قال إني عبد الله
الرد الشافي على رسالة المنصرين


مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين والمبعوث رحمة للعالمين , أما بعد :

لا يزال قول المولى عز وجل في أمهات الحقائق في شأن أهل الكتاب: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13- يتـثبت ويتأكد , ليعلن للباحث المنصف أن التحريف أصل من أصول أهل الكتاب في إثبات عقائدهم الوثنية وثوابتهم الكفرية .
فكثيرًا ما تراهم محاولين جاهدين إثبات عقائدهم بتحريف وخبث ومكر لا تجده إلا فيهم, فهو سمتهم وطبعهم الذي ورثوه عن آبائهم !
فبعد أن عجزوا عن إثبات صحة عقائدهم من أسفارهم المحرفة نظرًا لأن أسفارهم حجة عليهم لا لهم , وبعد أن جاء القرآن الكريم ليكشف كذبهم وإفكهم وزيفهم وتحريفهم , رأيناهم يحاولون العبث في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لعلهم يغلبون , مصداقًا لقول المولى سبحانه وتعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت26 .
قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله : ( فتبين أنهم ( أي النصارى ) يريدون أن يحرفوا القرآن كما حرفوا غيره من الكتب المتقدمة , وأن كلامهم في تفسير المتشابه من الكتب الإلهية من جنس واحد ) ( الجواب الصحيح 1/ 115 ) .
وقال رحمه الله في شأن ما يستدل به النصارى من آيات الذكر الحكيم : ( ان جميع ما يحتجون به من هذه الآيات وغيرها , فهو حجة عليهم لا لهم , وهكذا شأن جميع أهل الضلال إذا احتجوا بشيء من كتاب الله وكلام أنبيائه , كان في نفس ما احتجوا به ما يدل على فساد قولهم , وذلك لعظمة كتب الله المنزلة على أنبياؤه , فإنه جعل ذلك هدى وبيانًا للخلق وشفاء لما في الصدور , فلابد أن يكون في كلام الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين من الهدى والبيان ما يفرق الله به بين الحق والباطل , والصدق والكذب , لكن الناس يؤتون من قبل أنفسهم , لا من قبل أنبياء الله تعالى ) ( الجواب الصحيح 2/240 , 241 ) .

فالأمر كما قال الله : {وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ }المائدة13 !

ولقد وقفت على إحدى رسائلهم التي كثيرًا ما يستدلون بها ويقومون بإرسالها عبر البريد الإلكتروني ( email ) على شبكة المعلومات الدولية لعوام المسلمين , وذلك بغرض إثبات أصل عقائدهم الأول وهو ( ألوهية المسيح ) من خلال تحريف آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن نبي الله عيسى عليه السلام !
ورأيت بهذه الرسالة من الكذب والتحريف والتزيف ما إن يطلع عليه المنصف منهم إلا وعلم عدم أمانة علماء أهل الكتاب في النقل والبيان , بل هم كذابون محرفون للكلم عن مواضعه !
ولهذا عزمت أن أبين خداع كاتبيها في تلك الرسالة التي سميتها " قال إني عبد الله " .