من متدى الجامع القديم
Jesus is Muslim كتب في : Dec 28 2003, 09:21 AM
ن كتاب النصرانية وكتبها في ضوء العلم والعقل للاستاذ adam35_4 وهذه بعض الفصول وسنضع البقية بين فترة واخرى ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع بهذا الكتاب وان يجزي اخونا ادم خير الجزاء ويوفقه ويبارك فيه.



_________________

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

الحمدُ لله رب العالمين, قيُّـوم السموات والأرضين, خالـق الخلق أجمعين, مالـك يوم الدين, الذي لا يعبد بحق سواه, ولا يحصى مداه, والذي أرجو رضاه, الحمد لله فاطر السموات, الحمد لله رافع السموات, الحمد لله الذي لا تختلف عليه اللغات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حقّـاً حقّـا, و أشهد أنه الملك القدُّوس له الأسماء الحسنى تعبُّداً ورِقَّـا, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, خاتم الأنبياء وإمام المرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين, وهدىً للناس أجمعين, بالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
وبعد ..
يقول الله تبارك وتعالى:
" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِد ٌسُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ." ( 1 )

ان شريعة الله عزّ و جل هي التوحيد الخالص له سبحانه وتعالى والذي تتابع على ذكره الانبياء منذ أبونا آدم عليه السلام وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وقد عاش آدم عليه السلام ومن بعده ذريته عشرة قرون وهم على طاعة الله، وتوحيده ، ثم تسرب الشرك ، وعُبِد غير الله مع الله ؛ فبعث الله تبارك وتعالى أول رسله وهو نوح - عليه السلام - يدعو الناس إلى عبادة الله ، ونبذ الشرك. ثم تتابع الأنبياء والرسل من بعده للدعوة إلى الإسلام ، الدين الذي ارتضاه الله في كل عصر وحين، وهو عبادة الله وحده ، ونبذ ما يعبد من دونه.
فدين الأنبياء والمرسلين كإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وموسى ، وداود ، و سليمان وعيسى - عليهم السلام دين واحد وإن كان لكل منهم شرعة ومنهاج .
وقد اصطفى الله بني إسرائيل من بين البشر فكان منهم الكثير من الانبياء, ولكن بعد كفرهم وقتلهم الانبياء ومحاولتهم قتل المسيح وكفرهم به وطعنهم في شرف أمه، تحول الاصطفاء إلى غيرهم ولم يكن بعد عيسى نبي من بني إسرائيل, فكان أن اصطفى الله - عز وجل - محمداً - صلى الله عليه وسلم - ليكون خاتماً للأنبياء ، والمرسلين ، ولتكون رسالته هي الخاتمة ، وكتابه الذي أنزل إليه وهو القرآن هو رسالة الله الأخيرة للبشرية.

ان الرسالة التي انزلها الله تبارك وتعالى على عيسى عليه السلام, رسالة مكملة لرسالة موسى عليه السلام و متممه لما جاء في التوراة من تعاليم, فقد ولد عليه السلام وعاش في بيئة يهودية وبدأ دعوته في اقليم الجليل لليهود ايضا, داعية إلى التوحيد, لكنها واجهت الكثير من الصعوبات والأذى والاضطهاد مما أدى إلى ضياع الأصول وامتداد يد التحريف والتأليف إليهـا, ففقـدت أصولها وامتزجت بالمعتقدات الوثنية كالبوذية والهندوسية, وبالخرافات والفلسفة الاغريقية ومرت بمراحل و أطوار تاريخية مختلفة, انتقلت فيها من رسالة منزلة من عند الله سبحانه و تعالى تدعو الى الوحدانية , إلى ديانة محرفة و مبدلة صنعتها مجامع القساوسة والكهنة وفق رغبات أهل الغنى والضلال من الملوك ورجال السياسة, تؤمن بالوثنية وتدعو إلى الشرك وتقول بان الله – جل وعلا – ثالث ثلاثة.
وانساحت النصرانية المحرفة في الأرض تنشر نحلتها بسيف القهر حينا، وبسيف الجوع والحاجة حينا
آخر، وملأت جيوشهم البيضاء بلاد المسلمين تقدم لهم الدواء بيد والإنجيل بالأخرى، فلا خلاص لك أيها المحتاج إلا بالإذعان لتلك العقيدة الفاسدة المحرفة والتي تزعم صلب السيد المسيح عليه السلام وفداءه للبشرية وتخليصه لها من الخطايا.
ان الحملات التبشيرية التي اقتحمت البلاد الاسلامية وخاصة بعض دول اسيا كماليزيا وبنغلادش واندونيسيا, وغير الاسلامية كالصين وبعض الدول الافريقية, لتعتبر خطرا جسيما على الأمة الاسلامية دينيا واقتصاديا وسياسيا , فهي تهدف الى زعزعة الإيمان والعقيدة الاسلامية في صدور المسلمين ما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
ويتنادى الغيورون لوقف هذا الطوفان وتبيان الحقيقة وإماطة اللثام عن حقيقة هذا الدين المطعم بوثنيات الأمم وخرافاتهم، وما طرأ عليها من تغيير وتحريف, إذ هو أولى الواجبات، ودرة الأعمال الصالحات، وهو واجب الوقت الذي لا فكاك عنه، ولا أهم بعد الإيمان منه.
لذا وجدت نفسي مدفوعا بواجب الانتماء للإسلام والغيرة على إخواني المسلمين الذين يسقطون في براثن الجوع والتنصير، رأيت لزاماً علي التصدي لمناقشة بعض ما يهرف به دعاة الضلالة الذين يحملون الإنجيل في كف ولقمة الطعام في كف، ورأيت أن أسهم في كشف حقيقتهم فاخترت الحديث عن الكتاب المقدس والعقيدة النصرانية ليكون موضوع أطروحتي لنيل درجة الماجستير لكشف الحقيقة وتبيانها وإقامة حجة الله على خلقه، ولتعريف القارئ بحقيقة هذا الكتاب وما ورد فيه، وحقيقة النصرانية وما فيها من بدع وضلال.

وأودُّ أن أنوِّه بأن هذا البحث هو خلاصة دراساتي المطولة مستنداً الى رأي الثقـاة من العلماء المعروفين, كما وأني لم أقصد أي تجريح أو إهانة لأي من النصارى, وإنما يهمني إظهار الحقيقة والحقيقة وحدها .

و إنني أتمنى من الله العلي القدير بأن يكون هذا البحث موفياً بالغرض, عميق الدلالـة, قاطع البرهان, ليكون رداً على اليهودية و النصرانية التي ناصبت الاسلام العداء منذ إشراق نوره كشعلة للإيمان أضاءت الدنيا وملحمة كبرى غيرت مجرى التاريخ وحتى يومنا هذا, و بعد أن كشف الاسلام عَبَثُ أحبارها وكهنتها ورهبانها بمعالمها و أصولها و تعاليمها.
وأسال الله عز وجل ان يتقبل مني هذا العمل خالصا لوجهه الكريم عسى ان يشرح الله بما فيه صدرا والله الموفق و الهادي إلى أقوم سبيل..