اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جون ويسلي مشاهدة المشاركة

صفة الخلق ممكن ان تطلق على شخص اخر غير الله .
بمعنى فلان خلاق او مبتكر او الخ
ولكن المقصود بالخالق اي الذي خلق من العدم
وهذه لا تطلق الا على الله فقط
السيد جون
أولًا: أعتقد أنَّك تتذكَّر ماذا يعني "لفظ مشترك".

ثانيًا: لا تُسْقِط الكلمات ذات المعاني المُتَغَيِّرة، على الكلمات ذات المعاني الثابتة وإنِ تطابقت الألفاظ؛ ولذالك؛

ثالثًا: فكلمة خالق على وزن فاعِل، ولكن كلمة خلَّاق على وزن فَعَّال، وإليك كلمات على الزنين:
فاعل | فَعَّال.
راحم | رَحَّام
حامِد | حمَّاد.
فاهم | فهَّام.
راصِد | رَصَّاد.

يُسْتَعْمَل الوزن فعَّال للدلالة على كثرة فعل من فاعل ما؛ ولذلك فكلمة خلَّاق دلالة على كثرة فعل الخالق، فلو نظرت جيدًا لوجدتَ أنَّ كل شيء يندرج تحت صفة الخلَّاق: فالرحمة، والعدل، والحب، والود، إلخ.. فصفة الخلَّاق تحيط بهذه الصفات، وهذه الصفات لا تحيط بصفة الخلَّاق، فهذه مسألة لطيفة.. هنا يدخل المجاز لئلا يفهم القارئ الأشياء على غير معناها الحقيقي، فيُسْقِط معانٍ جديدة لتنصاف إلى المعاني الثابتة!.

وبناء عليه فإنْ جاء وصف إنسان ما بصفة الخلَّاق فالأولى أنَّ يتصف بها الله؛ ذلك أنَّه لا وجه للمقارنة بين اتصاف المخلوق بهذه الصفة واتصاف الله بها، والكتاب المنظهور (المخلوقات) أمامك؛ ولذلك فلا تُسْقِط الاستعمال المتداول بين الفنانين لهذه الكلمة، على المعنى الثابت، فذاك احتوى على معانٍ تحولت، أمَّا هذا فمعانيه ثابته، ثم لا تنسى اسقاطاتك النفسية على هذه الكلمة؛ فهذا يخرجها أكثر عن معناها الثابت؛ وبهذا يظهر أنَّ لفظ الخلَّاق "لفظًا مشتركًا"..

وبناء عليه، فإذا كان الخالق يخلق من العدم، فالأولى أنْ يتصف بصفة الخلَّاق، ثم تذَّكر أنَّ كلمة الخالق لا تعني الخلق من العدم فقط، فهذا أحد المعاني، والمعنى الثاني هو بمعنى التقدير، فالتقدير خلق، والعدل خلق، وهو قدر، والرحمة خلق، وهي قدر، والتقويم خلق، وهو قدر، والمملوك خلق، وهو قدر، إلخ؛ وبهذا تتجلَّى صفة الخلَّاق - بمعنى قَدَّار وهو أحد المعاني - بأبهى صورة.

كما ترى فصفة الخالق تطلق على الله، وكذلك صفة الخلَّاق.