طريقة الاكل .. رحلة الطعام.. متعة التهام الطعام..



التهام الطعام متعة..ولكن ماذا تعرف عن رحلة الطعام في الجسم؟







إن الكثير من الناس يظنون أن عملية الهضم تبدأ في المعدة ،ولذلك سنقدم فيما يلي مختصرا عن رحلة الطعام في الجسم لمحو اللبس في الأمر .
بداية عندما تجلس إلى مائدة الطعام يسيل لعابك لمرأى الأكل الشهي ، ولربما يتحرض سيلان اللعاب بفعل تلك الروائح التي ذكرتك بطعم كنت قد تذوقته وأحببته فيما مضى و هذا السيلان يعتبر أول إشارة على استعداد الفم للهضم ..وهذا يشير إلى أن أول ما تبدأ عملية الهضم في الفم .

الهضم في الفم :

تطحن الأسنان الطعام وتهرسه إلى قطع صغيرة ويتم فوراً ترطيب كتلة الطعام باللعاب حيث تقوم ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية ( النكفية والغدة تحت الفك الأسفل والغدة تحت اللسان ) بإفراز حوالي 5-1ليتر من اللعاب يومياً وهو مفرز مصلي أميلازي يبدأ بهضم النشاء بالحد الأدنى ثم يصبح الأميلاز غير فعال عندما يصل إلى المحتويات الحمضية للمعدة ،وهناك نوع آخر من اللعاب يحوي البروتين الذي يؤدي إلى تماسك قطع الطعام ببعضها وتجهيز الكتلة للبلع حيث تتابع رحلتها رجوعا نحو الحلق بتحكم طوعي وعندما تصبح اللقمة داخل المري تكون عملية البلع لا إرادية لتصل بسرعة إلى المعدة .

الهضم في المعدة :

تدفع جزيئات الطعام إلى الأمام وتمزج مع مفرزات المعدة بتقلصات موجية تدفعها من القسم الأعلى للمعدة ( الجوف ) إلى الجيب والبواب .
في المعدة تمزج المفرزات المعدية مع الطعام والشراب ويتم إفراز حوالي 2000 إلى 2500 ملم من العصارة المعدية يومياً ، وتحتوي العصارة المعدية على حمض الهيدروكلوريد ( تفرزه خلايا في جدران المعدة ) والبروتاز وليباز المعدة والمخاط وهرمون الغاسترين .

في عملية الهضم المعدي معظم الطعام يتحول إلى شبه سائل ( كيموس ) يحتوي على تقريباً 50 % ماء، و يبدأ هضم البروتين في المعدة بشكل أساسي من خلال عمل البيبسين الذي يفرز بحالته غير الفعالة ( ببلسبوجن ) والذي يتحول بواسطة حمض الهيدروكلوريد إلى شكله الفعال .
يكون الببسين فعالاً فقط في البيئة الحمضية للمعدة ويعمل بشكل أساسي لتغيير شكل وحجم بعض البروتينات في وجبة الطعام العادية ، فيفرز ليباز حمضي مستقر في المعدة من خلايا chief بالرغم من أن هذا الليباز يعتبر أقل فعالية من ليباز المعدة إلا أنه متخصص بشكل أكبر للتريغليسيرواس المكونة من سلسلة قصيرة ومتوسطة من الأحماض الدهنية ولكن النظام الغذائي الطبيعي يحتوي على القليل من هذه الدهون . يتم فرز الليباز في الجزء الأعلى من الجهاز الهضمي ويمكن أن يكون له دور هام في النظام الغذائي السائلي عند الرضع ولكن عندما تعتل البنكرياس عند الكبار فإن ليباز المعدة واللسان غير كافيين لمنع سوء الامتصاص ، فاستهلاك الطعام يستهلك معه عدداً كبيراً من المتعضيات المجهرية .
الحمض في المعدة قوي جداً مع معدل PH يتراوح بين 1 إلى 4 فإن العمل المتلازم لحمض الهيدروكلوريد وأنزيمات البروتوليكتك من المعدة ، يؤدي إلى تخفيض عدد المتعضيات المتناولة ، وهنا قد تهرب بعض الميكروبات وتدخل الأمعاء إذا استهلكت بتركيز عال .

الهضم في المعي الدقيق :

إن الأمعاء الدقيقة هي الموقع الأساسي لهضم الطعام والمغذيات وتقسم إلى الإثني عشر والصائم و اللفائفي .
و الإثني عشر طولها حوالي 0.5متر أما الصائم من 2 إلى 3 أمتار أما اللفائفي من 3 إلى 4 أمتار ، وتتم معظم العملية الهضمية في الاثني عشر وأعلى الصائم وامتصاص المغذيات يتم بشكل كبير مع وصول المواد إلى منتصف الصائم يدخل الكيموس الحمضي الاثني عشر حيث يمتزج مع عصائر الاثني عشر ومفرزات البنكرياس والصفراء وتتم معادلة الكيموس الحمضي نتيجة للعصارات المعوية التي تحوي البيكربونات حيث أن أنزيمات الأمعاء الدقيقة والبنكرياس تعمل بشكل فعال أكثر في معدل PH معتدل .
إن دخول الطعام شبه المهضوم وبشكل أساسي الدهون والبروتين يسبب إفراز عدة هرمونات والتي بدورها تحفز إفراز أنزيمات وسوائل تؤثر في حركة الجهاز الهضمي .
- الصفراء : وهي بشكل أساسي مزيج من الماء والصفراء والأملاح وكمية صغيرة من الصبغة والكوليسترول تفرز من الكبد والمرارة ومن خلال خاصيتها المستحلبة تسهل الصفراء هضم وامتصاص المواد الدسمة وتفرز البنكرياس أنزيمات قادرة على هضم كل المغذيات الأساسية وبدورها تساعد أنزيمات الأمعاء الدقيقة بإتمام عملية الهضم (وهذه الأنزيمات هي ليباز ، كوليباز ، فوسفوليباز ، كوليسترول وأنزيمات التحلل البروتيني وتتضمن تربسين وكيموتربسين وكاربوكيبتدراز وأمينوببتيداز وريبونوكليز ودي أوكسيد ونكليز ).
و تتحرك محتويات الأمعاء على طول المعي الدقيق بمعدل 1 سم بالدقيقة وتتطلب من 3 إلى 8 ساعات للانتقال عبر كامل الأمعاء إلى صمام المفاغرة اللفائفي بالأعور .

بنية وعمل الأمعاء الدقيقة :

إن العضو الأساسي للامتصاص هو المعي الدقيق والذي يتميز بمساحة الامتصاص العريضة نتيجة طول الأمعاء من جهة و الزغابات المعوية من جهة أخرى والتي هي عبارة عن استطالات تشبه الأصابع والتي بدورها مغطاة بزغابات أدق أو ما يسمى بالفرشاة ، وبالتالي فإن هذا التوضع للطيات و الزغابات يزيد بشكل هائل سطح الامتصاص بحوالي 200 إلى 250 م2 .
و تتوضع الزغابات على بنية داعمة تدعى الصفيحة المخاطية التي تتكون من أنسجة واصلة وتتلقى الأوعية الدموية واللمفاوية ناتج الهضم .
تمتص الأمعاء الدقيقة في كل يوم من 200 إلى 300 غ . من المونو سكاريداز و 60 إلى 100 غ من الأحماض الدهنية ومن 60 إلى 120 غ من الأحماض الأمينية و الببتيد و 50 إلى 100 غ من الشوارد.
إن قدرة الامتصاص عند الفرد السليم تتخطى المتطلبات العادية من المغذيات و بدون هذه الدورة من إعادة الامتصاص والإفراز للأحماض الصفراوية فإن الكبد لن يتمكن من مجاراة حاجة الجسم منها .

ميكانيكية الامتصاص :

الامتصاص عملية معقدة جداً تتضمن عمليات أكثر تعقيداً من النقل النشط والعملية النسبية للانتشار الكامد ،والتي تمر بها المغذيات خلال الغشاء المخاطي المعوي إلى مجرى الدم .
يتضمن الانتشار حركة عشوائية من خلال منتجات في غشاء خلايا جدار الغشاء المخاطي من خلال قنوات بروتينية ( الانتشار البسيط ) أو حوامل البروتين ( الانتشار السهل ) يتضمن النقل النشط مزود الطاقة تنقل الشوارد والمواد الأخرى بالتوافق مع حوامل البروتين خلال الغشاء عبر مجال الطاقة .
قد تتشارك بعض المغذيات بنفس الناقل وبهذا يتشارك للامتصاص .
قد تصبح أنظمة النواقل مشبعة مما يقلل من امتصاص المغذيات (مثال ملحوظ لمثل هذا الحامل هو العامل الجوهري السابق ذكره وهو المسؤول عن امتصاص فيتامين ب 12 )بعض الجزيئات تنتقل من تجويف الأمعاء إلى الغشاء المخاطي بواسطة وسائل من المضخات والتي تحتاج إلى ناقل وطاقة من ادينوسين ثلاثي الفوسفات ( ATP ) ويعتقد أن امتصاص الغلوكوز والصوديوم والغلاكتوز والبوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفات والأبوديد والكالسيوم والأحماض الأمينية يتم بهذه الطريقة .
الاحتساء تم وصفه على ماء ( الشرب ) أو البلع من خلال الخلايا الظهارية لنقطة صغيرة من محتويات الأمعاء .
يسمح الاحتساء بامتصاص الجزيئات الكبيرة مثل البروتين الكامل بكميات صغيرة إن حركة البروتين الغريبة خلال الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم حيث تسبب ردود فعل تحسسية ممكن أن تكون نتيجة الاحتساء . يمتص الامينوغلوبين في حليب الأم بالاحتساء .

الهضم في الأمعاء الغليظة :

الأمعاء الغليظة هي موقع امتصاص الماء والأملاح المتبقية بالإضافة إلى الفيتامينات المركبة في هذا العضو من خلال عمل البكتريا . طول الأمعاء الغليظة تقريباً 1.5 متر وتتألف من المصران الأعور و القولون والمستقيم . معظم المياه الموجودة في 500 إلى 1000 ملم من الكيموس التي تدخل القولون يومياً يتم امتصاصها وتترك 50 إلى 200 ملم تطرح مع البراز . تتحرك محتويات القولون للأمام ببطء بمعدل 5 سم / ساعة وقد يتم امتصاص بعض المغذيات .
تفرز كميات كبيرة من المخاط من الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة لتحمي جدار الأمعاء من الكشط ومن عمل البكتريا ويؤمن الوسيط ليجمع البراز ببعضه . والذي يتابع طريقه باتجاه خارج الجسم عبر المستقيم ثم الفوهة الشرجية.

و بذلك تكون نهاية الرحلة لتلك الكمية من الطعام..........................



ياسميـــــــن..............



منقول