التى لم يفعلها هتلر نفسه و التى سجلها كتبة الأسفار عليه صحيحة؟ففى نوميديا(بالقرب من قسنطينة الجزائرية ).وقد أكتشف ذلك النقش أخيرا حيث يقول على لسان اللاجئين الفينقيين الذين هربوا من إرهاب العابيرو فى القرن االخامس عشر قبل الميلاد" إننا خرجنا من ديارنا لننجو بأنفسنا من قاطع الطريق يشوع بن نون، بعد أن قتل منا في عشية واحدة عشرة آلاف إنسان "؟
الجواب سهل على من يسره الله تعالى عليه:لقد بحثت عن اسم يوشع بن نون منسوبا كحديث مرفوع إلى النبى صلى الله عليه واله وسلم فوجدت هناك حديثين:
أولا طريقا واحدة هى طريق عمرو بن دينار عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس عن ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم وذلك فى حديث الخضر والراجح أن هذه الزيادة من وهم الراوى لأن راويا أخر عند البخارى قال" وإذ قال موسى لفتاه- يوشعً بنٍ نونٍ - ليست عن سعيدٍ "
ثانيا الحديث الذى أخرجه أحمد" ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ " وهذا الطريق فيه ابى بكر بن عياش قال عنه ابن حجر فى التهذيب" ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح "والطريق الأصح للحديث خال من إسم يوشع وهو طريق البخارى ومسلم:" غزا نبيٌّ من الأنبياءِ ، فقال لقومِهِ : لا يَتِّبِعْنِي رجلٌ ملكَ بضعَ امرأةٍ ، وهو يريدُ أن يَبْنِيَ بها ولمَّا يَبْنِ بها ، ولا أَحَدٌ بنى بيوتًا ولم يرفع سقوفها ، ولا أَحَدٌ اشترى غنمًا أو خَلِفَاتٍ ، وهو ينتظرُ ولادها ، فغزا ، فدنا من القريةِ صلاةَ العصرِ ، أو قريبًا من ذلك ، فقال للشمسِ : إنكِ مأمورةٌ وأنا مأمورٌ ، اللهمَّ احبسها علينا ، فحُبِسَتْ حتى فتحَ اللهُ عليهِ ، فجمعَ الغنائمَ فجاءت - يعني النارَ - لتأكلها فلم تَطْعَمْهَا ، فقال : إنَّ فيكم غُلُولًا ، فليُبَايعني من كلِّ قبيلةٍ رجلٌ ، فلزقتْ يدُ رجلٍ بيدِهِ ، فقال : فيكمُ الغُلُولُ ، فلتُبايعني قبيلتُكَ ، فلزقتْ يدُ رجليْنِ أو ثلاثةٌ بيدِهِ ، فقال : فيكمُ الغُلُولُ ، فجاؤوا برأسٍ مثلِ رأسِ بقرةٍ من الذهبِ ، فوضعوها ، فجاءتِ النارُ فأكلتها ، ثم أحلَّ اللهُ لنا الغنائمَ ، رأى ضعفنا وعجزنا ، فأحلَّها لنا "
فالراجح أن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو الصادق المصدوق لم يُصدق على تسمية أهل الكتاب لفاتح فلسطين بيوشع بن نون رغم ذيوع الإسم وإشتهاره بين يهود المدينة والراجح كما أن كتبة الأسفار أختلقوا قصص تخص تحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ونسبوها لداوود وسليمان عليهما الصلة والسلام وكما سرق كتبة الأسفار نصوصا دينية تخص إخناتون ووضعوها فى المزامير فإن هؤلاء اللصوص أختلقوا قصة يوشع بن نون من قصص العابيروا الذين سبقوا بنى إسرائيل فى فلسطين وأن فتى موسى وفاتح فلسطين الحقيقى صلى الله عليه وسلم هو نبى صالح كريم لا يعرف عن هذه الجرائم شئ وقد أشار نبينا الصادق عليه الصلاة والسلام إلى حقيقة العهد القديم فى هذا الحديث:
- إنَّ بني إسرائيلَ لما طال الأمدُ و قستْ قلوبُهم اخترعوا كتابًا من عندِ أنفسِهم ، استهوتْهُ قلوبُهم ، و استحلَّتْهُ ألسِنَتُهم ، و كان الحقُّ يحولُ بينهم و بين كثيرٍ من شهواتهم ، حتى نبذوا كتابَ اللهِ وراءَ ظهورهم كأنَّهم لا يعلمون ، فقالوا : الأصلُ : ( فقال ) اعرضوا هذا الكتابَ على بني إسرائيلَ ، فإن تابعوكُم عليه ، فاتركُوهم ، و إن خالفوكُم فاقتلوهُم قال : لا ، بل ابعثوا إلى فلانٍ - رجلٌ من علمائِهم - فإن تابعَكم فلن يختلفُ عليكم بعدَه أحدٌ فأرسلُوا إليه فدعُوه ، فأخذ ورقةً فكتب فيها كتابَ اللهِ ، ثم أدخلها في قرنٍ ، ثم علَّقها في عنقِه ، ثم لبس عليها الثيابَ ، ثم أتاهم ، فعرَضُوا عليه الكتابَ فقالوا : تُؤمنُ بهذا ؟ فأشار إلى صدرِه - يعني الكتابَ الذي في القرنِ - فقال : آمنتُ بهذا ، و ما لي لا أُومِنُ بهذا ؟ فخلُّوا سبيلَه قال : و كان له أصحابٌ يغشُّونَه فلما حضرتْهُ الوفاةُ أتوْهُ / فلما نزعوا ثيابَه وجدوا القرنَ في جوفِه الكتابُ ، فقالوا : ألا تروْنَ إلى قولِه : آمنتُ بهذا ، و ما لي لا أُومِنُ بهذا ، فإنما عنيَ ب ( هذا ) هذا الكتابَ الذي في القرنِ قال : فاختلف بنو إسرائيلَ على بضعٍ و سبعين فرقةً ، خيرُ مِلَلِهم أصحابُ أبي القرنِ
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2694
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله ثقات