للشاعر إسماعيل الصالحة


طلع الصباح بنوره المتألق .............وانداح في الأفق الجميل المشرق
وسنا بلون لؤلؤي أبيض.................قد أسبغ الأحداق بالنور النقي
وأفاض فوق الكون حسنا رائعا...........حلوا جميل الشكل ثم الرونق
مضى بقرص الشمس يعلوا زاهيا...........نحو السماء بسرعة وتفوق
فإذا بجيش الليل يعدوا هاربا .............متبعثر الأشلاء بعد تمزق
وانهار صرح الليل بعد تصدع............وأذيب في الأضواء بعد تغرق
وتبددت في الأفق أستار الدجى...........وانحل عقد الكوكب المتوثق
وتنفست في الأرض أزهار الربى..........وتبسمت بالبرعم المتفتق
وتلألأت تيجانها تحت الندى................وبريقه المتشعشع المترقرق
وبدت بلون عبقري فاتن...............من أحمـــر أوأصـــفر أوأزرق
والورد أظهر حسنه وجماله............بين الزهور وثغرها المتعبق
والعشب بان بحلة مخضرة............منسوجة من نبــته المـــتورق
ينداح فيه الطرف بعد مسرة...........عبر الروابي الخضر تحت الزنبق
وشدى الكنار على منابر أيكه..........لحنا ندي الصوت عذب المنطق
ينساب بين الدوح مثل ربابة............حطت بطـــل ناعـــم متــودق
والبطة البيضاء رفرف جنحها............لتعوم فو ق الماء مثل الزورق
والكل في دنيا الصباح ببهجة..............مما رآه من البهـــاء المغدق
إن الصباح لواحة سحرية................فيها يرى المخلوق لمس الخالق
من دون زيت أو مداد رسمها......... بل إنما جـــاءت بشكـــل أصدق
فيه ارتياح النفس من أشغالها...........وبه انشراح الصدر بعد تضيق
وبه انتعاش القلب في خفقاته...........وبه انطلاق الجسم بعد تنشق
والكل فيه بنشوة وسعادة...................كالطير في الأجواء بعد تحلق
سبحان من خلق الصباح وسحره.......للناس بعد تناســـق وتنمــق
سبحانك اللهم إنك مبدع ................لجميع مافي الكون دون تفرق
أبدعت كل الكائنات بدقة...............وأتى الصباح ببهجة وتألق