بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله .. واكذب من قال أن الله تجسد وصار إنسان .. وانه اكل وشرب وتبول وتقلب مع الصبيان .. وامسكه الناس وأحلوه أصناف الذل والهوان .. ثم ساقوه إلى خشبة الصلب مصفوعا مبصوقا على وجهه مهان .. ثم اركبوه المركب الملعون الذى تقشعر منه القلوب مع الأبدان .. وهو يستغيث بهم : ياقوم ارحمونى ! فلا يرحمه منهم إنسان .. ثم مات ودفن وقام وصعد إلى السماء بعد أن كان ما كان ... اما بعد
يسئلنا النصاري .. لماذا ترفضون فكرة التجسد ؟؟ .. هل الله قادر ان يتجسد؟! .. إن قلت : نعم .. فلماذا ترفضون فكرة التجسد ؟؟ .. وإن قلت : لا .. فإلهك عاجز !
وانا اقول لهم .. المسلم يؤمن ان الله على كل شئ قدير .. ومع ذلك لم ولن يتجسد .. لان التجسد دليل عجز الاله وليس دليل قدرة .. والتجسد إهانه لله كما سنثبت ان شاء الله .
اولا : عندما يرفض المسلم فكرة التجسد لا يرفضها لعدم قدرة الله على التجسد ، فالمسلم يؤمن ان الله على كل شئ قدير


قال تعالي : إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
.. البقرة

ثانيا : التجسد دليل عجز الاله وليس دليل على قدرته .. ومن لا يصدقنى فليتأمل فى سبب التجسد .. لماذا تجسد الله؟ ..
اما عن اثبات ان التجسد دليل عجز الاله وليس قدرته فتأمل معى فى السبب الذى يجعل الاله يأخذ جسد انسان ويحل بيننا .. هل فكرت مره فى سبب التجسد؟!! سبب التجسد عندهم كافى لاثبات عجز الإله .
يقول النصارى : الله خلق ادم وادم اخطأ واكل من شجرة معرفة الخير والشر ، فطرده الله من الجنة .. ولأن الله غير محدود .. كانت الخطية الصادرة فى حقه غير محدودة .. ولا تغتفر إلا بكفارة غير محدودة .. ولما اراد ان يغفر الله لادم لم يجد طريقة غير التجسد وان ينزل ويصلب ويهان ويبصق فى وجهه ويموت ويدفن ويقوم من الاموات !! وبذلك يكون قد غفر لادم !! .. وهنا نرى ان سبب التجسد هو عجز الإله .. عجز ان يغفر لادم بكلمة ولم يستطع - حسب زعمهم - فتجسد !! .. وهنا نجد ان التجسد نتيجة لعجز الاله .. فالتجسد دليل عجز وليس دليل قدرة ... فمن نسب العجز للاله ؟ بالطبع هم .
ثالثا : التجسد إهانة لله .. ومن قال أن الله تجسد فقد سبه مسبة ما سبه اياها احد من البشر .


قلت : لا يمكن لله العظيم ان يتجسد ليس لعدم قدرته على التجسد ولكن لأن التجسد إهانه .. والدليل ايضا عندهم فى كتابهم وباعترافهم - من فمك ادينك - فلو سئلت مثلا ..
كيف يقول المسيح (( أبى اعظم مني )) كما فى يوحنا 14 : 28 .. نجد النصاري يخرجون علينا ويقولون : هو يقصد الناسوت !! .. وانا اتعجب من هذا الاعتراف الخطير .. الناسوت باعترف المسيح اقل من اللاهوت وبالتالى التجسد إهانه لله.. واعجب من ذلك أن الناسوت لم ينفصل عن اللاهوت لحظة واحده وهنا المسيح ناسوت + لاهوت .. فإن كان اللاهوت عظيم فلا بد ان يكون الناسوت المتحد باللاهوت اعظم منه او على الاقل يكون مساوي له فى العظمة فهنا اقنوم الابن اقل اقنوم الآب !! .. ولن اطيل فى هذه النقطه لأنه ليس موضوعنا الاساسى .. يكفنى فقط اعترافهم أن الناسوت اقل اللاهوت.. فالتجسد إهانه لله وشئ لا يليق به .. واعطيك مثال واقعى لتفهم وسامحونى فى اللفظ.. هل يرضى بابا النصاري ان يلبس مايوه حريمى ويمشى به فى الشارع بين الناس وتصوره وسائل الاعلام!! .. بالطبع لا والف لا .. ولو فعل هذا لقالوا عنه شاذ .. لماذا لا يفعل البابا هذا؟ هل البابا فقير او عاجز ان يشترى مايوه حريمى ليلبسه ويمشى به فى الشارع؟!! ..

الاجابه : لا .. البابا قادر ان يشترى محل ملابس كامل .

ولكن البابا لم يفعل ولن يفعل لأن هذا إهانه للبابا ولمكانته
اذا الموضوع ليس عجز من الله ولكن لأن التجسد إهانه لله ودليل عجز الاله .. ولما كان التجسد إهانه لله وان الانسان اقل من خالقه .. صرح الله بكل وضوح وصراحة أن الله ليس انسان فى أكثر من موضع فى العهد القديم .. على سبيل المثال لا الحصر

العدد 23 : 19 (( ليس الله إنسان فيكذب ولا ابن انسان فيندم )) ..
رابعا : من قال ان إلهه تجسد فى إنسان كمن قال ان إلهه تجسد فى كلب او حمار .
يؤكد الكتاب المقدس أن التجسد اكبر إهانه لله عزوجل وعندما تقول ان الله تجسد فى إنسان فكأنك تقول إلهك تجسد فى ( كلب او حمار ) .. وذلك لأن كتابك قال ان الانسان ليس له مزيه على البهيمة
كما جاء فى سفر
¤ جامعة 3 : 19 (( لأن ما يحدث لبنى البشر يحدث للبهيمة وحادثة واحدة لهم . موت هذا كموت ذاك ، ونسمة واحدة للكل . فليس للإنسان مزية على البهيمة . لأن كليهما باطل .. 20 يذهب كلاهما إلى مكان واحد . كان كلاهما من التراب وإلى التراب يعود كلاهما )) .
فالكتاب الذى يجمع بين الانسان والبهيمة فى عدد واحد ويعدد الصفات المشتركه بين الانسان والبهميه هو كتاب يثبت ان تثبت ان التجسد إهانه كبيره لله عزو جل وان من يقول بالتجسد فقد سب الله الخالق مسبة ما سبه اياها احد من البشر.
خامسا : لأن التجسد يعنى تغير الاله والاله لا يتغير .
جاء فى العهد القديم كما ذكرنا ان الله ليس إنسان

¤‏ العدد 23 : 19 (( ليس الله إنسان فيكذب ولا هو ابن آدم فيندم )) .. وفى تراجم اخرى .. ولا ابن انسان .. او .. ولا ابن بشر .

الله ليس انسان .. لكن فى العهد الجديد يقول

‏¤ يوحنا 1: 14 (( والكلمة صار بشرا )).. ALAB)‎‏) ، (GNA‏)‏ ، ( JAB‏ ‏) ، (ASB‏)

صار : اى تغير وتحول .. مثال

¤‏ تكوين2 : 7 ((وجبل الرب الإله آدم من ترابا من الأرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفسا حية ))..
هنا صار اى تحول إلى انسان يتحرك ويأكل ويشرب ويتنفس بعد ان كان لا شئ

فمعنى صار = تغير وتحول إلى .

والله لا يتغير .. والدليل فى الكتاب المقدس .

¤ ملاخى 3 : 6 (( أنا الرب لا اتغير )) .

لذلك أنا ارفض فكرة تجسد الاله .. وادعوهم للتوبة ..
قال تعالي:
أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)
.. المائدة