تدليس رقم (11) حادثة الافك بين عائشة وصفوان وموقف محمد في القرآن

أولاً :علق المدلس على ما ورد في سورة النور من الآيات 11 حتى 20 :

التي تحدثت على حداثة الأفك المفتراة على السيدة عائشة " إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ ... " حتى قوله تعالى " ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ " بالآتي :

1) وصف الحادثة بأنها معيبة وانه تحدث فيها سابقاً فلا داعي تكرارها .

2) حادثة الافك شقت الإسلام إلى معسكرين دمويين السنة والشيعة .

3) انزل رب الكعبة بأمر محمد ما يبرأ زوجته عائشة من تهمة الزنا مع صفوان بعد شهرين من طعن كبار الصحابة في سلوك عائشة .


4[COLOR="DarkOliveGreen"]) إعطاء الرسول صك الغفران لمن شهد بدر لما ورد في حديث صحيح البخاري [/COLOR]" لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ومستشهداً بتفسير القرآن في قوله " لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ " الممتحنه – 1

5) إشارة على بن أبي طالب على محمد بتطليق عائشة مما أثار حفيظتها على علي وما ترتب على ذلك من شلالات دماء أريقت بين السنة والشيعة ، ورفض محمد لذلك لحبه لها وقربة من أبيها أبو بكر ولخشيته الفضيحة .


6) استنزال محمد لقرآن يحل المشكلة ويستخدم الوعد والوعيد والترهيب بأقوى الألفاظ فيمن خاضوا في زنا عائشة مما لم يستعمله في تعنيفه للمشركين وعبدة الأوثان وذلك لأنه استخدم في الآيات عبارات " عذاب عظيم " بهتان عظيم " .

7) الإشارة الي تفسير الزمخشري في الآية 24 من سورة النور وإشارته أنه تضمن أن من أذنب ذنباً ثم تاب قبلت توبته إلا من خاض في أمر عائشة .

8) هل يمكن اعتبار ما ورد كتاب سماوياً منزلاً أم كلام رجل تملكه الغضب عما قيل في زوجته من جراء تصرفاتها .


ثانياً: الرد على تدليس المدلس بنفس الترقيم كما ورد في أولاً :

1) أ - وصف المدلس حادثة الافك بأنها معيبة وانه تحدث فيها سابقاً فلا داعي إلي تكرارها وهنا أقول له لو قدر للسيد المسيح عليه السلام أن يحل بيننا الآن سيجد :

1- أتباعه : يخوضون ويطعنون في شرف أم المؤمنين وزوجة محمد ويرددوا ما أشاعه المنافقون في ذلك غير مبالين بتسمية القرآن لهذه الحادثة بحادثة الافك أي الكذب والتدليس .

2- أتباع محمد :

• يبرؤون أم المسيح السيدة مريم مما أشاعه اليهود – أتباع الشطر الأول من الكتاب المقدس – العهد القديم – من حملها للمسيح عن طريق الزنا –حاشاها- " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا " (النساء156) .

• يضعون أم المسيح في مقام أعلى من أم أو زوجات محمد نبيهم وأيضاً أعلى من نساء العالمين كما ورد في قرآنهم " إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ " ( آل عمران 42).

• المرأة الوحيدة التي ذكرت باسمها في القرآن هي السيدة مريم تكريماً لها ، كما أنها الوحيدة التي سميت في القرآن سورة باسمها يتعبد بتلاوتها .
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " (ق37) .

ب- ولكن يتوجب في هذا المقام أن نوجز للقارئ حادثة الافك والدروس المستفادة منها كالتالي :

[COLOR="RoyalBlue"]أثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم إلي المدينة بعد غزوة غزاها ، تخلفت السيدة عائشة رضي الله عنها لمدة قليلة تبحث عن عقدها ، ولما عادت وجدت أن القافلة رحلت بدونها دون أن يشعر الركب بتخلفها ، وظلت وحيدة حتى وجدها صفوان بن المعطل رضي الله عنه والذي كانت مهمته البحث عما قد يقع من رحل القافلة بعد رحيلها من أمتعه أو أفراد ، وعند وصولهما المدينة اختلق كبير المنافقين وعدو النبي عبد الله بن مسلول الإشاعات غير البريئة عن السيدة عائشة رضي الله عنها واتهموها رضي الله عنها بالزنا فتأذى النبي صلى الله عليه وسلم ، وكبشر كان دائما يسأل الأقرباء له وللسيدة عائشة عن ما حدث فيقولوا أنهم ما سمعوا عن عائشة رضي الله عنها إلا الخير وإنها من المستحيل أن تفعل ذلك أبدا ً ، ولكن الألم بدأ يزداد عند النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ دائماً يسأل الله تعالى أن يبرئ السيدة عائشة ، فذهب إلي السيدة عائشة في بيت أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث كانت تعالج من مرضها هناك بعد أن أذن لها النبي بذلك ، وقال لها : يا عائشة : إن كنتي قد أصبتي ما يقولون فتوبي إلى الله واستغفريه ، فنظرت السيدة عائشة لأبيها أبي بكر وأمها وقالت لهم : ألا تجيبان ؟ فقال لها أبو بكر رضي الله عنه : والله ما ندري أن نقول ، فقالت لهم السيدة عائشة : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ، والله اعلم أني بريئة و والله ما أقول أكثر مما قال أبو يوسف [/COLOR]" فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ " ، وهنا نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره ببراءة السيدة عائشة من هذه الحادثة الشنيعة وأنزل في هذا الموقف قرآناً قال تعالى : " إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (سورة النور11 ) وهنا تبشر الرسول -صلى الله عليه وسلم - وابتسم واخبر عائشة رضي الله عنها .

• ويقول إبن كثير فى تفسير القرآن الكريم

وقوله:
{ وَقَالُواْ } أي: بألسنتهم { هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } أي: كذب ظاهر على أم المؤمنين رضي الله عنها، فإن الذي وقع لم يكن ريبة، وذلك أن مجيء أم المؤمنين راكبة جهرة على راحلة صفوان بن المعطل في وقت الظهيرة، والجيش بكماله يشاهدون ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، ولو كان هذا الأمر فيه ريبة، لم يكن هكذا جهرة، ولا كانا يقدمان على مثل ذلك على رؤوس الأشهاد، بل كان يكون هذا لو قدر خفية مستوراً، فتعين أن ما جاء به أهل الإفك؛ مما رموا به أم المؤمنين، هو الكذب البحت، والقول الزور، والرعونة الفاحشة الفاجرة، والصفقة الخاسرة،


الدروس التي استفادتها المسلمون من حادثة الإفك نذكر على سبيل المثال لا الحصر :


[COLOR="Indigo"]• الاعتصام بالله من شر الأعداء فلكل نبي ولكل داعية ولكل ناجح أعداء يتربصون به [/COLOR]" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا " ( الفرقان 31) .

ضرورة الظن الحسن بأهل الخير والإيمان والصلاح كما فعل بعض الصحابة ذلك بالرغم مما أشيع أمثال أبو أيوب الأنصاري وزوجته " لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ " ( النور 12) .

•العدو قد يكون من داخلنا أيضاً ولذلك يجب الاحتراس منه " إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ " ( النور 11) .

عدم الخوض بأي أسلوب كان في عرض أي امرأة حتى لا يتعرض من يفعل ذلك لعقاب الله في الآخرة ، والى حد القذف في الدنيا إذا لم يكن هناك أربعة شهداء لهم أدلة واضحة وضوح الشمس في ضحاها " لوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ " ( النور13) .

• وفيه تنبيه على أن حق المؤمن إذا سمع قالة في أخيه، أن يبني الأمر فيها على الظنّ لا على الشك. وأن يقول بملء فيه بناء على ظنّه بالمؤمن الخير: { هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ } هكذا بلفظ المصرح ببراءة ساحته، كما يقول المستيقن المطلع على حقيقة الحال. وهذا من الأدب الحسن الذي قل القائم به والحافظ له، وليتك تجد من يسمع فيسكت ولا يشيع ما سمعه بأخوات. (الكشاف -الزمخشرى)
• محاربة الشائعات في كل مجتمع التي من شأنها إحداث الفتنة فرب كلمة أشعلت حرباً " إذ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ " ( النور 15) .


وعيد الله بمن يحب أن يشيع الفاحشة في المجتمع وهو ما نقاسى منه اليوم أيضاً فيما يبث في الإعلام " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ " ( النور 19) .


الأمر بالصفح عمن أساء إلينا فقد عفا أبو بكرعن مسطح بن اثاثه ، وهو ممن كان خاضوا في ذلك وهو قريب له ومن فقراء المهاجرين وكان أبو بكر ينفق عليه فآلي على نفسه أن لا يقطع مسطحاً أبداً بنفقة بعد أن نزل قوله تعالى " وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( النور 22) .


• معاهدة الله للمؤمنين كافة بعدم تكرار مثل هذه الأمور وحتى قيام الساعة " يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " ( النور 17).

الصبر على الشدائد حتى يأتي نصر الله " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " ( السجدة 24) .

احترام محمد لزوجته بالرغم من اتهام الافاكون لها وعدم جرح شعورها وكذلك صبر الزوجة المؤمنة حتى لو اتهمت زوراً حتى يأتي نصر الله .
• كانت هذه الحادثة إحدى المحن التي مر بها النبي في دعوته بخلاف محنة اليتم ووفاة الزوجة والجد والعم والأبناء والأذى الذي تعرض له من المشركين وخلافه وحيث أنه " قلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " ( الكهف 110 ) فإن هذا يلقى الصبر على أي منا قد تعرض لأي محنة فهو قدوتنا " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ( الأحزاب 21 ).


إن هذه الحادثة لتؤكد نبوة محمد لأنه لو كان هو الذي يكتب القرآن لما ترك الأمر شهراً يتأذى فيه هو وزوجته والمؤمنين وعرض المجتمع إلى ما كان يمكن وأن يحدث خاصة وقد تعود المسلمون بنزول القرآن تباعاً لبيان الحوادث في حينها ولكنه في هذا الموضوع انقطع الوحي شهراً حتى فصل فيه .

2) فهل حادثة الافك شقت الإسلام إلى المعسكرين السنة والشيعة :


أ- يظن البعض أن الشيعة هم الذين تشيعوا لعلي بن أبي طالب في خلافه مع معاوية بن أبي سفيان ولكن هذا يعني أن أتباع علي بن أبي طالب هم الشيعة وأتباع معاوية هم السنة وهذا لم يقبل به أحداً بدليل أن أفكار ومبادئ على لا تتوافق تماماً مع ما يقوله الشيعة بل تتوافق مع ما يقول به السنة .

ب- ولكن كانت بداية الشيعة بعد استشهاد الحسين بن على بعد أن خرج على خلافة يزيد بن معاوية ، واتجه إلى العراق بعد أن دعاه فريق من أهلها إليها ووعدوه بالنصرة ، ولكنهم تخلوا عنه في اللحظات الأخيرة ، وكان الأمر أن استشهد الحسين في كربلاء .

جـ -ندمت المجموعة التي قامت باستدعائه وقرروا التكفير عن ذنبهم فخرجوا على الدولة الأموية وقتل عدد منهم وعرف هؤلاء بالشيعة .

د- وهذا يفسر لنا شدة ارتباط الشيعة بالحسين بن علي أكثر من علي بن أبي طالب نفسه وهم كما تشهدون جميعاً يحتفلون بذكرى استشهاد الحسين ولا يحتفلون بذكرى استشهاد علي .

هـ- ومع ذلك فنشأة هذه الفرقة السياسية التي اعترضت على الحكم الأموي لم يكن لها مبادئ عقائدية أو مذهبية مختلفة عن أهل السنة آنذاك ولكن تطور الأمر بعد ذلك وهذا موضوع آخر .

و – قصدنا شرح ذلك للقارئ حتى يدرك بنفسه أنه لا توجد علاقة بين موضوع السنة والشيعة ومحاولة المدلس الزج بحادثة الافك فيها وجعلها سبباً لذلك – هداه الله – والتي انتهت بحسم القرآن لها .

ز – لدى السنة والشيعة مفهوم وكينونة الإله وأيضاً الرسول والقرآن واحد وهناك بعض الاختلافات في أمور غير جوهرية الأمر الذي يختلف تماماً مع المعسكرات المسيحية التي تنقسم إلى ثلاثة طوائف رئيسية كبرى – كاثوليك ، بروتستانت ، أرثوذكس - مع ما لا يحصر من الطوائف الفرعية مع الخلافات التاريخية والعقائدية والسياسية ولكن يظل الفرق العقائدي الأساسي هو في صلب العقيدة نفسها حول ماهية السيد المسيح هل هو اله أم ابن الإله أم روح الإله مع تفصيلات معقدة جدا ً لا يفهمها حتى المؤمن بها هذا بخلاف ما يتعلق أيضاً بموضوع السيدة العذراء وأيضاً بعض أسفار الكتاب المقدس التي تعترف بها بعض الطوائف وتنكرها طوائف أخرى .

3) فهل انزل رب الكعبة بأمر محمد ما يبرأ زوجته المدللة عائشة من تهمة الزنا مع صفوان بعد شهرين من طعن كبار الصحابة في سلوك عائشة فأننا نرد بالآتي:

أ - محمد لا يأمر رب الكعبة ولكن الله ينزل من وحيه ما يشاء على من اصطفي من رسل ، وإلا فنحن في انتظار المدلس أن يطلب أيضاً ما يشاء من رب الكعبة أن ينزل آية صريحة واضحة ليضمها لكتابه المقدس يقول فيها المسيح : " أنا ربكم فاعبدوني" ، لأن ذلك هو صلب العقيدة المسيحية بدلاً من النصوص الواردة في الكتاب المقدس التي يحاول النصارى ليها ليستنتجوا إلوهية المسيح .

ب - نشكر المدلس على أن أثبت أن محمد يدلل زوجته ونسأل الله أن يعم ذلك على جميع الأزواج لزوجاتهم .

جـ – إذا كان محمد أنزل القرآن لتبرئة زوجته من هذه التهمه فكان من البديهي أن ينزل ما يبرأها على الفور وليس بعد شهر – كما اعترف المدلس- وذلك حتى يتجنب تعريض أسرته والمجتمع الإسلامي مما يمكن أن يحدث ولكن كان الأمر بخلاف ذلك .

4) أ- ورد في تفسير الزمخشري الآية " لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ " الاستشهاد بحديث البخاري رقم 3983 ومضمونه أن حاطب بن أبي بلتعه أرسل كتاباً لأهل مكة مع أحدى المشركات يحذرهم فيه أن الرسول يتجهز لفتح مكة ، ونزل جبريل وأخبر الرسول بذلك فأرسل الرسول بعض الصحابة ومنهم عمر حتى أحضروا منه الكتاب وطلب الرسول حاطب بن أبي بلتعه وسأله لماذا فعل ذلك فأجاب أنه كان مستضعفا في أهل مكة وأنه كان يخشى أن يصيب أهل مكة أهله بسوء هناك ولذلك فعل ذلك ... فقبل الرسول عذره ... فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال : وما يدريك يا عمر لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ففاضت عينا عمر وقال : الله ورسوله اعلم ، ونزلت الآية " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ....".

ب- وبعد أن تكامل الموقف لهذا الحديث وظروفه وسبب روايته ونزول الآية الأمر الذي بتره المدلس ليوحي للقارئ بأن الرسول أعطى صك غفران لمن شهد بدر كما ورد في الحديث فأنه :

لا صكوك غفران في الإسلام إنما صكوك الغفران كانت في الكنيسة في العصور الوسطى والذي على أساسها انشقت المسيحية وظهر المذهب البروتستانتي نتيجة فساد الكنيسة آنذاك .

• أما الإسلام فهناك مبدأ :

" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " ( الزلزلة 7-8 ) .

" قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " (الكهف 110).


" قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ " ( يونس 49 ) .


جـ - في هذا الحديث :

• حقن الرسول دم حاطب بن أبي بلتعه لأن عمر كان يطلب ضرب عنقه بعد أن أتهمه بالنفاق .

• رفع الرسول منزلة كل من جاهد في بدر- المحاربون القدماء- ودعا الله لهم بالغفران بدليل قوله " لعل الله قد أطلع " ولم يقل " إن الله قد أطلع ".

• سبق محمد البشرية الحديثة في تكريمها لفئة المحاربين القدماء



5) أما ما ذكره المدلس على إشارة على بن أبي طالب على محمد بتطليق عائشة مما أثار حفيظتها على علي وما ترتب على ذلك من شلالات دماء اريقت بين السنة والشيعة ، ورفض محمد لذلك لحبه لها وقربه من أبيها أبو بكر ولخشية الفضيحة فأننا نقول :


أ- لقد كان حديث الافك محنة مرت بها الدعوة لمدة شهر تربت وتعلمت دروساً مستفادة ومن أجل ذلك أنزل الله القرآن ليفصل في القضية المبتدعة ويرد المكيدة المدبرة ويكشف عن الحكمة العليا وراء ذلك كله وما يعلمها إلا الله ولذلك ورد في الآية " إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ " ( النور11) .

ب- فإذا كان بعض المسلمين كبشر انخدعوا - بحسن نيتهم – فخاض منهم من خاض في حديث الافك كحمنة بنت جحش وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثه ، أما أصل التدبير فكان في تلك العصبة الماكرة وعلى رأسها ابن مسلول الماكر الذي لم يظهر بشخصه في المعركة إنما كان يهمس به إلي الأنقياء من الناس لينخدعوا .

جـ - ولكن البعض الآخر من المسلمين كأسامة بن زيد وأبو أيوب الأنصاري وزوجته استبعدوا ما نسب إلى عائشة وما نسب إلى رجل من المسلمين من معصية وخيانة الرسول لمجرد شبهة لا تقف للمناقشة .
د - أما علي بن أبي طالب القريب من محمد فأشار إليه "بأن الله لم يضيق عليه ولكنه أشار أيضاً بالتثبيت من الجارية ليطمئن قلب رسول الله ويستقر على قرار – ظلال القرآن صـ 2499) حيث أخبرته الجارية بمدى طهر عائشة فأن ذلك كان اجتهاداً من علي للتخفيف عن رسول الله .

هـ - أما محاولة المدلس الزج بحادثة الافك وأنها سبب شلالات الدم التي أريقت بين السنة والشيعة والهمز واللمز ، فإن القرآن الكريم قد حسم هذا الموضوع في حينه و آمن المسلمين بوحي السماء في هذا الأمر وتعلموا وتربوا وانتهى الأمر عند ذلك .

و- وشتان الفارق بالطبع بين الدماء التي أريقت بين السنة والشيعة ومحيطات الدماء التي أريقت بين الطوائف المسيحية الكاثوليك والأرثوذكس وعصور الاضطهاد ثم في القرن السادس عشر ولمدة ثلاثين عاما ً 1618-1648م بين البروتستانت والكاثوليك وكلفت الأوربيين الملايين من الضحايا وخصوصا ً في ألمانيا التي خسرت حوالي نصف سكانها وكانت المجازر تشتمل على عمليات الحرق والقتل والتهجير .

ز – هذا وناهيك عن ضحايا الحروب الصليبية – قديماً وحديثا ً – والحرب العالمية الأولى والثانية والتطهير العرقي في البوسنة التي أزهقت فيها أرواح ما يزيد عن مائتى مليون برئ ولم يكن للمسلمين أي دخل فيها بالطبع .
ح – أما فيما يتعلق بصحابة السيد المسيح عليه السلام فقد أصاب بعضهم ولكن البعض الآخر وقع في الخطيئة مثل :

وعد بطرس وأخلف وكذب في متى 26/35 عندما قال المسيح : " قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ! " أنكر بطرس بعد ذلك المسيح ثلاث مرات – قبل أن يصيح الديك – كان آخرها في متى 26/74 " فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ " .
• الخيانة العظمى وتسليم يسوع للأعداء من يهوذا ففي متى 27/4 : " قال يهوذا: قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا... " وهو المسيح

• ثم الانتحار : ثم انتحاره شنقاً كما في متى 27/5 : " فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ " .

6) أما ما أورده المدلس بشان استنزال محمد لقرآن يحل المشكلة ويستخدم الوعد والوعيد والترهيب بأقوى الألفاظ فيمن خاضوا في التهمه المنسوبه إلى أم المؤمنين عائشة مما لم يستعمله في تعنيفه للمشركين وعبدة الأوثان وذلك لأنه استخدم في الآيات عبارات " عذاب عظيم " بهتان عظيم " فأننا نقول :

أ – إن القرآن استخدم نفس اللفظ " عظيم " على اليهود – أتبع الشطر الأول من الكتاب المقدس ، العهد القديم – الذين اتهموا السيدة مريم العذراء بالزنا – حاشاها " وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً " ( النساء 156) .

ب- إن القرآن إذا كان قد توعد من خاضوا في شرف السيدة عائشة " بالعذاب العظيم ) فإن ذلك يسري أيضاً على أي فرد حتى قيام الساعة إذا خاض في شرف أي امرأة لأن الطعن في شرف أي امرأة يترتب عليه أمور عظيمة لها ولأسرتها ولمجتمعها الأمر الذي أوجب الإسلام حمايته " إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " ( النور23).جـ - لاشك أن المدلس لا يمانع أن يلقى من يطعن في شرف امرأته من الله مثل هذا العذاب العظيم .

د – توعد الله المشركين وعبادة الأوثان بالعذاب أيضاً ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ( البقرة 39).
" ومن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وبأس الْمَصِيرُ " ( البقرة 126).

"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ " (آل عمران 10) .


" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ " ( الأنبياء 98) .

" يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا " ( الأنفال 66) .

" فِي الْحَمِيمِ ثُمّ فِي النّارِ يُسْجَرُونَ " ( غافر 72 ).

" ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ " ( فصلت 28 ).

" يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ " ( القمر 48 ) . " مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ " ( إبراهيم 66 ) .

و – وللوقوف على استخدام كلمة " عظيم " في القرآن يمكن للقارئ البحث عن كلمة " عظيم " (الكترونياً ) في القرآن للوقف على استخداماتها .

ز- أما استنزال محمد لقرآن يحل المشكلة فلعدم التكرار يرجع لردنا في الفقرة (3) في أعلاه .

7) أما الإشارة إلي تفسير الزمخشري للآية 24 من سورة النور وإشارته أنه تضمن أن من أذنب ذنباً ثم تاب قبلت توبته إلا من خاض في أمر عائشة فأننا نقول :

أ – تتحدث هذه السورة منذ بدايتها فيما يتعلق بحماية عرض المرأة وشرفها من ألسنة الناس مع بيان عقاب ذلك ثم يأتي في السياق بعد ذلك الآية 24 من سورة النور " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (النور 24 ) ، بمعنى أن جوارح الإنسان ستشهد عليه يوم القيامة فتنطق الأسنة و الأيدي والأرجل بما اقترف من سيء الأعمال .

ب- نأتي بعد ذلك في تفسير الزمخشري لهذه الآية " ومن فم المدلس " لأنه – بدون أن يدري - كتب نص التفسير وهو : " ... وعن أبن عباس رضي الله عنهما : أنه كان بالبصرة يوم عرفه وكان يسأل عن تفسير القرآن حتى سأل عن هذه الآية فقال : من أذنب ذنباً ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض في أمر عائشة وهذه مبالغة منه وتعظيم لأمر الافك .

جـ- يحاول أن يهون المدلس بشاعه الأمر ويستصغره...

وإستدلالا بما يستدل به المدلس وهو الكشاف للزمخشرى :
[وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم] أي: تحسبونه صغيرة وهو عند الله كبيرة وموجبة. وعن بعضهم أنه جزع عند الموت، فقيل له: فقال: أخاف ذنباً لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم. وفي كلام بعضهم: لا تقولنّ لشيء من سيئاتك حقير، فلعله عند الله نخلة وهو عندك نقير. وصفهم بارتكاب ثلاثة آثام وعلق مسّ العذاب العظيم بها، أحدها: تلقى الإفك بألسنتهم، وذلك أن الرجل كان يلقى الرجل فيقول له: ما وراءك؟ فيحدثه بحديث الإفك حتى شاع وانتشر؛ فلم يبق بيت ولا نادٍ إلاّ طارَ فيه. والثاني: التكلم مما لا علم لهم به. والثالث: استصغارهم لذلك وهو عظيمة من العظائم.

د- لقد نقل الزمخشري رأي ابن عباس الشخصي في الموضوع – الواجب احترامه وليس تقديسه – والذي بالغ فيه على النحو المذكور لترسيخ بشاعة الخوض في عرض النساء بصفة عامة وفي شرف بيت النبوة بصفة خاصة .

د - ولقد استخدمت المبالغة أيضاً في الكتاب المقدس لهدف مماثل فقد ورد في إنجيل متى 23/24 " أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ " ، فلا أحد يبلع جملاً ولكنها مبالغة لا بأس بها ولا تخلو من وجاهة لترسيخ المعنى .

8) أشار المدلس بأن ما ورد لا يمكن اعتباره كتاباً سماوياً منزلاً بل كلام رجل تملكه الغضب عما قيل في زوجته جراء تصرفاتها فأننا نقول :

أ – إذا كان هذا كلام رجل تملكه الغضب عما قيل في زوجته وليس كتابا ً سماويا ً فلماذا لم ولن يكتب من يتملكه الغضب كمحمد كتابا ً ويدعو الناس فيلتف المليارات حوله يؤمنون به ويتعبدون بتلاوة هذه القصة على مدار الآلف من الأعوام .

ب- إن ما ورد كان فيه العديد من الدروس التي استفادت منها الجماعة المسلمة الناشئة – كما ورد في ثانياً 1- ب – بصفة عامة والتي تحمل فيها محمد وزوجته الشطر الأكبر من المحنة ضاربين بذلك المثل لبيت النبوة الصادقة الذي لولا وحي السماء الطاهر وإيمان الناس به لسقط كما سقط الآخرون .

جـ - ولكن أين هذا الطهر والأدب والدروس المستفادة والعبر من :

التكوين 26/8 : " ولمَّا مضَى على إقامتِهِ هُناكَ وقتٌ طويلٌ حدَثَ أنَّ أبيمالِكَ، مَلِكَ الفلِسطيِّينَ أَطَلَ مِنْ نافذةٍ لَه ونظرَ فرأى إسحَقَ يُداعِبُ (hugging and kissing كما ورد في نص new international ) رِفقةَ اَمرأتَهُ " ، فلماذا يداعب اسحق زوجته علنا ً وهل يليق بذكر ذلك في كتاباً سماويا ً .

صموئيل 2-6-20-22 : وداود يتعرى ويرقص ويكشف عورته ... هل هذا وحي سماوي " ورجع داود ليبارك أهل داره، فخرجت ميكال بنت شاول لاستقباله وقالت: "ملك إسرائيل شرف نفسه اليوم لما تعرى أمام جواري خدامه، كما يفعل أحد السفهاء فقال داود لميكال: "بل فعلت ذلك أمام المولى الذي اختارني دون أبيك ودون أي واحد من كل عائلته، ليقيمني حاكما على شعبه بني إسرائيل. فأمام المولى أرقص، وأجعل نفسي أحقر من ذلك، وأعتبر نفسي صغيرا. لكني في نظر الجواري اللواتي ذكرت، أزداد شرفا " ... ما هذا !!!!.

تكوين 19 :30 -38

30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ»، وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي»، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ....ماشاء الله ..ونعم كتابا سماويا

• هذا إلى آخر هذه النصوص الهابطة والتي يحذفها أي رقيب قبل النشر .



خلاصة ما تقدم للتدليس رقم (11)

1) بينما أتباع محمد يبرؤون أم المسيح عليه السلام مما نسبه اليهود إليها بالزنا , ويرفعون منزلتها لتكون حسب قرآنهم سيدة نساء العالمين نجد أتباع السيد المسيح حاليا ً يرددون ما قاله الافاكون بأم المؤمنين السيدة عائشة التي برأها الله من كل أثم ... ولا حول ولا قوة إلا بالله فشتان شتان الفارق.
2) حادثة الافك لا علاقة لها بنشأة الشيعة إطلاقا ً فهذه أحداث أخرى كما ذكرنا .

3) نزول القرآن بتبرئة السيدة عائشة بعد شهر من حادثة الافك – وليس على الفور – وما أصاب المجتمع آنذاك يدل بما لا يدع مجال للشك أن القرآن هو وحي الله وليس من عند محمد .

4) لا صكوك غفران في الإسلام إطلاقاً إنما صكوك الغفران هي ما ابتدعتها الكنيسة في العصور الوسطى .

5) حماية شرف المرأة في الإسلام هو خط أحمر وأمر جوهري , والقرآن يصف من يتعداه بأنه أتى بهتاناً عظيماً , هذا المبدأ كان سواءاً مع أم المسيح عليه السلام أو أم المؤمنين رضي الله عنهما أو أي امرأة أخرى .

6) الآيات التي وردت في حادثة الافك هي وحي الله الثابت والتي اتصلت به السماء بالأرض , وفصلت لها في محنتها مؤكدة اطلاع الله الدائم على الأحداث ومعطية دروساً أيضاً للجماعة الناشئة منها , وتستفيد منها أيضاً الأجيال من بعدها على مدار التاريخ والى قيام الساعة .

7) تضمن الكتاب المقدس نصوصاً ومعاني وقصص وألفاظاً هابطة لا فائدة منها ولا يمكن أن تكون أو تنسب إلى وحي الله عز وجل .


يتبـــــــع بإذن الله وفضــــله