شبهة


التماس يوسف:

وقال للذي ظنّ إنه ناجٍ منهما: اذكرني عند ربك. فأنساه الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بضع سنين (آية 42).

قال أكثر المفسرين: إن الشيطان أنسى يوسف ذِكر ربه حتى ابتغى الفرج من غيره، واستعان بمخلوقٍ مثله في دفع الضرر. وتلك غفلةٌ عرضت ليوسف، بشغل الخاطر وإلقاء الوسوسة، فإنه ورد في الحديث أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

وقوله بضع سنين اختلفوا فيه، فقيل هو ما بين الثلاث إلى السبع، وقيل هو ما بين الثلاث إلى التسع، وقيل هو ما دون العشر. وقال أكثر المفسرين إن البضع في هذه الآية سبع سنين، وكان يوسف لبث قبلها خمس سنين، فجملة ذلك 12 سنة. قال محمد: رحم الله يوسف، لولا كلمته التي قالها وهي اذكرني عند ربك ما لبث في السجن ما لبث (الرازي في تفسير يوسف 12: 42).

ولكن التوراة تعلمنا أن يوسف قال لرئيس السقاة: حينما يصير لك خير تصنع إليّ إحساناً وتذكرني لفرعون، وتخرجني من السجن . وهذا الالتماس جائز في حد ذاته، بل واجب، لأن الله جعل لكل شيء سبباً. وأيُّ حرجٍ على يوسف في طلبه هذا الطلب العادل؟ والعاقل يرى أن سلوك يوسف هذا كان مرضياً لله فإنه من باب التوكّل على الله. وقد ورد في تكوين 39: 21 أن الرب كان مع يوسف وبسط إليه لطفاً وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن، فسلّم له كل شيء، لأن الرب كان معه، ومهما صنع كان الرب ينجحه .

تجهيز للرد